السياسة ـ عمر البردان: بعدما اقتنعت باستحالة الاستمرار بمعادلة (أزعور ـ فرنجية)، فإنه لم يكن مستغرباً أن تدعو باريس المسؤولين اللبنانيين إلى البحث عن خيار ثالث لحل أزمة الانتخابات الرئاسية، وفق ما قاله المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان الذي لوح بسيف العقوبات على المعطلين مجدداً، باعتبار أنه ثبت للوسيط الفرنسي صعوبة نجاح مبادرته، ما جعل الملف الرئاسي يزداد تأزما في ظل إصرار كل فريق على مواقفه.
وفي وقت نعي رئيس مجلس النواب نبيه بري مبادرته كنتيجة حتمية لرفض المعارضة والبطريركية المارونية للحوار الذي دعا إليه، وبعدما وصلت الأمور إلى الحائط المسدود، فمن الطبيعي أن يدرك الفرنسيون، أن المخرج لهذه الأزمة يكمن في البحث عن الخيار الثالث الذي تتركز عليه محادثات الموفد القطري جاسم بن فهد غير العلنية مع المسؤولين والقيادات اللبنانية، في إطار تهيئة الأجواء أمام مساعي الدوحة للوصول إلى مبتغاها.
وفيما لا يستبعد المراقبون ذهاب الأطراف اللبنانية إلى مؤتمر “دوحة 2″، على غرار”دوحة 1” الذي أفضى إلى انتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية في العام 2008، فإن مصادر لبنانية معارضة، رأت أن الموقف الفرنسي المستجد يعزز دور الوساطة القطرية التي انطلقت من الأساس، نحو الخيار الثالث الذي من شأنه الحصول على أكبر دعم من جانب المكونات السياسية، مشددة على أن المطلوب من الفريق الآخر أن يستجيب للتطور الجديد في المقاربة الفرنسية، ويعمل على طي صفحة مرشحه فرنجية، وإلا فإن الدول العربية والاجنبية ستشهر سيف العقوبات على المعطلين، وعندها لن ينفع الندم.
وفي هذا الإطار، كان اللافت اللقاء الذي جمع في الرياض، أمس، المستشار في مجلس الوزراء السعودي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى لبنان وليد بخاري، مع الموفد الفرنسي لودريان، حيث جرت مناقشة تطورات الملف اللبناني، فيما قال الرئيس بري، إنه لم يكن يومًا إلا متعاوناً مع أي مبادرة خارجية، مضيفاً لـ”الجديد”، أنه تعاون مع الموفد الفرنسي وسهّلت مهمته، ويتعاون الآن مع القطري.وكشف بري، أن الموفد القطري يطرح مجموعة أسماء وليست محصورة باسم معين. وعن كلام لودريان عن الخيار الثالث قال، “هيدي قيمة الحوار”، مشدداً على ان مرشّحنا سليمان فرنجية. وحتى الآن ما في خطة بديلة.
وفيما لفت عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة، إلى أن هناك شعوربفائض القوة عند حزب الله في حين أنّ الأمور لم تعد هكذا سواء إقليمياً أو محلياً، بينما يرخي ملف النازحين بثقله على الوضع، يشكل تعليم النازحين السوريين قنبلة موقوتة، حيث تتدفق أعداد جديدة للالتحاق بالمدارس الرسمية والخاصة، مستفيدة من دعم الجهات المانحة. وفي آخر إحصاء للسوريين النازحين في عمر المدرسة بين 3 و17 سنة أكدته مصادر متقاطعة من مفوضية اللاجئين واليونيسيف، فإن عددهم يتجاوز 700 ألف، يتوقع أن يتم استقطاب نصفهم في المدارس، أي نحو 350 الفاً، بعدما كان العدد لا يتجاوز 267 ألفاً العام الماضي.
الوسم: الوساطة
ما مصير جهود الوساطة في النيجر؟
تجمدت جهود الوساطة في النيجر بعد أن رفض قادة انقلاب يوليو/تموز استقبال بعثة دبلوماسية أخرى، وناشد الحلفاء المجاورون، الذين يدعمون الانقلاب المسلح، الأمم المتحدة منع التدخل العسكري.
ورفض المجلس العسكري في النيجر دخول وفد مشترك من الدول الأفريقية والأمم المتحدة الثلاثاء، مقاوما ضغوطا للتفاوض قبل انعقاد قمة الخميس لمناقشة إمكانية استخدام الكتلة الإقليمية الرئيسية، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، القوة.
وقلصت هذه الخطوة الآمال في التوصل إلى حل دبلوماسي للأزمة، التي تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة الساحل بغرب أفريقيا – وهي واحدة من أفقر دول العالم التي تتعامل بالفعل مع سلسلة من الانقلابات وتمرد إسلامي قاتل.
وطالبت الجارتان، مالي وبوركينا فاسو، اللتان يحكمهما أيضا مجلسان عسكريان، مجلس الأمن الدولي في رسالة الثلاثاء بمنع أي عمل مسلح ضد النيجر، قائلة إنه سيكون له عواقب “لا يمكن التنبؤ بها”، وسيؤدي إلى تفكك المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.
وجاء في الرسالة التي وقعها الجانبان أن “الحكومتين الانتقاليتين لبوركينا فاسو وجمهورية مالي تناشدان مجلس الأمن … استخدام جميع الوسائل المتاحة له لمنع العمل المسلح ضد دولة ذات سيادة”.
وقالت الدولتان إنهما ملتزمتان بإيجاد حلول من خلال الدبلوماسية والتفاوض، لكنهما لم يقدما تفاصيل.
وسبق أن تعهدت مالي وبوركينا فاسو بالدفاع عن النيجر إذا تدخلت الكتلة الإقليمية، قائلتين إنهما سيعدان ذلك إعلان حرب عليهما.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في وقت متأخر يوم الثلاثاء إنه تحدث إلى رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم للتعبير عن الجهود المستمرة لإيجاد حل سلمي للأزمة.
ونشر على منصة التواصل الاجتماعي إكس، المعروفة سابقا باسم تويتر “تكرر الولايات المتحدة دعوتها إلى الإفراج الفوري عنه وعن أسرته”.
ومازال بازوم معتقلا في منزله منذ انقلاب 26 يوليو/تموز.
عقوبات جديدة
وفرض الرئيس النيجيري ورئيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، بولا تينوبو، مزيدًا من العقوبات الثلاثاء بهدف الضغط على الكيانات والأفراد الضالعين في عملية الاستحواذ على السلطة، وقال إن جميع الخيارات لا تزال مطروحة على الطاولة.
وقالت الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إن استخدام القوة سيكون الملاذ الأخير إذا لم يتنح الجنود ويطلقوا سراح بازوم.
واتفق قادة دفاع الكتلة على خطة عمل عسكرية محتملة، من المتوقع أن يدرسها رؤساء الدول في قمتهم في العاصمة النيجيرية أبوجا.
حركة مقاومة لاستعادة بازوم
وأعلن وزير الدولة السابق في النيجر، ريسا آغ بولا، الثلاثاء إنشاء حركة مقاومة للقتال من أجل إعادة محمد بازوم المخلوع إلى منصبه، بحسب بعض وسائل الإعلام الخاصة.
وقال بولا، في بيان تداولته مواقع التواصل الاجتماعي، إن مجلس المقاومة من أجل الجمهورية “سيعمل على إعادة النظام والشرعية الدستورية والرئيس بازوم محمد بكامل مهامه”.
وحث الجيش على “احترام قسمه واحترام الشعب لوضع حد للتمرد”.
وحض الجيش، “دون تأخير”، على اعتقال زعيم المجلس العسكري الجنرال عبد الرحمن تشياني.
وقال زعيم المجموعة المتمردة السابق بجبهة القوى من أجل الإصلاح إنه “سيتخذ جميع الوسائل اللازمة للقضاء على هذه الممارسة الغادرة المتمثلة في التشكيك في خيارات الشعوب من قبل جنود منحرفين وغير مسؤولين”.
وقال إن “مجلس حقوق الإنسان يدعو جميع أصحاب النوايا الحسنة إلى بذل قصارى جهدهم لاستعادة الشرعية والنظام الجمهوري في النيجر ودعمها في المعركة التي تخوضها”.
وقال الوزير السابق إن حركته تدعم جهود المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، المدعومة من الغرب للتدخل العسكري وضمان عودة النظام الدستوري في النيجر.
وكان بولا قد قاد تمردا للطوارق بين عامي 1991 و 1995 قبل أن يعين وزيرا في حكومة الرئيس إبراهيم باري مايناسارا في عام 1997. وفي عام 2004 اعتقل وسجن لوفاة مسؤول في الحزب الحاكم.
وأُطلق سراحه في 2005 وهرب إلى فرنسا حيث نسق أنشطة المعارضة وأطلق لاحقا جبهة التحرير الفيدرالية لمحاربة نظام مامادو تانغا وعُيِّن لاحقا وزيرا في حكومة محمدو يوسفو في عام 2016. وأعيد تعيينه وزيرا في عام 2021 في عهد بازوم المخلوع.
كتبت صحيفة “نداء الوطن” تقول: مع وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، انتهى عملياً مفعول رسائل “الترغيب والترهيب” التي عامت على سطح التصريحات والمواقف الإعلامية منذ لحظة مناشدته زيارة لبنان “على وجه السرعة” للبحث في مسألة وصول السفينة اليونانية لاستخراج الغاز من حقل “كاريش”، ليبدأ الغوص تالياً في خطوط الترسيم البحري انطلاقاً مما سيبديه الجانب اللبناني الرسمي أمامه من مرونة في مقاربة ملف المفاوضات الحدودية على أساس معادلة: “أعطونا قانا وخذوا كاريش”.
وعشية جولة محادثاته الرئاسية المكوكية، بين قصر بعبدا وعين التينة والسراي الكبير، استهل هوكشتاين عملية “التنقيب” في مستجدات الموقف اللبناني الرسمي من خلال سلسلة لقاءات استكشافية استهلها من المديرية العامة للأمن العام حيث اجتمع مع اللواء عباس ابراهيم، مروراً بوزارة الطاقة حيث ناقش ملف استجرار الكهرباء إلى لبنان من الأردن ومصر عبر الأراضي السورية، وصولاً مساءً إلى الرابية حيث أولم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب على شرف الضيف الأميركي لإضفاء طابع الود والمودّة على أجواء الزيارة تمهيداً لإنجاح المساعي الهادفة إلى استئناف مفاوضات الترسيم مع إسرائيل انطلاقاً من إحداثيات الخط 23.
وإذ نقلت مصادر مطلعة على أجواء مأدبة عشاء بو صعب أنّها شهدت “نقاشات إيجابية ومثمرة باتجاه تأكيد الرغبة المتبادلة في تفعيل الوساطة الأميركية لإنجاز ملف الترسيم البحري في جنوب لبنان”، نبّهت أوساط ديبلوماسية مواكبة لهذا الملف إلى ضرورة أن يغتنم المسؤولون اللبنانيون الفرصة السانحة راهناً بوصفها “الفرصة الأخيرة لإنجاح الوساطة الأميركية ونزع فتيل أي مواجهة محتملة على الجبهة الحدودية مع إسرائيل”، موضحةً أنّ “المعنيين على ضفتي الحدود يؤكدون رغبتهم بتجنب الصدام، لكن تبقى العبرة بترجمة النوايا غير الصدامية للحؤول دون أي انزلاقة غير محسوبة العواقب والتداعيات ليس فقط على لبنان وإسرائيل إنما على المنطقة برمتها”.
ورأت الأوساط نفسها أنّ “الإدارة الأميركية راغبة فعلاً بمساعدة لبنان على ترسيم حدوده البحرية مع إسرائيل لكنها لن تقبل بأن تخضع وساطتها لعملية استنزاف مستمرة في الوقت والجهد، خصوصاً وأنّ مبعوثها الخاص لهذه المهمة سبق أن قدّم طرحاً مكتوباً للجانب اللبناني حول تصوّره لحل النزاع الحدودي البحري مع الجانب الإسرائيلي لكن الأمور بقيت تراوح مكانها دون تلقيه أي موقف لبناني موحد إزاء هذا الطرح، إلى أن أعادت الإجراءات الإسرائيلية الميدانية عند حقل “كاريش” تحريك المياه الراكدة في ملف المفاوضات ما استدعى استعجال المسؤولين اللبنانيين المساعدة الأميركية لاستئناف عملية التفاوض”، مشددةً على أنّ “المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل مزيداً من المراوحة والضبابية في المواقف لأنّ عامل الوقت أصبح ضاغطاً خصوصاً وأنه لم يعد يفصل إسرائيل عن البدء بعملية استخراج الغاز سوى أسابيع قليلة، بينما لبنان لا يزال في بداية رحلة طويلة من التنقيب والاستكشاف قبل الوصول إلى مرحلة الاستخراج”.
وكان رئيس الجمهورية ميشال عون قد أكد أمام زواره أمس عزم لبنان على إعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل لترسيم الحدود البحرية الجنوبية عبر الوساطة الأميركية، لافتاً إلى أنّه “سيتم إبلاغ السفير هوكشتاين بموقف لبناني موحد حيال الطروحات المقترحة لاستئناف المفاوضات بما يحفظ حقوق لبنان في ثروته الغازية والنفطية”. لكنه ومقابل الإشارة إلى أنّ توقف هذه المفاوضات أتى “بعد رفض العدو الاسرائيلي الاقتراح اللبناني باعتبار الخط 29 خطاً تفاوضياً ورفض الجانب اللبناني للخط الاسرائيلي رقم 1 وخط هوف” الأميركي، رمى عون كرة المسؤولية في عدم اعتماد لبنان رسمياً إحداثيات الخط 29 لترسيم الحدود البحرية في ملعب مجلس الوزراء الذي لم يقرّ “الموافقة على اعتماد هذا الخط لإحالته إلى مجلس النواب وفقاً للأصول”.
حكومياً، وبمعزل عن تأكيداته المتكررة أمام الموفدين الدوليين والبعثات الدبلوماسية بأنّ مسار الاستحقاقات الدستورية سيُستكمل بعد إنجاز الانتخابات النيابية من خلال الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة الجديدة، لا يزال رئيس الجمهورية “يماطل” في الدعوة إلى إجراء هذه الاستشارات وفق تعبير مصادر نيابية “تارةَ بحجة استكمال انتخابات رئاسة ومكتب ولجان المجلس النيابي، وتارةً بحجة انتظار تشكيل الكتل والتكتلات النيابية، واليوم بذريعة الانشغال بزيارة الوسيط الأميركي لترسيم الحدود، بينما الغاية الحقيقية من وراء هذه المماطلة اختزلها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل خلال مقابلته المتلفزة الأخيرة بالإفصاح صراحةً عن مطلب اتضاح الشخصية التي سيصار إلى تكليفها تشكيل الحكومة سلفاً قبل توجيه عون الدعوة للاستشارات”.
وفي هذا السياق، لفتت المصادر إلى أنّ “باسيل يعود كما درجت العادة عند الاستحقاقات الحكومية إلى تسخير الصلاحيات الرئاسية لصالح تحسين شروطه التفاوضية في عمليتي التكليف والتأليف، وهذه المرة يسعى لقطع الطريق أمام إعادة تسمية الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة العتيدة لا سيما وأنه يدرك أنّ الأكثرية النيابية مؤمنة لتكليف ميقاتي، ويسعى بالتالي للاستفادة من الفترة الزمنية الفاصلة عن الدعوة المرتقبة للاستشارات الأسبوع المقبل لتحصيل مكاسب معينة في البازار الحكومي”، لكنّ المصادر أكدت في المقابل أنّ ميقاتي “مش مستعجل” ولا يبدو في وارد “الخضوع لأي ابتزاز ولا إلى تقديم أي تنازلات أو تعهدات مسبقة لاستعجال تكليفه”.
يترقب لبنان وصول الوسيط الأميركي لملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين أواخر الأسبوع الحالي ليطلع على ما يحمله من مبادرات لحل النزاع الحدودي، وسط تمسك لبناني بالوساطة الأميركية وبالجهود الدبلوماسية لتجنب التوتر وتطويق أي تصعيد على حدوده الجنوبية.
ووصلت سفينة تديرها شركة «إنرجين» ومقرها لندن يوم الأحد الماضي إلى حقل غاز يقول لبنان إنه يقع ضمن المياه المتنازع عليها. وتقول إسرائيل إن حقل كاريش الذي يبعد نحو 80 كيلومتراً غربي مدينة حيفا جزء من منطقتها الاقتصادية الخالصة. وقالت إسرائيل أول من أمس الاثنين إن الخلاف «قضية مدنية» يتعين حلها دبلوماسياً بوساطة أميركية.
وتحرك لبنان على خط دعوة الوسيط الأميركي إلى بيروت لمعالجة التطورات الناشئة. وأكد رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمس أن هوكشتاين سيزور لبنان الأحد أو الاثنين للبحث في ملف ترسيم الحدود البحرية.
كذلك، أعلنت الرئاسة اللبنانية أمس، أن الرئيس ميشال عون تابع الاتصالات الجارية لمعالجة التطورات التي استجدت بعد التحركات البحرية التي تقوم بها سفينة وحدة إنتاج الغاز الطبيعي المسال Energean Power قبالة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها. وأفادت بأن الوسيط الأميركي «سيصل إلى بيروت خلال نهاية الأسبوع الجاري أو بداية الأسبوع المقبل، بناء على طلب الجانب اللبناني للبحث في استكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية والعمل على إنهائها في أسرع وقت ممكن». وقالت إن عون تلقى تقارير من قيادة الجيش حول تحركات السفينة قبالة المنطقة الحدودية البحرية.
وبدا أن اعتماد الحل الدبلوماسي عبر تفعيل الوساطة الأميركية، يهدف إلى سحب فتيل التوتر الذي نشأ عقب وصول سفينة الإنتاج إلى حقل كاريش. وقالت مصادر لبنانية على صلة مباشرة بالملف، إن الحل الدبلوماسي على قاعدة حصول لبنان على كامل حقوقه، هو المدخل الوحيد لسحب فتيل النزاع، مشيرة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن التوتر «لا يزال قائماً طالما أن هناك ادعاءً إسرائيلياً بحق مزعوم في المنطقة الاقتصادية الخاصة بلبنان»، مشددة على أنه «ليس لبنان هو المعتدي، بل إسرائيل هي التي تعتدي على المنطقة الاقتصادية اللبنانية».
ونفت المصادر اللبنانية معرفتها ما إذا كان هوكشتاين يحمل حلاً كاملاً معه في الزيارة المرتقبة الأحد المقبل، قائلة: «كان هناك إصرار على استعجال زيارته لأن الأمور سيئة، ومن الضروري أن يستأنف مهامه كوسيط بين الطرفين»، علماً بأن الدعوة اللبنانية قابلتها دعوة إسرائيلية أيضاً عبّر عنها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أول من أمس الاثنين بالقول إن النزاع مع لبنان «هو قضية مدنية سوف يتم حلها دبلوماسياً بوساطة أميركية».
وقالت المصادر اللبنانية: «لا شيء محسوم حتى الآن حول ما سيحمله هوكشتاين، والثابت الوحيد هو اتفاق الإطار الذي أعلنه الرئيس بري في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) 2020، وينص على ترسيم الحدود البحرية وتحديد كل طرف لمياهه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخاصة به»، مشددة على أن اتفاق الإطار «هو الصيغة والآلية الوحيدة المتوفرة لترسيم الحدود وحل النزاع».
وجدد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي التأكيد «أن الدولة اللبنانية تتابع معطيات هذا الملف السيادي بامتياز الذي تجري معالجته بالطرق الدبلوماسية للخروج بنتائج إيجابية، وتحرّك المفاوضات غير المباشرة مجدداً». وشدد على «أهمية إبعاد هذا الملف عن السجالات الداخلية والحسابات السياسية، كونه ملفاً يخص جميع اللبنانيين، ويحفظ حقوق لبنان في مياهه وثرواته الطبيعية واستقراره»، وذلك في أعقاب نقاشات ودعوات للسلطة التنفيذية لتوقيع التعديلات على المرسوم رقم 6433 الذي أودعه لبنان في الأمم المتحدة في عام 2010، وينص على أن تكون النقطة البحرية رقم 23 هي نقطة الحدود اللبنانية، بينما ينص المعدل على أن تكون النقطة 29 هي الحدود البحرية الرسمية ما يوسع مساحة النزاع إلى 2290 كيلومتراً بدلاً من 860 كيلومتراً.
وتصاعدت التجاذبات السياسية خلال الأيام الثلاثة الماضية على خلفية الدعوة لتوقيع المرسوم المعدل، حيث شهدت البلاد اصطفافات سياسية، علماً بأن الحقل الذي تنوي إسرائيل الإنتاج منه في الربع الثالث من هذا العام، بدأت مسار استكشافه وتطويره والتنقيب فيه قبل ثماني سنوات.
وبرزت تقديرات لبنانية أمس بأن لبنان أمام حلّين يتمثلان في الاختيار بين خطّ هوف (الذي يقسم المنطقة المتنازع عليها بمساحة 860 كيلومتراً بين الطرفين) وخط هوكشتاين (الذي يقضم مساحة 20 في المائة من المساحة التي يعتبرها لبنان حقه).
لكن مصادر لبنانية مواكبة للملف أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن «خط هوف انتهى منذ زمن طويل بعد طرحه من قبل الموفد الأميركي فريدريك هوف في عام 2012»، مضيفة أن مبادرة هوكشتاين «تمت مواجهتها بموقف لبناني موحد على إثر اللقاء الذي جمع الرؤساء عون وبري وميقاتي في 18 مارس (آذار) الماضي ودعوا الوسيط الأميركي لمعاودة نشاطه وفق اتفاق الإطار»، مشددة على أن لبنان متمسك بحقوقه كاملة.
وتدعم الأمم المتحدة الدعوة اللبنانية لاستئناف المفاوضات الدبلوماسية، حيث أكدت أمس أنها تشجع لبنان وإسرائيل على حل أي خلافات بينهما عبر المفاوضات. وأوضحت المنظمة أنها أخذت علماً بوصول سفينة تخزين وتفريغ عائمة أول من أمس الأحد إلى حقل كاريش للغاز الطبيعي، لبدء إنتاج الغاز لصالح إسرائيل في منطقة بحرية متنازع عليها مع لبنان.
ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن ستيفان دوجاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام أنطونيو غوتيريش قوله: «إننا نتابع الوضع عن كثب ويوانا فيرونتسكا، المنسقة الخاصة للبنان، على اتصال مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى فيما يتعلق بهذه المسألة». وأضاف: «يجدر التأكيد على أننا نشجع كلاً من إسرائيل ولبنان على حل أي خلافات عبر الحوار والمفاوضات».
وأكد دوجاريك أنه عندما تم إطلاق اتفاق الإطار بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، الذي أعلن عنه في أكتوبر 2020، قال الأمين العام غوتيريش في ذلك الحين إن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بالكامل بدعم العملية «كما طلبت الأطراف وفي حدود قدرتنا وتفويضنا».
كذلك، تدعم الولايات المتحدة استئناف التفاوض. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في إفادة إعلامية الاثنين إن التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية ممكن «إذا تفاوض الجانبان بحسن نية وحققا فائدة للبلدين. ولتحقيق هذه الغاية، ندعم بشدة الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق يعود بالنفع على الجانبين».
الشرق الاوسط – نذير رضا
ورشة تدريبية حول تقنيات الوساطة والتفاوض تابعها عسكريون من مديرية التعاون العسكري – المدني CIMIC بالتعاون مع جمعية LAMAC وبتمويل من مؤسسة KONRAD ADENAUER
ولي العهد السعودي يعرض على الرئيس الروسي الوساطة مع أوكرانيا
الكرملين: إسرائيل عرضت الوساطة لعقد مباحثات مع أوكرانيا
كتبت صحيفة ” الخبار ” تقول : حتى إشعار آخر، تعمل الحكومة بـ”المفرد”. كل وزير يقوم بعمله في وزارته، ورئيس الحكومة يجتمع بمن يريد منهم، فرادى أو أكثر. ولكن لبنان من دون قرار دستوري وفق صيغة ما يصدر عن “مجلس الوزراء مجتمعاً”، لأن اجتماع الحكومة دونه شروط كبيرة. فبعد أزمة أداء المحقق العدلي في انفجار المرفأ طارق البيطار، جاءت مجزرة الطيونة لتزيد من تعقيد الموقف، قبل أن تحط على الجميع الأزمة التي افتعلتها السعودية ضد لبنان، وتريد من الحكومة علاجاً لها.
عملياً، ما فعله الرئيس نجيب ميقاتي منذ عودته من بريطانيا لم يتجاوز سقف الكلام. فعلياً، يدرك الجميع، وفي مقدمهم السعودية نفسها، أن الرئيس ميقاتي غير مرتاح إلى قرارات الرياض ولا إلى أسلوب تعاملها معه شخصياً أو مع حكومته. وهو خبر هذا الأمر منذ الحكومة الماضية حتى الحكومة الحالية وما بينهما. لكن الرئيس ميقاتي ليس من صنف الزعامات التي تتحمل مشكلة بهذا الحجم، لذا ينسحب إلى الخلف، ويطلب المساعدة من كل من يمكنه المساعدة.
في بيروت، هناك فريق سياسي يضمّ جماعة السعودية يريد من الحكومة إما الاستقالة أو إقالة وزير الإعلام جورج قرداحي وإعلان الحرب على المقاومة. وهذا الفريق لا يمتلك القدرات التي تجعله قادراً على قلب الطاولة.
مسيحياً، يرفع البطريرك الماروني بشارة الراعي، كما المطران الياس عودة، الصوت من أجل تضحية ما. لكن الرجلين ينسيان أن “المطلوب رأسه” لم يرتكب جرماً. يقر الراعي وعودة بذلك، لكنهما يقبلان التنازل أمام السعودية. ودرزياً، لا يعرف وليد جنبلاط كيف يتعامل مع الأزمة. فهو نفسه غير مقتنع بالاستراتيجية السعودية، لكن لا يمكنه مجاراة خصومها في لبنان. أما سنياً، فإن المواقف والتصريحات العالية السقف لا تنعكس حرارة تطالب بها السعودية كل شيخ أو رئيس حزب أو وزير أو نائب أو جمعية أو عشيرة. بينما يأخذ الرئيس نبيه بري مسافة من الحدث، لكنه لا يكسر التوافق الشيعي على رفض مطالب السعودية التعجيزية.
ما حصل حتى الآن هو الآتي:
- تكرار الرئيس ميقاتي محاولاته مع البطريرك الماروني ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية والوزير قرداحي لدفع الأخير إلى الاستقالة، وإزاء رفض ذلك، بحث في إمكانية انعقاد مجلس الوزراء للتصويت على الإقالة. لكنه ووجه برفض فرنجية وحزب الله بشكل رئيسي، وتحفظ من آخرين بينهم الرئيس بري وحتى الرئيس ميشال عون الذي يخشى انفجار الحكومة.
- محاولة جديدة من ميقاتي لتأمين نصاب لجلسة حكومية من خلال تواصله مباشرة مع عدد من الوزراء لسؤالهم عن التزامهم حضور أي جلسة يدعو إليها، ومن هؤلاء وزير الاتصالات جوني قرم، باعتباره من الكتلة نفسها التي اختارت قرداحي وزيراً. وكان قرم واضحاً في أنه لن يأخذ القرار بمفرده وعليه العودة إلى مرجعيته.
- حديث نادي رؤساء الحكومة السابقين بعضوية الوحيدَين: فؤاد السنيورة وتمام سلام عن ضرورة إقدام ميقاتي على خطوة ما. فيما لم تُسمع كلمة من الرئيس سعد الحريري الغارق في صمته السياسي. ويعرف ميقاتي أن سلام لا يغرّد منفرداً ولا يقبل قراراً من دون إجماع، كما أن ميقاتي، وإن كان يرفض الاعتراف بالرئيس حسان دياب، إلا أنه يعرف أن الأخير صار عضواً حكمياً في نادي رؤساء الحكومات السابقين كما هي الحال مع الرئيس سليم الحص. بالتالي، فإن هذه “المؤسسة” لا تفيد في جعل ميقاتي يقدم على خطوة بناء على ما يصدر عن السنيورة.
- تأكيد الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والكويت أنه لا يمكن الحديث مع السعودية قبل قيام لبنان بمبادرة ما. وعندما اقترح ميقاتي على نظيره الكويتي أن يزور وزير الخارجية عبدالله بوحبيب الكويت طالباً وساطتها، على أن يعود مع نظيره الكويتي إلى لبنان، كان الجواب بأن الكويت غير قادرة على إقناع الرياض بأي حوار، وأنه يفترض تقديم “بادرة حسن نية” تتمثل في استقالة قرداحي أو إقالته.
- يعجز ميقاتي عن إقناع الثنائي الشيعي بالعودة إلى مجلس الوزراء من دون حل قضية المحقق العدلي فيما يطالبهما بقص رأس حليف لهما هو الوزير قرداحي ومرجعيته المتمثلة بفرنجية. فيما لا يجد رئيس الحكومة استقالته أمراً مناسباً، ليس فقط لأنه لا يقبل مقايضة موقعه بموقع وزير فحسب، بل لأنه، كما قرداحي، يعرف أن الاستقالة لن تفيد بشيء، ولن تصالحه مع السعودية، ولن تغير من سياستها ضد لبنان.
كل الطبقة السياسية ومعها المراجع الرسمية تنتظر عودة الرئيس نجيب ميقاتي، لترى ما في جعبته من حلول لتعقيدات المعضلة بين المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج ولبنان، الذي يقع تحت تأثيرات الضغوطات الإقليمية، لا سيما الإيرانية، وسط سؤال مشروع: ماذا في جعبة المسؤولين عن الأزمة التي نشبت على خلفية مواقف، لا تخدم مصلحة لبنان، أعلن عنها وزير الإعلام جورج قرداحي، عن وعي أو عن غير وعي، بوطأة تأثيراتها السلبية على لبنان.
وكأن لقاءات الرئيس ميقاتي على هامش قمّة غلاسكو لقمة المناخ، والتي مثل فيها لبنان، وحدها التي تحمل حلولاً سحرية لازمة خطيرة، معروفة الأسباب التي أدّت إلى استفحالها، أم ان رمي الكرة إلى رئيس الحكومة هو اسهل السبل لتبرئة ساحة المعنيين بالمشكلة اساساً. وحسب المعلومات، فإن الرئيس ميقاتي سيزور بعبدا اليوم للقاء الرئيس ميشال عون، على ان يزور في وقت واحد الرئيس نبيه برّي.
واستبعدت المصادر، بحسب “اللواء”، ان يتبلور اي حل سريع للازمة مع استمرار الخلاف والإنقسام السياسي على اقالة وزير الاعلام جورج قرداحي، او اقناعه بالاستقالة الطوعية، لنزع فتيل الازمة التي تسببت بها مواقفه ضد المملكة، في حين توقعت المصادر ان تحتاج الاتصالات والمشاورات للتفاهم على الحل المطلوب، مزيدا من الوقت اللازم لتحقيق هذا الهدف، ونقلت المصادر عن اوساط نيابية، ان الرئيس بري الذي التزم الصمت تجاه الازمة، ينتظر ما يحمله ميقاتي بجعبته من نتائج وافكار، يحبذ التزام التهدئة وتبريد الاجواء، واستيعاب تداعيات المواقف السلبية الصادرة، وبعدها يمكن اعادة تحريك الاتصالات الديبلوماسية وتوسيع مروحتها، تمهيدا لاعادة الحرارة للاتصالات الديبلوماسية مع دول الخليج لبحث سبل الحل لها.
وأوضحت مصادر سياسية واسعة الاطلاع لـ”اللواء” ان الرئيسين عون وميقاتي سيتشاوران حول الخطوة السياسية، وفق الإطار المؤسساتي، معربة عن ضرورة معالجة الأمر، ضمن الأصول وبسرعة.. مشيرة إلى ترقب لما ستؤول إليه الوساطة القطرية. ولكن حتى مساء أمس لم يكن تحدد موعد لزيارة الوزير القطري الشيخ محمّد عبد الرحمن آل ثاني. واوضحت هذه المصادر أن دعوة مجلس الوزراء إلى الانعقاد تبقى من ضمن الخيارات المطروحة شرط أن تتوفر مقومات نجاحه فلا تظهر النتيجة مثل المثل القائل «بدل ما يكحلها عماها». وأفادت انه يفترض أن تسبق هذا الاجتماع سلسلة اتصالات داخلية من أجل تظهير الموقف الذي يجب أن يحظى بالإجماع ويحفظ الحكومة التي حصل رئيسها على دعم خارجي.
وعلى هذا الصعيد، لم يطرأ ما يفيد بعودة جلسات مجلس الوزراء بعد ارتياب وزراء أمل وحزب الله بالمحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار، وسيكون هذا الموضوع أيضاً مدار بحث بين عون وميقاتي وكل من أمل وحزب الله.
رأت صحيفة “وول ستريت جورنال” في تقرير تحليلي لها بأن جهود الوساطة مع الأمير حمزة ربما تعثرت، بعد تسريب تسجيل صوتي له مع رئيس أركان الجيش الأردني، يوسف الحنيطي.
وقال نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية، أيمن الصفدي للصحيفة، إن سلطات البلاد حيدت ما قالت إنه تهديد متزايد يمثله الأمير حمزة، الذي انتقد حكومة أخيه غير الشقيق الملك عبد الله.
وأضاف الصفدي: “فيما يتعلق بالتحركات والتهديدات التي يمثلونها، تم احتوائها بالكامل وتحت السيطرة”.
وأشار الصفدي إلى أن الأمير حمزة لم يشكل تهديدا فوريا، موضحا أن القوات الأمنية الأردنية ردت على الجهود التي لاحظتها من الأمير حمزة بهدف إذكاء السخط الشعبي على الاقتصاد الأردني المتدهور وتقديم نفسه كحاكم بديل، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وقال نائب رئيس الوزراء الأردني إن أنشطة الأمير كانت تهدف إلى زعزعة استقرار البلاد حتى يتمكن من “ركوب موجة ذلك، كان يعتقد أن هذا الخلاف سيساعده في تحقيق هذه المهمة”.
وأضاف الصفدي، حسب الصحيفة الأمريكية، أن “الجداول الزمنية واللوجستيات جرت مناقشتها لمثل هذه الحملة التي لم تصل إلى حد الانقلاب”.
لكن تسجيلا صوتيا تم تسريبه أثار تساؤلات جديدة حول رواية الحكومة، وربما يكون قد أدى إلى تعقيد جهود الوساطة من قبل الأمراء الكبار، الذين كان من المتوقع أن يحسموا مواجهة على رأس النظام الملكي الأردني، الذي عادة ما يكون سريا.
كما أدى أمر حظر النشر الذي أصدرته الحكومة أمس الثلاثاء ضد وسائل الإعلام المحلية، التي تناقش انتهاك العائلة المالكة، أدى إلى تغذية الشعور بأنه لم يتم حله بعد، بحسب ما ذكرته الصحيفة.
وانفجر الخلاف بين الملك عبد الله الثاني والأمير حمزة إلى العلن خلال عطلة نهاية الأسبوع، عندما وضع الأمير فعليا قيد الإقامة الجبرية، ثم اتهمته الحكومة بتقويض الأمن القومي من خلال الاتصال بشخصيات معارضة في الخارج، وكيانات أجنبية، لم يذكر اسمها، بمساعدة مسؤول ديوان ملكي سابق.
ونفى الأمير حمزة ارتكاب أي مخالفات. وامتنع مالك دحلان، المقرب منذ فترة طويلة من الأمير حمزة، عن التعليق على تصريحات الصفدي. ووصف دحلان، وهو وسيط وصديق للعائلة، الحادث في بيان سابق بأنه نتيجة “أفعال خرقاء” من قبل المسؤولين الأردنيين، وأشار إلى قيمة الوساطة وسيادة القانون.
وكان من المتوقع أن تتوصل جهود الوساطة الأسرية، التي تم الكشف عنها يوم الاثنين، إلى قرار بعد أن أصدر الديوان الملكي بيانا، قال إن الأمير حمزة وقعه ويؤكد فيه دعمه للملك الحالي وولي العهد.
وقال شخص مطلع على الوضع إن تلك الجهود تعثرت في البداية، عندما ظهر الصفدي على شاشة التلفزيون الوطني في اليوم السابق ليوجه أقوى الاتهامات ضد الأمير حمزة.
ويوم الثلاثاء، أصبح مصير الوساطة مرة أخرى محل شك من خلال التسجيل الصوتي، الذي قال أشخاص مطلعون على الموقف إنه لقاء يوم السبت بين الأمير حمزة ورئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية، الذي زار قصر الأمير ليطلب منه التوقف عن الاجتماع أو التواصل مع أشخاص خارج عائلته المباشرة، والتوقف عن التغريد. ثم لم يتم ذكر أي مؤامرة لزعزعة استقرار المملكة.
وأقال الملك عبد الله في عام 2004 الأمير حمزة من منصب ولي العهد، وهو المنصب الذي جعله يليه في ترتيب ولاية العرش.
وواجه الملك استياء عاما متزايدا، حيث تكافح الحكومة لاحتواء جائحة فيروس كورونا والحد من تأثيرها على اقتصاد يعتمد على السياحة والاستثمار الأجنبي.
في غضون ذلك، حافظ الأمير حمزة على دعم شعبي واسع جزئيا، بسبب التشابه الواضح (في الشكل) مع والده الراحل الملك حسين، وهو شخصية مؤسسية في تاريخ الأردن. كما قام الأمير حمزة مؤخرا بزيارات أكثر إلى القبائل الأردنية، وهي قاعدة أساسية لدعم النظام الملكي، بحسب “وول ستريت جورنال”.
واحتجزت قوات الأمن الأردنية حوالي 20 شخصا، بينهم بعض المقربين من الأمير حمزة ، خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقالت السلطات إن أيا منهم لا ينتمي إلى الجيش الأردني.
المصدر: وول ستريت جورنال
AFP
حكومة آبي أحمد ترفض زيارة ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين لإقليم تيغراي للقاء المسؤولين والتوسط لإنهاء الحرب
رفضت حكومة رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد، إجراء أية مفاوضات سلام مع قادة إقليم تيغراي لإنهاء الحرب الدائرة حاليا بين حكومة أديس أبابا وقادة الإقليم.
وأوضح أحد مساعدي رئيس الوزراء الإثيوبي لبي بي سي، أن الحكومة الإثيوبية لن تجلس إلى طاولة حوار مع قادة منطقة تيغراي لإنهاء الصراع هناك.
وقال مامو ميهريتو في تصريحات خاصة: “نحن لا نتفاوض مع مجرمين..سوف نأتي بهم إلى العدالة وليس إلى طاولة المفاوضات”.
ويعني هذا أيضا رفض وساطة أفريقية لإنهاء الصراع، بعد أن تدخل قادة أفارقة للوساطة في إنهاء الصراع وحثوا الحكومة الإثيوبية على لقاء زعماء الإقليم.
وأعلن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، بصفته رئيس الاتحاد الأفريقي، يوم الجمعة، تعيين ثلاثة رؤساء أفارقة سابقين لقيادة المحادثات لإنهاء الصراع.
لكن أديس أبابا رفضت العرض، واعتبرت عمليتها العسكرية في الإقليم مهمة داخلية “لإنفاذ القانون”.
وبحسب تقارير فقد أدت المعارك الدائرة حاليا إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف في الأسابيع الأخيرة. وحذرت الأمم المتحدة من أنها قد تتسبب في أزمة إنسانية.
وسيطرت القوات الحكومية على بلدات رئيسية الأسبوع الماضي، وتقول إنها تستعد لشن هجوم على ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي.
وتعد المعارك الأخيرة أحدث فصول الصراع الطويل والتوتر المتجذر في العلاقات بين جبهة تحرير شعب تيغراي، والتي تمثل الحزب الإقليمي القوي في إثيوبيا، وبين الحكومة المركزية في أديس أبابا.
وتصاعد التوتر مؤخرا بعد إعلان رئيس الوزراء آبي أحمد تأجيل الانتخابات العامة في البلاد يونيو/حزيران الماضي، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
ورفضت جبهة تيغراي التأجيل واعتبرت الحكومة المنتهية ولايتها بأنها غير شرعية، وتعلل هذا بانتهاء تفويض الشعب لرئيس الحكومة ليحكم البلاد.
ورد أحمد بإعلان الحرب على الجبهة في 4 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، متهما إياها بمهاجمة مقر القيادة الشمالية للجيش الإثيوبي في ميكيلي عاصمة الإقليم.
وهي الاتهامات التي رفضتها الجبهة ونفت مهاجمة الجيش.
BBC
جبهة تحرير شعب تيغراي رفضت تأجيل آبي أحمد الانتخابات بسبب كورونا واعتبرت وجوده غير شرعي
ماذا قال مساعد رئيس الوزراء لبي بي سي؟
قال مامو ميهريتو: “إخواننا وأخواتنا الأفارقة سيلعبون دورا أكثر أهمية إذا مارسوا ضغوطا على جبهة تحرير شعب تيغراي حتى تستسلم لذلك، كما تعلمون، لن يحتاج أحد إلى الذهاب إلى تيغراي أو ميكيلي لتوضيح هذه النقطة لهم”.
وأضاف أن الرؤساء السابقين من موزمبيق وليبيريا وجنوب أفريقيا، الذين من المقرر أن يصلوا إلى البلاد في الأيام المقبلة، لن يتمكنوا من زيارة إقليم تيغراي بسبب العملية العسكرية الجارية.
وتعطلت خدمات الاتصالات والنقل على نطاق واسع منذ اندلاع القتال.
ولفت ميهريتو أن الحكومة تبذل “قصارى جهدها” للسماح لوكالات الأمم المتحدة بتقديم المساعدة للناس في تيغراي.
وأعلن الجيش يوم الأحد أنه يخطط للاستيلاء على ميكيلي عاصمة الإقليم وأكبر مدنه.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ديجين تسيجاي، لهيئة الإذاعة الإثيوبية الرسمية: “المراحل التالية هي الجزء الحاسم من العملية، وهو تطويق ميكيلي بالدبابات وإنهاء المعركة في المناطق الجبلية والتقدم إلى الحقول”.
ويضيف التقرير أن قوات الحكومة حذرت المدنيين من استخدام المدفعية في الهجوم.
وأضافت أن قادة جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيغراي لم يستجبوا لطلبات التعليق.
ما مدى سوء الوضع؟
لا تستطيع وكالات الإغاثة الوصول إلى منطقة الصراع، لكنها تخشى أن يكون آلاف المدنيين قد قتلوا منذ اندلاع القتال في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقد عبر بالفعل ما لا يقل عن 33 ألف لاجئ إلى السودان. وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تستعد لاستقبال ما يصل إلى 200 ألف شخص خلال الأشهر الستة المقبلة إذا استمر القتال.
ويوم الجمعة، واجهت جبهة تيغراي اتهامات بإطلاق صواريخ على مدينة بحر دار في منطقة أمهرة المجاورة. وقالت حكومة أمهرة إنه لم تقع إصابات ولم تقع أضرار.
لكن هذا الحادث في أمهرة، التي دخلت في نزاع حدودي طويل مع تيغراي، أثار مخاوف من أن الصراع قد يمتد إلى حرب أوسع بعد إرسال أمهرة قواتها لدعم قوات آبي أحمد.
بينما أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها بشأن تدفق اللاجئين إلى السودان، الأمر الذي قد يزعزع استقرار دولة تدعم بالفعل نحو مليون نازح من دول أفريقية أخرى.
ويُعتقد أن العديد من اللاجئين الذين يصلون إلى السودان هم من الأطفال.
وتقول وكالات الإغاثة إن الوقف الفوري لإطلاق النار سيسمح لها بمساعدة آلاف المدنيين الذين ما زالوا محاصرين داخل إثيوبيا.
وتناشد وكالات الإغاثة العالم بضرورة جمع 50 مليون دولار لتوفير الغذاء والمأوى للوافدين الجدد.
BBC
تيغراي موطن مملكة أكسوم التاريخية ومعظم السكان من المسيحيين الأرثوذكس
خمس حقائق عن إقليم تيغراي
1. كانت المنطقة مقر مملكة أكسوم. والتي أقامت حضارة كانت من إحدى أعظم حضارات العالم القديم، وكانت ذات يوم أقوى دولة بين الإمبراطوريتين الرومانية والفارسية.
2. أنقاض مدينة أكسوم هي أحد مواقع التراث العالمي للأمم المتحدة. يعود تاريخ الموقع إلى ما بين القرنين الأول والثالث عشر الميلاديين، ويضم مسلات وقلاع ومقابر ملكية وكنيسة يعتقد البعض أنها تضم تابوت العهد.
3. معظم السكان في تيغراي من المسيحيين الأرثوذكس الإثيوبيين. تمتد الجذور المسيحية في المنطقة إلى 1600 عام.
4. اللغة الرئيسية في المنطقة هي التيغرانية، وهي لهجة سامية يتحدث بها حوالي سبعة ملايين شخص في جميع أنحاء العالم.
5. يعتبر السمسم من المحاصيل الرئيسية، حيث يتم تصديره إلى الولايات المتحدة والصين ودول أخرى.
في موقف متقدم بعد أيان من المعارك قال رئيس جمهورية أرمينيا منذ قليل لقنتة الجزيرة: مستعدون لقبول .الوساطة الروسية للحوار مع أذربيجان