زار نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم معهد البحوث الصناعيّة بحضور النائب السابق سليم خوري، واطلاع على مختبرات المعهد المتطورة والعالية المعايير المعتمدة عالمياً.
إثر الزيارة، دعا سلوم المعنيين الى “اعتماد مختبرات المعهد للتأكّد من نوعيّة الدواء وجودته، خصوصا في مراحل تسجيل الدواء المستورد أو المصنّع محلياً، فلدينا مختبر متطوّر للتأكّد من نوعيّة الدواء فتفضلوا اعتمدوه”.
وختم: “ليس لدينا من مبرّر لإنشاء مختبر مركزي وتحمّل تكاليفه او التأخير في الشروع بإنشاء الوكالة الوطنيّة للدواء تحت حجّة ان لا مختبر مركزيا لدينا”.
عقد نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلوم، مؤتمراً صحافياً في أودتوريوم نقابة الصيادلة، تحدث فيه عن الدواء المهرب والمزور والعمالة الأجنبية، وتناول مخالفات وتعديات “تقضي على صحة المريض”.
وقال: “إن نقابة صیادلة لبنان، وانطلاقا من دورھا التاریخي الضامن لنوعیة وجودة الدواء، وبالانابة عن كل مریض لبناني حرم من الدواء المدعوم بسبب تھریبھ، وبالانابة عن كل مواطن تعرض لشتى انواع الغش او التلاعب بنوعیة الدواء والمزوّر منھ ما ھدد صحتھ وحیاتھ، وانابة عن سلطة تقاعست في الدفاع عن حق مواطنیھا، وعن صنادیقھا ومداخیلھا، إن عبر ھدر الملایین في الدواء المدعوم المھرب الى الخارج دون ملاحقة، أو عبر الادویة المھربة الى لبنان عبر المرافق الشرعیة والغیر شرعیة دون ان تدفع الرسوم المستحقة علیھا من ارباح الشركات المستوردة للخزینة، ما حرم الدولة اللبنانیة الملایین وھي أحوج ما یكون لكل فلس منھا، إن نقابة صیادلة لبنان، وإنابة عن قطاع ونموذج صحي ینھار بأكملھ، تقدمت بشكوى مسجلة تحت رقم ۷۹۱۸ أمام النیابة العامة الاستئنافیة في بیروت، متخذة صفة الادعاء الشخصي في وجھ كل اشكال تھریب الدواء، والذي یباع عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وقد أحیلت الشكوى على الفور الى محكمة جرائم المعلوماتیة للتحقق”.
واعتبر “أن الامن الصحي في لبنان في خطر، ونموذج لبنان الدواء الجید، ومثلث الصیدلیات، المصانع الدوائیة والمكاتب العلمیة الضامن لسلامة الدواء وصحة المریض یلفظ انفاسھ”. وقال: “4000 صیدلي من أصل قرابة العشرة آلاف إما ھاجر لبنان أو دون عمل. 60 في المئة من المكاتب العلمیة التي من مھامھا مراقبة جودة الدواء وفعالیتھ في الاسواق، والتي تعنى بالتدقیق علیھ والتحذیر من مخاطر محتملة او مضاعفات او سواھا، وتؤمن الدواء الجید في السرعة القصوى، وغیرھا من خدمات وابحاث دوائیة اساسیة للامن الصحي، إما اقفلت نھائیا وانتقلت الى دول مجاورة او قلصّت عملھا في لبنان الى الحد الادنى، واضعة مصیر 1200 صیدلي على المحك، ومعھم حیاة المریض وصورة لبنان ودوره على الخارطة الصحیة العربیة والعالمیة، وھي أولى اضاحي التھریب، والتزویر والتفلت والاستیراد الموازي. 30 في المئة من الادویة التي ھي بمتناول مرضانا وربما اكثر ھي ادویة مھربة، غیر مسجلة في وزارة الصحة، القسم الاكبر مزوّر او یفتقد لادنى معاییر الجودة وسلامة الحفظ، وقد اكدت ذلك عدة تقاریر صادرة عن منظمة الصحة العالمیة ، تحدثت فیھا عن ادویة سرطانیة تحتوي على اخطر انواع البكتیریا وغیرھا من أمور خطیرة. – مستوصفات غیر شرعیة، صیدلیات غیر شرعیة، دكاكین، مواقع تواصل اجتماعي، تتوسع بشكل مطرد، وتحتل شیئا فشیئا الساحة الدوائیة والصحیة في لبنان معرضة حیاة اللبنانیین للخطر”.
وتابع سلوم: “إننا من موقعنا، وتحسسا بالمسؤولیة نجدد الدعوى الى المولجین حمایة حیاة اللبنانیین وصحتھم الاطلاع بمسؤولیاتھم تجاه المرضى وتجاه الوطن. – ندعو وزارة الصحة التي لنا ملء الثقة بھا، وكل التعاون معھا الى ملاحقة كل المخالفات والتعدیات والمضاربات، وعدم اعطاء اي سماح بالاستیراد الموازي الذي یؤثر سلبا على استمراریة المكاتب العلمیة وعلى نوعیة الدواء والخدمات الصحیة في لبنان، سیما بعد رفع الدعم، وتوفر القسم الاكبر من الادویة المرفوع الدعم عنھا بصورة شرعیة. – نناشد وزارة الداخلیة، والاجھزة الامنیة من أمن عام وجمارك وسواھا منع التھریب على الخطین من الداخل الى الخارج (اي المدعوم) والخارج الى الداخل، باستثناء الادویة للاستعمال الشخصي، كما ندعوھا الى مداھمة المخالفین في مراكز غیر شرعیة حفاظا على صحة الموطن. – كما نجدد الدعوة الى وزارة العمل والمحافظین والسلطات المحلیة، منع العمالة الاجنبیة في القطاع الصیدلاني والصحي برمتھ حفاظا على جودة الخدمة الصحیة وحیاة اللبنانیین. إن النموذج الصحي والدوائي لمطلق دولة متحضرة، تحترم مواطنیھا وتقدّس حیاتھم، لا یمكن ان تكون مبنیة على التھریب واللاشرعي، وعلى ضرب النظام الصحي المتماسك فیھا. إلا انني اتوجھ الى اصحاب القرار في المكاتب العلمیة، الى عدم ترك لبنان عند اول منعطف، ھذا اللبنان الذي اعطاكم أفضل ما عنده من صیادلة واطباء وغیرھم من اخصائیین، لبنان سیعود فلا تتركوا الساحة للعابثین بالامن الصحي والطامحین. وأما لصیادلة لبنان، الذین قاسوا ما قاسوا، وعانوا ما عانوا، من فقدان لدواء، ومضاربات غیر مشروعة في كل الاجاھات، إن لا تنجروا مرغمین الى التعامل بالدواء الغیر شرعي، حتى ولو كان القصد من ذلك تأمین الدواء لمرضاكم، إنكم بذلك تمنحون شرعیة للاشرعي، وتساھمون في إعطاء غطاء ومبرر للدواء المھرّب، وتعرضون حیاة مرضاكم للخطر، أیا یكن مصدرھا او مبرراتھا”.
وختم: “اللھم قد بلغنا، حما الله اللبنانیین ولبنان”.
يقول نائب سابق ان مافيات الدواء لا تزال تسرح وتمرح في لبنان وانها تتلاعب ليس فقط بالاسعار بل ايضا بتوفير الدواء او اخفائه الى حين داعيا الى تحرير هذه السوق بشكل نهائي.
علق نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم، في تصريح، على ما تم تداوله “عبر الإعلام عن أسماء لائحة صيادلة من منطقة النبطيّة وقّعت على عريضة لإقفال صيدليات او مستوصفات المرتضى”، وقال: “ان صيادلة لبنان لطالما كانوا الى جانب اعطاء الدواء الجيّد والمجّاني للفقراء، وانّما الخطوة التي اقدموا عليها هي لتصويب مسار تلك المستوصفات، بهدف تحسين خدماتها وان تكون تقديماتها مجانيّة من الدواء ذي النوعيّة الجيّدة ، وليس الهدف أبداً إقفالها”.
أشارت نقابتي الصيادلة ومستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان، الى أن “في ظلّ التّخبّط الحاصل على المستويين الاقتصادي والنقدي في البلد، ونظرًا للتحديات الكبيرة الّتي يواجهها كلّ من المرضى والقطاعات الصيدلانية كافّة في لبنان، اتفقنا، بالتواصل مع وزارة الصّحة العامّة، على آلية تعيد بناء الحدّ الأدنى من مخزون الدواء في الصيدليات، وتسهّل عملية توزيعه وبيعه للمرضى، مع المحافظة على أسعار المبيع بالعملة الوطنية”، لافتة الى أنّ “القطاعات الصيدلانية كانت تتحمّل ولا تزال الجزء الأكبر من الأعباء المالية الناتجة عن انهيار الليرةاللبنانية منذ بدء الأزمة”.
وأكدت في بيان، أنه “سيبدأ الصيادلة والمستوردون المتّفقون على الآلية أعلاه، بتطبيق مفاعيل الإجراءات الجديدة في أسرع وقت ممكن”، داعية “كافة المعنيين الى اتّخاذ الإجراءات المالية والاقتصادية اللازمة لضمان الحد الأدنى من الاستقرار النقدي، حيث أنّ التّقلّبات الحادّة في سعر الصرف تعيق تطبيق أيّ اتّفاق يرتكز على العملة الوطنية، مثل هذا الاتّفاق بين النقابتين”.
اوضح نقيب الصيادلة جو سلوم ان الدواء وان وجد، فأسعاره باتت خيالية ولا قدرة للمواطن على شرائه ولفت سلوم ان أموال الدعم لأدوية الامراض السرطانية غير كافية، واصفاً سياسة الدعم بإبرة البنج التي سرعان ما ينتهي مفعولها.
وفي حديث الى برنامج لقاء الاحد عبر صوت كل لبنان، أشار سلوم الى ازمة تواجهها الصيدليات متمثلة بعدم تسلمها الادوية من الشركات المستوردة بشكل طبيعي، وقال لا قدرة لدينا على الاستمرار. ودعا سلوم الشعب اللبناني الى الضغط على المسؤولين للقيام بواجباتهم بعيداً عن مصالحهم ومصالح احزابهم والتوجه الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية فوراً وتشكيل حكومة والشروع بعملية الإنقاذ لأنّ المواطن أصبح يموت يومياً من الجوع، كما وان نسبة الفقر وحالات الانتحار في ارتفاع دائم.
اعلن نقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم في بيان، أنّه “منذ الأمس توقّفت الشركات والمستودعات عن تسليم الأدوية للصيدليات بسبب إرتفاع الدولار الكبير وعدم صدور مؤشّر عن وزارة الصحّة”.
وأشار الى أنه” لطالما وقف في وجه مطالبة العديد بدولرة الأدوية ، لأنه يعتبر ان الدواء ليس سلعة ، بل هو مادة حياة او موت للمريض ، ومن الإذلال إجبار المواطن او الصيدلي على إستجداء الدولار من صرافي السوق السوداء للحصول على الأدوية. ولكن اذا كان تسليم الأدوية مرتبط بذلك ، فليكن طالما لم يُترك لنا خيار آخر”.
شدد نقيب المالكين باتريك رزق الله على أن “مصير المالكين القدامى برقبة كل قاض رئيس لجنة متخلف عن إصدار قراراته القضائية”. وقال في بيان: “للأسف توفي أمس أحد المالكين القدامى لأنه لم يستطع تأمين مبلغ ٣٠ مليون ليرة لدخول المستشفى بعد مضاعفات نتيحة إصابته المزمنة بمرض السكري. فبدل إيجاراته السنوية لا يتخطى الثلاثة ملايين ليرة بفعل تحريض بعض المحامين والمهندسين للمستأجرين القدامى لعدم تطبيق بعض مواد قانون الإيجارات وتحميل المالك أكلافا مادية يعجز عنها برفع دعاوى قضائية لتطبيق القانون”.
وسأل: “هل المطلوب أن يموت جميع المالكين القدامى كي يرتاح بال أصحاب قلة الضمير من المستأجرين؟ من يتحمل مسؤولية وفاة المالك الذي قضى يوم أمس وهو مقهور على ملكه الذي حرم منه منذ أربعين عاما؟ إلى متى ستبقى الاملاك محتلة يا حضرة القضاة الذين لا تقومون بواجباتكم؟ يا حضرة النواب والوزراء؟ أليست وفاة هذا المالك جريمة موصوفة بفعل حرمانه من بدلات الإيجار وتحويله إلى عاجز عن شراء الدواء وعن الدخول إلى المستشفى؟”
أضاف: “أنتم تتحملون مسؤولية وفاة مالك عاجز عن شراء الدواء. أنتم تتحملون مسؤولية غياب العدالة. أنتم تتحملون مسؤولية استمرار احتلال الاملاك. محامون بلا ضمير يحرضون المستأجرين ضد المالكين كي يغنموا بأموالهم في الدعاوى القضائية وكي يستفيدوا هم من الإقامة في منازل مؤجرة، محتلة ومصاردة”. وختم: “إن لم تخافوا من عدالة الأرض فخافوا من عدالة السماء يا سادة”.
رأى نقيب المالكين باتريك رزق الله في بيان، أنه “مع وصول الدولار إلى عتبة الستين ألف ليرة لبنانية، أصبح إيجار المنزل في السنة لا يتخطى ال 5 دولارات في السكني وغير السكني، لسببين: لأن القضاة رؤساء اللجان القضائية لا يقومون بواجباتهم بإصدار القرارات عن طلبات المستأجرين المستفيدين من الحساب، ولأن مجلس النواب لم يعمد بعد إلى إقرار قانون تحرير الإيجارات غير السكنية حيث يبيع المستأجر وفق سعر الصرف في السوق الموازية”.
وتوجه الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود: “إن خدمة الإيجار في خطر لأن المالكين يتخوفون من التأجير مجددا، فيما المستأجرون بغالبيتهم يملكون بيوتا ويعمدون إلى إقفال البيوت المستأجرة بانتظار انتهاء مهلة التمديد. وهنا نسأل: كيف يعيش المالك؟ كيف يشتري الدواء بإيجار أقل من نصف دولار شهريا؟ كيف يشتري صفيحة البنزين وسعرها يساوي إيجار منزل او محل لأربع سنوات؟ وفي الوقت نفسه نحذر من حصول إشكالات بين الطرفين مع الارتفاع الجنوني في سعر الصرف وعجز المالك عن شراء السلع الضرورية والاساسية لعائلته، وفيما يقف القضاة مكتوفي الايدي امام الظلم اللاحق بالمالك وهم يطبقون بنودا ولا يطبقون أخرى في قانون الايجارات الجديد”.
أوصى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني بضرورة تقليل جرعات مضادات الاكتئاب على مراحل وبمساعدة طبيب مختص.
وقال إن ذلك يساعد في السيطرة على أعراض الانسحاب التي يمكن أن تحدث بسبب الأدوية.
كما نشر المعهد معلومات جديدة توضح كيفية تحسين خدمات الرعاية في مجال الصحة النفسية في إنجلترا وويلز.
وقالت لجنة من الخبراء إن خدمات الرعاية الاجتماعية يجب أن تتفق مع المرضى على خطة العلاج المناسبة.
ويتضمن ذلك تقييم الحالة المرضية وهل يناسبها التوقف عن تناول أدوية، وما هي الفترة الزمنية اللازمة للانسحاب.
كما أوصت اللجنة بضرورة إيلاء اهتمام إضافي للبالغين من خلفيات عائلية تنتمي لأقليات عرقية ممَن يعانون من الاكتئاب.
يأتي ذلك بعد أن أظهرت بيانات نشرتها الهيئة الوطنية للخدمات الصحية البريطانية لعام 2021 أن 57 في المائة من الأشخاص من خلفيات عائلية بريطانية مختلطة أو سوداء أو بريطانية سوداء أو آسيوية أو آسيوية سوداء أكملوا دورة علاج للاكتئاب مقارنة بـ 64 في المائة من الأشخاص من خلفية عائلية بيضاء.
وتنطوي التوصية على ضرورة تقديم خدمات الصحة النفسية بطريقة مناسبة ثقافيا وإزالة حواجز اللغة أيضا.
وتقول الهيئة إن الوصفات الطبية لتناول مضادات الاكتئاب سجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في عام 2022، إذ تناولها 8.3 مليون شخص في إنجلترا.
كما تشير الإحصاءات إلى أن واحداً من كل ستة بالغين، من عمر 16 عاماً وما فوق، في المملكة المتحدة عانى نوعاً من أنواع الاكتئاب في صيف عام 2021، مع بقاء المعدل أعلى مما كان عليه قبل جائحة فيروس كورونا وفرض تدابير الإغلاق.
“لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع”
يرى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية البريطاني أن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب خفيف يتعين أن يخضعوا لعلاج سلوكي أو تمرينات جماعية قبل مناقشة تناولهم أي دواء.
وقال بول كريسب، المسؤول عن توجيهات المعهد: “في كثير من الحالات، يعاني الأشخاص من أعراض الانسحاب، وقد تختلف المدة التي يستغرقونها للتخلص من هذه الأدوية بأمان، وهذا هو سبب الإشادة ببيان لجنتنا المفيد والعملي للانسحاب تدريجيا من هذه الأدوية بمرور الوقت”.
وأضاف: “لكن يجب التأكيد على أنه لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع للتخلص من مضادات الاكتئاب”.
“دوار مستمر”
بدأ جون جونيور، البالغ من العمر 34 عاماً، تناول مضادات الاكتئاب في عام 2017 بعد تشخيص إصابته باكتئاب واضطرابات القلق العام.
ولجأ جون إلى الاعتماد تدريجياً على تناول جرعات من دواء سيرترالين، ويقول إن الدواء “ساعد بالفعل” في كبح الأفكار الانتحارية التي كانت تنتابه.
وعلى الرغم من ذلك وجد أن الآثار الجانبية لا يمكن تحملها.
وقال لبي بي سي: “كنت أعاني من خفقان، وهو عارض جانبي صعب جداً، وكنت أعاني من جميع أنواع الصداع والصداع النصفي والقلق الشديد وأشياء أخرى، وحتى ارتفاع ضغط الدم أيضاً”.
وأضاف: “بعد ذلك وُصفت لي أدوية أخرى في مسعى للتغلب على الآثار الجانبية الإضافية التي كنت أعاني منها”.
وقال: “وصل الأمر بي إلى حد اعتقادي بأنني سأعتمد بشكل كامل على مضادات الاكتئاب”.
وخلال الفترة التي فُرضت خلالها تدابير الإغلاق للحد من انتشار جائحة كورونا، قرر التخلي عن الدواء، على الرغم من عدم استطاعته التواصل مع طبيبه.
وقال: “كان هاتفه (الطبيب) مشغولاً دائماً، مما جعل الأمر صعباً بالفعل”.
وأضاف: “كنت أعاني من المزيد من الآثار الجانبية ولم يكن ذلك مفيدا بالنسبة لي، بعد أن تعب جسدي إلى أقصى حد، وأدركت أنني يجب أن أتوقف عن ذلك”.
ويقول إن “التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب” يسبب الشعور بـ “الإعياء، والصداع، والقلق الشديد، والتعرق، والأرق طوال الليل” وشبّه الأمر بـ “دوار مستمر”.
وأضاف جون أنه تأقلم بشكل جيد بعد أن توقف عن تناول مضادات الاكتئاب، وأنه يذهب إلى صالات الألعاب الرياضية ويمارس التأمل للحفاظ على صحته النفسية.
ورحب بالتوجيهات الجديدة التي أصدرها المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية وقال: “أعتقد أن وجود خطة لكل فرد فكرة رائعة لأنها ستتيح للناس تحقيق الهدف المرجو. وسيكون الحصول على هذا التواصل والطمأنينة من الأطباء أمرا رائعا”.
وقال ستيفن باكلي، من منظمة “مايند” الخيرية للصحة النفسية: “إن الأدوية تساعد بعض الناس، لكنها ليست دائما مناسبة لآخرين”.
وأضاف: “إذا كنت تتناول دواء لصحتك النفسية، فقد تصل إلى حد ترغب فيه التوقف عن تناوله”.
وأضاف: “نقترح بشدة استشارة طبيبك أو فريق الصحة النفسية إذا كنت تفكر في الانسحاب من أدويتك، أو تريد تغيير دواء، أو إذا كنت تعاني من أعراض الانسحاب، من أجل تقديم الدعم لك بغية التوقف عن تناول الدواء أو تغييره بأمان بطريقة تدريجية”.
جهاد نافع – الديار عندما يتحدث نقيب الصيادلة في لبنان عن تهريب ناشط للدواء من سوريا الى لبنان، ينسى ان الدعم رفع عن الدواء اللبناني، والدواء الذي كان يباع بعشرة آلاف ليرة اصبح اليوم بثلاثمئة الف ليرة، وان معظم الادوية لا يقل ثمنها عن مليون ليرة، بينما الدواء السوري بالتركيبة والفعالية نفسها لا يتجاوز سعره الستين ألف ليرة…
هذا ما بادرنا به الناشط السياسي في طرابلس والشمال الشيخ عبد الكريم النشار، الذي لفت الى ان معظم ابناء عكار يعيشون اليوم تحت خط الفقر، وان هذا الخط امتد ليشمل احياء طرابلس الفقيرة، حيث الكثير عاجز بات عاجزا عن الاستشفاء والطبابة، او تأمين دوائه.
وقال النشار ان نقيب الصيادلة فاته ان رفع الدعم عن الدواء سيؤدي الى كوارث، رغم انه دواء لبناني مصنع في لبنان، فماذا يضيره إن لجأ البعض الى توفير ادوية من سوريا وباسعار في متناول الجميع، وقد لوحظ ان العديد من المرضى يعمدون الى تأمين ادويتهم المزمنة من سوريا باسعار منخفضة، لعجزهم عن شراء الدواء اللبناني، واكد ان الدواء السوري له نفس الفعالية عكس ما يروج له.
ودعا النشار نقيب الصيادلة، الى ممارسة الضغط لخفض اسعار الادوية، وهي الطريقة الوحيدة لمنع التهريب ومواجهة المهربين، وإلا فليدع المرضى الفقراء يحصلون على ادويتهم ضمن قدراتهم المالية…
أزمة الدواء ليست الوحيدة في الشمال، فالازمات مزمنة ومتفاقمة ومتلاحقة ومستمرة في ظل الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي…
ولعل اخطر الازمات هو ما تواجهه مستشفيات الشمال، وخاصة مستشفيات عكار التي تكاد تتجه مضطرة الى الاقفال، واولى خطواتها، لجوء بعض المستشفيات الى خفض خدماتها الاستشفائية، واقفال معظم أجنحتها، والاستغناء عن كوادرها التمريضية والادارية، فباتت في شبه شلل وغير قادرة على تأمين الطبابة وفق تسعيرات المؤسسات الضامنة، او مواكبة سعر صرف الدولار، وعجز المرضى عن الاستشفاء بتسعيرات خيالية، وكأنه كتب على ابن عكار المريض أن يلقى حتفه على ابواب المستشفيات، وبقيت المستشفى الحكومي في حلبا الملجأ الوحيد لكنه بدوره يحتاج الى كثير ومزيد من الدعم.
من جهة ثانية، فان عكار، التي تعيش وسط ازمات خانقة على مختلف الاصعدة، بادرت جمعية نهضة عكار الخيرية الإجتماعية التي ولدت من واقع الحرمان والتهميش عام ٢٠٢٠ الى تأمين حصص غذائية للعائلات المحتاجة وعمدت على تغطية نفقات صحية وعمليات جراحية ومبادرات توعوية وأنشطة ثقافية و بيئية.
اما البادرة الملفتة للنظر فكانت انها مع بداية عام ٢٠٢٣ عممت الجمعية إستمارة إلكترونية، كانت نتيجتها تسجيل ٩٠٠٠ إسم للإستفادة من اية تقديمات يمكن تقديمها في هذه الظروف الصعبة مع إشتداد الأزمة وإرتفاع سعر صرف الدولار.
ويوضح رئيس الجمعية وليد منذر الزعبي أن لجان الجمعية تدرس حاليا هذه الملفات، ولكن الجمعية غير قادرة على تغطية هذا الكم الهائل، من العائلات، ثم لاشيء متوفر أمامنا، إلا أن نعلن صرخة لضمائر الخيرين و أصحاب المبادرات، المجيء إلى عكار وأن يعاينوا بأم العين الحرمان والفقر والعوز، فأحوال الناس يرثى لها والإتصالات والمناشدات يومياً يقصدنا أهلنا في عكار لتسكير حساب مرض في مستشفيات عكار وطرابلس، فمنهم من يرهن سيارته، أو يبيع ذهب زوجته، أو يترك بطاقة هويته لدى ادارة المستشفى لحين تأمين الحساب المتوجب تسديده.
وقال: نثمن ونقدر المبادرات ولكنها غير كافية وندعو الجميع الى الالتفات بجدية الى اهالي عكار، وإلا فاهل عكار ذاهبون الى كارثة إجتماعية.
واضاف الزعبي : «عكار بحاجة لاعلان، حالة طوارئ في كل المجالات، وعكار تناشد الدولة كلها… كفاها ما تعيشها من اهوال اجتماعية، واننا نعول على الطاقات للتكاتف و العمل بيد واحدة، فكلنا مسؤولون عن أهلنا وكبارنا صغارنا وشيوخنا وأراملنا.
وكشف الزعبي «ان بطاقات، وزارة الشؤون وزعت للميسورين بينما الفقراء لم يحظوا بها، وان توزيع هذه البطاقات يتم وفق المحسوبيات السياسية.
وقال ان البحث الذي اجرته الجمعية كشف ان نسبة البطالة في عكار بلغت (٧٦،٨) في المئة. وان الموظفين في القطاع العام هم (٧،٨) في المئة، وفي القطاع الخاص (٦،٤) في المئة، والباقي فاعل وأجير يومي.
تتهاوى القطاعات تباعا في لبنان ، وكأنّ المطلوب ألّا يبقى حجر انتاجي على آخر وتعزيز الفوضى على حساب الدولة واقتصادها. في الفترة الاخيرة كثر الحديث عن الوضع المأساوي لسوق الدواء، والذي يصيب بسهامه كلّ لبنانيّ بصحتّه، وبات البحث عن علبة دواء في الصيدليات كالذي يبحث عن ابرة في كومة قش.
صورة الواقع الدوائي اليوم في البلاد يمكن تلخيصها كالتالي:
– أدوية مفقودة في الصيدليات ويمكن ايجادها في السوق الموازية بأسعار مدولرة.
– أدوية مدعومة جزئيا مخزنة والافراج عنها ينتظر رفع الدعم
– أدوية منتهية الصلاحية
– أدوية تُستحضر من سوريا، وإيران والأردن، ومصر، وتركيا، عبر الأقارب والأصدقاء أو عبر مافيات الدواء أو مواقع التواصل الاجتماعي
– أدوية بديلة مصنّعة محليا إرتفعت أسعارها بشكل جنونيّ حتى باتت تقارب بأسعارها تلك الأصلية
– أدوية فرضتها قوى الأمر الواقع في عدد من المناطق..
هذا الواقع السائد على مرأى ومسمع من الجميع تواجهه الجهات المسؤولة باعتماد سياسة النعامة التي تدفن رأسها في الرمال والهروب إلى الأمام، فيما الحلول موجودة كما يؤكّد نقيب الصيادلة جو سلّوم لـ “المركزية”، ولكن هل النيّة موجودة؟
يشدد سلّوم على أنّ كلّ دواء يدخل الى لبنان بصورة غير شرعية، وهو غير مسجل في وزارة الصحة يعتبر “مهرّبا”، ويحذّر من أنّ الدواء المهرّب غالبا ما يكون مزورا أو محفوظا بطريقة خاطئة أو متلاعبا بتاريخ صلاحيته وهنا تكمن خطورته، ويستشهد بتقرير منظمة الصحة العالمية الذي حذر من وجود دفعة ملوثة لدواء يستخدم في علاج السرطان وأمراض المناعة الذاتية للأطفال حيث طالبت بعدم السماح للدواء المهرب بالدخول الى لبنان، إنما فقط عبر السلسلة الصحية المتبعة والتي يجب أن تكون ضامنة لسلامة الدواء أي من المستورد والصيدلية والمستشفى والمكتب العلمي، كل ذلك يؤكد خطورة الدواء المهربّ والذي بات يحتل أكثر من 50 في المئة من سوق الأدوية في لبنان.
يتحدث سلوم اليوم عن واقع مغاير على ما كنا عليه قبل ثلاث سنوات عندما كان الدواء مدعوما، يوم كان التهريب على قدم وساق من لبنان الى الخارج وقد هدرنا حوالى ال5 مليارات دولار، أما ما نرصده اليوم فهو معاكس تماما حيث نشهد ادخال كميات كبيرة من الدواء المهرب من الدول المجاورة الى لبنان، وهذا الامر خطير برأي سلوم ويتطلب خطوات عدة لوقفه ابرزها:
– تأمين الدواء
– دعم المريض مباشرة وليس السلعة عبر البطاقة الصحية
التشدد في ضبط الحدود.
أمّا عن قدرة نقابة الصيادلة على لعب دور للحدّ من هذا التفلّت، فيشير سلوم الى أن صلاحيات النقابة محصورة بالصيدليات المرخصة وصيدليات المستوصفات، وقد تم تفعيل أجهزة التفتيش للتأكد بشكل مستمر من خلوّها من هذا الدواء، اما خارج هذا النطاق فتصبح الصلاحيات مناطة بالدولة.
وعن الدواء المفروض بفائض القوة في عدد من المناطق، يضع سلوم اللّوم على تقاعس الدولة عن القيام بواجبها، فتأمين الدواء بشكل منتظم لا يترك مجالا للفطريات بالنمو، أي لا تترك ذرائع للبعض لتأمين دواء غير شرعي.
يُعول سلوم على الدواء المصنّع محليا لأنه يعدّ البديل الأفضل والأوفر، مشيرا الى أنه ورغم ارتفاع سعره لا يزال مقبولا نسبيا، مشددا في المقابل على دور المريض في الامتناع عن شراء الدواء من السوق السوداء أو مواقع التواصل الاجتماعي واللجوء الى الاقارب أو الصيدلي في الخارج ليتأكد من أن الدواء الذي يشتريه غير مزور.
اما البدائل التي تراهن عليها نقابة الصيادلة فهي بالدرجة الاولى البطاقة الدوائية فهي تعتبر من الحلول المستدامة برأي سلوم الذي يؤكد أن آليتها موجودة وقادرة على تأمين الدواء والدعم المباشر للمريض.
سلوم يؤكد موقفه الداعي الى عقد مؤتمر للمانحين لأنه يساعد القطاع الصحي والدوائي على النهوض من خلال دعم تطبيق البطاقة الدوائية أو الصحية من جهة وتأمين الأدوية والحليب للأطفال بشكل عاجل من جهة أُخرى خصوصا أنه ومع رفع الدعم باتت قدرة المواطن الشرائية معدومة.
اعتبر رئيس حملة “الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية في تصريح ان “مجزرة اسعار دوائية بالختم الوزاري أنجزت مهمتها، وحققت مافيا الدواء اهدافها بعد اعوام من تبادل الادوار، بين تجار الدواء ووزير الصحة وحاكم المصرف، حيث سخر معظم الدعم المسحوب من اموال المودعين لادوية مفقودة في السوق ومباعة بالدولار خارج لبنان حاصدة ارباحا خيالية دون اية رقابة او محاسبة وقليلة لبعض ادوية الامراض المزمنة”. ولفت الى ان “سوق الدواء استقرت على الآتي :
– استمرار فقدان الكثير من الادوية العلاجية الضرورية، بخاصة لامراض السرطان حيث يتوافر ربعها. – ادوية بديلة مستحضرة من الخارج خصوصا تركيا والمحفوف بعضها باحتمالات الغش ومحدودية الفاعلية ومستحضرة بالشنطة. – ادوية التهريب والسوق السوداء وباسعار ابتزازية ، وذلك باستمرار قرار تغييب المختبر المركزي للرقابة . – ادوية من فائض التخزين توزع للصيدليات محكومة انتهاء الصلاحية بشهر او شهرين”.
وقال:”اما ام الفضائح التي كشفها رفع الدعم، فقد ظهرت في الاسعار الانتقامية والقاتل بعضها بفعل حرمان الكثير من المرضى من قدرة شراءه كادوية الضغط والسكري والاعصاب وغيرها، بحيث يستحضر الدواء التركي بنصف سعرها، والصدمة المؤلمة تأتي من الادوية المحلية المسماة وطنية التي لم تقصر في حرمان السوق من ادوية باعتها مدولرة في الخارج ، فالعديد من ادويتها يفوق سعره الدواء الاصيل ، والاكثر فجاجة بيع بعض ادويتها في دول الخليج مع ما يحمل ذلك من تكاليف بنصف سعرها المباع محليا.انها مافيا افتقدت اعراف وتقاليد المافيات”. وختم:”اخيرا اتوجه لكل مريض مهددة سلامته ببعض مما ذكرنا ان يراجع ذاته ويحترم كرامته في صحته ويرفع صوت المساءلة والمحاسبة”.
أكد المكتب الصحي المركزي في “التجمع الوطني الديموقراطي” في لبنان واللجنة الصحية في “تجمع الاطباء” في لبنان، ببيان، تأييدهما ل”جهود النائب السابق ورئيس “حملة الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية، في مطالبته لوزارة الصحة العامة، بعدم التعتيم وتمرير فضائح ادوية السرطان المفقود بعضها، والمهرب بعضها الآخر من مستودع الكرنتينا الحكومي، للسوق السوداء، لبيعه بالدولار، ليتبين انه من ادوية الهبات التي وصلت منذ شهور ومن دول عدة. اذ تحول بعض موظفي الوزارة الى سماسرة ادوية كما حصل ومنذ ايام حيث عرض الموظف تدبير الدواء من تركيا لاحد المرضى وخلال 24 ساعة”.
كما وسأل التجمعان “وزير الصحة، اين اصبحت التحقيقات التي كلف التفتيش الوزاري بها منذ شهرين، بفضيحة بيع ادوية سرطان في تركيا وسوريا مهربة من الكرنتينا، ولماذا لا تعلن نتائجها او تحال للقضاء، الذي يستند الى تحقيقات التفتيش الوزاري كما التفتيش المركزي الذي لم يحرك له ساكنا”.
وأشارا الى ان “نسبة وفيات مرضى السرطان المحرومين من العلاج، هي أعلى من وفيات الكوليرا التي تخضع للوقاية بالدرجة الاولى”.
ودعا التجمعان الى “اجراء رقابة صارمة من قبل وزارة الصحة، على مستودع الكرنتينا وعلى مستودعات الادوية الحكومية و الخاصة، لمنع تهريب واخفاء أدوية السرطان وغيرها من ادوية الامراض المزمنة، التي يقوم بعض تجار الادوية، بهدف بيعها بسعر أعلى في السوق السوداء، و ضرورة ملاحقتهم و محاكمتهم امام القضاء المختص”.
شارك وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض في افتتاح “المؤتمر العلمي السابع عشر” الذي نظمته “الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصم والسكري والدهنيات” بالتعاون مع مركز الرعاية الدائمة، لمناسبة اليوم العالمي للسكري والذي يتخذ شعارًا له هذه السنة “حق مرضى السكري بالرعاية”.
ولفت الأبيض في المداخلة التي ألقاها إلى أن “الوضع الجيد الذي كان لبنان يتغنى به قبل انفجار الأزمة لم يكن واقعًا حقيقيًا بل كان مصطنعًا إلى حد بعيد، وإلا لما وصلنا إلى ما نحن إليه من أزمة هائلة”.
وشدد وزير الصحة على “ضرورة النظر إلى الواقع واستنباط الحلول منه”، مؤكدًا أن “السؤال المطروح يتمحور حول كيفية تمويل القطاع الصحي لأن الإنفاق الذي كان متوافرًا في الماضي لن يتأمن في الوقت الراهن في ضوء التدني الكبير لسعر العملة الوطنية”.
وتابع: “أن ما يقدمه المانحون لا يتعدى المساعدات المباشرة لحل المشاكل الصحية الطارئة، وما يحصل عليه لبنان من أبنائه المنتشرين في الخارج لا يشكل الحل المطلوب للقطاع الصحي”.
وأوضح أن “وزارة الصحة العامة تفصل بين قسمين: قسم يتعلق بالدواء والإستشفاء والأوبئة ويتطلب حلولا سريعة وطارئة، وقسم آخر يرتكز على إعادة هيكلة النظام الصحي على المديين المتوسط والبعيد من خلال إعطاء الدور الأساسي لمراكز الرعاية الصحية الأولية بحيث يتحول النظام الصحي اللبناني من نظام قائم على الخدمات الإستشفائية إلى نظام قائم على الرعاية الأولية”، لافتا إلى أن “هذه الرؤية الإستراتيجية لا بد وأن تنعكس في موازنة وزارة الصحة العامة”.
وعن موضوع الدواء، قال الأبيض: “إن وزارة الصحة العامة تتمسك وتصرّ على الإتيان بالأدوية الحديثة إلى لبنان ولكنها لا تستطيع تطبيق استراتيجيتها الدوائية المتكاملة في سوق يمكن وصفها بأنها سوق فالتة، فكأننا نضع المياه في جرة مثقوبة”.
وأكد وزير الصحة العامة أن “الوزارة ماضية قدمًا في إرساء آلية تتبّع دقيقة وممكننة للدواء بحيث يتم التأكد من أن الأدوية التي تلقى الدعم، ومن بينها الأدوية الحديثة الصنع والباهظة الثمن تصل إلى المريض المستحق”، وقال: “نريد أن نطبق سياسة دعم المريض بالفعل وليس بالقول فقط. إنّ هذه الآلية تستغرق وقتًا لأنها مستحدثة وتتم بموارد ضئيلة والحرص كبير على عدم تضمنها ثغرات تحول دون تحقيق الأهداف المتوخاة منها”.
في شتاء عام 2019، بدأت تظهر على عدد من الأطفال الذين يعيشون في منطقة جامو الهندية أعراض اعتقد الكثيرون أن سببها مرض غامض.
وقد وصف الأطباء المحليون شرابا للسعال لعلاج أولئك الأطفال الذين كانوا يعانون من السعال الشديد، لكن بدلا من التعافي مرضوا بشدة، وظهرت عليهم أعراض مثل القيء، والحمى الشديدة ومشاكل في الكلى. وبحلول الوقت الذي تم فيه حل اللغز، كان قد توفي 11 طفلا، تتراوح أعمارهم بين شهرين وست سنوات.
وجدت الاختبارات أن ثلاث عينات من شراب السعال، التي صنعتها شركة أدوية هندية تسمى ديجيتال فيجن Digital Vision، تحتوي على مادة ثنائي إيثيلين غلايكول أو DEG، وهو مذيب صناعي يستخدم في صناعة الدهانات والحبر وسوائل فرامل السيارات. ويعد الفشل الكلوي أمرا شائعا بعد تناول هذا الكحول السام.
في وقت سابق من هذا الشهر، أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرا عالميا بشأن أربعة أدوية سعال مصنوعة في الهند يُعتقد أنها مرتبطة بوفاة 66 طفلاً في غامبيا. وأكد التحليل المختبري لعينات شراب من شركة عمرها 32 عاما تدعى ميدين فارماسوتيكالز ليمتد Maiden Pharmaceuticals Limited وجود “كميات غير مقبولة” من ثنائي إيثيلين غلايكول وكحول سام آخر يسمى إيثيلين غلايكول.
سلطت الأدوية الملوثة والوفيات المأساوية الضوء مرة أخرى على صناعة الأدوية في الهند، والتي يبلغ حجمها 42 مليار دولار، نصفها يأتي مما يصدر خارج البلاد.
فحوالي 3 آلاف شركة تدير 10 آلاف مصنع للأدوية تصنع نفس تركيبات الأدوية التي تنتجها العلامات التجارية الشهيرة ولكن تباع بأسعار زهيدة. كما تصنع الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية واللقاحات.
تعد الهند واحدة من أكبر الدول المصنعة للأدوية في العالم. وعلى الرغم من أن الهند تستورد 70 في المئة من المواد الكيميائية المكونة للأدوية من الصين، إلا أنها تحاول إنتاج المزيد منها محليا.
وأشاد رئيس الوزراء ناريندرا مودي بالهند باعتبارها “صيدلية العالم”. وقد ساعدت الخبرة التقليدية للهند في صنع الأدوية في جعلها منتجا هائلا للأدوية منخفضة التكلفة، وأصبحت بذلك قاعدة تصنيع عالمية.
حوالي 40 في المئة من الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية والأدوية منخفضة التكلفة التي تباع في الولايات المتحدة وربع الأدوية التي تباع في المملكة المتحدة تأتي من الهند. كما توفر البلاد حوالي ثلثي الأدوية المضادة للفيروسات، كتلك التي تستخدم لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية على مستوى العالم.
يوجد في الهند أكبر عدد من مصانع الأدوية والتي يبلغ عددها نحو 800 مصنع تتوافق مواصفاتها مع متطلبات الصحة والسلامة الأمريكية.
ومع ذلك فإن هذا النمو المذهل – حيث تنمو هذه الصناعة بنسبة 9 في المئة كل عام منذ ما يقرب من عقد من الزمان – خيمت عليه مزاعم بوجود مشاكل في الجودة وضعف التنظيم.
ويعتقد الكثيرون أن الهند تكافح دائما كما هائلا من الأدوية المزيفة التي تباع في الغالب في البلدات والقرى الصغيرة. لكن المحللين يقولون إن الأطباء والمرضى ربما يخلطون بين الأدوية دون المستوى القياسي وبين ما يعتقدون أنها أدوية مزيفة. كما تعاني مختبرات فحص الأدوية التي تديرها الدولة في العديد من الولايات من نقص التمويل ونقص الموظفين وسوء التجهيز. ويقول المحللون إن الرقابة التنظيمية ليست موجودة بصورة منتظمة.
في عام 2014 قال كبير منظمي العقاقير في الهند لإحدى الصحف: “إذا اتُبعت المعايير الأمريكية فسوف أضطر إلى إغلاق جميع منشآت الأدوية تقريبا”.
وقد توفي أكثر من 70 شخصا، معظمهم من الأطفال، في خمس حوادث تسمم جماعي منفصلة تتعلق بالعقاقير التي تحتوي على مادة ثنائي إيثيلين غلايكول منذ عام 1972.
في عام 2013 وبعد تحقيق دام لسبع سنوات، صدر قرار بتغريم شركة رانباكسي لابوراتوريز Ranbaxy Laboratories الهندية الكبرى في مجال صناعة الأدوية، بغرامة غير مسبوقة قدرها 500 مليون دولار في الولايات المتحدة، وهي أكبر غرامة تُفرض على الشركة بسبب التصنيع والتخزين والاختبار غير السليم للأدوية.
تكشف السجلات الحكومية الرسمية أنه بين عامي 2007 و 2020، أُخذت عينات من أكثر من 7500 دواء في ثلاث ولايات فقط من أصل 28 ولاية هندية وثلاثة أقاليم اتحادية، وقد فشلت تلك العينات في اختبارات الجودة وتم الإعلان عن أنها أدوية “ليست بجودة قياسية” أو بأنها أقل جودة، وفقا لبحث أجراه دينيش ثاكور وهو مدير تنفيذي سابق لإحدى شركات الأدوية أصبح خبيرا في الصحة العامة.
وقد فشلت هذه الأدوية في الاختبارات لعدم وجود ما يكفي من المادة الكيميائية الفعالة أو ضعف القدرة على الذوبان في دم المرضى أو لأنه تبين أنها ملوثة.
وتمثل كل عينة فاشلة عادة دفعة من الدواء، والتي بدورها يمكن أن تصل إلى مئات الآلاف من الأقراص والكبسولات والحقن. يقول ثاكور، المؤلف المشارك لكتاب The Truth Pill، الذي يقدم نظرة ثاقبة لتنظيم الأدوية في الهند: “قد يصل العدد الإجمالي للمرضى المتأثرين بهذه الأدوية الرديئة إلى مئات الآلاف، وربما الملايين خلال العقد الماضي”.
يقول ثاكور إنه قلق من أن العديد من الشركات الهندية لا تتبع “ممارسات التصنيع الجيدة”، وهو مصطلح في صناعة الأدوية يشير إلى اختبار مراقبة الجودة.
“نظرا للكمية الكبيرة من الأدوية التي تم اكتشافها على أنها” ليست بجودة قياسية “على مدار العقد الماضي من السوق المفتوحة، فمن الواضح أن عددا كبيرا من منشآت التصنيع ينتهك تماما إجراءات مراقبة الجودة والعمليات التي تشكل جوهر ممارسات التصنيع الجيدة ” كما يقول ثاكور.
هذا ليس كل شيء، فعن طريق استخدام قانون الحق في الحصول على المعلومات، وجد ثاكور أن العديد من مختبرات فحص العقاقير المملوكة للدولة في الهند تفتقر إلى المعدات الأساسية. وأشار إلى أن ممارسات أخذ عينات الأدوية تعود إلى القانون رقم 1876 الذي يعود للحقبة الاستعمارية، حيث يلتقط المفتشون عددا صغيرا من العينات العشوائية من السوق.
تناقش منذ ما يقرب من نصف قرن الهند قانونا لسحب الأدوية، التي يعتقد أنها لا تطابق المواصفات، من السوق. “كل ما لديهم هو مبادئ توجيهية، والتي يبدو أن العديد من المنظمين في الولايات ليسوا على دراية بها. هل سمعت من قبل عن عقار تم سحبه في الهند؟” يقول السيد ثاكور.
من الصعب فهم حجم المشكلة – فالعديد من مصانع الأدوية في الهند هي بالفعل عالمية المستوى، ويقول الأطباء إنهم يثقون إلى حد كبير في الأدوية المصنوعة في الهند.
أخبرني الدكتور راهول باكسي، طبيب السكري المقيم في مومباي، أنه في السنوات الأخيرة اشتبه مرة واحدة في عدم مطابقة عقار بعينه للمواصفات وذلك عندما ارتفعت مستويات الغلوكوز لدى المريض بعد أن تحول من استخدام دواء ذي علامة تجارية إلى دواء أرخص ثمنا.
لكنه يشتبه في إمكانية بيع أدوية مزيفة أو منخفضة الجودة في البلدات والقرى الصغيرة. يقول الدكتور باكسي: “يشتري العديد من مرضاي الذين يأتون من مناطق نائية في الهند كمية تكفي لستة أشهر من الأدوية الموصوفة من الصيدليات في المدينة لأنهم يقولون إنهم لا يثقون في الأدوية المتوفرة في مناطقهم”.
بعد وفاة الأطفال في غامبيا، ادعت الهند أن قوانينها الناظمة للأدوية “متينة”، وطلبت مزيدا من التفاصيل من منظمة الصحة العالمية حول أسباب الوفيات الناجمة عن استخدام شراب السعال المُصدَّر.
تقوم إدارة الغذاء والدواء (FDA)، التي تنظم المنتجات الطبية في الولايات المتحدة، بنشر نتائج الفحوصات التي تخضع لها الشركات التي تزود الولايات المتحدة بالأدوية بالإضافة إلى أي خطابات تحذيرية أُرسلت للشركات. أخبرني متحدث باسم الإدارة أن سياساتها تضمن أن “الشركات – بغض النظر عن مكان وجودها – تلبي معايير إدارة الغذاء والدواء الصارمة لإنتاج أدوية للمرضى الأمريكيين عالية الجودة وآمنة وفعالة”.
أخبرني أحد رواد صناعة الأدوية، الذي أصر على عدم الكشف عن هويته، أنه “على الرغم من أن بعض الدول لديها معايير جودة صارمة للغاية، إلا أن الأدوية الهندية آمنة تماما”، وقال: “نحن لا ندافع عن الحوادث المزعجة التي حصلت، لكنها كانت حالة شاذة”. لكن ثاكور يقول إن “الحالة الشاذة تحدث مرة واحدة فقط ولا ينبغي أن تتكرر… لا يمكنك التلاعب بحياة الناس”.
سأل رئيس حملة “الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية في تصريح لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور فراس الأبيض: “أين هي لجنة تسعير الدواء وما هو دورها في تغطية وتمرير أسعار الدواء الفاحشة، التي تحقق للمستورد ارباحا كبيرة تتخطى وباضعاف نسبة السبعة بالماية التي يدعيها، بخاصة اذا ما احتسبنا: ثلاثون بالماية حسم المصنع من سعر الدواء في منشئه، توفير مبالغ تشغيلية هائلة توقفت منذ ازمة الكورونا مثل المؤتمرات الطبية وتسفير الاطباء وسياحتهم وعائلاتهم وصولا لقطع المساطر الطبية عن الاطباء، بالاضافة لتوفير كبير في رواتب تدفع بالليرة لمن بقي من الموظفين”؟
وقال: “ما معنى وجود القسم الاكبر من ادوية الصيدليات بتاريخ شهور قبل انتهاء صلاحيتها، سوى انها كانت مخزنة بأسعار مدعومة وتسعر حاليا بالدولار بعد فقدانها في الاسواق لصالح الخارج المدولر؟”
وختم متهما “لجنة التسعير بالتواطؤ مع المستورد على حساب امكانيات الناس وصحتها”، مطالبا “بتحرك التفتيش المركزي وتبيان الحقيقة وفتح باب التحقيقات والمحاسبة وبمفعول رجعي”.
فتتح وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض المؤتمر السنوي للجمعية اللبنانية لأمراض المفاصل والروماتيزم، والذي يهدف الى عرض ومناقشة كل المستجدات العلمية والعلاجية المتعلقة بهذا المجال.
والقى وزير الصحة كلمة استهلها بالقول: “وضعتنا هذه الازمة امام سؤال مفصلي وهو: هل يجب علينا الاستمرار باستيراد الادوية الحديثة والمتطورة، او الافضل ان نرجع خطوة الى الوراء ونكتفي بأدوية القرن الماضي؟”.
اضاف: “لدينا أربعة اسباب اساسية تجعلنا مصرّين على الحفاظ على توافر احدث الادوية للمريض اللبناني، وهي: أولاً، هذه الادوية شكلت نقلة نوعية في علاج المرضى. ثانياً، إيماننا بدور لبنان الصحي وهو قادر على استعادة دوره الرائد في الخريطة الصحية في المنطقة. ثالثاً، لا نريد ان يلجأ مرضانا الى تلقي العلاج خارج لبنان. رابعاً، يهمنا الحفاظ على أطبائنا الكفوئين وذوي الخبرة، فقد يلجأ بعض الاطباء للهجرة عندما يعجزون عن ممارسة مهنتهم بالمستوى الذي يطمحون له اذا فقدت العلاجات المتطورة والتقنيات الحديثة”.
وتابع: “لذا وضعت وزارة الصحة، وبالتعاون مع الجمعيات العلمية والطبية من مختلف الاختصاصات، معايير وبروتوكولات لوصف الادوية التي لها جدوى صحية للمريض وجدوى اقتصادية في الوقت نفسه، مما يساهم في توافر كميات اكبر من الادوية المدعومة بصورة مستدامة والحد من سوء الاستعمال او الهدر”.
وقال: “المرحلة التجريبية من النظام الرقمي ومكننة تتبع الدواء التي أُجريت مع المستشفيات على 9 أدوية سرطانية، كانت جيدة. واستطعنا من خلالها معرفة العدد الفعلي لمرضى السرطان حالياً. كما تبين ان 60% من المرضى حصلوا على علاجهم من خلال نظام Meditrack، بينما كان 20% فقط منهم يحصلون على الدواء قبل تطبيق هذا النظام. وفي مرحلة لاحقة سنضمن حصول اكثر من 80% من المرضى على دوائهم”.
أضاف: “بالنسبة للدعم على الادوية، تعمل وزارة الصحة وبالتعاون مع الجهات الضامنة لاعتماد مناقصات شراء موحدة للادوية المدعومة للعام 2023. وسيكون هنالك مرجعية موحدة لبروتوكولات العلاج، الامر الذي سيساهم في ضبط هذا الملف ويؤمن حصول كل مريض على دوائه”.
وتابع: “في كل أزمة هناك فرصة، وفرصتنا اليوم تكمن في اعتماد استراتيجية مستدامة لمقاربة ملف الدواء”.
وختم: “نعمل بشكل جدّي وممنهج لتأمين الادوية للمواطنين وباستمرار “.
استنكر نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلوم في بيان، “اقفال مكتب “غلاكسو” العلمي ، وتسريح عشرات الصيادلة والاختصاصيين”. واعتبر ان “اقفال المزيد من المكاتب العلميّة في لبنان يؤثّر على نوعيّة وجودة الدواء وتامين الادوية الحديثة”.
ودعا “المعنيين في السلطة الى حماية المكاتب العلمية وكل عناصر القطاع الصحي في لبنان ، واعتماد استراتجية نقابة الصيادلة الضامنة لذلك”.
إستقبل وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال، الدكتور فراس الأبيض، في مكتبه في الوزارة، كبير مستشاري مؤسسة السكري العالمية، جايكوب سلوث ماديسون، الذي يختتم زيارة الى لبنان تفقد خلالها المشاريع الممولة من المؤسسة. وحضرت الاجتماع مستشارة وزير الصحة الدكتورة منى عثمان، ومديرة دائرة الرعاية الصحية الاولية الدكتورة رندا حمادة.
تناول البحث المشاريع التي تقوم بها وزارة الصحة لدعم الرعاية الصحية الاولية، ومن بينها مشروع ممول من مؤسسة السكري العالمية، والذي يهدف الى تعزيز الوقاية من الامراض غير الانتقالية، مثل أمراض السكري والقلب والضغط، عبر الخدمات والفحوص المقدمة في مراكز الرعاية الصحية الاولية. وتطرق النقاش الى الحاجة لمثل هذا المشروع، لا سيما ان مؤشر الاصابة بهذه الامراض في تزايد مستمر بين الفئات الاكثر عرضة من لبنانيين ومقيمين ولاجئين، ومن الفئات العمرية كافة، الامر الذي يؤثر سلبا على صحة الفرد ونوعية حياته وإنتاجيته، ويثقل كاهل الانظمة الصحية ويزيد كلفة الفاتورة الصحية.
من جهته، أثنى الابيض على هذا المشروع “الذي يأتي استجابة لاستراتيجية الوزارة بدعم الرعاية الصحية الاولية في لبنان، من خلال تعزيز مراكز الرعاية الصحية الاولية، وتطوير قدرات العاملين فيها، وتأمين مروحة واسعة من الخدمات الصحية ذات الجودة العالية”.
وشدد على أن “توعية فئات المجتمع كافة وتمكينهم بالمعلومات والمهارات اللازمة للوقاية من هذه الامراض، الى جانب تأمين الفحوص اللازمة للكشف المبكر عنها، خطوات لها جدوى صحية كبيرة، لجهة تخفيف العبء الصحي والمادي عن كاهل المريض في هذه المرحلة الصعبة”.
وختم الأبيض: “هدفنا تأمين رعاية صحية شاملة وعادلة، ومشروع مكننة توزيع الدواء سيضمن حصول كل مريض على حقه من الدواء وبصورة مستدامة”.
غرد رئيس حزب “الوفاق الوطني “بلال تقي الدين عبر حسابه على “تويتر”: “الواقع الذي يعيشه مريض السرطان في لبنان مأسوي .. شح في الأدوية وكل الحلول هي موقتة وغير مجدية . على وزير الصحة وإدارة المستشفيات التعاطي بجدية في تأمين الدواء لمرضى السرطان . كفى رمي المسؤولية على بعضكم البعض”.
يعاني اللبنانيون من انقطاع عدد كبير من الأدوية، وقد دخل إلى لائحة الأدوية المقطوعة دواء الريتالين Ritalin الذي لا يمكن ايجاده في أي صيدلية، علماً ان هذا الدواء أصبح شائعا جدا في السنوات الأخيرة ويصفه الأطباء للأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه والتركيز ADHD ومن فرط الحركة الزائدة لتهدئتهم ولاسيما خلال تواجدهم في المدرسة لكي يتمكنوا من متابعة الدروس.
Advertisement
انقطاع هذا الدواء حاليا قد لا يؤثر على الأطفال باعتبار انهم في العطلة الصيفية ولكن بدأ عدد من الأهالي يدق ناقوس الخطر وذلك في حال عدم تأمين الدواء خلال شهر أيلول وهو شهر عودة المدارس ما سيخلق مشكلة كبيرة لدى الأطفال الذين يتناولون هذا الدواء. مع الإشارة إلى ان هذا الدواء لا يُمكن تأمينه من تركيا أو أوروبا أو أميركا لأنه يحتاج لوصفة طبية ولا يمكن بيعه من دونها. فهل تُحل أزمة “الريتالين” قريباً؟
عقد وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الابيض لقاء في الوزارة مع سفير باكستان سلمان أشتار، في حضور رئيس لجنة الصحة النائب الدكتور بلال عبدالله، وتطرق البحث الى أزمة الدواء في لبنان وخصوصا أدوية الأمراض المستعصية والسرطانية.
رد النائب وائل أبو فاعور عبر صفحته على الفيسبوك على رد نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات بالبيان التالي:
“افتخر انني عندما كنت وزيرا للصحة اصدرت قرارا جريئا بأسس تسعير الدواء، والذي خفض كلفة الدواء على المواطن في بعض الادوية بنسبة 70 بالمئة وبمعدل وسطي بنسبة 22 بالمئة من ارباح الشركات ورسوم الجعالة، وهو دليل على حجم الاستفادات والارباح الكبيرة التي كانت تجنيها الشركات المستوردة من جيب المواطن او الدولة. واتذكر حينها كيف قامت القيامة ولم تقعد، واتذكر حجم الضغوط التي مورست من جهات متعددة، اقتصادية وسياسية، للعودة عن القرار، وهو ما رفضناه كحزب واصررنا على تطبيق القرار الذي تبين انه أنصف المواطن ولم يظلم الشركات المستوردة ولا الصيادلة”.
أضاف: “لقد تحاشيت التعميم في كلامي، حيث قلت بعض الشركات المستوردة، كي لا أقع في محظور التعميم على جميع الشركات، وهو أمر لمسته أيام وجودي في الوزارة وبعد مغادرتي لها. واذا كنت اتفهم موقف النقابة بالدفاع عن المنتسبين اليها، فهل تستطيع النقابة أن تنكر حالات الاحتكار التي تم الكشف عنها في عدد من المستودعات وحالات التلاعب الاخرى التي وصلت بموجبها الادوية المدعومة الى أقصى أقاصي الارض وحرم منها المرضى المستحقون، وحالات المفاضلة بين المرضى التي جرت وتجري بناء على حسابات مادية وتجارية وحالات بيع الادوية بأعلى من أسعارها للمرضى الذين تم ويتم استغلال معاناتهم، وهل هناك من يؤكد أن الادوية التي تدعم مما تبقى من احتياط مالي في مصرف لبنان تصل الى مستحقيها، أم أنها تذهب في الف اتجاه واتجاه على حساب المرضى”.
وتابع: “ان الظروف المعيشية والاقتصادية الحالية تفترض اعادة النظر مجددا بقرار أسس تسعير الدواء بناء على معطيات الانهيار الحالي للوضع الاقتصادي، وبالتالي اعادة النظر بهامش ارباح الشركات المستوردة لجهة تخفيضها، وانا ادعو وزير الصحة الى المبادرة الى هكذا قرار جديد في هذه الظروف. ان دعم المواطن مباشرة عبر اجازات الشراء وبناء على قواعد معلومات واضحة لدى وزارة الصحة والجهات الضامنة الاخرى يضمن وصول الدواء الى المريض المستحق ويخفف من كلفة الاستيراد والدعم، وبالتالي يعوض جزءا من النقص الحاصل حاليا في الدعم لتأمين الدواء الى اكبر عدد ممكن من المرضى. ان استيراد الدولة للدواء مباشرة يعفيها من دفع كلفة اضافية تذهب للشركات، كما يعفيها من رسوم الجمارك التي ايضا تراكم الكلفة على الدولة، والتي اذا ما تخلصنا منها سيصل الدواء الى عدد اكبر من المرضى المحتاجين والمستحقين. انني اذ اؤكد مسؤولية الدولة ومصرف لبنان تحديدا في تسريع اجراءات الدعم الرتيبة التي تتصرف مع المرضى احيانا ببرودة غير مسؤولة، فإنني على أتم استعداد للحوار مع نقابة مستوردي الادوية او غيرها من المعنيين بالقطاع الصحي للوصول الى تعاون لاجل مصلحة المريض في هذه الظروف التي تفترض بنا جميعا تحمل مسؤولياتنا الاخلاقية تجاه المواطنين، لا سيما المرضى منهم الذين لا يجب ان نصم اذاننا عن سماع انينهم، وسيكون للقاء الديمقراطي عبر لجنة الصحة النيابية ورئيسها الرفيق بلال عبدلله مقاربة واضحة وجريئة لا تعفي احدا من مسؤوليته ولا تساير احدا على حساب صحة المواطن”.
حذّر نقيب صيادلة لبنان الدكتور جو سلّوم في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي “من الاجتياح الكبير للادوية المهرّبة في الأسواق اللبنانيّة لاسيّما التركيّة منها، والتي تدخل الى لبنان من دون حسيب أو رقيب، وأصبحت تباع بشكل علني في “الدكاكين” وعبر مواقع التواصل الاجتماعي “.
ولفت الى أن” القسم الاكبر من هذه الأدوية مزوّر، والقسم الاخر أضحى سمّا قاتلا بسبب عدم حفظه بالطرق الصحيحة والمعايير الصحية”.
ودعا ” المعنيين كافة لاسيما الأجهزة الأمنيّة والقضائية ، الى ايقاف هذه المهزلة واعتماد استراتجيّة النقابة بتأمين الدواء الجيّد للمرضى”.
كما طالب ب”توفير كل الدعم المادي لوزارة الصحّة بهدف تأمين الأدوية بخاصة الأدوية السرطانيّة التي لا تحتمل تأجيلا”.
طمأن وزير الصحة فراس ابيض الى ان جزءا من أدوية السرطان اصبح الآن مؤمنا في لبنان، وهناك أجزاء باقية ستصل خلال الأسابيع المقبلة. ولكنه اوضح في الوقت نفسه أن الوزارة لم تتمكن من تأمين الدواء لكل مرضى السرطان وقال، وإن تم تأمين الدواء ل90% سيبقى هناك 10% لم يتأمن لهم الدواء. أبيض أسف لبرنامج المشهد اللبناني على قناة الحرة مع منى صليبا، لوجود مرضى لا يستطيعون الوصول الى الدواء إما بسبب انقطاعه أو بسبب غلائه، وقال، نحن نحاول حل هذا المشكلة. وإذ أوضح أن السبب في وصول ادوية السرطان بتقطع هو التقطع في توفير أموال الدعم، أشار الى أن الاتفاق الذي تم التوصل اليه مع شركات الأدوية سيضمن تأمين الأدوية لثلاثة أو أربعة اشهر وليس كل شهر بشهر. ولفت الى ان الوزارة تمكنت من رفع المبلغ المرصود لدواء السرطان في ظل الأزمة من حوالى 12 مليون دولار الى حوالى 20 مليون دولار. وأكد الوزير أبيض وجود أدوية مزورة في لبنان وهناك تجار يستغلون المريض فاقد الأمل ليبيعوه الدواء المزور. وعلى الدولة بأجهزتها الأمنية تتبع هذا الأمر. وتحدث أبيض عن وصفات طبية مزورة يدخل بها البعض الى الصيدليات ويأخذون الدواء بما يعادل 5 %من سعره ثم يهرّب هذا الدواء ويباع في الخارج. وهذا الأمر يمكن ان نتحسب له من خلال التتبع. واعتبر ان انقطاع الدواء هو الذي تسبب بخلق سوق سوداء، ومكافحة السوق السوداء يكون بتأمين الدواء للمرضى. فاتورة الاستشفاء وزير الصحة اوضح أنه قبل الأزمة كانت الدولة والجهات الضامنة تؤمن نحو 70% من الفاتورة الاستشفائية أي ان المريض كان يدفع حوالى 30% ، أما حاليا وبسبب الأزمة وانهيار العملة انخفضت التغطية واصبح المريض يتحمل نحو 85% من الفاتورة الاستشفائية. وبسبب هذا الكلفة قال أبيض، هناك مرضى في لبنان لا يتلقون العلاج وقد وصلوا الى مرحلة الاختيار بين ان يأكلوا أو يتعالجوا. والحل يبقى بزيادة التغطية ونحن طالبنا بزيادة موازنة الاستشفاء لوزارة الصحة 7 اضعاف، ولكن المشكلة تبقى في التمويل. أضاف، وهناك امر جديد حصل وعلى الناس ان تعرفه، وهو ان البنك الدولي اعاد تصنيف لبنان من بلد ذو دخل مرتفع الى بلد ذو دخل منخفض وهذا سيكون له تأثير سلبي على مدى القروض التي يمكن ان يحصل عليها والتي ستكون اقل بسبب تراجع الثقة. وقال ان لبنان كان يستورد أفضل الأدوية في العالم اما اليوم فإن الجهات التي تساعد تقول لنا، يمكن ان نساعدكم في الأدوية التي نعتبرها من الضروريات ولكن ليس بالضرورة لشراء أحسن الأدوية. واعتبر ان العوامل التي تعترض المساعدات للقطاع الاستشفائي هي قلة الثقة، لذلك فنحن نحتاج من أجل الخروج من الأزمة ان نجد طريقة لإعادة التمويل عن طريق تطبيق الاصلاحات.
أبرز التحديات أمام المستشفيات أما أبرز التحديات التي تواجهها المستشفيات بحسب الوزير أبيض فهي تأمين الكهرباء التي ارتفعت كلفتها اكثر من 30 ضعفا، واعتبر ان العامل البشري هو التحدي الأكبر أمام النظام الصحي في لبنان حاليا ومستقبلا بسبب نقص اليد العاملة في هذا القطاع. وقد كشف ان نسبة النقص بالطاقم الطبي والتمريض اصبحت نحو 40% بحسب الدراسة التي أجريناها مع منظمة الصحة العالمية وأعتقد ان الرقم أكبر من ذلك ايضا. اضاف أن هذه الهجرة مستمرة وبدأنا نلاحظ تأثيرها على بعض انواع التخصصات.فهناك اختصاصات أصبح فيها في لبنان طبيب أو طبيبان فقط مثل جراحة القلب عند الأطفال، وكذلك العناية الفائقة عند الاطفال حيث بات لدينا أقل من 10 اطباء. أضاف هناك تحديات كثيرة أمام المستشفيات ولكن الحلول التي نراها تحصل اليوم هي بالاندماج وليس بالاقفال. وهناك مستشفيات صغيرة تحاول الاندماج مع مستشفيات كبيرة. كورونا وعن كورونا أكد وزير الصحة ان الارقام ستزيد في لبنان كما نراها تزيد ايضا حول العالم، لكن الأهم ان لا تزيد بنسبة كبيرة الحالات التي تحتاج للدخول الى المستشفيات واليوم فإن عدد كل الحالات الموجودة في المستشفيات لا يتعدى السبعين حالة. لكنه اعتبر انه لا يمكن مقارنة لبنان ببريطانيا مثلا لأن نسبة اللقاح هناك 85% أما في لبنان فما زالت هذه النسبة أقل من 50%. وقد شدد على دعوة المواطنين الى أخذ اللقاح الذي امنته وزارة الصحة مجانا حتى لا نضطر لا سمح الله أن نعود ونتشدد في الإجراءات داعيا الى وضع الكمامات، كما دعا كبار السن والذين يعانون من امراض مزمنة الى اتخاذ احتياطات اضافية. وطمأن أنه طالما أن الأعداد تحت السيطرة فالأكيد اننا لن ندعو الى الإقفال. وأوضح ان هجرة الأطباء والممرضين ستحول دون القدرة على إعادة فتح اقسام كورونا في العديد من المستشفيات. كما اعتبر ان لا داعي للعودة الى الاجراءات الصارمة السابقة في المطار مثل فحص ال pcr. ولكن ما زلنا نطلب من القادمين نتيجة ال pcr إذا كانوا أخذوا جرعتين فقط من اللقاح.
عرض وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة، نتائج زيارته لواشنطن الأسبوع الماضي، حيث شارك في المنتدى السنوي السادس للتمويل الصحي الذي نظمه البنك الدولي تحت عنوان “تمويل الرعاية الصحية الأولية”، وعقد اجتماعات جانبية مع مسؤولي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID وممثلين عن جمعيات للجالية اللبنانية، إضافة إلى لقاء موسع عقده في غرفة التجارة مع شركات الأدوية الأميركية والعالمية، وقد تركز البحث على المسائل المتصلة بتأمين أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية، والمساعدات المقدمة لدعم القطاع الصحي إضافة إلى الرعاية الصحية الأولية.
الدواء
في موضوع الدواء، أوضح الأبيض أنه عقد “اجتماعًا مهمًا في غرفة التجارة مع الشركات العالمية التي كانت ترددت في تصدير الأدوية إلى لبنان بعدما فاقت ديونها أربعمئة مليون دولار، ما أدى إلى انقطاع الدواء في السوق اللبناني”.
ولفت إلى أن “اللقاء المباشر مع ممثلي شركات الأدوية شكل مناسبة للتذكير بالقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة في جلستها الأخيرة، والمتعلق بتأمين تمويل الدواء من حقوق السحب الخاصة في الأشهر الأربعة المقبلة. وأمام الشرح المستفيض أبدت الشركات تفهمها للآلية الجديدة مؤكدة قرارها بإعادة تصدير الأدوية”.
وأشار وزير الصحة الى أنه “بناء عليه، تم تحضير كميات الأدوية التي سيستوردها لبنان لمدة ثلاثة أشهر متتالية بدلا من أن يكون ذلك لشهر واحد، ما سيضمن استمرارية أكبر لتأمين الدواء للمريض اللبناني”، لافتا إلى “اجتماع عقد أمس في مصرف لبنان لتأكيد تغطية الاتفاق والبدء بتحويل الأموال”.
وأشار إلى أن “الإهتمام الذي توليه وزارة الصحة العامة لأدوية الأمراض السرطانية انعكس في اللائحة الأخيرة للأدوية التي سيتم استيرادها، والتي تظهر أن المبلغ المرصود لاستيراد أدوية الأمراض السرطانية يبلغ عشرين مليون دولار بينما كان المبلغ لدى بداية ترشيد الدعم بحدود ثلاثة عشر مليون دولار”. وقال: “إننا ماضون قدمًا في تنفيذ خطتنا في زيادة الدعم لأدوية الأمراض السرطانية، حيث يتم التركيز على دعم المريض”.
وقال: “نتوقع أن نلمس في الفترة المقبلة تحسنًا في سوق أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية. والعمل سيتركز على استمرار تمويل الدواء في الفترة التي ستلي الأشهر الأربعة التي أقرها مجلس الوزراء”.
أضاف: “إن البحث مع شركات الدواء تناول كذلك آليات جديدة للتفاوض والإستيراد المباشر للدواء على أن يستكمل البحث في هذا المجال نظرًا لأهميته في تأمين دخول الدواء إلى السوق اللبناني بكلفة أقل وكميات أكبر. وهذا الموضوع جديد ليس فقط على لبنان بل على العديد من الدول الأخرى كما الشركات. وسيتم البحث في كيفية تطبيقه من ضمن القوانين المرعية في لبنان”.
وتابع: “موضوع الدواء استأثر كذلك بمحادثات مع البنك الدولي لجهة التعاون في تأمينه سواء بالتمويل أم الخبرات. كما تم التوقيع على اتفاقية إطار مع جمعية ANERA لإرسال مساعدات وأدوية إلى لبنان ومنها أدوية أمراض سرطانية، وقد تم بالفعل تسلم أول شحنة في هذا المجال”.
وأعاد وزير الصحة التأكيد على أن “المبلغ المخصص لدعم الدواء في لبنان يبقى أقل من الحاجات ولا تترك وزارة الصحة مناسبة إلا وتطالب بزيادة الدعم”، مذكرا بأن “ميزانية الدواء التي كانت تبلغ شهريا مئة وأربعين مليون دولار تقلصت إلى خمسة وثلاثين مليونًا. لذلك، يتم اللجوء إلى المساعدات وإلى البحث عن اتفاقيات تخفف من كلفة الدواء والتركيز في شكل أساسي على أدوية السرطان لتغطية النقص”.
و أعلن أن “موضوع الرعاية الصحية الأولية الذي كان موضوع المنتدى، كان قد ورد في البيان الوزاري للحكومة من ضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة العامة التي تركز على الرعاية الأولية باعتباره خطوة في اتجاه تأمين الرعاية الصحية الشاملة للمواطن اللبناني”، لافتا إلى أن “التمويل الذي كان واحدًا من العوائق لتنفيذ خطة الوزارة في توسيع التغطية الصحية للمواطن شكل محور البحث في الاجتماع الذي عقد في البنك الدولي إضافة إلى الإستفادة من تجارب الدول الأخرى في مجال توسيع خدمات الرعاية الأولية، وذلك في موازاة التحضير لمشروع مع الوكالة الأميركية للتنمية USAID بالتعاون مع بعض المؤسسات الأكاديمية في لبنان”.
وشدد على “ضرورة عدم الإكتفاء بالعمل على المدى القصير، بل على المديين المتوسط والبعيد للتمكن من الخروج من الأزمة”، مؤكدًا “اتجاه الوزارة للتركيز على الطب الوقائي والرعاية الأولية لانعكاس ذلك إيجابًا على الواقع الصحي العام كما على الفاتورة الصحية”.
وتطرق الأبيض الى اللقاءات التي وصفها بــ”الممتازة”، والتي عقدها مع جمعيات الجالية اللبنانية بجهد مشكور من القائم بالأعمال في واشنطن وائل هاشم، مشيرا الى أنها “شملت American Task Force for Lebanon، Rene Moawad Foundation، Empower Lebanon، ANERA والدكتور راي هاشم رئيس الجمعية الطبية اللبنانية الأميركية. وهدفت اللقاءات إلى توضيح واقع القطاع الصحي في لبنان بحيث يحصل تطابق بين الحاجات والمساعدات فلا تتراكم المساعدات من دون طائل بل يتم إرسالها إلى المكان المناسب”.
ونوه وزير الصحة بدور الجاليات اللبنانية، واصفًا إياها بأنها “السلاح السري للبنان في أزمته الحالية نظرا لما تبديه هذه الجاليات من مستوى عال من الإلتزام ولديها اهتمام كبير بمساعدة لبنان في المجالات كافة ولا سيما المجال الصحي”. ولفت إلى أن “المشاركين في الإجتماع أبدوا اهتمامًا بدعم العامل البشري سواء من خلال التدريب أم تأمين الإستمرارية وغير ذلك”.
وأوضح أن “الرسالة العامة التي تكررت في مجمل اللقاءات التي عقدها الوفد اللبناني في العاصمة الأميركية، أجمعت على أهمية الإسراع في الإتفاقيات مع صندوق النقد الدولي مع التشديد على ضرورة التزام لبنان بأجندة إصلاحية في القطاعين المالي والمصرفي وذلك لضمان الإستمرار بتمويل المساعدات، وإلا فسيكون من الصعب إرسال الأموال إلى نظام يعاني من الكثير من المشاكل واحتمالات الهدر، ما سينعكس سلبًا على القطاعات المختلفة”.
من جهة ثانية، أعلن الأبيض عن مؤتمر صحافي في بداية الأسبوع المقبل سيكون مخصصًا للوبائيات (كورونا – جدري القردة – إلتهاب الكبد الفيروسي)، ونبه إلى “ارتفاع في أعداد الإصابات بكورونا وسينعكس ذلك في الإصابات المسجلة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة”.
عقد رئيس “الهيئة الوطنية الصحية الاجتماعية-الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية مؤتمرا صحافيا في “قصر بعلبك” حول أزمة أدوية السرطان.
واعتبر سكرية أن “مرضى السرطان يموتون بسبب فقدان الدواء بالتراكم السريع او المباشر بالدواء المغشوش الذي بدأت طلائعه تظهر في السوق السوداء”.
وأضاف: “وزارة الصحة ما زالت توزع خبرية الدعم المتوافر شعارا والمفقود واقعا، والمريض أمام خيار من ثلاثة إما تأمين الدواء بجهوده الشخصية من تركيا وبأسعار ابتزازية أحيانا، أو اللجوء إلى السوق السوداء وأسعارها الخيالية الظالمة مع مجهولية فاعلية العلاج، أو الاستسلام للموت المحتم الذي شرعنته طغمة دواء فاسدة لمن لا حول له ولا قوة”.
وسأل: “أمام هذا الواقع لماذا لا تسمح وزارة الصحة للمستشفيات الجامعية المعنية بعلاج مرضى السرطان كالجامعة الأميركية مثلا التي تهتم بأكثر من 4000 مريض من أصل 11500 سنويا من مرضى السرطان، و55 % من مرضى سرطان الأطفال، وسواها من المستشفيات الجامعية، باستيراد أدوية مرضاها مباشرة بعد موافقة المريض وإطلاعه على السعر وتحت رقابة الوزارة وتحديدها المصدر أيضا؟ لماذا لا تعطي الوزارة ترخيصا لمراكز السرطان باستيراد هذه الأدوية وتحت رعايتها؟ لماذا انتظار المزيد من الموت في ظل غياب أفق واضح للحل؟”.
وختم سكرية، معتبرا أن “موت كل مريض سرطان بسبب فقدان الدواء، وقد سجل العديد حتى الآن، تتحمله وزارة الصحة وسياستها المكابرة واللامسؤولة”.
صدر عن المكتب الإعلامي لوزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض البيان التالي:
“في سياق المتابعة المستمرة لملف الدواء وما يواجهه تأمينه في السوق من تعقيدات مالية، عقد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض خلال الأيام الماضية، سلسلة اجتماعات شملت نقابة المستوردين وتجمع الشركات العالمية لاستيراد الأدوية ونقابة مصانع الدواء ومصرف لبنان المركزي بهدف إرساء آلية تطبيقية محدثة للتحويلات المالية إثر قرار مجلس الوزراء استعمال حقوق السحب الخاصة.
وقد أدرج على جدول أعمال الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء بند ينص على طلب وزارة الصحة العامة بتحويل المبلغ المالي الشهري المخصص لاستيراد الدواء والبالغ خمسة وثلاثين مليون دولار.
واليوم بدأ عدد من المصارف باستلام طلبات المستوردين لتمويل عمليات الإستيراد، بحيث من المتوقع بدء وصول الأدوية خلال الفترة القريبة المقبلة، على أن تعطى الأولوية لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية.
إن الوزير الأبيض يأمل أن يؤدي هذا الإنفراج والجهود المواكبة إلى إعادة عجلة استيراد الدواء إلى مسارها الطبيعي والسريع بعدما توقفت لمدة شهرين على التوالي، مكررا دعوته جميع المعنيين إلى إيلاء المسألة الأولوية الإنسانية والأخلاقية بعيدا عن الحسابات الأخرى، لأن المرضى لا يستطيعون تأجيل علاجهم أو الإمتناع عنه”.
نقيب مستوردي الادوية لـ”الجديد”: هناك شح بالادوية المزمنة وهي لا تلبي حاجة اللبنانيين والمبلغ المتوفر للدعم لا يكفي نعاني من عدم تسيلم الأدوية للصيدليات التي هي شبه فارغة من الدواءةة
أصدرت نقابة الشركات المستوردة للأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان بياناً جاء فيه: “ورد في بعض وسائل الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي معلومات تفيد أن بعض الشركات المستوردة للأدوية لا تسلّم الأدوية للصيدليات والسوق اللبناني. عليه، يهم نقابة الشركات المستوردة للأدوية وأصحاب المستودعات في لبنان أن توضِح ما يلي:
احتياجات السوق
إنّ الشركات المستوردة مستمرة بتأمين احتياجات السوق من الدواء، وذلك بحسب قدرة كلّ شركة وبحسب المخزون المتوفر لديها. كذلك، يهم النقابة ان تؤكد ان الشركات المستوردة للأدوية تقوم جاهدة بالعمل على تأمين احتياجات السوق بالرغم من الازمة القاهرة وظروفها المعروفة. كما وتجهد الشركات للقيام بواجباتها الأخلاقية والوطنية، بالرغم من تكبّدها خسائر مالية جسيمة”.
أسعار الأدوية في لبنان
وأضاف البيان: “إن الجميع يعلم محدودية هامش الربح لدى الشركات المستوردة للأدوية، وقد قامت النقابة بتوضيح ذلك الأمر مرارًا وتكرارًا، حيث إنّ هامش ربح المستورد محدّد من قِبل وزارة الصحة كما هي الحال للصيادلة، وهو يتراوح بين الـ7.5 والـ10%، ويغطي المصاريف المباشرة، وغير المباشرة، إضافة إلى كل المصاريف الإدارية، والتشغيلية وغيرها. وفي السياق نفسه، إن جدول الأسعار الرسمي الصادر عن وزارة الصحة العامة، وهي السلطة المخوّلة إصدار أسعار الأدوية في لبنان، يتّبع سعر صرف الدولار على أساس 20650 ل.ل منذ بداية الشهر، وقد بقي على هذا المستوى بالرغم من ارتفاع سعر الصرف في السوق الموازية منذ أسبوعين، ليتخطى سعره الـ25 ألف ليرة لبنانية حديثاً”.
وختم البيان: “وبالرغم من هذا الواقع الذي أدى إلى تكبّد الشركات خسائر فادحة وإضافية خلال الأسبوعين الأخيرين، تتواصل النقابة باستمرار مع المعنيين والمسؤولين كافة، ولا سيّما مع وزارة الصحة، لمعالجة جميع الأمور المتعلقة بالقطاع الدوائي وتسعى بشتى الوسائل المتاحة الى تأمين احتياجات السوق”.
مخاوف بشأن الرواتب وسحب الدولار.. هذا ما قد يحصل قريباً
أبدت مصادر مصرفيّة مخاوفها من استمرارِ تصاعد أزمة الدولار وسط الضياع القائم في ظلّ غياب منصّة “صيرفة” التي يتحكم مصرف لبنان بالمداولات عليها. ووفقاً للمصادر، فإنّ التقلبات المستمرّة في سوق العملة الخضراء فضلاً عن عدم إصدار سعر “صيرفة” كل يوم، يضعُ عملية سحب الدولار بناء لتعميم مصرف لبنان رقم 161، أمام خطر التوقف، أقله خلال المرحلة الحاليّة ريثما يتخذ البنك المركزي اجراءات جديدة بتفعيل المنصّة من جديد.
مخاوف من حصول اشكالات
وأشارت المصادر إلى أنّه مع نهاية شهر آذار الحالي وبداية شهر نيسان المُقبل، هناك مخاوف من حصول اشكالاتٍ في المصارف مع المواطنين خلال تقاضيهم الرواتب، إذ قد تطرأ أزمة عدم توفر السيولة بالليرة اللبنانية أو بالدولار ضمن الصرافات الآلية. وعليه، فإنّ الأنظار تتجه بقوة إلى ما ستحمله تلك الأيام القليلة المقبلة، الأمر الذي سيتطلب تحركاً سريعاً من السلطة النقدية لتوفير السيولة بأسرع وقت ممكن وتجنّب أي مشكلات في عمليات سحب الرواتب.
توجهت جمعية المستهلك الى وزير الصحة، ببيان اقترحت فيه “حلا يضمن الخروج من دوامة احتكار الدواء التي لا نهاية لها وبتكلفة أقل بكثير من مئات ملايين الدولارات التي تدفعها الخزينة من اموال المودعين لتجار الدواء (وقد بلغت 1.2 مليار دولار سنة 2020)”، معتبرة ان “الفوضى والانهيار وغياب مؤسسات الدولة وخططها للخروج من الانهيار فرصة لا تعوض يستغلها الكثير من التجار المستوردين وتجار الجملة والمفرق لتحقيق ثروات. تجار الدواء بدورهم يلجأون إلى فرض متممات غذائية على كل طلبية دواء تطلبها الصيدليات كما يؤكد عدد من الصيادلة، وفي ظل انحلال الدولة تصبح مواجهة هؤلاء صعبة قد تنفع ليوم او يومين في أحسن الاحوال”.
ولفتت الى انها “منذ بداية الانهيار تقدمت الى الوزير حمد حسن بحل يكمن في حصر الاستيراد بأدوية الجينيريك للأدوية الفعالة التي حددتها منظمة الصحة العالمية والتي تشمل 434 دواء اساسيا تغطي كل الامراض بدون استثناء. لكن الوزير اعلاه أصر على دعم كل الاصناف وكل تجار الدواء”، مقترحة على الوزير الحالي ان “تقوم وزارة الصحة باستيرادها مباشرة من الدول ذات الصناعة المعتمدة من منظمة الصحة العالمية وعبر مناقصة يشرف عليها مجلس الوزراء منعا للعمولات. بعدها تحدد الوزارة نسبة ربح الصيدلي في ظل الازمة بما يتلاءم مع حاجة البلاد، أي ان تخطي التجار المستوردين المحتكرين لمدة محدودة هو ضرورة ملحة لانقاد صحة ملايين المرضى اللبنانيين والمقيمين، خاصة وانه لا يبدو في الافق أي حل لمجموع الازمات. فهل هناك من رئيس او وزير يسمع ام انهم صاروا جميعهم شركاء في الاقتصاد الحر؟”.
وأشارت الجمعية الى أن “ما يقوم به هؤلاء التجار المحتكرين من ربط بيع سلعة بشراء اخرى هو عمل غير قانوني يعاقب عليه قانون حماية المستهلك إذ تنص المادة 50 على منع تعليق بيع سلعة أو تقديم خدمة، على شراء كمية معينة أو سلعة أو خدمة أخرى، اما المادة 118 فهي تعاقب المخالف يعاقب بالغرامة من أربعين مليونا إلى خمسة وسبعين مليون ليرة لبنانية”.
تمنى رئيس “اللقاء الاكاديمي الصحي- الصحة حق وكرامة ” الدكتور اسماعيل سكرية في تصريح انه” لو كانت توجهات وزير الصحة بتعزيز الصناعة الدوائية المحلية والتي نؤيد، وكنا وما زلنا من المنادين بها منذ 25 عاما، مدعومة ومحصنة بتفعيل أعمال المختبر المركزي للرقابة والذي نسأل وللمرة الألف لماذا لا يعاد تفعيل المختبر الذي اتفق على إطلاقه أيام الوزير الدكتور جميل جبق في مستشفى بيروت الحكومي – الحريري، بتمويل من منظمة الصحة العالمية، ووقع الوزير الدكتور حمد حسن اتفاقية تمويله مع وكالة التنمية الفرنسية، فلماذا وقع الوزير الأبيض الاتفاقية نفسها خلال زيارته لفرنسا منذ مدة قريبة؟، ولماذا رفضها حينما كان رئيسا لمجلس إدارة مستشفى الحريري؟، علما بأن ديون المستشفى البالغة 100 مليار ليرة لبنانية والتي بحجتها رفض التنفيذ ما زالت، بل زادت”.
وأضاف: “الوزير ألابيض طبيب ويعلم ان المختبر هو صمام أمان الدواء، ومن هنا فان طرح أدوية مجهولة التركيب بمعظمها في السوق يحمل مخاطر صحية، ويفتح المزيد من الشهية المادية، لذا نطالب بتفعيل المختبر المركزي بالتمويل الفرنسي وبمساعدة مختبرات الجامعات الأكاديمية، فالدواء وما يترتب عليه يتخطى زجليات المصرف المركزي ومكرماته”.
عرض وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض تفاصيل ملف أدوية الأمراض السرطانية في ظل التحديات التي يفرضها وضع المالية العامة، مفندا الحاجات التي تفوق الأموال المرصودة للدعم، وذلك في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الصحة العامة، رد فيه على الأسئلة المطروحة في هذا المجال، ومذكرا بأن “نقص أدوية السرطان ليس جديدا بل كان البلد يشهد أزمة انقطاع قوية لهذه الأدوية عندما تسلمت الحكومة الحالية مهماتها”.
ولفت الأبيض إلى أن “النقص الحاصل في أدوية السرطان يعود إلى سبب رئيسي يتصل بالأموال المرصودة للاستيراد والتي لم تعد تكفي الحاجة الفعلية”، موضحا أن “لبنان كان يستورد قبل الأزمة المالية أدوية للأمراض السرطانية والمستعصية بقيمة تتراوح بين خمسة وعشرين (25) وثلاثين (30) مليون دولار شهريا. وفي ظل الأزمة حدد مصرف لبنان قيمة الدعم للدواء ككل بخمسة وعشرين (25) مليون دولار مع رصد مبلغ إضافي للحليب والمواد الأولية لصناعة الدواء والمستلزمات الطبية”.
وأشار الى أنه “خلال ستة أشهر، بين شهري أيلول وشباط الماضيين، بلغ حجم المبالغ التي تم دفعها لاستيراد الدواء مئة وستة وستين مليون دولار ومئتين وأربعة وسبعين ألفا (166274000) من بينها مئة وعشرون مليون دولار وأربعمئة وتسعة وأربعون ألفا (120449000) دفعت لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية أي حوالى سبعين في المئة (70%) من الأموال المرصودة لدعم الدواء تدفع لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية”.
وقال وزير الصحة: “من الواضح أن هذه الأموال لا تكفي لتغطية الإحتياجات، ونحن ناشدنا الجميع حل المسألة لأن تأمين الأموال ليس من مسؤولية وزارة الصحة بل مسؤولية الجميع ولا سيما المعنيين بالشؤون المالية في البلد”.
أضاف: “إن المساعدات التي تمكنت وزارة الصحة العامة من الحصول عليها شكلت جزءا من الحل ولكن الحل المستدام لا يكون إلا بتأمين المال اللازم للكمية الكافية من الأدوية”.
وأشار الى أن “هناك مشاكل أخرى تفرعت عن الأزمة وسعت وزارة الصحة إلى حلحلتها بدءا من تحقيق الانتظام في عملية الإستيراد بدءا من طلبات المستوردين إلى الموافقات المسبقة التي يعطيها مصرف لبنان ومن ثم تحويل الأموال إلى الشركات”، كاشفا أن “الشركات الأم كانت توقفت عن تسليم لبنان أدوية السرطان عندما فاق حجم الديون ثلاثمئة مليون دولار، واشترطت هذه الشركات تسلم أموالها”، لافتا الى أن “الموضوع استغرق الكثير من المتابعة لحلحلته وإعادة الإنتظام إلى سلسلة الإستيراد حيث تحسن التجاوب من الشركات الأم للتصدير إلى لبنان”. وأعلن أن “بيانا سيصدر مطلع الإثنين المقبل يفصل لوائح الأدوية التي سيتسلمها لبنان في الأسابيع المقبلة، وهو سيكون الثاني بعد بيان أول تم نشره قبل ثلاثة أسابيع”.
كما توقف الأبيض أمام “واقع تهريب وتخزين أدوية السرطان الذي يترك آثاره السلبية الكبيرة، إذ إن الدواء الذي يباع في لبنان بحوالى أربعمئة دولار فيما يبلغ سعره في الخارج حوالى ستة آلاف يحتاج إلى جهود كثيفة من القوى الأمنية لمنع تهريبه، إضافة إلى نظام تتبع دقيق للتأكد من أنه يصل إلى المريض الذي يحتاج إليه”.
وفند “إجراءات الوزارة لتنظيم ملف الدواء وضمان وصول كل دواء إلى المريض”، مذكرا بـ”نظام التتبع Meditrack الذي تعمل عليه وزارة الصحة العامة والذي بدأ العمل عليه بالتنسيق مع ستة مستشفيات”، مشيرا إلى أنه “يخضع على غرار مختلف منصات وزارة الصحة العامة للمزيد من التدقيق لتفادي أي ثغرات في آليات الأمان حرصا على عدم تكرار الخرق الذي حصل على منصة المطار”.
ولفت وزير الصحة إلى “أهمية ترشيد دعم الدواء واستعماله”، موضحا أن هناك “أدوية بأسعار مقبولة تعطي نتيجة العلاج نفسه مثل الجينيريك أو الصناعة المحلية، يمكن أن تكون بديلا لأدوية أغلى سعرا، وهذا الأمر سيزيد كمية الأدوية المتاحة للمرضى”.
وأعلن أن “الوزارة تبحث مع جهات دولية في مقدمها منظمة الصحة العالمية واليونيسف، في آليات للحصول على أدوية أكثر بأسعار أرخص”.
وأشار إلى أن “الدعم الحالي لأدوية الأمراض السرطانية والمستعصية سيبقى مستمرا بتأكيد من رئيس الحكومة وحاكم المصرف المركزي”، مطمئنا الى أن “رفع الدعم ليس مطروحا للبحث كما تردد في الفترة الأخيرة، ولكن حل المشكلة يحتاج من دون أدنى شك لزيادة التمويل لتغطية كافة الإحتياجات”. وأكد أن “الوزارة مستمرة بإجراءاتها لتحسين الآليات سواء بالإستيراد أو التوزيع لتفادي الإنقطاعات التي شهدناها في فترة أعياد رأس السنة”.
وردا على سؤال، أوضح الأبيض أن “المستورد الذي يمتنع عن استيراد دواء معين لأنه لم يعد مربحا بالنسبة إليه، ستسترجع منه الإجازة ويفتح المجال لشركات أخرى بالإستيراد”.
وأكد أنه “كطبيب يتفهم تماما صعوبة عدم حصول المريض على دوائه”، مشددا على أن “المسألة صعبة جدا في بلد انخفض دخله القومي بنسبة اثنين وخمسين في المئة ولكن العمل مستمر لإرساء آليات تخفف من وطأة المشكلة”، آملا “الوصول قريبا إلى تغطية كل الإحتياجات”.
اعتبرت “الهيئة الوطنية الصحية” في بيان مشترك أصدرته مع “اتحاد طلاب الصيدلة” في لبنان تحت عنوان “الصحة حق وكرامة” أنه “خلال العامين الماضيين، نفذت بحق اللبنانيين عموماً، والفقراء المتزايدة أعدادهم بوتيرة سريعة على وجه الخصوص، أكبر جريمة ألحقت الأذى الكبير بصحتهم، ومررت ولا تزال أكبر كذبة جرحت مشاعرهم وكرامتهم وهي أكذوبة الدواء المدعوم، الموجود وهميا في السوق الشرعية الصيدلانية أو في سوق سوداء لا ترحم، بينما فعليا حطت الأدوية المدعومة رحالها، ولا زالت خارج لبنان، لا سيما في بلاد أفريقيا وسواها، حيث “الفريش دولار” وتحقيق الأرباح على حساب صحة المواطنين هو الهدف، والذريعة الدائمة عدم دفع المصرف المركزي المبالغ المتراكمة للمستوردين، والبالغة 300 مليون دولار، علما بان ما حصده هؤلاء المرابون جراء بيع الأدوية المدعومة في الخارج هي أضعاف ما يتمترسون خلفه من أرقام مشبوهة ومشكوك بدقتها”.
وأضاف: “لقد بات واضحاً ان هذه الجريمة المتواصلة المتفلتة من أي مساءلة تحاسب، والمطمئنة في هذا الخصوص بفضل المتواطئين والمترددين والصامتين من شهود الزور لن تتوقف قبل انتهاء ما تبقى من فتات الدعم، وصولا إلى تحليق الأسعار على وقع وإيقاع الدولار”.
وختم: “إننا في الهيئة والاتحاد وبصوت واحد موحد نطالب الحكومة باحترام صحة وكرامة الناس، وإيقاف عرض فيلم الرعب هذا، ووضع خطة طارئة تؤمن الدواء الآمن وبالسعر المعقول، وليكفِّر كل من نهب المال العام وجيوب الناس من سياسيين وتجار دواء، بتغطية الخطة وصندوقها المالي لمدة عام تسمح بانطلاق التنافس الدوائي الذي أقره مجلس النواب محجما ومفخخاً”.
ذكرت معلومات أن وزير الصحة العامة لا يزال يسير بالسياسة الدوائية نفسها للوزير السابق لجهة استيراد الدواء الايراني، فيما يرفض السماح باستيراد الدواء التركي. كما ذكرت نداء الوطن.
كتبت كارين عبد النور في “نداء الوطن”: ينطلق قرار تصنيع أي دواء أساساً من حاجة السوق إليه. وتتمثّل الخطوة الأولى بإنجاز الفحوصات والاختبارات اللازمة التي تثبت فاعلية الدواء خلال فترة صلاحيته، تليها دراسات التكافؤ الحيوي (دراسات على الإنسان مقارنة مع الدواء الأساسي) في مختبرات خارج لبنان- في حال كان الدواء مطوّراً داخل المصنع اللبناني- مع مقارنة المستحضر المحلي بالمستحضر الأساس. بعدها تُجرى الفحوصات المخبرية في مختبرات عالمية معتمدة من قبل وزارة الصحة العامة للتأكيد على الاختبارات التي أجريت داخل المصانع اللبنانية. من ثم يقدَّم ملف التسجيل إلى الوزارة، محتوياً على كامل شروط التسجيل المعتمدة للأدوية المصنعة محلياً كما للأدوية المستوردة. وبناء عليه تقوم الوزارة بدراسة الملف وفق المقتضى ضمن اللجان التقنية قبل تحديد سعر الدواء بحسب آلية التسعير الخاصة بها كي يتم، في المرحلة الأخيرة، إعطاء الإذن بتصنيع وتسويق المستحضر.
في هذا الإطار، كان لـ»نداء الوطن» حديث مع رئيسة نقابة مصانع الأدوية، الدكتورة كارول أبي كرم، التي لفتت إلى نواح ثلاث في معرض التأكيد على نوعية الإنتاج في المصانع اللبنانية: أوّلها المعايير العالمية المحددة من قبل منظمة الصحة العالمية، والمعروفة أيضاً بأصول التصنيع الجيّد (Good Manufacturing Practices)، المعتمدة من قبل وزارة الصحة المشرفة على حسن تطبيق هذه المعايير في المصانع وفق كشوفات دورية للتأكد من مطابقتها لها. تليها المختبرات الدولية التي تعتمد المصانع اللبنانية في صناعاتها. إذ إن هناك ما يقارب 39 مختبراً عالمياً وإقليمياً تصنّع أدويتها في لبنان وهي تشرف بدورها على المصانع وتقوم بكشوفات دورية للتأكد من مطابقة المعايير الدولية ومعايير الدول التي تنتمي إليها. ثم هناك السلطات الصحية في بعض الدول التي يصدّر لبنان الدواء إليها، حيث تقوم بزيارة المصانع بشكل دوري والكشف عليها لنفس الغرض أعلاه.
وعن المواد المستخدمة في صناعة الدواء في لبنان، تجيب أبي كرم: «لصناعة المواد الأولية، وهي صناعة تخصصية، مراكز معينة في دول العالم. هناك مصنع واحد في المنطقة يقوم بتصنيع عدد ضئيل منها وبصورة خجولة جداً. فكل المواد الأولية المستعملة في صناعة الدواء تُستورد من الخارج. أما مواد التوضيب، أي علب الكرتون والنشرات الداخلية، فنقوم بشرائها محلياً».
لمصانع الأدوية اللبنانية الكفاءة والطاقة الإنتاجية الكافية لتغطية كامل حاجة السوق المحلية. لكن على الرغم من التعاون مع وزارة الصحة العامة، إلا أن التحديات التي تواجه القطاع تحول دون تحقيق الغاية المرجوة.
في دردشة مع أحد إداريي شركة للصناعات الدوائية في لبنان، أشار إلى أن التحدي الأكبر منذ نهاية العام 2019، أي مرحلة تفاقم الأزمة الاقتصادية وتدهور سعر صرف الليرة، كان ولا يزال غياب تمويل استيراد المواد الأولية والآلات والمستلزمات الضرورية للإنتاج. ويقول: «لم يكن دعم مصرف لبنان لتأمين المواد الأولية عادلاً ومتساوياً بين الدواء المحلي الصنع والدواء المستورد. فقد رأينا الأدوية المستوردة تُدعم بنسبة 100% على سعر كلفتها، في حين أن الصناعة اللبنانية تُدعم فقط بنسبة 85% على المواد الأولية المستوردة، ما يشكل نسبة 30% من سعر الكلفة الإجمالي». وإذا ما قارنّا الدواء المستورد بالمحلي، لوجدنا أن الصناعة الدوائية المحلية تُكلّف مصرف لبنان ثلث ما يكلّفه الدواء المستورد، وهو ثلث كفيل بتأمين مخزون يزيد عن الأدوية المستوردة بنسبة تفوق المرتين والنصف. في هذا السياق، تعلق أبي كرم أنه رغم المتابعة وتقديم كافة الدراسات ذات الصلة منذ العام 2020، إلا أن المسؤولين لم يولوا الأهمية اللازمة لضرورة إيجاد خطة ترشيد النظام الاقتصادي الحر المعتمد في لبنان من خلال دعم الصناعة المحلية. «فلو حصل ذلك لكنا تمكنّا أقلّه من تأجيل أزمة الانقطاع شبه التام للدواء». وتضيف أن لكل دواء في لبنان ثمة ما يفوق 20 رديفاً (Generic) يتم استيرادها بغض النظر عن حاجة السوق إليها أو حتى أسعارها. فبغياب السياسة والرؤية السليمة وتحت شعار «النظام الاقتصادي الحر» استنزفت الأدوية المستوردة من الخارج احتياطي مصرف لبنان من دون «رقيب ولا حسيب». إذ تمّ تحويل مبالغ هائلة بالعملات الصعبة لاستيراد أدوية لم تكن السوق اللبنانية بحاجة إليها أساساً. فكيف للبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه 6 ملايين نسمة أن يستورد أدوية بما لا يقل عن مليار وخمسمائة مليون دولار أميركي سنوياً، في حين لا يتخطى استيراد الأردن، مثلاً، نصف ذلك المبلغ مع عدد سكان أقل بقليل من الضعف؟
التحدي لم يقتصر على الدعم غير المتساوي بين التصنيع المحلي والاستيراد من الخارج، إنما تخطاه ليشمل عدم صرف مصرف لبنان للأموال المستحقة للدعم بطريقة دورية ومستدامة. هنا يردف إداري شركة «بنتا»: «هناك أموال عالقة لحسابنا لدى مصرف لبنان تعود إلى أوائل العام 2021 ولم تُسدَّد لغاية الآن. فالمورّدون الذين فقدوا الثقة أصلاً في بلدنا باتوا يطلبون تسديد كلفة المواد الأولية مسبقاً في حين لا ندري ما إذا كان المصرف المركزي سيمدّنا بالدعم أم لا».
ثم هناك تحدّ آخر شهده القطاع خلال الازمة. فالمصانع راحت ترفع قدرة إنتاجها تلبية لحاجة السوق المحلية مضاعفة أعداد الموظفين، في وقت كانت قطاعات أخرى تشهد موجات تقليص لليد العاملة. لكن التردي المتواصل في الأوضاع دفع بالعديد من الأدمغة والخبرات بالتوجه إلى الخارج بحثاً عن ظروف معيشية وحياتية أفضل. وهو ما يشكل خطراً محدقاً بالقطاع على المديين المتوسط والبعيد.
أعلن وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض عن إطلاق المرحلة التنفيذية والتجريبية الأولى يوم الإثنين المقبل لبرنامج Meditrack لتتبع أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية بالتعاون مع ست مستشفيات خاصة وحكومية (الجامعة الأميركية، مركز الجامعة اللبنانية الأميركية الطبي LAU، أوتيل ديو، القديس جاورجيوس الجامعي- الروم، الحريري الحكومي الجامعي، النبطية الحكومي)، بحيث سيصار إلى مكننة ملفات المرضى وحصولهم على بطاقة صحية Unique ID تتيح التأكد من حصول كل مريض على دوائه وفي المقابل ضمان عدم تهريب الدواء أو احتكاره أو تخزينه.
وفي لقاء حواري مع عدد من الصحافيين، لفت الوزير الأبيض إلى أن “المرحلة التجريبية ستُنجز سريعًا وسيليها التنسيق مع سائر المستشفيات التي تعالج مرضى السرطان والأمراض المستعصية لتطبيق برنامج Meditrack في شكل شامل في لبنان، في موازاة السعي لتوحيد البروتوكولات العلاجية لمرضى السرطان إستنادًا إلى ما يتم تطبيقه في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا”.
وأكد وزير الصحة أن “برنامج Meditrack مهم جدًا لأنه يشكل نقلة نوعية لتأكيد حصول كل مريض على دوائه وضبط سوق الدواء وتحديد الفاتورة الدوائية بما يلبي حاجات اللبنانيين، خصوصًا أن هذا البرنامج سيشمل في مراحل متتالية مختلف أنواع الأمراض. وقال: “إننا نعمل على أصعدة متعددة، وقد لا يكون ذلك، نتيجة الظروف المعروفة، بالسرعة التي أتمناها إنما من المؤكد أن العمل يتم بخطى واثقة وأكيدة”.
وشدد على أن “استراتيجية عمله تقوم على تعزيز البرامج الممكننة التي تضمن الشفافية والحرفية”، متحدثا عن “نظام Medimport للمستلزمات والمغروسات الطبية والذي بدأ العمل عليه أيضا في الشق المتعلق بالمغروسات ويخول هذا النظام من يستخدمه أن يعرف سعر القطعة الطبية في بلد المصدر فيحول دون أن يتعرض المريض أو الجهة الضامنة للإستغلال من أي جهة كانت”.
توفير الدواء وردا على سؤال عن نقص الأدوية في السوق، طمأن الوزير الأبيض الى أن “أصنافًا كثيرة بدأت تصل إلى لبنان وستكون كل أدوية الأمراض السرطانية والمزمنة موجودة في خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بعدما انتهت عطل الشركات العالمية وتم تأمين الموافقات اللازمة للدعم من المصرف المركزي كما بات استيراد الأدوية يخضع لآلية مبسطة تقوم على تدقيق لجان مختصة في وزارة الصحة العامة باللوائح التي يقدمها المستوردون وتحديد حاجة لبنان منها على أساس الإلتزام بمبلغ الخمسة وثلاثين مليون دولار (35 000 000) شهريا الذي يخصصه مصرف لبنان المركزي للدعم في شكل يوفر خمسة وعشرين مليون دولار (25 000 000) للدواء وعشرة ملايين للمستلزمات وأمور أخرى”.
وعما اذا كان هذا المبلغ المخصص للدعم يكفي حاجات لبنان؟ قال الوزير الأبيض: “إنني أعمل من ضمن شعار خذ وطور! وبالتأكيد أنني أؤيد من يطالب بإعطاء المزيد لوزارة الصحة العامة، علمًا بأن ملف الدواء يتضمن مسارات متعددة”.
وفي هذا المجال أوضح وزير الصحة أن “حصة الدعم للمصانع الوطنية للدواء إرتفعت من مليوني دولار شهريًا إلى حوالى أربعة ملايين، وقد ساعدت الأدوية المنتجة محليًا على تخطي أزمة نقص الدواء وهي تسهم في تقليص كمية الأدوية المستوردة”.
وكشف ان “لدى الوزارة عشرة ملفات لاستيراد أدوية جديدة بموجب قرار التسجيل المبدئي”، متوقعا “منحها الموافقة في خلال فترة اسبوعين ما يفتح الباب لأدوية مستوردة إضافية تفرج السوق، لأنها ستكون بجودة عالية وبأسعار منافسة أدنى بثلاثين في المئة من الأدوية المشابهة الأخرى”.
ولفت الوزير الأبيض إلى “ضرورة الإستمرار في الإقبال على التسجيل في مراكز الرعاية الصحية الأولية حيث زاد عدد المستفيدين أربعة أضعاف”، مضيفا أن “اجتماعات تعقد مع البنك الدولي لتأمين المزيد من الدعم لهذه المراكز، كما أنه تبلغ من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن عزم مصر لدعم مراكز الرعاية بكمية من الأدوية بعد الكمية الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة الأميركية وبلغت سبعة وتسعين طنا”.
PCR المطار وعن مسألة إجراء إختبارات PCR في مطار الحريري وطريقة دفع التكلفة، أوضح وزير الصحة أن “الهدف من ذلك هو تنظيم إجراء الإختبارات ومكننتها بحيث لا ينتظر الوافدون أكثر من دقيقتين لإجراء الإختبار وأكثر من أربع وعشرين ساعة لتلقي النتيجة، وقد أصبح ذلك متاحًا من خلال فريق طبي مجهز بكمبيوترات موصولة على الشبكة، بحيث يتلقى الوافد رسالة بنتيجة اختباره من خلال منصة وزارة الصحة العامة MOPHPASS يمكنه إبرازها في حال دعت الحاجة لذلك”.
وأقر الوزير الأبيض ب”حصول بعض الإرباك في بداية تطبيق آلية الدفع الجديدة حيث كان يجب استباق ذلك بمرحلة تجريبية، إلا أن حملة الإنتقادات التي طالت منصة الوزارة MOPHPASS كانت في غير محلها على الإطلاق فالمنصة آمنة بضمانة الشركة المشغلة والمعروفة بصدقيتها، والدليل أن خمسة وثمانين في المئة من الوافدين باتوا يدفعون تكلفة PCR على هذه المنصة من دون أي مشاكل”.
وأوضح أن “إجراء الإختبارات في المطار بات من مهمة وزارة الصحة العامة، وتتولى الجامعة اللبنانية إجراء الفحوص في مختبراتها التي تعد من الأفضل في لبنان والتي تمكنت من كشف وصول المتحورات. وقال إن تكلفة الـPCR البالغة ثلاثين دولارًا موزعة كالتالي: إثنا عشر دولارًا ونصف دولار للجامعة اللبنانية، سبعة دولارات ونصف لتأمين الحاجات اللوجستية على المطار وتشغيل منصة الـMOPHPASS وخمسة دولارات لوزارة الصحة العامة وخمسة دولارات للطيران المدني الذي يؤمن المكان لفحوص الوافدين وما يستتبع ذلك من خدمات”.
أما في ما يتعلق بالأموال التي دفعت في وقت سابق، أكد وزير الصحة أنه “تم تقديم كل المعلومات المتوافرة لمدعي عام ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس”، وشدد على “ضرورة حصول كل صاحب حق على حقه”.
– ردت نقابة مستوردي الأدوية وأصحاب المستودعات على تصريح النائب الدكتور عاصم عراجي، وقالت في بيان: “بعد اجتماع لجنة الصحة النيابية، تناول تصريح لرئيس اللجنة النائب عراجي مستوردي الأدوية بمعلومات مجحفة بحقهم ولا تمت الى الحقيقة بصلة”.
وأشارت إلى أنها تنشر هذا البيان لتبيان الحقيقة للرأي العام اللبناني، مع كامل احترامها للنائب عراجي”، مؤكدة “في ما يخص تأمين الأدوية، أنها لم تعد تحدد الكميات والأصناف التي يسمح باستيرادها إلى لبنان بالدعم، بل هذه المسؤولية أصبحت لدى وزارة الصحة العامة والمصرف المركزي اللذين يحددان حصرا الكميات والأنواع ويرسلان إلى المستوردين موافقات مسبقة تسمح لهم بتأمين هذه الكميات والأصناف من الأدوية، ويقومان بكل ما في مقدورهما لتخطي الأزمة”، مشيرة إلى أن “دور المستورد يبدأ عند حصوله على هذه الموافقات المسبقة، فيقوم حينها فقط بالتواصل مع الشركات المصنعة في الخارج لتأمين الشحنة في أسرع وقت ممكن”، لافتة إلى أن “المستوردين قاموا بواجباتهم على أكمل وجه خلال الفترة الماضية”.
أضافت: “أما إذا كانت هذه الكميات لا تكفي لتأمين حاجات السوق، فهذا يعود إلى الميزانية المحدودة المتوافرة من أجل دعم الأدوية المستوردة. وهذا ما أكدته النقابة للنائب عراجي مرات عدة، وتمنت منه أن يتدخل ويتواصل مع المعنيين في الخارج ومع الصناديق الداعمة للبنان لتأمين تمويل إضافي لكل القطاع الصحي، وليس فقط لقطاع الدواء، إلا أن ذلك لم يأت بنتيجة. فالكل يعلم أن مشكلة لبنان هي مشكلة الحصول على تمويل، وليس من مسؤولية المستورد تأمين هذا التمويل، علما أنه مستعد للتعاون مع كل الجهات المعنية من أجل العمل على تأمينه”.
وأوضحت أنه “في ما يتعلق بمدفوعات مصرف لبنان إلى المستوردين، فإن المصرف المركزي لا يدفع الأموال إلى المستوردين، بل يدفعها إلى المصنعين في الخارج، وهو بذلك يسدد فواتير الأدوية التي دخلت لبنان وأعطيت إلى المرضى فعليا”، مؤكدة “أنها كانت طرحت مرارا تحويل الدعم من الدواء إلى المريض مباشرة، وبذلك يستطيع المستورد تأمين الدواء والمريض شراءه، إلا أن هذا الاقتراح لم يأخذ مجراه بعد”.
وأشارت إلى أنه “بالنسبة إلى موضوع تأمين الدواء إلى مركز الكرنتينا، فإن وزارة الصحة لا تملك موازنة لشراء الدواء منذ النصف الثاني لعام 2021. وهذا يعني أن كل ما تسلمته خلال النصف الثاني من سنة 2021 حتى اليوم أعطي من خارج موازنة الوزارة، وذلك لأن الموازنة المؤمنة لها لا تكفي لتلبية حاجات كل المرضى اللذين هم تحت رعاية الوزارة”.
وأعلنت أنها “تمنت مرارا من الدكتور عراجي أن يتواصل مع مجلس الوزراء من أجل تأمين تمويل إضافي لوزارة الصحة، مما يسمح لها بتغطية كلفة المرضى. ولكن للأسف، لم يتم التوصل الى نتيجة ملموسة، وتكبدت الوزارة عجزا خلال سنة 2021 قام المستوردون بتمويله، فهل يجوز اتهامهم، وهم يمولون عجزا في الموازنة لم يتدخل أحد لتسديده؟”.
وأكدت أنها “اتفقت مع الوزير منذ أسبوعين على أن تأخذ الوزارة حصتها من كل شحنة دواء تدخل لبنان، بما يتوافق مع حاجاتها الطبيعية. أما الحصة المتبقية، فتوزع إلى القطاع الخاص، على أن يقوم الوزير شخصيا بتحديدها. مع العلم أن حتى الساعة لم يتم تأمين أي تمويل إلى وزارة الصحة من أجل شراء الدواء”.
أطلق صيادلة في مصر حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي هدفها منع بيع الدواء من خلال تطبيقات إلكترونية ومواقع التواصل.
وبحسب وسائل إعلام محلية فقد أكد الدكتور صفوت عبد المقصود، نقيب صيادلة الإسماعيلية، أن “بيع الأدوية من خلال التطبيقات الإلكترونية قد يسبب أضرارا جسيمة، لأن التطبيقات تعمل دون ضوابط وقواعد رقابية مهنية إضافة إلى عدم وجود رقابة متابعة مستمرة”.
وأوضح أنه لا يمكن محاسبة تلك التطبيقات في حالة وقوع أخطاء مهنية يترتب عليها الإضرار بصحة المواطن.
وتابع عبد المقصود قائلا “إن المواقع الإلكترونية تسهل بيع الأدوية المغشوشة ومجهولة المصدر لأنها تباع دون إشراف صيدلي مسؤول، كما أنها تعتبر أحد صور التهرب الضريبي، باب خلفي لبيع الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية دون الالتزام بالقوانين واللوائح المنظمة لذلك، فضلًا عن إتاحة بيانات المريض دون الحفاظ على سريتها”.
#لا_لتطبيقات_الدواء_الالكترونيه
وتصدر وسم #لا_لتطبيقات_الدواء_الالكترونيه مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، وطالب من خلاله مستخدمون السلطات المختصة بالتدخل لإيقافها.
واعتبر عدد من الصيادلة “أن التطبيق الإلكتروني يضرب بقانون الصيادلة عرض الحائط ويضرب بحكم المحكمة الدستورية العليا، التي أصدرت حكمها سابقا بأن مسافة 100 متر حق دستوري لتنظيم المهنة، وعدم التزاحم بين الأعضاء”.
أوضح الدكتور تامر عصام رئيس هيئة الدواء في وقت سابق أن هناك اتجاه للرقمنة، لافتا إلى أن البعض يستخدم التطبيقات الإلكترونية للدواء بشكل خاطئ ويسعى للتصدي لذلك مع المجلس الأعلى للإعلام.
وأكد عصام أن هناك تشريع بصدد إصداره قريبا بشأن التطبيقات الإلكترونية للمنظومة الصحية بشكل كامل، مضيفا أن هناك تطبيق سيكون اسمه “دوانا” يستهدف وصول العلاج للمواطن من خلاله.
وكانت الدكتور إيناس عبد الحليم عضو لجنة الصحة، قد عرضت سابقا عددا من المشكلات التي وردت لها عن قيام بعض الصيدليات ببيع أدوية مجهولة الهوية، فضلا عن وصف طرق للعلاج، موضحة أن هؤلاء الصيادلة غير المتخصصين يعدون برامج للتنحيف والتغذية وهو ما أدى إلى مضاعفات كبيرة، موضحة أن بعض الصيادلة يقيسون الضغط والسكر ويصرفون أدوية دون مراعاة الحالة الصحية للمريض.
اكد رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور عاصم عراجي في حديث الى برنامج “صالون الجمعة” عبر “اذاعة لبنان” مع الاعلامية منى باز، ان “لا عجب في وصول متحور اوميكرون الى لبنان، لكن القطاعين الطبي والاستشفائي غير قادرين على مواجهة تفشي الجائحة كما فعلا العام الماضي. سنتعامل مع حالتي اوميكرون كما تعاملنا مع المتحورات الأخرى، ومن المتوقع ان تزداد اعداد المصابين باوميكرون في لبنان” ، واشار الى ان “لا مفر من تجديد الاجراءات الوقائية وحملات التلقيح.”
وبالنسبة الى محاسبة ناشري الوباء وتغريمهم، اجاب: “باستطاعتنا رصد ناشري الوباء، فيعتبر مساهما في نشره كل من يخالف الاجراءات الوقائية، وقد يحاسب الافراد او حتى المؤسسات والرؤساء التسلسليين في الادارات”.
ودعا الوزارات المعنية الى “مراقبة مدى التزام المدارس تطبيق الدليل الطبي، الذي ينص على عدم وجود اكثر من 18 تلميذا في الصف الواحد، ولا سيما المدارس الرسمية.”
اضاف:”اما في ما يتعلق بالوكالة الوطنية للدواء فيقع على عاتقها مراقبة الدواء المصنع محليا او في الخارج، عبر تحديد الاسعار ومراقبة الجودة والفعالية والمضاعفات، من خلال انشاء وحدة ابحاث ودراسات تابعة لها ومختبر مركزي لمراقبة الدواء. كذلك تعنى الوكالة بالمستلزمات الطبية والمتممات الغذائية، كما السماح بالاستخدام الطارئ للادوية واللقاحات من دون الحاجة الى قانون صادر عن مجلس النواب. ومن شأن تطبيق هذه الاجراءات خفض الفاتورة الدوائية وتحديد متطلبات السوق وضبطها”.
وفي ما يتعلق بارتفاع اسعار الدواء، اشار عراجي الى ان “المال المخصص للدعم خفض من 120 مليون دولار الى 35 مليون دولار، ما اضطر وزير الصحة الى حصر الدعم بادوية الامراض المستعصية والمزمنة.”
وبالنسبة الى احتمال تخصيص جزء من حقوق السحب الخاصة بلبنان لاستمرار دعم الدواء، اجاب: “نؤيد هذا الموضوع لأن لا خيار آخر، ولا مشكلة مثلا في تخصيص 10 ملايين دولار منها شهريا في انتظار الحل المستدام”.
عقد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض إجتماعًا مع النقيب الجديد للصيادلة الدكتور جو سلوم، في حضور رئيسة مصلحة الصيدلة في الوزارة الدكتورة كوليت رعيدي، جرى خلاله البحث في “سبل ضمان جودة الدواء وتوفيره في الصيدليات واعتماد الوصفة الدوائية الإلكترونية (e-dispensing) التي تساعد على ضبط حركة الدواء والتهريب والتخزين”.
وتم التأكيد على “الشراكة الكاملة بين وزارة الصحة العامة ونقابة الصيادلة بما يؤسس لتعاون فعال في تحديث القوانين والمراسيم التطبيقية، بهدف المحافظة على جودة الدواء وتأمين الأفضل للمواطن اللبناني، كما المحافظة على القطاع الصيدلاني الأساسي في المنظومة الصحية”.
أعلن المكتب الصحي المركزي في “التجمع الوطني الديموقراطي” في لبنان واللجنة الصحية في “تجمع الاطباء في لبنان”، رفضهما “المطلق لقرار رفع الدعم عن الحليب والادوية، خاصة ادوية الامراض المستعصية والمزمنة”.
وأشار التجمعان في بيان، الى أن “أزمة الوضع الصحي جزء لا يتجزا، من الازمة البنيوية العميقة للنظام السياسي المرتكز على قواعد المحاصصة الطائفية والمذهبية والمناطقية والزبائنية”، منتقدين “بدعة رفع الدعم، أي تحرير الأسعار عامة والدواء خاصة، بدون وضع خطة بديلة، وفي ظل عدم تنفيذ البطاقتين التمويلية والاستشفائية”.
ورأى البيان أن “الزيادة المتصاعدة في حالات الاصابة بالكوفيد، تعكس مدى التخبط والارتباك في خطة وزارة الصحة العامة في السابق وحاليا، في صياغة استراتيجية وقائية ناجحة”، مشددا على “اهمية المواجهة الوقائية المسبقة لفيروس أوميكرون، بالتنسيق والتعاون مع منظمة الصحة العالمية”، داعيا الى “منع الرحلات من دول جنوب القارة الافريقية، اسوة بالدول الاخرى، وبناء على توصيات منظمة الصحة”.
ولاحظ “عدم قدرة الضمان على الايفاء بالإلتزامات تجاه المضمونين، وعدم قدرة تعاونية الموظفين على القيام بواجباتها، والأمر نفسه ينطبق على الصناديق الضامنة الاخرى”، داعيا الى “أوسع تحرك شعبي من أجل وضع حد لكارتيلات الدواء والمحتكرين وفرض اقرار التغطية الصحية الشاملة”.
أعلن رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني البرفسور رائف رضا في بيان، أن “الوضع الصحي خطير جدا وينذر بعواقب وخيمة، فكورونا تتفشى بسرعة نتيجة تفلت الوقاية وغياب المراقبة والمسؤولية وعدم مجانية PCR لتقييم الوضع الصحي المتهالك”، لافتا الى أننا “لم نصل بعد للمناعة المجتمعية مما يزيد حالات كورونا ويشكل خطرا خاصة أننا في وضع صحي مزر قد يزيد من عدد الوفيات”.
ولفت الى أن “الفقر والعوز سينعكس سلبا على الوضع الصحي، وكذلك رفع الدعم عن الدواء سيسهم في زيادة حالات الوفاة”.
رأى ائتلاف “الشمال ينتفض”، أن “الحكومة مع رفع الدعم الجزئي عن الأدوية المزمنة وحليب الأطفال الرضع بنسبة 50 %، تدفع مواطنيها نحو قعر الهاوية، ممارسة تجاههم أعتى أنواع العذاب والذل، فهي تعلم ان أكثر من 70 % من اللبنانيين وفقا لرئيس لجنة الصحة النيابية، فقدوا القدرة على شراء الأدوية بسبب رفع الدعم، وان ارتفاع ثمن الأدوية يتراوح بين 400 و1100%، بحيث أصبح ثمن دواء واحد يعادل الحد الأدنى للأجور، وتعلم الحكومة أن رفع الدعم كان يجب أن يسبقه إقرار البطاقة التمويلية، التي لم تؤمن المبالغ المطلوبة لها حتى الآن، فكيف سيستطيع المواطن تأمين أدويته وحليب أطفاله، وكيف سيأكل ويذهب الى عمله بعد أن فقد كل مقدرة على تحقيق ذلك؟”
وقال: “اعترف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن الدواء كان يخزن ويهرب، وبدلا من أن تفعل الحكومة أدوات الرقابة والمحاسبة على شركات الأدوية التي كانت تحتكر الدواء على أنواعه وتخزنه وتهربه بالدولار الفريش بعد شرائه مدعوما، وبدلا من إيلاء مصانع الأدوية الوطنية أولوية قصوى ودعمها، وبخاصة لكونها تنتج 700 نوع من الأدوية بسعر يقل عن سعر الشركات المستوردة بكثير، اتخذت قرارا برفع الدعم من دون اتباع سياسة تحمي المواطنين الذين يتخبطون بألف كارثة”.
ورأى الائتلاف أن “جزءا من الحل يكون أيضا عبر دعم المكتب الوطني للدواء على سبيل المثال، وتكليفه بمهمة استيراد الأدوية، لأن هذه الخطوة تسهم في خفض فاتورة الأدوية على المرضى بنسبة لا تقل عن 30 في المئة، وهي نسبة أرباح المستورد والموزع والصيدلي وغيرهم من التجار”.
وسأل: “هل تقدم الحكومة على هذه الخطوة لتخفف عن كاهل المواطنين أم أنها ستبقي هذا الملف بيد تجار الأدوية والمافيات ومن خلفهم؟”
رأى عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب الدكتور قاسم هاشم في تصريح، أن “أزمة الدواء والاستشفاء واستفحالها بعد قرار رفع الدعم لا تحتمل انتظار البحث عن خطة ما، لان تجربة البطاقة التموينية لا تبشر بالخير”.
وقال: “الامن الصحي للمواطن يتدهور يوما بعد يوم، ولا يجوز ترك الامور على حالها بانتظار الحلول البعيدة، ولا بد من خطوات سريعة وعلى كل المستويات والاتجاهات لتأمين الدواء والاستشفاء للبنانيين وفق امكاناتهم وهذا حقهم على دولتهم ولا يحتمل الموضوع المماطلة والتذرع بالامكانات المحدودة فمسؤولية الحكومة التفتيش عن معالجة الازمات التي تهدد حياة الناس دون تلكؤ او تاخير ولاي سبب كان”.
إعتبر “الحزب الديمقراطي اللبناني” أن “رفع الدعم الجزئي عن الأدوية المزمنة يشكل ضربة قاضية على المواطن اللبناني، الذي بات اليوم في وضع لا يحسد عليه، سواء ما يعانيه من أزمة إقتصادية خانقة مقابل إنهيار للعملة الوطنية، وأزمة صحية مترافقة مع خطر وباء كورونا، وفي كلا الحالتين المواطن اللبناني هو الضحية”.
ولفت “الديمقراطي اللبناني” في بيان عممته مديرية الإعلام إلى أن “صحة المواطن خط أحمر ولا يجوز التفريط بها وبخاصة في ما يتعلق بتوفير الأدوية كافة، واليوم مع رفع الدعم الجزئي عن الأدوية المزمنة بات المريض أمام خطر كبير يهدد سلامته وهذا ما يتضارب مع أبسط الحقوق التي يجب أن توفرها الدولة لشعبها وبخاصة لحالات مرضية تحتاج إلى الرعاية وتوفير الأدوية في شكل مستمر”.
وأضاف،”ما وصلنا إليه اليوم يتحمل مسؤوليته الجميع، فالمسؤولية تقع على الدولة اللبنانية والسياسات المالية الخاطئة التي ندفع ثمنها اليوم مقابل تفشي الفساد وإنهيار مؤسسات الدولة ومشاهد الإحتكار وتفلت الأسواق والمتاجرة بصحة الشعب ولقمة عيشه”.
وناشد الحزب جميع المسؤولين ضرورة “إيجاد الحل المناسب لهذه الكارثة التي تهدد صحة وسلامة عدد كبير من اللبنانيين، والعمل على وضع خطة صحية طارئة وتوفير الأموال لدعم الأدوية قبل أن نصل إلى مرحلة لن ينفع وقتها الندم، وعلى الحكومة إقرار البطاقة التمويلية اليوم قبل الغد وإعادة النظر بالمبالغ المرصودة لكل عائلة بعد رفع الدعم الذي حصل أخيرا على المحروقات والدواء وغيرها من متطلبات العيش الأساسية للمواطن”.
استنكر رئيس حزب “الحركة اللبنانية” المحامي نبيل مشنتف في بيان، “أشد الاستنكار الارتفاع الجنوني لسعر الدواء بنسبة 16 ضعفا وما فوق، بحيث أصبح من المستحيل على أغلبية أبناء الشعب شرائه، خصوصا أن الضمان الاجتماعي وصناديق الموظفين والعسكريين لا تغطي كلفته المرتفعة”.
وسأل: “لماذا تم رفع الدعم الكلي عن الدواء الآن في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن، بعد ارتفاع سعر الدولار الجنوني واسعار المحروقات بشكل خيالي، يستحيل معه على المواطن، وبخاصة المريض، تأمين التدفئة، ما يعني الموت الحتمي”.
وقال: “إنها فضيحة كبيرة لم تحصل في أي دولة بالعالم، فهل يريد القادة تهجير الشعب؟”.
وطالب “المسؤولين من رؤساء ووزراء ونواب بالعمل الجدي والسريع لإعادة سعر الدواء الى وضعه الطبيعي السابق رحمة بالوطن والشعب”.
أوضحت رئيسة نقابة مصانع الأدوية في لبنان كارول أبي كرم أنه “في ظل ما يشهده الواقع الدوائي من تطورات متلاحقة، تؤكد النقابة إلتزامها مع وزارة الصحة العامة تجاه المواطنين اللبنانيين بأن تكون الحل البديل للمريض من خلال تأمين الدواء النوعي بأسعار مناسبة وطريقة مستدامة تضمن عدم تكرار أزمة انقطاع الدواء في السوق اللبناني؛ ومع الإبقاء على الدعم الكامل للمواد الأولية المستوردة لزوم صناعة الدواء، ستتمكن المصانع الوطنية من تأمين الدواء بأسعار مناسبة أدنى بحوالى ثلاثين في المئة (30 في المائة) من البراند المستورد المماثل وبأقل بحوالى خمس عشرة في المئة (15في المائة) من الأدوية الجينيسية المستوردة المماثلة.
وفي بيان صدر عنها، أوضحت النقابة “أن المصانع الوطنية تنتج سبعمائة (700) مستحضر دوائي للأمراض المزمنة الأكثر إنتشارا وحاجة إليها في لبنان (أدوية الضغط، تجلط الشرايين، السكري، الباركنسون، الصرع، المسالك البولية إضافة إلى عدد من أدوية الأمراض السرطانية والمستعصية)، كما أن هذه المصانع تنتج مروحة واسعة من أدوية الـ ACUTE (لعلاج الأمراض التنفسية والجلدية والفطريات وأدوية الجهاز الهضمي والمضادات الحيوية..) والـOTC التي لا تحتاج إلى وصفة طبية (مسكنات ألم الرأس وفيتامينات..) وعددها حوالى خمسمئة (500) صنف.
وتعمل المصانع الوطنية على تطوير محفظتها الدوائية من حيث إنتاج عدد جديد من أنواع الأدوية لوضعها في السوق في القريب العاجل والمساهمة في تغطية الحاجات المتنوعة للمواطن اللبناني”.
ولفتت النقابة إلى “أن المصانع الإثنتي عشرة الموجودة في لبنان ومن بينها ثلاثة تغطي كامل حاجة السوق من الأمصال والحقن الأساسية، تطبق أعلى معايير الجودة العالمية وتتمتع بشهادات GMP Good Manufacturing Practices، وهي مجهزة بأحدث التكنولوجيا والمعدات ويعمل فيها فريق عمل لبناني من الإختصاصيين والتقنيين. وقد حازت هذه المصانع على ثقة ستة وثلاثين مختبرا عالميا ما أدى إلى نقل تصنيع عدد وفير من أدوية هذه المختبرات إلى لبنان وتسويقها محليًا وفي دول المنطق”ة.
طالب رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني البروفسور رائف رضا، في بيان، باستقالة وزير الصحة الدكتور فراس الابيض، “نظرا لفشله في ادارة ملف الدواء الذي يجب أن يكون إسداء حق المواطن في تحصيل دوائه وليس بتحميله ما لا طاقة له نظرا لتدهور العملة الوطنية وخصوصا الادوية الامراض المزمنة والسرطانية. ومن هنا نرى عجز هؤلاء المرضى في شراء الدواء ما سينعكس سلبا على وضعهم الصحي بزيادة المضاعفات والاشتراكات ويعجل بالوفاة”.
وأكد ان “التسبب بالموت هو جريمة جزائية يعاقب عليها القانون”. وتساءل: “لماذا لم يعمد الوزير الى الاتصال ببعض الدول التي يوجد فيها الدواء بسعر زهيد وبالليرة اللبنانية وبجودة عالية، ويمكن فحصها بالمختبرات الجامعية فقط لأن التجاذب السياسي يمنع ذلك”، مشيرا الى انه “كان يمكن بحنكة الوزير جلب الادوية على شكل هبات من بعض البلدان، نظرا للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وباستطاعته فعلها”.
ولفت الى “الوضع المزري للاستشفاء بحيث أصبحت الطبابة للميسورين على حساب الفقراء، لا نريد تصريحات بل أفعالا، والاستقالة هي أقصر الطرق رحمة بالصحة والعباد، وإلا على الصحة السلام”.
غرد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى عبر حسابه على “تويتر “: يبقى الدواء و الطبابة، العلامة السوداء في ما يتخبط فيه لبنان من مآس معيشية. فشعور القلق والرعب لفاقد الدواء وأهله لا يوصف ، الأمر يجب أن يرفع إلى مستوى الاولوية في لجنة وزارية مستمرة ، تضم المكونات الطبية والمالية المعنية، علها تعطي المواطن حقه، وتوقف النشاط”.
اعلن النائب عاصم عراجي في بيان، انه “بعد جهد متواصل دام أكثر من سنة قامت به لجنة الصحة النيابية وبالتعاون مع كل المعنيين بالقطاع الدوائي من نقابات ولجان علمية تعنى بالدواء من تقديم إقتراح قانون الهيئة الوطنية لسلامة الدواء، وبعد دراسته باللجنة بوجود ممثلين لوزارة الصحة ووزارة العدل، وافقت اللجنة عليه وأحالته الى لجنة الإدارة والعدل والتي بدورها مشكورة أدخلت عليه بعض التعديلات القانونية، وبعد جلسات عديدة وافقت على الإقتراح وحولته إلى لجنة المال والموازنة التي عقدت اليوم، مشكورة أيضا، إجتماعا مطولا في بحضور أعضاء لجنة الصحة ووزير الصحة وبعد نقاش مستفيض وافقت عليه وسيحول الى الهيئة العامة”.
واشار الى ان “إقتراح القانون ينظم عملية استيراد الأدوية واللقاحات بمواصفات طبية عالمية وكيفية تخزينها وطريقة مراقبتها وتسعير الأدوية والمستلزمات والمستحضرات الطبية، كما وأنه يشجع على الصناعة الدوائية الوطنية ومنع الإحتكار والتخزين وإنشاء المختبر المركزي، وهو قانون عصري يواكب التطورات الدوائية الحديثة”.