طوني شمعون: أعيش كـ «اللورد» حتى لو لم أكن أملك فلساً.. «أنا الكاتب الوحيد الذي يملك القدرة على كتابة International Story»

طوني شمعون

أكد الكاتب اللبناني طوني شمعون، أن مسلسل «رصيف الغرباء» سيُعرض خارج إطار الموسم الرمضاني المقبل وتحديداً في شهر سبتمبر، موضحاً أنه بصدد الانتهاء من كتابة مسلسلين هما «الزيتونة» و«غضب»، ولافتاً إلى أن المُشاهد سيتعرّف من خلال هذه المسلسلات على نوع جديد من الأعمال، لن يُقال إنها مسروقة من قصة هنا وقصة هناك.


وفي حواره مع «الراي»، أعلن شمعون أن الدراما المشتركة خدمتْ الممثل اللبناني وساهمت في انتشاره عربياً، ولكن الفضائيات العربية تريد ممثلاً سورياً أو مصرياً معه، موضحاً أن المُنْتِجين لم يتعلّموا أن القصة هي الأساس في نجاح الدراما. كما اعتبر أن «هناك صغاراً في المهنة، بينما أنا وضعي مرتاح وأعيش (لورد) حتى لو لم أكن أملك فلساً، والكل يعرف مستواي الاجتماعي».

● هل ترى أن اتجاه عدد من المُنْتِجين اللبنانيين إلى الدراما المشتركة يخدم الدراما اللبنانية المحلية أم يأخذ من درْبها؟
– المُنْتِجون اللبنانيون يسوّقون لأعمالهم في الخارج وهذا ليس خطأ، وهناك عدد من الممثلين اللبنانيين حصدوا بفضل هذه الأعمال شهرة عربياً ولم يكن يعرفهم الجمهور العربي قبْلها. الدراما العربية المشتركة خدَمت الممثل اللبناني.
● هذا يعني أنها لم تخدم الدراما المحلية؟
– خدمت الممثل والمُنْتِج، ولكنها لم تخدم الدراما المحلية، بدليل أنها لم تُطلب عربياً. ولكن كل شخص له قناعته، وأنا متمسّك بالدراما اللبنانية وأفضّل أن يأخذوها بكل أدواتها، لكن هذا الأمر لا يحصل حالياً ومحطات التلفزيون العربية لا تقبل بالدراما اللبنانية. المُنْتِجون يقومون بمصلحتهم، والدراما هي صناعة وتجارة. المُنْتِج لا يتمتّع بخلفية فنية، بل يتصرّف من خلفية مادية، وهو يريد أن يربح ويسترجع ماله وهذا أمر طبيعي.
● هل هذا يعني أن القصة الجيدة هي العامل الوحيد الذي يساهم في نجاح الدراما اللبنانية وانتشارها؟
– هناك عوامل عدة تساهم في نجاح الدراما، وهي النص الجيد، المُخْرج الجيد، الإنتاج الجيّد، الممثل الجيّد والمسوّق الجيد للعمل. الفنّ لوحده لا يخدم، ونحن في العالم العربي ولسنا في الغرب، حيث يتم البحث عن العمل الجيّد «بالسراج والفتيلة». كل شيء يقوم عندنا على الواسطات والعلاقات. أسوأ عمل يمكن تسويقه في حال كان مُنْتِجُه يملك شبكةَ علاقاتٍ مع محطات التلفزيون. هذا هو الواقع، فلماذا نختبئ وراء إصبعنا.
● وهل حاربتْ الدراما المشتركة الدراما المحلية؟
– أبداً، لأن الدراما المشتركة لم تتمكن من أن تحلّ مكان الدراما المحلية. اللبنانيون يفضّلون الدراما المحلية، والمشكلة أن الكتّاب لا يعرفون كتابة أعمال قصصها عالمية، لأنها تحتاج إلى حبْكة والكثير من العمل، وعندها لا يتمكّن المُنْتِج سوى من إنتاج عمل واحد مرة كل سنتين. أنا الكاتب الوحيد الذي يملك القدرة على كتابة «International Story».
● وأنت كسول في الكتابة؟
– بل لا أتوقف عن الكتابة، وأنا مرتبط بعقد مدته 5 سنوات مع «ال بي سي اي» وإيلي معلوف عبر 3 أعمال هي «رصيف الغرباء» و«الزيتونة» و«غضب». عندما يبدأ عرض أعمالي، لن أغيب عن الشاشة لمدة خمس سنوات.
● بما أن الدراما المشترَكة سوّقت للممثل اللبناني الذي أصبح معروفاً في الدول العربية، لماذا لا تُنْتَج دراما تقوم على الممثّلين اللبنانيين ويتم تسويقها عربياً؟
– الممثل اللبناني (بمفهوم التسويق العربي) بحاجة إلى أن يكون إلى جانبه ممثّل سوري أو مصري. كل مُنْتِج يدّعي أنه الرقم واحد، ولكنهم لم يتعلّموا أن القصة هي التي تبيع العمل وليس الممثل. هم لا يهتمون للقصة، بل همّهم الوحيد هو الإنتاج. هناك مُنْتِجون يدفعون أموالاً طائلة من أجل إنتاج دراما لبنانية. الإنتاج صعب جداً والكل مُفْلِسون و«يلبّسون طرابيش»، ما عدا منتجيْن يُوفقان ببيع أعمالهما للخارج، وهما صادق الصبّاح وجمال سنان.
● هما يركزان على الدراما المشتركة؟
– كما يقدمان دراما محلية.
● ما الأعمال اللبنانية التي أَنْتَجَها الصبّاح؟
– هي قليلة جداً، ولكن جمال سنان أنتج دراما لبنانية.
● إلى مسلسل «ثورة الفلاحين» ما الأعمال اللبنانية الأخرى التي أَنْتَجَها جمال سنان؟
– جمال سنان «حط اللي فوقه وتحته» في إنتاج مسلسل «ثورة الفلاحين».
● لكنه لم يُعرض على محطات عربية؟
– ما حاجة الجمهور العربي لمشاهدة مسلسل كـ «ثورة الفلاحين»!
● هل سيُعرض «رصيف الغرباء» في الموسم الرمضاني المقبل؟
– كلا، لان تصويره بدأ أخيراً. عندما يُعرض هذا المسلسل في سبتمبر المقبل سيتعرف المشاهد على نوعية مختلفة من الأعمال. مسلسل «رصيف الغرباء» تطلّب مني 3 سنوات كتابة، أما مسلسل «الزيتونة» فأنا مستمرّ في كتابته منذ 5 أعوام وأقوم حالياً بتصحيحه. كما هناك عمل ثالث بعنوان «الغضب». لا يجوز عند تقديم دراما لبنانية، أن يُقال للكاتب أنتَ سرقت قصة من هنا وقصة من هناك. أنا أعتمد 3 مسودات لكل عمل أكتبه، كي ترْضيني النتيجة. ولكنني راضٍ عن نفسي، والكل يضعني في مكان آخَر ومختلف عن الآخرين. هناك «صغار» في المهنة، بينما أنا وضعي مرتاح وأعيش «لورد» حتى لو لم أكن أملك فلساً، والكل يعرف مستواي الاجتماعي.

الراي

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.