نادين صعب: أتمنى لو عشت في زمن الفن الجميل.. هذا أنا.. «لهذا قلتُ ليتني لم أدخل المجال الفني»

سنوات العمر تمضي، ومعها يكبر ذلك الطفل الذي الذي خزّن في داخله الكثير من قَصاصات الذكريات المليئة بأفراح وأحزان… آمال وآلام.


وقفةٌ أمام المرآة في الكِبر، قد تعيد ذلك الطفل الصغير، أو قد تكشف الوجه الآخَر الذي يُخْفيه صاحبُه عن محيطه الخاص والعام… قد تنطلق محادثةٌ مع الذات، يُحاوِرُها، يَتَأمّلها، يلومها في بعض الأحيان وفي أخرى يكافئها… ليقول في النهاية «هذا أنا» أو «لست أنا».
«الراي»، منحت الفنانين الفرصة للوقوف أمام المرآة والانطلاق بالبوح بكل ما يجول في خاطرهم والغوص داخل أعماق النفس. فماذا تقول الفنانة اللبنانية نادين صعب؟

• عندما تقفين أمام المرآة مَن ترين أولاً، الفنانة أم الطفلة التي كبرتْ وأصبحت ما عليه الآن؟
– أرى نادين الطفلة المدلَّلة الناضجة التي شقّتْ طريقاً لا رجوع عنه.

• عادةً، عماذا تتحدثين مع نفسك؟
– عن نادين العصبيّة صاحبة القلب الطيّب والإحساس المرهف إلى أبعد حدود، والمِزاجية.

• على ماذا ندمتِ في مسيرتك الفنية؟
– لم أندم على شيء، ولكنني أتمنى لو أنني عشت في أيام زمن الفن الجميل وليس في هذا الزمن الفني الرديء، ورغم ذلك سأحاول أن أترك بَصْمَةً كبيرة للجيل الحالي والجيل المقبل.

• عندما تلتقين بأصدقاء الطفولة، هل تنسين معهم أنك فنانة مشهورة؟
– طبعاً، لأنهم الأساس والطفولة والبراءة والوفاء الذي أصبح مفقوداً في هذه الأيام.

• كل إنسان أخطأ في حياته خلال مرحلة الطفولة أو الشباب وفعل أموراً طائشة. هل تخافين أن يتحدث بها أحدٌ ما اليوم أمام الآخَرين؟
– أبداً لا أخاف لأنها ليست مُخْجِلة. أظن أن كل شخص منا عاش قصصاً في طفولته، وهي مرحلة لا بد وأن يمرّ فيها. كل عمر له حكمه.

• ما الشيء الذي تحبين القيام به، لكن لكونك فنانة لا تستطيعين ذلك؟
– أحب أن أكون صاحبة شركة ديكور داخلي ومالكة مطعم، شرط أن أكون أنا الشيف، لأنني بفضل الله وتعليم والدتي، أؤكد أن طبْخي بمستوى صوتي وفني.

• أي حياة تشعرين بأنها أفضل… ما قبل الشهرة أم ما بعدها؟
– كل حياة منهما لها رونقها وجمالها. قبل الشهرة كنت حرّة أكثر، وبعد الشهرة لا أجد وقتاً لنفسي بل أكرّسه كله لفني الذي طمحتُ إليه، ويبقى أجمل ما في حياة الشهرة محبة الناس.

• متى قلتِ «ليْتني لم أدخل المجال الفني»؟
-عندما يعطي بعض الإعلام قيمةً لأشباه الفنانين، وعندما أعصّب أو أزعل، لأن حياة الفنان ليست سهلة بل فيها تضحيات وعذاب وورود وأشواك، ولكن عندما أهدأ أشعر بالندم لأنني قلتُ ليتني لم أدخل المجال الفني، لأن الفن هو الحياة بالنسبة إليّ.

• متى شعرتِ بأن الفن أنقذك من شيء سيئ؟
– لا يمكنني أن أقول إن الفن أنْقذني أم لا، بل أقول إنني عندما أكون في حالة نفسية سيئة، لا يمكن لأي شيء أن يخلصني منها إلا الغناء ووقوفي على المسرح.

• ما موقفك في حال كنتِ في مكان ما، ولم يتعرّف عليك أحد؟
– أشعر بالفرح، لأنني أكون بعيدة عن الأضواء وأتصرف بحرية.

• في العادة، كيف تكافئين نفسك؟
– لا أجيد مكافأة نفسي، بل الناس هم الذين يكافئونني عندما يعبّرون عن إعجابهم بغنائي وأنا أغنّي «لايف» على المسرح.

• وفي المقابل، كيف توبّخين نفسك إن أخطأتِ؟
– أعترف بالخطأ وأتعلّم منه وأحاول عدم تكراره. كل خطأ في هذه الحياة له ثمن وهذا يُعدّ توبيخاً في ذاته.

• ما الذي تَغَيَّرَ في شخصيتك مع مَن هم حولك بعد دخول الفن؟
– لم تتغيّر شخصيتي، ولكنني أصبحتُ أقوى وتعلّمتُ كيف أكون قريبة من الناس أكثر، وأن أسمع وأفكّر مئة مرة قبل أن أجيب.

• متى تنسين أنك فنانة؟
– عندما أكون مع أصدقائي وأعود نادين الطفلة والانسانة العادية، وأيضاً عندما أعدّ الطعام في المطبخ.

• هل تشعرين أحياناً بانفصام في الشخصية بين شخصيتك الحقيقية والفنية؟
– أبداً، لأنني أتصرف على طبيعتي دائماً سواء في حياتي العادية أو في حياتي الفنية، وهذا سبب محبة الناس لي.

الراي – هيام بنوت

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.