إلسا زغيب: محظوظة… ولا أرضى بكل ما يُعرض عليّ.. «التمثيل يؤمّن مردوداً جيّداً لمَن يعملون في المهنة بشكل دائم»

إلسا زغيب

تستمرّ الفنانة اللبنانية إلسا زغيب بتصوير دورها في الجزء الثاني من مسلسل «ما فيّي» الذي يُعرض حالياً على الشاشة الصغيرة، مع تغيير واضح في طبيعة دورها الذي حوّلها من عمّة مهمومة لديها الكثير من المشاكل ومرت بالعديد من الظروف الصعبة، إلى العمّة الحنونة ذات الصدر الرحب التي يلجأ إليها الجميع لتقديم النصح والمساعدة.
وتعترف زغيب، التي تجمع بين تقديم البرامج والتمثيل، في حوارها مع «الراي» بأن دورها تغيّر في الجزء الثاني بحسب حبكة القصة، مشيرة إلى أنه كان في الجزء الأول جزءاً لا يتجزأ من العمل، لافتة في المقابل إلى أنها محظوظة، والأدوار التي تُعرض عليها وتظهر فيها تترك أثَراً عند الناس.

• تشاركين في العمل المشترك «ما فيّي 2»، هل تجدين أن دورك مهمّ وأساسي في المسلسل، وهل ترين أن الفنان في هذه المرحلة لا يمكن أن يفرض نفسه إلا من خلال وجوده في المسلسلات المشتركة؟
– الفارق بين الجزءين الأول والثاني من «ما فيي» بالنسبة إلى دوري، هو أن حبكة القصة الخاصة بشخصية «صباح» كانت أهمّ في الجزء الأول مما هي عليه في الثاني، حيث أصبحت العمّة الحنونة التي يلجأ إليها الجميع من أجل تقديم النصائح، والمساعدة، أي العمة التي تحتضن الجميع.
• هل نفهم أنكِ لستِ راضية تماماً عن دورك في الجزء الثاني؟
– أتحدث عن دوري وليس عن الجزء الثاني. كقصة وحبكة، كان وجودي جزءاً لا يتجزأ من الجزء الأول من المسلسل. والمسألة ليست أنني لستُ راضية عن دوري في الجزء الثاني، أنتِ سألتِ عن أهمية وجودي فيه وأنا أقول إن دوري تغيّر.
• من المعروف أنكِ برعت في التقديم كما التمثيل، لكن ألا ترين أنك مقصّرة نوعاً ما؟
– لديّ عائلة، وأعطيها الأولوية على عملي. أولادي صغار، وعندما تكون المرأة حاملاً، فإنها تتوقف عن العمل، وبعد الولادة تُكَرِّسُ وقتَها للأولاد. إنها مرحلةٌ من العمر تُبْعِدُنا عن العمل لمدة عام ونصف العام أو عامين، وأنا ابتعدتُ ثلاث سنوات لأنني أنجبتُ ولديْن. وفي الأساس، أنا مُقِلَّة في إطلالاتي لأنني أنتقي أدواري بحرص، ولا يهمّني الظهور في أي دور يُعرض عليّ، إذ لا يعنيني التواجد على الشاشة لمجرد التواجد، بل أبحث عن الأدوار التي تُقْنِعُني والتي أتفاعل معها وتترك أثَراً عند الناس. هذا عدا عن أن لديّ عملاً خاصاً يُعنى بتنظيم الأعراس، وهو يتطلّب بعضاً من وقتي، ولذا أحرص على التوفيق بينه وبين عملي في التمثيل.
• هل يمكن القول إن التمثيل هو مهنة ثانوية في حياتك، كون لا مردود مادياً ثابتاً يأتي من ورائه؟
– بل هو يؤمّن مردوداً جيّداً لمَن يعملون في المهنة بشكل دائم. أذكر أنني عندما انتسبتُ إلى الجامعة، قال لي والدي إن الفن لا يُطْعِمُ خبزاً. ولكن في حال تم التفرغ لمهنة التمثيل وفُتحت أمام الممثلة الأبواب، فهو يطعم الكثير من الخبز، شرط أن تكون الممثلة من المحظوظات اللواتي يتم تقديرهنّ وتُؤمَّن لهن الفرص.
• هل هذا يعني أنك لستِ محظوظة؟
– بل أنا محظوظة، والأدوار التي تُعرض عليّ وأظهر فيها تترك أثَراً عند الناس. أتلقى الكثير من العروض، ولكنني لا أرضى بكل شيء، بل أختار ما أراه مُناسِباً بين ما يُعرض عليّ.
• ما رأيك بالجدل الذي يثار حول الدراما المشتركة، لناحية أن البطل سوري والبطلة لبنانية؟
– هذا يعني أن الممثل اللبناني غير موجود.
• وأنتِ ما موقفك؟
– الدراما المشتركة سيف ذو حدين، فهي من ناحية تساهم في انتشار الدراما ومن ناحية أخرى تُقْصي الممثل اللبناني، ومَن كانوا يلعبون أدواراً أولى هم في بيوتهم من دون عمل.
• المُنْتِجون يقولون إنهم يختارون الممثل السوري في الدراما المشتركة لأن اسمه منتشر عربياً؟
– هذا صحيح. وهذا ما كان يحصل في الدراما المشتركة، ولكن هذه السنة اختاروا ديما قندلفت لبطولة «الهيبة»، وهذا يعني أن البطليْن سوريان. ولا شك في أن النجوم السوريين منتشرون أكثر، لأن الدراما السورية كانت قد حققت انتشاراً كبيراً قبل الأزمة، خصوصاً في الفترة التي راجتْ فيها دبلجة الأعمال التركية باللهجة السورية.
• هل تظنين أن الممثل اللبناني سينتشر عربياً خلال الفترة المقبلة لأن اللهجة اللبنانية صارت معروفة عربياً؟
– اللهجة اللبنانية مفهومة عربياً منذ فترة بعيدة، ولكن الأعمال المشترَكة تساهم في انتشار الجميع.
• في الأعوام الخمسة الأخيرة، وتحديداً في العامين الأخيرين، شهدتْ الدراما اللبنانية نهضة لافتة، على مستوى النصوص والإخراج، هل هذا يعني أنه لم يلفتك شيء بينها، أم أنك تفضّلين أن تكوني مُقِلَّة في أعمالك؟
– بل شاركتُ في أعمال مهمة، ولكن الظروف الإنتاجية لم تساعد، وهي عُرضت على محطات لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية، ولذلك لم تبرز عند الناس. ولكن مَن يتابعونني عادةً شاهدوها وأُعجبوا بها. عادةً، أكتفي بمسلسلٍ واحد سنوياً، وفي الفترة الأخيرة، وبعد مشاركة الفنانين السوريين في أعمال لبنانية وولادة الدراما المشتركة، فإن هذا أعطى غنى أكبر للدراما.
• تركتِ بصمة مميزة من خلال تجربتك كمقدمة. لماذا ابتعدتِ عن مجال التقديم؟
– لم أبتعد عن مجال التقديم، ولكن الظروف فرضت نفسها. شروط محطات التلفزيون في اختيار المذيعات تغيّرت، والبرامج اختلفت. لا يوجد لديّ جواب على هذا الموضوع، بل كل ما يمكنني القول إن «البروفيل» الذي تطلبه محطات التلفزيون أصبح مختلفاً.
• وهو لا يناسبك؟
– لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال. آخِر برنامج قدّمتُه كان «ستوديو الفن» العام 2010، وبعده صرتُ أكتفي بتقديم السهرات والمهرجانات.
• هل ستشاركين في عمل رمضاني في الموسم المقبل؟
– كلا، لأننا مستمرون في تصوير«ما فيي 2» حتى الشهر المقبل، ولا يمكنني أن أوافق على تصوير عمليْن في وقت واحد.
• نشرتِ صورةً مع زينة مكي. هل ترين أنكما متشابهتان؟
– البعض يرى بعض الشبه بيننا من خلال لون الشعر والبشرة والملامح الناعمة.
• ما رأيك بالجدل الذي أثارتْه الممثلة باميلا الكيك عندما اعتبرتْ أن ملكات الجمال ومَن يملكن خلفية جمالية تُسند إليهن أدوار البطولة، أما مَن يتمتعن بأداء تمثيلي جيد فيتمّ اختيارهنّ للأدوار الثانوية؟
– لم أتابع الحوار جيداً ولا أعرف ماذا قالت بالتفصيل، ولكن ما قالتْه كانت مُحِقَّةً فيه، لأن المُنْتِجين يراهنون على الأسماء التي حملت لقب ملكة جمال من دون أن تكون لهنّ تجربة أو أداء تمثيلي، وهذا الأمر تَكَرَّرً مع أكثر من ملكة جمال، وكان نصيبهن الفشل والابتعاد. وفي المقابل، هناك أسماء نجحتْ وأبدعت، ولكن في الفترة الأخيرة تحوّل اختيار ملكات الجمال للدراما إلى «ترند» ويُخَصَّص لها مسلسلٌ من بطولتها، بينما خرّيجات المعاهد لا يتم اختيارهن لأدوار البطولة الأولى.
• ما رأيك بأداء فاليري أبو شقرا في «ما فيي 2»؟
– فاليري تحسّنت 180 درجة، وأنا قلتُ لهذا هذا الكلام وهي اشتغلت على نفسها كثيراً.

الراي – هيام بنوت

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.