جوليا… الحاضرة من دون إرادتها

صرخة من ساحة ترافقها ضربة طبل وكلمات صوت مبحوح تتصاعد من بوق. مشهد سيطر على الإعلام اللبناني والعربي طوال الأيام الماضية.

وجه مذيعة متجهم بعد أن قرر بعض المندسين تغيير مكان وغرض الحذاء، ليستقر فوق رأسها في عمل يتنافى مع احترام مهنية الجسد الإعلامي.


دبكة لبنانية أصيلة إلى جانب خيمة تجلس فيها مسنة تدندن الأغاني المتكررة!
وجه مارسيل خليفة الثائر ونادين نجيم يطل في الساحة. كارين رزق الله، وسام حنا، ماريتا الحلاني، الوليد الحلاني وآخرون لا يكفي مقال واحد لتعداد الوجوه المألوفة.
انعكاس ألم وأمل واختلاط وجوه في لوحة لم تفرق بين مشهور وآخر…في الساحة الكل مشاهير.
فيروز… وديع الصافي… ماجدة الرومي، رفاق الأيام الحالكة في تاريخ وطن… بأصواتهم لم يتخلّوا عن رفقة الشعب اليوم أيضاً في ضيقه.
فن يؤكد أنه جزء من حضارة أمة سواء في سلم أو حرب أو ثورة!
وحدها جوليا التي غنت يوماً وطناً لتغلب الدمار، حضر صوتها اليوم من دون إرادتها! أغان استخدمت في زمن أحرج رسالة الفن التي اتبعتها منذ البداية. جوليا التي غنت شعباً ووطنا، حضرت بأعمال فنية، فيما غابت عن الساحة باسمها ووجهها.
الساحات إثبات أن الفن رسالة متحررة من أي قيد سياسي. أغان تقدم قرابين للناس ليفعلوا ما يشاؤون بها.
أعمال فنية تتحول وقوداً لإرادة شعب، لقوة وعزم جيش في حرب، لاحتفال أمة في وقت السلم… من دون إرادة مَنْ قدّمها!

  • الراي – ندين صيداني
مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.