آراء

الجميع فاز… لكن بأي ثمن؟ حين غاب جاك مارتان وحضرت غرف الشر

الجميع فاز… لكن بأي ثمن؟ حين غاب جاك مارتان وحضرت غرف الشر
Jacques Martin presente l’emission “L’ecole des fans”. FRANCE – 1984.

بعد كل هذه الحروب التي أُعلن وقفها – مؤقتًا أو تكتيكًا – تذكّرت البرنامج الفرنسي الشهير “مدرسة المعجبين” (L’École des fans) الذي قدّمه الراحل جاك مارتان.

وكانت الجملة الختامية الدائمة:

“الجميع فاز!” – Tout le monde a gagné !
يومها كان الأطفال يغنّون، يضحكون، ويحملون الهدايا والتصفيق معهم إلى بيوتهم.
برنامج مليء بالبراءة والعفوية، بقي رمزًا لطفولة تلفزيونية نقيّة، بسيطة، بلا دماء ولا أجندات.

الشاشة تغيّرت…!

يومها كانت المشاركة بالغناء والفرح،
واليوم… بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

يومها كانت الجوائز ألعابًا وهدايا،
واليوم… عقود تجارية وآبار نفط.

يومها كان المشارك طفلًا،
أما اليوم… فوحش بلغة دبلوماسية، أو “مقاوم” بلغة ثورية، أو “مستثمر” بلغة السوق.

أما جاك مارتان؟
فقد اختفى من المشهد.
وإستُبدل بغرف مظلمة تُحاك فيها خيوط الشرّ.

الجمهور الطيب الذي كان يصفّق،
تحوّل إلى شعوب تائهة، تُقاد كالقطيع، إلى سوق أسود…
عملته رقمية، بضاعته بلاستيكية، وقلبه من فولاذ.

سوقٌ تُباع فيه الإنسانية… وتُشترى فيه الأوطان.

وختام المشهد؟

“الجميع فاز!” – لكن بأي ثمن؟

ميشال الزبيدي – Michel El Zbaidi

🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Back to top button