للحريري ثمانية أسباب تبرّر إحجامه عن خوض الانتخابات

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”: بعد طول غياب يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت ليمضي في ربوعها بضعة أيام يقضيها في اجتماعات مع نواب كتلته النيابية ومنسقي المناطق في تيار “المستقبل” ومع عمته النائبة بهية الحريري، لدراسة الموقف انطلاقاً من المعطيات الميدانية والتبدلات السياسية والامور المالية، وما الى ذلك من تفاصيل لها تأثيرها على سير المعركة الانتخابية.

ووفق ما أبلغ المقربين فإن قراره النهائي سيعلن بعد هذه الاجتماعات والذين استشفوا منه نيته بعدم المشاركة في الانتخابات النيابية للعام 2022 على المستوى الشخصي وعلى مستوى التيار، اللهم الا اذا خرجت النقاشات في لبنان بما يملي عليه اعادة مراجعة حساباته لصالح المشاركة. كان امام الحريري ثلاثة خيارات لاتخاذ واحد منها: إما الترشح على رأس لائحة وازنة وهذا مستبعد، أو عدم الترشح والاكتفاء بترشيح شخصيات من تيار “المستقبل” وهذا ايضاً خيار مستبعد بنسبة كبيرة، او لا يترشح ولا يرشح احداً من قبله مباشرة، وترك كل مرشح من تياره يريد خوض المعركة يتدبّر امره من دون ان يتخلف عن دعم الرموز الكبرى في حال قررت خوض المعركة في غيابه.

ثمانية أسباب يردّدها الحريري لتبرير عدم ترشيحه منها الداخلي ومنها الخارجي. للحريري حساباته ومنطقه في مقاربة موضوع الانتخابات هذه الدورة. اختلفت ظروفه عن الماضي، مالياً وسياسياً، وساءت علاقته مع المملكة السعودية الى حد القطيعة في وقت استضافته دولة الامارات على سبيل تسوية اموره المالية وفتح صفحة جديدة في حياته المهنية، تمهيداً لتسديد المتوجب عليه من ديون للسعودية وغيرها. مجرد وجوده في دولة الامارات يعني ان الحريري قد يبتعد عن الحياة السياسية مباشرة ذلك ان الامارات ليست فرنسا لتستوعب دوره كسياسي وعلاقته مع السعودية لم تتحسن بعد. هذا من دون ان ننسى ان تيار “المستقبل” بوضعه الداخلي قد لا يكون مستعداً لدخول المعترك الانتخابي وقد اثرت الازمة الاقتصادية على علاقته مع كوادره وجمهوره في المناطق. كل المنسقيات تشكو غياب التمويل والادارة وإقفال باب المساعدات، هذا فضلاً عن الخلافات الداخلية التي مني بها التيار في اكثر من منطقة.

خطأ الحريري هنا انه في كل مرة يتخلّف عن اعادة ترتيب بيته الداخلي فيكتفي بعدد محدود من التشكيلات الصورية، التي لا يكون لها وقعها على مستوى فعالية التيار وثقله في المناطق تماماً مثلما فعل في ايامه الاخيرة.
يشكو المستقبليون من غياب زعيمهم وضيق احوالهم وتعدد المرجعيات. يجري ذلك فيما لا يزال تيار “المستقبل” هو التيار الاكثر تمثيلاً للسنة في لبنان وسعد الحريري هو الاقرب الى السنة من كثيرين غيره حاولوا ملء الفراغ ولم ينجحوا. حتى السعودية لم تنجح في عملية البحث عن بديل للحريري ولذا فهي لم تفتح ابوابها لاستقبال زعيم بعده لان الامتحان ليس سهلاً.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.