بريطانيا تنصح بوقف السفر إلى لبنان وعون يطلب من تركيا الضغط لإعادة اللاجئين السوريين
يسود الترقب لمفاعيل زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى بيروت أمس، والتي يفترض ان يستتبعها زيارة لوفد من الكونغرس الأميركي، على حلحلة الأزمات اللبنانية المستفحلة، لاسيما أزمة العلاقة مع السعودية والخليج.
وكان تشاووش أوغلو وصل الى بيروت، آتيا من طهران مساء امس الأول، واستقبل وزير الاقتصاد أمين سلام وبحث معه العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وجال على الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، والتقى وزير الخارجية عبدالله بوحبيب.
وقد أعرب عون عن ترحيب بلاده بمساعدة تركيا في تسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم التي قال ان معظمها أصبح آمنا.
وذكرت الرئاسة اللبنانية في بيان أن عون أبلغ وزير الخارجية التركي، بطلب لبنان ممارسة تركيا ضغطا على المجتمع الدولي لمساعدة اللاجئين السوريين وتشجيعهم على العودة الى بلادهم وتنسيق الجهود الإقليمية مع تركيا والأردن والعراق في هذا الشأن.
على صعيد آخر، أكد عون رغبة بلاده في توطيد العلاقات الثنائية مع تركيا وزيادة نسبة استيراد تركيا للمنتجات اللبنانية، معربا في الوقت نفسه عن شكره أنقرة لمشاركتها في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «يونيفيل».
من جهته، أكد تشاووش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره اللبناني دعم بلاده للبنان ورغبتها في تطوير علاقاتها معه على جميع الأصعدة.
وأوضح أن زيارته إلى لبنان «هي من أجل التأكيد على دعم تركيا المستمر للبنان، ولأجل دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارة تركيا، وإجراء التحضيرات الأولية لهذه الزيارة». وأعرب عن شعوره بـ«الحزن جراء الأزمة الأخيرة التي حصلت بين لبنان والخليج»، متمنيا أن «يتم حل هذه المشاكل والأزمات عبر الاحترام المتبادل والمفاوضات والطرق الديبلوماسية». وقال: «نحن كتركيا جاهزون للقيام بدورنا في هذا الخصوص، كما سنستمر بالعمل فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية معا، وسنستمر بدعم الشعب اللبناني».
وفيما ينتظر لبنان زيارة وزير وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أيضا والتي لم، يحدد موعدها أي مصدر رسمي قطري بعد، علما ان رئيس الجمهورية، سيزور الدوحة في 30 الجاري، وفق صحيفة «الجمهورية» على رأس وفد للمشاركة في افتتاح فعاليات مناسبة رياضية، وسيعقد محادثات سياسية على هامش الزيارة التي تؤشر على واقع الأزمة الديبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية.
المصادر المتابعة لاحظت لـ «الأنباء» ان الاتصالات مازالت داخلية ولا تواصل مباشرا مع السعودية، التي تنتظر موقفا لبنانيا رسميا ليبنى على الأمر مقتضاه، وأكدت المصادر على تفاؤلها بقرب حلحلة الأمور.
وفي دليل على سوداوية الأوضاع، نصحت بريطانيا أمس بعدم السفر إلى لبنان باستثناء السفر الضروري.
وقالت في بيان إن «وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية تنصح الآن بوقف السفر تماما إلى لبنان باستثناء السفر الضروري وباستثناء تلك المناطق التي تنصح وزارة الخارجية بعدم السفر إليها».
في هذا الوقت، نفت مصادر حكومية ما تردد عن مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أجل استئناف جلسات مجلس الوزراء، مؤكدة انه حتى الرئيس نجيب ميقاتي، ليست لديه مبادرة محددة، انما كان طرح على بري إمكانية إقالة قرداحي في مجلس الوزراء، إذا لم يبادر شخصيا الى تقديم استقالته، وكان جواب رئيس المجلس انه لا يمانع، لكن هناك أولوية تسبق أولوية إقالة قرداحي، «فلتحل القضية الأهم، وبعدها نجد حلا لموضوع قرداحي».
والأولوية بحسب بري، هي للمحقق العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وليس المطلوب تغييره، بل السير في لجنة تحقيق برلمانية وترك محاكمة الرؤساء والوزراء الى المجلس الأعلى لمحاكمة هؤلاء، على أن يكمل البيطار عمله مع الموظفين والأمنيين.
في الأثناء، جدد رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي دعوة جميع الأطراف المشاركة في الحكومة، إلى التعاون لإعادة عجلة العمل الحكومي الى الدوران وصون علاقات لبنان مع دول العالم.
وجاءت دعوة ميقاتي خلال اجتماع موسع بالسراي الحكومي أمس، للبحث في استكمال «خطة الإصلاح والنهوض وإعادة الإعمار» التي أطلقها البنك الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بعد انفجار مرفأ بيروت، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لرئيس الحكومة.
الانباء – عمر حبنجر ـ داود رمال
Comments are closed.