سامي الجميل: معركتنا وطنية نلتقي فيها مع السياديين والتغييريين وحزب الله يقوم بعملية قضم للدولة
شدد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل على أن “معايير الحزب واضحة، وهي أولا السيادة، ثانيا التغيير ومواجهة المنظومة والفساد، وثالثا المقاربة الوطنية”، مؤكدا أن “المعركة يجب أن تكون وطنية ونحن نلتقي فيها مع أصحاب مشروع السيادة والتغيير”.
وأكد رفضه أن “يشكل غطاء لممارسات حزب الله في لبنان الذي يقوم بعملية قضم للدولة ولديه غطاء مسيحي وفرض دستور جديد في الدوحة إضافة الى الحصول على الأكثرية النيابية والتحكم برئاسة الجمهورية واليوم يسعى الى تركيع الجيش”.
وعن إنفجار مرفأ بيروت، أكد الجميل أن “الشك في أن حزب الله إدخل النيترات الى المرفأ موجود، فالحزب لديه ممر خاص في المرفأ”، داعيا الى “استدعاء كل من له علاقة بهذا الموضوع”.
أما عن العلاقات اللبنانية السورية، فدعا إلى “التعاطي مع سوريا من خلال وسيط أو مفاوضات”، لافتا الى أن “عودة العلاقات مشروطة بمعالجة موضوع اللاجئين، ترسيم الحدود، إعادة المعتقلين في السجون السورية، إعادة النظر بكل الاتفاقيات المعقودة بشكل غير عادل، وتسليم المتهمين السوريين الذين أصدر القضاء مذكرات في حقهم.
وعن الانتخابات النيابية والتحالف مع المجموعات الثورية، أكد في حديث عبر قناة “الجديد” ضمن برنامج “عالحرف”، أننا في “جبهة سياسية ورئيس حركة الاستقلال النائب المستقيل ميشال معوض جزء منها الى جانب مجموعات من الثورة”، موضحا أن “التحالف قائم كجبهة سياسية، اضافة الى علاقات مع أصدقاء من خارج الجبهة والبحث مستمر على أمل الوصول الى نتيجة”.
وعن العلاقة مع النائب المستقيل نعمة افرام فوصفها بأنها أكثر من ممتازة.
وعن معايير الكتائب للتحالفات الانتخابية قال: “معاييرنا واضحة ونعمل على أساسها وهي: أولا الموقف السيادي المتقدم لأن لدينا مشكلة أساسية اسمها حزب الله من هنا فإن الموضوع السيادي أساسي، ثانيا التغيير ومواجهة المنظومة والإصلاح السياسي ومواجهة الفساد، ثالثا أن تكون مقاربتنا وطنية لا طائفية أو متقوقعة”.
وأشار الى أن “ثورة 17 تشرين حصلت في وجه منظومة سياسية متمثلة بالحكومة وقد سقطت هذه الحكومة”، لافتا الى أن “أفرقاء التسوية الرئاسية تنازلوا وتخلوا عن واجباتهم وأوصلوا البلد إلى ما وصل اليه، ومن منطق ديموقراطي ندعو إلى محاسبتهم”.
ورأى أن النائب أسامة سعد يتحلى بالتواضع، موضحا أننا في “الموقف السياسي لم نجر حوارا ثنائيا معه، لكن مما نسمعه لا أعرف إن كنا على الموجة نفسها في الموضوع السيادي أي الموقف من حزب الله”.
واوضح انه “طالما أن الحزب الشيوعي يدعم خط المقاومة فلا يمكن التحالف معه”.
وأكد رفضه أن “يكون هناك سلاح خارج إطار الدولة يؤتمر ويمول من الخارج ويستعمل في الداخل لقلب موازين وفرض رئيس جمهورية وحكومة”.
الكوتا النسائية
وعن الكوتا النسائية، قال: “حزب الكتائب سمى مرشحات للانتخابات، ونحن في تطور دائم”. وذكر أننا “في 2011 تقدمنا باقتراح قانون للانتخابات البلدية ووضعنا كوتا نسائية بنسبة 30%، وعند طرح القانون الانتخابي الحالي عدنا وطرحنا موضوع الكوتا ورفضه المجلس النيابي”.
واذ اشار الى أنه “في المكتب السياسي للحزب لدينا كوتا نسائية”، أكد أنه “سيكون لدينا نساء مرشحات للانتخابات النيابية”.
وردا على سؤال، قال: “وفق المعايير الثلاثة التي وضعناها، نعتبر أن القوات اللبنانية تقترب من منطق المنظومة وهي تشترط استقالتها باستقالة الكتل الاخرى، وموقف القوات أن اللعبة يجب ان تكمل من داخل المجلس ونحن لا نلتقي في هذا المكان”. ولفت الى ان “المشكلة مع الحزب الشيوعي تكمن في اننا لا نلتقي في الشق السيادي”.
واعتبر أن “المعايير التي نضعها لا تنطبق على القوات او الحزب الشيوعي”، مشددا على أن “ما يهمنا ان تبقى جرعتا السيادة والتغيير عالية. المعركة مزدوجة ويجب أن تكون وطنية ونحن نلتقي مع أصحاب مشروع السيادة والتغيير”.
ولفت الى أن “ثورة 17 تشرين قامت بخطوة جبارة للخروج من المنطق الطائفي وعدم السماح للسياسيين بخلق تشنج طائفي لإظهار أنفسهم بأنهم يحمون الطوائف في حين انهم يقهرون أهل هذه الطوائف ويستعملونهم للبقاء في مواقعهم”.
وردا على سؤال، عمن يختار لرئاسة الجمهورية بين جبران باسيل وسليمان فرنجية، قال: “طرح علينا السؤال في المرة السابقة ورفضنا الخيارين”. وسأل: “هل يجب أن نرضخ ونخضع للخطأ من أجل المصالح الشخصية؟ بالنسبة إلينا، نحن نرفض أن نكون غطاء لحزب الله للسيطرة على لبنان”.
وجدد رئيس الكتائب تأكيده أن “حزب الله مسيطر على البلد وهو مفتاح الرئاسة ويعطي رضاه خصوصا أنه نال الأكثرية النيابية بفعل القانون الانتخابي وأوصل مرشحه للرئاسة”، وقال: “لن نخضع لهذا الأمر وسنواجهه”.
وذكر أنه “بعد كل التضحيات التي قدمت خلال 14 آذار، عطل حزب الله الرئاسة لسنتين ونصف السنة وأقفل المجلس، وفي النهاية قاموا بتسوية وأوهموا الناس بثنائيات ومصالحات وكذبوا”، مؤكدا أننا “لم نقع في الفخ ولم نصوت لعون ولم ندخل في التسوية التي دمرت لبنان”.
ولفت الى أن “الكل دخلوا في لعبة ودفعوا ثمنها”، مؤكدا أن “ما نريده هو أن يتغير البلد وأن يسير الجميع وفق المبادئ التي نتحدث عنها والسير بمنطق السيادة”.
وعن عودة العلاقات مع سوريا، أكد أن “العودة مشروطة ب: معالجة موضوع اللاجئين، ترسيم الحدود، إعادة المعتقلين في السجون السورية، إعادة النظر بكل الاتفاقيات المعقودة بشكل غير عادل، وتسليم المتهمين بتفجيرات طرابلس، فهناك مذكرات صادرة بحق علي المملوك ومسؤولين سوريين اخرين”.
أضاف: “أنا مع التعاطي مع سوريا كما يتم التعاطي مع إسرائيل، وليكن هناك وسيط بين البلدين، فللأسف جزء من طبقتنا السياسية مستزلمة للنظام السوري وهي عميلة له ولا نثق بها”.
وأشار الى أن “سوريا خططت لتفجير اللبنانيين واحتلت بلدنا وهناك معتقلون في سجونها، كما أنها اغتالت قياداتنا وقصفت لبنان ودمرته”، معتبرا أن “هناك مشكلة كبيرة مع هذا النظام الذي يرفض ترسيم الحدود”.
وشدد على اننا “لا نريد عداء بل العيش بسلام”، وأضاف: “أنا لا أقبل بأن يعيش أبنائي في بلد فيه حرب أبدية ويجب حماية لبنان من أي اعتداء ومن واجب أي مسؤول أن يؤمن سلاما عادلا لبلاده”.
ورأى أنه على “الدولة أن تتحمل مسؤوليتها وتتفاوض مع سوريا وإسرائيل لحماية الشعب وتأمين استقرار البلد”.
وأكد ألا “ضوء أحمر وأخضر وعلى الشعب أن يكون سيد نفسه”، وجزم بأنه “لا يمكن لحزب الكتائب أن يكون في حكومة مستزلمة لحزب الله”، مذكرا بأن “الكتائب شاركت في حكومات بعد 2005، وكان هناك انقسام عمودي بين 8 و14 آذار، وتم اغتيال قياداتنا، وكنا في تلك الفترة بمواجهة مع حزب الله لكن جزءا من 14 آذار كان همه المساومة والجزء الآخر رفض ذلك”.
وذكر بأن “الكتائب كانت ضد حكومة وحدة وطنية”.
وأكد أننا “حافظنا على وحدة صف 14 آذار حتى الرمق الأخير إلى أن قرر أفرقاؤها إبرام الصفقة الرئاسية التي رفضناها، ومنذ تلك اللحظة تحررنا من كل التزاماتنا وبدأنا مواجهتنا لأننا اعتبرنا أن ما كان يربطنا وهو مواجهة حزب الله لم يعد موجودا”.
وأكد أننا “ضد كل المنظومة ومن ضمنها رئيس مجلس النواب نبيه بري وكل الأفرقاء الذين يكونونها”، معتبرا أن “اللواء عباس ابراهيم لا يزال موظفا في الدولة وسوف ننتظر موقفه في السياسة عند انتهاء توظيفه”.
وسأل الجميل: “هل يجب أن نستسلم إلى فكرة أن الشيعة لا يملكون قرارا آخر؟ واعتبر أنه “لو لم يكن هناك سلاح يشوه نتائج الانتخابات لكان لدى الشيعة حرية الاختيار، ولكان هناك تعددية سياسية”.
وعن ملف تفجير المرفأ، طالب ب “استدعاء كل الاجهزة الامنية في المرفأ وكل من هم على رأسها”، وقال: “نحن نعرف ان جهاز حزب الله في المرفأ، ويدخل ما يريد اليه ويملك خطا عسكريا”.
ورأى أن “كل من يؤثر بشكل سلبي على القاضي طارق البيطار الذي يحاول القيام بدوره يعرقل التحقيق”.
وسأل: “هناك تهديد من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا إلى القاضي البيطار وأي شخص يهدد قاضيا يجب أن ينتهي في السجن، فلماذا لم يتم استدعاؤه؟ أم أن حزب الله يمكنه فعل ما يريد ولا يمكن المساس به؟”، مشددا على أننا “نرفض الخضوع لهذا المنطق”.
وتابع: “هل يحق لي تهديد القاضي؟ أين نعيش؟ حزب الله يسيطر على البلد فهل يجب أن نخضع ونسكت؟”.
وذكر بأن ” 220 ضحية وآلاف الجرحى سقطوا في تفجير مرفأ بيروت وهم الأولوية والأساس والخط الأحمر”.
واعتبر أن “الوزراء الذين استدعاهم القاضي فارون من وجه العدالة واحتراما للضحايا وأهاليهم يجب الامتثال للتحقيق فهم موظفون ويجب أن يتحملوا المسؤولية”.
وأكد الجميل أن “حزب الله يقوم بعملية قضم للدولة، في المرحلة الاولى أخذ الغطاء المسيحي من عون، وفي مرحلة ثانية فرض الثلث المعطل ودستورا جديدا بالقوة، بعدها فرض رئيس الجمهورية ليصبح القرار بيده. وقال عون مرشحي أو لا رئيس”.
وأشار الى أن “حزب الله فرض قانونا انتخابيا أعطاه الاكثرية، ويعتبر أن آخر حاجز له للسيطرة على كامل الدولة هو الجيش غير الخاضع لحزب الله”، مضيفا: “إذا لم يخضع العماد جوزف عون فسيحاول حزب الله إزاحته”.
ولفت الى أن “حزب الله يستولي على البلد، وبعد أخذ المؤسسات الدستورية، يحاول اليوم تركيع المؤسسة العسكرية التي هي على علاقة جيدة مع أميركا والدول العربية ولديها دعم أقوى منه”.
واعتبر أن “الجيش حاجز أساسي أمام حزب الله وعملية إفقار الشعب كان الجيش أول ضحاياها، ما يخلق حالات فرار من المؤسسة العسكرية ويؤثر عليها لوجيستيا”.
Comments are closed.