هل انفرط عقد نادي رؤساء الحكومات السابقين؟

676556597654 Cedar News الحكومات

كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: كثيرة هي الألغام التي تحيط بحكومة ميقاتي، وتجعل مهمتها أكثر من مستحيلة في ضوء الأزمات التي تراكمت طوال السنتين الماضيتين، والتي تحتاج إلى معجزة لتأمين شبكة تفاهمات داخلية تحصّن أي خطة انقاذية وتحول دون وقوع الحكومة في مستنقع الخلافات

جلّ ما في بال رئيس الحكومة في الوقت الراهن هو اظهار قدرته على كسر الحصار الدولي المفروض على لبنان من خلال الإسراع إلى زيارة باريس ولقاء رئيسها، قبل الشروع في الورشة الإنقاذية… والاستعداد لخوض غمار الوحول الانتخابية التي ستجرّ الجميع إلى مواجهات، ما سيزيد الطين بلّة.

ولعل هذا ما يفسّر غياب “نادي رؤساء الحكومات السابقين” عن جلسة منح الثقة، ولهذا الغياب دلالاته وأبعاده، ما يقود إلى سؤال عما إذا كان هذا النادي، الذي يستظل “بيت الوسط”، قد انتقل برمّته إلى “التقاعد السياسي” وقد فقد دوره مع انتهاء الأزمة الحكومية وولادة حكومة ميقاتي.

فعليّاً لقد سمّى الحريري ميقاتي لتشكيل الحكومة نتيجة نصائح وجهود كبيرة بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري. والأرجح أنّ رئيس “تيار المستقبل” راهن على الخلاف المستحكم بين العهد وبري، ليكون ميقاتي “كبش” هذا الخلاف، ما يدفعه إلى الاعتذار. لكنه أخطأ أيضاً في حساباته.

والأرجح أنّه لم يُخيّل للحريري أن أول ما سيفعله ميقاتي بعد تسميته من جانب “نادي رؤساء الحكومات السابقين”، هو دعوة جبران باسيل للعشاء. لم يُخيّل له أن الحكومة سترى النور في مهلة قياسية وستضمّ بري وباسيل من جديد إلى طاولة واحدة. ولم يُخيّل له أنّ أخبار لقاءات ميقاتي- باسيل ستخرج إلى الإعلام من دون أن تحرق أصابع رئيس الحكومة المكلف. ولم يُخيّل له أنّ الفريق السني “المنبوذ”، أي “اللقاء التشاوري”، سيمنح حكومة ميقاتي الثقة بالإجماع وبلا أي مطلب. والأكيد أنّه لن يهضم فكرة مشاهدة ميقاتي ضيفاً على السعودية بصفته رئيس حكومة لبنان. ما يطرح السؤال: ماذا سيحلّ بعلاقة ميقاتي بالحريري في ضوء هذه المستجدات؟

أغلب الظنّ أنّ رئيس الحكومة سيحرص على تظهير حسن علاقته بسلفه. لكن الحريري سيجد نفسه مضطرّاً لخوض معارك صعبة قد يبدأها بالقصف المركز على الحكومة ومكوّناتها… وقد لا يعفي رئيسها من راجماته. وقد يكون بذلك يطلق الرصاص على رجليه ليفقد آخر حلفائه!

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.