جهات عربية تمهل حكومة ميقاتي 3 أشهر لاختبار المسار
تخطى رئيس حكومة «معا للإنقاذ» نجيب ميقاتي الصمت الرسمي المطبق حيال دخول «قوافل المازوت» الإيراني الى لبنان، من خارج المعابر الحدودية الشرعية مع سورية، بإعلانه الحزن على انتهاك سيادة لبنان، جراء ما حصل.
وواضح للمتابعين، ان رفد المازوت الإيراني إلى لبنان، أريد منه كسر الحصار الأميركي على إيران، سيكون في طليعة المشكلات التي ستواجه حكومة ميقاتي، دوليا وداخليا.
مصدر معارض لإغراق لبنان في بحيرة أحلام إيران الإمبراطورية، أمل لو أن الرئيس ميقاتي، أرفق حزنه، لخرق السيادة الوطنية، بقوافل المازوت الإيراني، بموقف صريح وحاسم من ذلك الخرق الذي تكرر، كما يبدو، مع دخول قافلة صهاريج ثانية أمس تنقل دفعة أخرى من المازوت الإيراني الى حزب الله.
واعتبر المصدر ان يوم غد، سيتبلور رد فعل نواب كتلة الوفاء للمقاومة، على تصريح الرئيس ميقاتي المتضمن حزنه على خرق السيادة، مستبعدا ان يصل الأمر إلى حجب الثقة، عن حكومته، كليا او جزئيا.
المصدر كشف لـ «الأنباء» عن مهلة تمتد من شهر الى 3 أشهر أعطتها جهات عربية لحكومة ميقاتي، لتصحيح الأوضاع اللبنانية من مختلف وجوهها المعيوبة، وعلى أمل ألا تجبر الدول الشقيقة على متابعة نهجها في التعاطي كما كان مع حكومة حسان دياب.
أما على المستوى الداخلي، وإضافة الى ارتدادات موضوع «المازوت الإيراني»، هناك التشنجات المستجدة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبين رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل، منذ حصول باسيل على «الثلث المتحكم» بمسارات الحكومة الجديدة.
وقد تمر جلسة منح الثقة للحكومة غدا بسلام، أما بعده، سينطلق الفرقاء، في تحضيرات للانتخابات التشريعية، المفترضة في مايو، والتي ستكون مجرد محطة أخيرة، قبل الوصول الى «المونديال» الرئاسي في خريف 2022.
ومن هنا فإن المرحلة الفاصلة عن موسم الانتخابات بشقيه النيابي والرئاسي، ستشهد أقصى الجهود من جانب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وصهره، لاستعادة الوهج الشعبي لهما ولتيارهما السياسي، والذي خبا بسبب عصف الفساد المدمر.
ويركز الرئيس عون في إطلالته شبه اليومية منذ تشكيل الحكومة على التدقيق الجنائي والإصلاحات، فيما يركز باسيل والذباب الإلكتروني التابع للتيار الحر على تحميل بري وسعد الحريري مسؤولية التراجع والتعطيل.
ويرد المفكر السياسي الإسلامي د.رضوان السيد، عبر إذاعة «صوت لبنان» بالقول: «ان العهد الذي اعترف بكل هذه الأزمات، لن يستطع التفكير بالخروج منها في حضوره، وما لم يغب وتغيب معه تحالفاته، لا أمل بالإصلاح».
من جهته، أكد وسيط الجمهورية المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم في حديث لإذاعة «لبنان الحر» الناطقة بلسان القوات اللبنانية، ان حكومة نجيب ميقاتي باقية لإجراء الانتخابات وعليها ان تعمل وكأنها باقية أبدا.
وحمل اللواء إبراهيم الرئيس سعد الحريري مسؤولية عدم التمكن من تشكيل الحكومة، بسبب إصراره على رفض التشاور مع رئيس كتلة لبنان القوي جبران باسيل، لا مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة، هذا الرفض عرقل تشكيل الحكومة طوال 11 شهرا، أما مع الرئيس ميقاتي فقد تسهلت الأمور، وتشكلت الحكومة بسرعة قياسية، وقد بدأت بتفكيك الألغام.
إلى ذلك، وتعليقا على التقارير الواردة حول فوز شركة «هاليبرتون» بعقد للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وفلسطين المحتلة، دعا الرئيس بري وزارة الخارجية اللبنانية الى تحرك عاجل وفوري باتجاه مجلس الأمن والمجتمع الدولي للتحقق من احتمالية حصول اعتداء إسرائيلي جديد على السيادة والحقوق اللبنانية، مؤكدا أن قيام الكيان الإسرائيلي بإجراء تلزيمات وإبرام لعقود تنقيب في البحر لشركة هاليبرتون أو سواها من الشركات في المنطقة المتنازع عليها، يمثل نقضا لا بل نسفا لاتفاق الإطار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة، معتبرا تلكؤ ومماطلة تحالف شركات «توتال نوفاتك وإيني» في المباشرة بعمليات التنقيب والتي كان من المفترض البدء بها قبل عدة شهور في البلوك رقم 9 من الجانب اللبناني للحدود البحرية يطرح علامات تساؤلات كبرى.
بدوره، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أمس، مشيرا إلى إعلان شركة هاليبورتون، وقال: انها: نفس المنطقة التي كدنا نستعيد قسما منها، لولا المزايدات، وهذا يعني دفن آخر شبر سيادة في لبنان على ثرواته ومقدراته».
وكان اللافت أمس تزامن تصريح ميقاتي حول خرق السيادة الى قناة «سي إن إن» الأميركية، مع عقوبات جديدة فرضتها الخزانة الأميركية على شركات مالية اتهمتها بتمويل حزب الله، وشملت العقوبات شركات واجهة، ورجال أعمال.
الأنباء – عمر حبنجر
Comments are closed.