وسط أزمة الزي والكتب.. مبادرات لإنقاذ العام الدراسي في لبنان
كتبت إكرام صعب في سكاي نيوز عربية: رغم السعر الجنوني للزي المدرسي، ترفض إدارات العديد من المدارس اللبنانية فكرة التخلي عنه. وحين تعجز عن فرضه على جميع الطلاب، كما جرت العادة في غالبية المدارس، يبلغ الأهل بأنه اختياري وبأنهم يستطيعون شراءه من السوق، إنما بشروط صارمة وبأسعار خيالية.
وإلى جانب أعباء الزي المدرسي وعلى بعد أيام قليلة من موعد العودة إلى المدارس ورغم كل الأزمات التي يعيشها لبنان، يبحث الطلاب عن كتبهم القديمة ليس لإنعاش ذاكرتهم قبيل انطلاق العام الدراسي، إنما لتبادلها مع زملاء لهم لمواجهة الغلاء الفاحش في أسعار الكتب التي حددتها العديد من دور النشر بالدولار الأميركي وباليورو باعتبارها مستوردة من الخارج.
وتبقى أسعار الكتب الشغل الشاغل للأهل مع بدء العام الدراسي لهذه السنة إذ تخطت أسعارها كلفة القسط التعليمي في العديد من المدارس لا سيما الخاصة منها.
وهذه الكتب كانت قد طبعت قبل استفحال الأزمة الاقتصادية وبيعت حينها على سعر صرف 1500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، أما اليوم فقد تراجعت قيمة العملة اللبنانية لتلامس الـ20000 ليرة مقابل الدولار.
مبادرات فردية
ولمواجهة الأزمة الخانقة عمدت بعض المدارس الأسبوع الحالي لفتح أبوابها أمام لجان الأهل لأخذ المبادرات الفردية باستبدال الكتب فيما بين التلاميذ وكذلك الزي المدرسي خصوصاً للعائلات التي يصعب عليها تأمينه.
ففي مدرسة خاصة في شرق العاصمة بيروت وبإشراف لجنة الأهل، افتتح يوم الاثنين الماضي “بازار تبادل الكتب” مجانا وتحول ملعب المدرسة إلى جمع للأهل والتلامذة من مختلف الطبقات الاجتماعية، في ظاهرة جديدة من نوعها.
وقالت رائدة (والدة لأربعة تلاميذ) لموقع “سكاي نيوز عربية”: “مبادرة جيدة سبق واعتدنا على إجرائها إنما بأسعار مخفضة، المبادرة أعطت فرصة للتبادل المجاني، وكنت سأدفع لكل ولد من أولادي مبلغاً يزيد عن مليون ونصف مليون ليرة لبنانية”.
كما أوضحت ليلى (ولية أمر) أن المبادرة “وفرت 70 بالمئة من أسعار الكتب”.
إلى جانب استبدال الكتاب المدرسي، كان لافتاً استبدال الزي المدرسي المفروض في معظم المدارس، حيث قامت مجموعة من الأمهات باستبدال الزي وفق المقاس المناسب بين أبنائها ورفاقهم دون مقابل مادي.
المطلوب حلول إستثنائية
بدورها، قالت المنسقة التربوية بولا نادر لـ”سكاي نيوز عربية”: “مسؤوليتنا تعليم هذا الجيل للحفاظ على ما تبقى من إرث تعليمي طالما اشتهر به لبنان على مر الأجيال، وككل عام تعمد بعض لجان الأهل لمد يد العون خصوصاً في المدارس التي يصبح فيها الأهل أصدقاء بكل معنى الكلمة”.
وأضافت: “بعض المدارس تعتمد في لبنان الزي الرسمي الذي صارت أسعاره خيالية، لذا علينا عدم إلزاميته للطلاب”.
سوق لبيع الكتب
وفي المدارس الأجنبية والإرساليات الفرنسية وهي كثيرة في لبنان، وتدرس المنهجين الفرنسي واللبناني وتطلب مضاعفة بعدد الكتب، عمدت لجان الأهل أيضا إلى “مبادرات إلكترونية تفاعلية وجهود فردية وجماعية بين أهالي الطلاب، من خلال مجموعات “واتس آب” وصفحات فيسبوك أعلنت من خلالها عن تبادل للكتب والقرطاسية هربا من الدفع بالعملة الأجنبية”.
وقال مازن خليل، والد أحد التلاميذ لـ”سكاي نيوز عربية”: “قررنا البقاء في لبنان مع أولادنا وتسجيلهم في المدارس اللبنانية، نقوم بتبادل الكتب المدرسية بين طلاب المدرسة الواحدة كما بين بقية المدارس لتخطي الأزمة”، ودعا للقيام بتحرك سريع لإنشاء سوق للكتب يشبه المعرض لعدة أيام حتى لا يُستغل الأهل من قبل المكتبات”.
أسعار خيالية
وكشف أحد أصحاب دور النشر في بيروت لـ”سكاي نيوز عربية” عن ارتفاع سعر الكتب للصف الأول الابتدائي مثلًا، من 350 ألف ليرة قبل الأزمة إلى مليونين و700 ألف ليرة حاليا، لأن طباعة الكتب ونشرها في لبنان تراجعت بنسبة 95 بالمئة في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار.
وقال مدير “الدار العربية” جهاد شبارو إن “تراجع مبيعات الكتب الجديدة بدأ مع ارتفاع سعر صرف الدولار”، عازياً تراجع نشر الكتب وارتفاع سعرها إلى ارتفاع سعر المواد أساسية التي تدخل في إنتاج الكتاب مثل الورق والحبر وهي تستورد بالدولار، إضافة إلى غياب الدعم المطلوب من مصرف لبنان ما رفع الأسعار 10 أضعاف تقريباً”.
Comments are closed.