مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الأحد 29 آب 2021

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”

الأمن جنبا الى جنب مع الجوع. هذا ما يحصل في لبنان المحاصر والمستهدف، في وقت لا يبالي العالم، والإعلام الخارجي يركز على أفغانستان.

الأمن جنبا الى جنب مع الجوع. هذا ما يحصل وسط تعثر تأليف الحكومة لأسباب شخصية ومصلحية، أكثر مما هي لأسباب موضوعية، فهل يعقل أن يكون التعثر بسبب الخلاف على حقيبة أو إثنتين، والبلد يتجه الى مهب الريح؟.

الأمن يهتز في عكار بين فنيدق وعكار العتيقة وفي شرق صيدا بين مغدوشة وعنقون، بسبب الاشكالات على محطات البنزين. الأمن يهتز في كوكبا في الجنوب بين الاهالي الذين أصيب منهم اثنان بجروح، والذين طردوا تسعمائة نازح سوري من البلدة.

وعلى الصعيد الحكومي، تحول الأمر الى خلاف بين مراجع السنة ورئيس الجمهورية و”التيار الوطني الحر”. نقول هذا بصراحة في ظل استهداف عملية التأليف الحكومي بشائعات بلغت حد الزعم، بمنع وقوف سيارة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي أمام باب القصر الجمهوري، وقد نفى ميقاتي هذا الكلام.

في موازاة ذلك، الجوع لم يطرق أبواب المواطنين بل وصل الى بيوتهم، فماذا عن أصحاب الحد الأدنى للأجور، وماذا عن رتبة وراتب المليون ليرة لرب أسرة لا يستطيع تأمين القوت اليومي لعائلته. وماذا عن الأدوية المفقودة لمرضى السرطان والقلب والسكري والضغط وغيرها من الادوية التي تحدد الموت والحياة؟، وماذا عن أسعارها في السوق السوداء؟، وماذا عن تفاوت أسعار الأدوية في السوق السوداء إذا وجدت؟.

دهم وزير الصحة للمستودعات مهم للغاية، لكن الحل هو فتح الشركات المستوردة، سوق الدواء أمام الصيدليات، لتصبح في متناول المواطنين هو الأهم. الأهم حكومة جديدة تجترح الحلول لكل الأزمات، الادوية والبنزين والمازوت والغذاء والسلع ومراقبة الاسعار. وفي الشأن المالي محاولات نيابية للتداول بسعر العشرة آلاف.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”

لم تحمل عطلة نهاية الأسبوع أي جديد على المستوى السياسي الداخلي، ما يعكس مراوحة المخاض الحكومي، بعد ثلاث عشرة جولة من اللقاءات بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي.

ومع غياب أي موعد محدد للجولة الرابعة عشرة، يبدو جليا أن عملية الحسم ليست وشيكة اللهم إلا إذا حصلت معجزة.

غياب الموعد الحكومي يوازيه حضور دائم للتأزم الاقتصادي والمعيشي والإجتماعي، الذي تشكل الصفوف المرابضة على محطات المحروقات مثله الصارخ في اليوميات اللبنانية. ومن المعلوم أن هذه الطوابير باتت قنابل موقوتة محفوفة بالمخاطر، بسبب الإشكالات المتزايدة التي تصل حد إطلاق النار وسقوط ضحايا على مذبح ليتر بنزين.

وفي هذا الإطار وبعد المحاولات الساقطة التي يجهد البعض من خلالها للاستثمار الأسود سياسيا وإعلاميا وعبر وسائل التواصل، في الإشكال الذي حصل في بلدة مغدوشة، أكدت حركة “أمل” ألا علاقة لها به بأي شكل من الأشكال، بل هي تعتبر أنه أمر غير مقبول على الإطلاق، ولا يمت إلى أدبيات العيش المشترك التي لطالما تمسكت بها الحركة ودفعت الدم في سبيلها، وفي سبيل حماية مغدوشة والإبقاء عليها أيقونة في الجنوب، بعيدا عن مثيري الفتن والمصطادين في وجع الناس.

وفي اليوميات اللبنانية، استمرار الحملات الأمنية ضد الاحتكار على مستوى المحروقات، فيما تحركت النيابة العامة المالية على خط مواجهة الاحتكار على مستوى الأدوية. وفي هذا الإطار كشف القاضي علي إبراهيم عن توقيف أربعة اشخاص، بينهم نقيب الصيادلة السابق ربيع حسونة على أن يمثل خامس أمامه غدا.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”

أسبوع آخر أقفل على طوابير وصلت محطات المحروقات بعضها ببعض في المدن، وربطت القرى في الريف، وبحسب المعنيين، فإن الاسبوع الطالع لن يكون بأفضل طالع، فالازدحام سيبقى على حاله مع توقع خروج المزيد من المحطات عن الخدمة، لأسباب أمنية بعدما تحول محيطها الى بؤرة تفجر يجتمع فيها الباحثون حقا عن ليترات البنزين، مع تجار الازمات.

في ملف الدواء، أربعة موقوفين حتى الآن على أن يستكمل التحقيق مع اثنين آخرين غدا الاثنين، وفي ما يشبه البحريات النفطية للصقر وغيره، أعلن وزير الصحة أن ما تم الكشف عنه من أدوية محتكرة يكفي البلد لعام كامل.

غابت الدولة فسرح المحتكرون على أنواعهم حتى وصلوا الى لقاحات الأطفال التي تباع بفريش دولار. كل هذا والاتصالات مقطوعة بين المعنيين بتشكيل الحكومة، ليس بسبب شح المازوت وتوقف محطات التوزيع الذي بات يهدد قطاع الاتصالات، بل بسبب الخلافات على توزيع الحصص الوزارية، حصص باتت لا تسمن ولا تغني من جوع، في وطن تحول فيه السواد الأعظم من الناس الى فقراء معدمين.

وبالتأكيد إنها لن تعدم الوسيلة لمواجهة البلطجة والحصار الأميركي، أكدت إيران أنها على ثقة تامة بأنها ودمشق ستعملان معا بخطوات جبارة لمواجهة الإرهاب الاقتصادي وتخفيف الضغوط عن الشعبين، وزير خارجية الجمهورية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان، ولدى وصوله الى العاصمة السورية قادما من العراق، وصف العلاقات بين طهران ودمشق وبغداد بالاستراتيجية، في وقت كانت الصحافة الأميركية تناقش فكرة الانسحاب الأميركي من سوريا، كخطوة تالية للانسحاب بعد أفغانسان.

مجلة FOREIGN POLICY رجحت أن يسعى جو بايدن لتوقيع اتفاق ما، لتجنب تكرار مشاهد مطار كابول المذهلة. واستدلت على استنتاجاتها بخطوات التقارب العربية الأخيرة مع دمشق، لا سيما من قبل الرياض وأبو ظبي.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”

متى الحكومة؟. هذا السؤال اليومي الذي يطرحه اللبنانيون منذ عام تقريبا، لا يبدو أن الجواب عليه ممكن حتى اللحظة، او على الأقل هذا ما توحيه الأجواء الإعلامية المحيطة برئيس الحكومة المكلف، المعطوفة على البيان الأخير لرؤساء الحكومة السابقين وخطبة مفتي الجمهورية، في حضور الرئيس نجيب ميقاتي ورئيس حكومة تصريف الأعمال.

أما على المقلب الآخر، فيمكن إيجاز الموقف على الشكل الآتي:

أولا:المطلوب حكومة في أسرع وقت ممكن لأن الاوضاع المعيشية لم تعد تطاق، كنتيجة طبيعية لثلاثين سنة وأكثر من السياسات الخاطئة والفساد. وفي هذا السياق ينبغي التعويل على التواصل البناء والإيجابي بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، مع التنبه الدائم لمحاولات التشويش من كل حدب وصوب.

ثانيا: من غير المقبول أن يفرض على اللبنانيين الاختيار بين حكومة لا تنبثق عن الدستور والميثاق والمعايير الواحدة من جهة، وبين مواجهة الأزمة المستفحلة بلا حكومة. فالمطلوب بكل بساطة حكومة تشكل وفق الأصول كي تتمكن من التصدي للأزمة.

ثالثا: واهم من يراهن على استفحال الأزمة كي يرغم رئيس الجمهورية على التوقيع على ما يخرج على الثوابت، او على ما لا يقتنع به، وهذا ما أثبتته التجارب والأيام. فاذا كان هناك في مكان ما من قرر خوض هذه المغامرة الفاشلة حتما من جديد، من الأفضل أن يراجع حساباته كسبا للوقت، وكي يوفر على اللبنانيين مزيدا من المعاناة.

رابعا: إن العودة الى نغمة اتهام رئيس الجمهورية بالخروج على الطائف، او بالعمل وفق ذهنية ما قبل الاتفاق، باتت ممجوجة ومملة، ويبدو انها تستبطن تمسكا من بعض الجهات بمقاربة الطائف مرة أخرى وفق منطق الغالب والمغلوب وليس كوثيقة للوفاق الوطني، تضمن الشراكة والمناصفة بالفعل كما القول.

خامسا وأخيرا: إن أي تفسير جديد للدستور بما ينتقص من صلاحية رئيس الجمهورية ودوره المحوري في تشكيل الحكومة غير مقبول ولن يمر، والأجدى بمن يسعى من وراء الكواليس الى أن يأخذ بالمواربة ما لم يحصل عليه في العلن، ان يتجاوز الأمر، لأنه مكشوف، وفي المحصلة…متى الحكومة؟، الجواب لن يكون متاحا قبل أن يضع اللبنانيون دستورهم وميثاقهم ومصلحتهم وانتماءهم الوطني فوق كل اعتبار.

******************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”

الرئيس ميقاتي قال إنه لن يعتذر، لكنه أصر على التوضيح بأنه يحتسب بقاءه مكلفا بالأيام وليس بالأشهر، رغم أنه كسر شهره الأول من دون تشكيل، ولم يستقل كما كان وعد.

المبكي المبكي، لأن لا مكان للضحك في المأساة التي نعيش، أن الرئيس ميقاتي يسأل نفسه حتما: طيب من أين أبدأ؟ كيف أصعد إلى بعبدا، وأي صيغة شهيدة سلفا اقدمها للرئيس عون ولفريق الليل في القصر، الذي كلما قدمت تشكيلة نسفها؟ السؤال بديهي. فرغم أن ميقاتي هو رجل التسويات وسيد من ابتدع الزوايا المستديرة، إلا أنه استهلك كل المعادلات الحسابية والهندسات الوزراية والمداكشات في الحقائب، سعيا لإمرار تشكيلة واحدة ترضي بعبدا وترضيه، لكنه لم يفلح. هو الذي اعتبر، منافسة أو سذاجة، أنه قادر، بطبعه الهادئ، على النجاح مع عون حيث فشل الحريري.

وما يجعل مساعي ميقاتي أكثر صعوبة ويقربه من الاعتذار، أن ما يمتصه من شروط عون وما يتعرض له من تسريبات وردية عن إيجابيات ليلية تمحوها النهارات، وانتقادات سوداء يوميا تؤكدها بيانات “التيار الوطني الحر”. إن هذه التصرفات باتت تؤذي موقع ميقاتي الشخصي داخل طائفته وموقع طائفته في التركيبة الوطنية. والدليل تمثل في رفع مرجعياتها الصوت واعتمادها مواقف سلبية، من شأنها إسقاط الإشكالية الحكومية إلى الدرجة الثانية من الإهتمامات، وإعطاء الأولوية للاشكال الطائفي- الميثاقي المستجد.

هذه المعطيات السلبية التي تتراكم وتتدافع من دون وسيط محلي أو إقليمي أو دولي، ومن دون أي وازع دستوري بعدما مزقت المنظومة الدستور، تجعل من استمرار ميقاتي رئيسا مكلفا أمرا مكلفا جدا، كما تجعل من اعتذاره وانسحابه من دون تشكيل، مشكلا كبيرا، إذ يضيف الى الكوارث الحياتية أزمة نظام نعرف كيف بدأت ومن وبدأها ولماذا، خصوصا إذا علمنا بأن أي سني محترم لن يقبل أن يكون الضحية الرابعة في لعبة الHunger games التي يديرها عون وفريقه.

ونعرف كيف ستنتهي، وقد بدأت طلائع نهايتها بالظهور تباعا، ليس في الجوع والفقر والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة فقط، بل بالأمن المتفلت والسلاح المتوحش المتروك بين أيدي متحورات بشرية صار الرصاص والسكاكين وزهق الأرواح وسائلها الأسهل، لتعبئة خزان سيارة أو للاستيلاء على ربطة خبز أو لفرض أفضلية مرور.

ولنا خير دليل في الاعتداء السافر والفاجر والمتمادي زمنيا الذي تعرضت له بلدة مغدوشة الآمنة في شرق صيدا، على أيدي شبان من عنقون هاجموها السبت والأحد على خلفية تعبئة مادة البنزين. المشكلة الأكبر والأخجل في هذه الواقعة المشينة، تتمثل في تأخر الفاعليات التي تمون جدا على المعتدين لردعهم فورا. والمشين أكثر أن ما حصل، قد حصل على مرأى ومسمع القوى الأمنية التي تركت الأمور تتفاقم ولم تتدخل إلا متأخرة وبعدما وصلت استغاثات الأهالي الى الmtv ووسائل التواصل الاجتماعي.

منشان هيك ومكافأة لهم على أدائهم المشرف، ما تنسوا يا لبنانيي ترجعو تنتخبون هني ذاتن.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”

ماذا يجري بين عنقون ومغدوشة؟ “الوكالة الوطنية للاعلام”، مصدر الإعلام الرسمي للدولة اللبنانية، تقول إن بلدة مغدوشة تشهد أجواء من التوتر، بعدما دخل عدد من شبان بلدة عنقون عنوة أطراف منازل بلدة مغدوشة، وقاموا بضرب الأهالي وتكسير سيارات ومزارات في البلدة.

كيف يجرؤ أبناء عنقون مثلا على مهاجمة بلدة مغدوشة؟، إذا كانت حركة “أمل” تنصلت، على الأقل إعلاميا، وإذا كان “حزب الله” غير موجود في الإشكال، فهل من طرف شيعي ثالث خارج مشيئة “أمل” و”حزب الله” يتحرك في الجنوب؟، سؤال في غير محله، فالمهاجمون هم من “خندق عنقون” حيث يبدو أن هناك “خندق غميق أينما كان”، ويبدو أن حركة “أمل” استطيبت الهجوم والتهجم، حتى أن الذي تعرض لضربة سكين اليوم من أبناء مغدوشة هو مرافق النائب ميشال موسى عضو كتلة “التنمية والتحرير”، الذي لم يتفوه بكلمة حتى اليوم.

من يريد إحياء معركة شرق صيدا التي انتهت منذ ثلث قرن؟، يقولون في مغدوشة: كلمة واحدة من الرئيس نبيه بري تضع حدا لاعتداءات “خندق عنقون” على مغدوشة، فلماذا لا يعطي كلمته؟، هل ينتظر ليقولها بعد غد الثلاثاء في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر؟. ومن اليوم وحتى ذلك التاريخ، هل يضمن الرئيس بري عدم انفلات الوضع؟.

لا أحد يريد أن يصدق ان المشكلة مشكلة ملء خزان سيارة بالبنزين، بل يبدو أنها مشكلة قلوب ملآنة، فهل هكذا تقوي حركة “أمل” العصب لبعد غد الثلاثاء؟، ثم أين الدولة؟، أين وزراء الداخلية والدفاع والعدل؟، أين القوى الأمنية من جيش وقوى أمن؟.

إحسبوها عملية مداهمة، ففي أصغر مداهمة تتواجد قوة لو استخدمت لضبط اعتداءات أبناء عنقون، لكان باستطاعتها القيام بذلك، لكن يبدو أن القوى الأمنية إذا أرادت ان تضبط الوضع في عنقون فعليها أخذ الموافقة من “والي الجنوب”. والسؤال: ألا يستدعي ما يجري بين عنقون ومغدوشة، عقد اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع لمنع إشعال فتنة في الجنوب؟.

حكوميا، الوضع متوقف عند الإجتماع الثالث عشر، فيما الأجواء ما زالت مقفلة.على مستوى عمليات الدهم، فتح ملف الدواء على مصراعيه بعدما بدأت تتكشف تباعا قضية الأدوية المخزنة، التي حرمت الكثير من المرضى من أدوية كانوا بأمس الحاجة إليها.

عالميا، الصدمة الأميركية من أفغانستان تتوالى فصولا: بايدن يستعد لاستقبال جثامين ثلاثة عشر جنديا أميركيا، بالتوازي مع استقبال آخر المنسحبين من كابول.

*****************

* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

تحتجب المحطات عن الظهور يوم الأحد، لكن محروقاتها الأهلية حاضرة وخراطيمها أصبحت خطرا على شوارع وقرى وبلدات متجاورة، عنقون- مغدوشة، في عز اشتداد الحرب الأهلية لم تنشطر محورين، تهجرت قرى شرق صيدا وظلت مغدوشة ممرا لعنقون حربا وسلما. وكانت اللجان بين البلدتين تعمل على صياغة سياج يحمي المنطقة من الطلقات السياسية القاتلة. قريتان لم يطلهما سيف الطائفية، وإذ بالصراع على المحروقات يفعل ما عجزت عنه الحرب.

وبدلا من أن يكون نواب المنطقة عيونا ساهرة على إعادة الأواصر، راح كل نائب يصرخ دفاعا عن بلدة دون أخرى. تصريحات ومواقف تصب الزيت على النار وتلعب في منطقة خطرة من دون وخز ضمير. أما من كان ضميره حيا، فهو سمير جعجع، “ولتكن مشيئتك يارب”، فقيادي الحرب في شرق صيدا “صاحب الأقدام التهجيرية” كما وصفه كريم بقرادوني في كتابه “لعنة وطن”، نراه اليوم على صورة الناسك الذي دعا إلى إنزال الجيش بكثافة وقوة في البلدتين، وإعطائه الأوامر اللازمة لوقف أي أعمال تعد وتخريب، وتسطير مذكرات توقيف فورية بالمعتدين، كل المعتدين، إلى أي من البلدتين انتموا، ماذا وإلا تعتبرون أنكم تفرطون في آخر ما تبقى لنا من السلم الأهلي.

وسواء بالمواقف المهدئة للنفوس كتلك التي أطلقها جعجع، أو تلك المؤججة لبعض نواب شرق صيدا وجزين، فإن الأسباب المباشرة لنشوء محور عنقون مغدوشة، هي فوضى انعدام السلطة وتناثرها قطعا، وسقوطها مضرجة بدماء مؤسساتها الغارقة بالفلتان. والحادث الخطر في شرق صيدا لم يكن وحيدا وليس لأسباب طائفية. لأن الطوائف أفلتت على بعضها بين المكونات والمذهب الواحد، ودفعتها السلطة الغائبة إلى تكوين غاباتها بحثا عن مقومات العيش واستمرار الحياة.

وبدا أن انتظار الحل من الدولة، مرض عضال ميؤوس منه. فقد غابت كل مظاهر التأليف الحكومية ولم يتم وضع خطط للأسبوع المقبل، وسط أمر مريب ظهر على المحيا السياسي للرئيس المكلف نجيب ميقاتي، فهو كان قد وضع مهلة لم تتعد شهرا واحدا للتأليف، وإذ به يعلن مؤخرا أن الاعتذار ليس مطروحا على أجندته، فهل استشعر ميقاتي أن رئيس الجمهورية بعد الاعتذار سيكلف شخصية سنية بأقل الاضرار الممكنة؟.

هل أدرك نادي الرؤساء السابقين أن العماد ميشال عون سيلعبها كبيرة إلى نهاية العهد، ويكلف رئيسا وإن بأصوات هزيلة؟، خصوصا أن الدستور لا يحمل هنا أي عقبات وموانع تعيق التكليف وإن بعدد قليل من النواب، وإذا التقط رئيس “تيار العزم” هذه الاشارة أو وصوله الإيحاء بها، عندها سيكون نجيب ميقاتي آخر الرؤساء المكلفين من اليوم وحتى نهاية العهد، وبموجبه فإن التأليف مطلوب اليوم بمذكرة بلاغ بحث وتحر. ورئيس الجمهورية لم يعد لديه ما يخسره وسيبقى متشبثا بالثلث المعطل، الى أن يقضي الله عهدا كان مفعولا.

أما المواطنون، فأحوالهم هي المعطلة، وبلادهم قطعت الشفير وأصبحت في الانهيار، ومن عمق هذا الانهيار تجري عمليات القبض لمن قبضوا على أرواح الناس والمرضى، وبينهم ربيع حسونة المتهم ليس بالاحتكار وحسب، إنما بجريمة اختلاس المال العام، قد تتفعل قضية الملاحقات في دائرةالمحتكرين سواء في سوق الدواء او المحروقات.

أما المرفوع عنهم الحجاب في المساءلة فهم سلطة المرفأ، وإذا كان جميع المطلوبين للقضاء العدلي من سياسيين قد لجأوا الى الحمايات النيابية والطائفية، فإن دور الأمن العام في هذا الملف تبرزه قناة “الجديد” اليوم، عبر مراسلات تثبت أن المديرية العامة للأمن العام لم تغفل أي من المراسلات، وأن دورها ينتهي عندما يتسلم القضاء الملف ويضع يده على معظم التقارير.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.