زخم أميركي للإسراع بولادة الحكومة.. وعون يرفض الدعوات للاستقالة: سأقوم بواجبي للنهاية

الرئيس العماد ميشال عون مستقبلا في بعبدا السفيرة الأميركية دوروثي شيا (محمود الطويل)

ثمة ما يوحي بأن الحكومة الميقاتية ستبصر النور اليوم أو غدا الأربعاء، والمهم قبل العشرين من أغسطس، وهو تاريخ انتهاء المهلة المعطاة للمعنيين بتشكيل الحكومة كي ينجزوا ما عليهم، وإلا فالسيناريو الخاص بالأزمة اللبنانية يتضمن المزيد من «الأكشن» في الشارع، إذا ما تأخرت الولادة الطبيعية للحكومة يوم الجمعة.

التوقعات الأمنية لحظت احتمال توسع هجمات الثوار والمحتجين على بيوت النواب والسياسيين، كما حصل في مهاجمة منزل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ونائب عكار طارق المرعبي، في بيروت أمس الأول، ولم تستبعد ظهور السلاح.

وكان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، واكب هذه الأجواء الإيجابية حكوميا، بقوله مساء أول من أمس، ان الطريق الوحيد لمنع الفوضى هو تأليف حكومة، وقال: حادثة «التليل» المأساوية يجب أن تشكل عاملا حاسما، والوضع لا يتحمل حادثة مماثلة، والمطلوب الضغط على المعنيين من أجل تشكيلها، خلال أيام قليلة، وتوجه الى الجميع بقوله: لعبة الوقت خلصت، أي مكسب سياسي آخر او حزبي آخر او خارجي آخر لم يعد ممكنا التفكير به أمام الوضع الذي بلغه البلد.

هذه الانعطافة الواسعة، باتجاه تسريع تشكيل الحكومة، والتي توجتها سفيرة الولايات المتحدة دوروثي شيا، بزيارة القصر الجمهوري في بعبدا أمس، واجتماعها بالرئيسين ميشال عون وقبله ميقاتي، الذي توجه الى بعبدا بدوره عصر أمس للقاء عون، بمعزل عن حالة الحداد الوطني أمس، سبقتها زيارة غير معلن عنها لرئيس المخابرات الأميركية وليم بيرنز الذي أمضى بضع ساعات في بيروت أول من أمس، آتيا من تل أبيب وفي طريقه الى القاهرة، وقد ظلت لقاءاته بعيدة عن الأضواء، واقتصرت على قائد الجيش العماد جوزف عون وعدد من قادة الأجهزة الأمنية، حيث أبلغهم رسالة دعم أميركية للدور المميز الذي تقوم به قواهم في إطار الحفاظ على الأمن وخصوصا الضائقة المعيشية، مشيرا الى ضرورة استعجال الحل السياسي.

وقال ميقاتي بعد لقائه عون: «نحاول حل الموضوع بالطريقة الملائمة للجميع على أن تشكل حكومة تستطيع مواجهة الواقع الموجود اليوم في لبنان. يجب أن تتضافر الجهود كي تقوم الحكومة بواجباتها. وستكون هناك لقاءات أخرى هذا الأسبوع».

وردا على سؤال قال: «نسبة تشكيل الحكومة أكبر من نسبة الاعتذار، ولا وقت محددا والمدة غير مفتوحة».

المصادر المتابعة اعتبرت في زيارة السفيرة شيا، الى بعبدا ولقائها كلا من الرئيسين عون وميقاتي، وحثهما على تشكيل الحكومة، نوعا من التبني للحكومة العتيدة وإسقاط مسبق لكل المبادرات الخارجية والداخلية الأخرى.

وبعد لقاءاتها، حرصت السفيرة شيا على تلاوة تصريح مكتوب، وبلهجة جادة، بعيدة عن الابتسامة الديبلوماسية التقليدية، حيث أعلنت من بعبدا أنها بحثت مع ميقاتي وعون الجهود اللبنانية لتشكيل حكومة بسرعة.

وأضافت: الشعب اللبناني يعاني والاقتصاد والخدمات الأساسية وصلا إلى حافة الانهيار. إن كل يوم يمر دون وجود حكومة تتمتع بالصلاحيات وملتزمة وقادرة على تنفيذ إصلاحات عاجلة، هو يوم ينزلق فيه الوضع المتردي أصلا أكثر فأكثر إلى كارثة إنسانية.

‏وأردفت قائلة: «تتشارك الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في تقديم الدعم المباشر للبنانيين، وسنواصل القيام بذلك». ‏وقالت: نحن نحث الذين يواصلون عرقلة تشكيل الحكومة والإصلاح على وضع المصالح الحزبية جانباً. لقد رحبنا بإطار العقوبات الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد الأوروبي، وستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع شركائنا بشأن التدابير المناسبة.

وشددت على أن «لبنان يحتاج إلى قادته لاتخاذ إجراءات إنقاذ عاجلة»، معتبرة أن «هذا لا يمكن أن يحدث دون حكومة ذات صلاحيات تركز على الإصلاح وتبدأ في تلبية احتياجات الشعب وتباشر العمل الجاد من أجل التعافي الاقتصادي».

كل هذا الزخم باتجاه تسريع تشكيل الحكومة، خصوصا من جانب حزب الله وأمينه العام، ومن ثم الرئيس عون وفريقه الرئاسي المكابر، سمحت للمحللين بالذهاب في البحث عن الأسباب، الى حد التوقف أمام المفاجآت الصارخة الحاصلة في أفغانستان.

من جهته، الرئيس عون أبلغ وفد «المجلس الوطني للتجمع من اجل لبنان في فرنسا» رفضه الدعوات لاستقالته، وقال: «إننا بصدد تشكيل حكومة خلال أيام، وانا لن أستقيل، وسأقوم بواجباتي حتى النهاية».

بدوره، أصدر التيار الحر بيانا، تضمن قوله: «قطعا لطريق الفتنة التي ينتهجها النائب سعد الحريري عن سابق إصرار وتصميم من مقر عمله المجهول المكان، سننقطع اليوم عن أي سجال معه، احتراما لدماء الشهداء وآلام المتألمين». وكان التيار الحر شن حملة شعواء على الرئيس سعد الحريري، دون أن يسميه متوجها اليه عبر قناة «أو تي في» بالقول: ايها السياسي الذي، تبني مجدك، ان وجد، على استغلال الدم من دون ان تقدم لبلدك وبيئتك ووطنك، في كل تاريخك الا انجاز التحريض، ارحل… يا من تبيع انصارك أوهاماً ارحل، أما أنت يا ميشال عون، يا رئيس الدولة فوحدك لا ترحل، لأنك إذا رحلت كما يتمنون، فسيبقون!

الأنباء ـ عمر حبنجر وداوود رمال

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.