فاجعة عكار تدمي قلوب اللبنانيين والقيادات تتبادل الاتهامات

استفاق اللبنانيون أمس على فاجعة جديدة أدمت قلوبهم التي لم تشف بعد من آثار انفجار مرفأ بيروت قبل عام، وجريا على عادتها مع كل فاجعة تبادلت القيادات السياسية الاتهامات بالتسبب بانفجار خزان للمحروقات في بلدة «التليل» في محافظة عكار، أوقع 28 قتيلا بينهم أربعة أشقاء من عائلة واحدة، بالإضافة إلى شقيقين آخرين، ونحو 100 جريح بعضهم إصاباتهم حرجة للغاية بسبب الحروق البليغة. وخيمت الصدمة وحالات الذهول على المواطنين الذين هالتهم مشاهد الجثث المتطايرة في بقعة بدت أشبه بمحرقة تلتهمها النيران، وسط عجز الدولة بكل أجهزتها عن مساعدتهم أو محاولة إخماد الحريق، وفيما تحدثت معلومات عن عدد من المفقودين لم يعرف مصيرهم بعد، عززت هذه المأساة الجديدة صورة الدولة المتحللة بكل مؤسساتها، وغياب أي قرار يقلل من وطأة الفاجعة، بدليل العجز الكلي لدى المسؤولين الذين اكتفوا بتبادل الاتهامات.
الإجراء الوحيد الذي اتخذته الدولة، ترجم باجتماع طارئ لمجلس الدفاع الأعلى الذي طالب الأجهزة الأمنية بضبط الوضع الأمني في عكار، ودعوته الطواقم الطبية إلى البقاء على أهبة الاستنفار، أما رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، اللذان تهربا من المسؤولية، فاتهما الجماعات المتطرفة بالوقوف وراء الانفجار، ووصفا عكار بأنها منطقة خارجة عن الدولة.
وأفاد بيان الجيش اللبناني بأن خزان الوقود انفجر داخل قطعة أرض تستخدم لتخزين مواد البناء في البلدة كان صادره الجيش لتوزيع ما بداخله على المواطنين، مما أدى إلى سقوط عدد من الإصابات بين مدنيين وعسكريين. وأشار إلى أن التحقيقات بوشرت لمعرفة ملابسات الانفجار. كما أعلن الجيش عن توقيف نجل صاحب قطعة الأرض التي انفجر فيها خزان الوقود.
ولاحقا، أصدرت قيادة الجيش بيانا اشارت الى استشهاد جنديين في حريق التليل، بالاضافة الى عدد من الجرحى بحيث ارتفع عدد الضحايا من مدنيين وعسكريين الى 29.
وقد اعتقل الجيش كذلك صاحب الارض التي فجر فيها الصهريج جورج رشيدي الذي كان مختبئا في منزل بميناء طرابلس كما اعتقلوا ابنه رهن التحقيق.
وأعلن الصليب الأحمر، أن المحصلة شبه النهائية لضحايا انفجار خزان الوقود، بلغت 28 قتيلا و79 إصابة بعضها حرجة للغاية.
وأثارت هذه الفاجعة، حالة غضب عارمة لدى اللبنانيين، خصوصا لدى أهالي منطقة عكار وذوي الضحايا الذين هالهم المشاهد المرعبة، لرؤية العشرات تلتهمهم النيران وسط عجز كامل عن إطفائهم وإسعافها، ما استدعى ردات فعل، تمثلت بإحراق منزل صاحب المستودع جورج رشيد، وهو أحد مناصري التيار الوطني الحر، ثم انتقلوا إلى إحراق منزله وعدد من السيارات التي كانت تقف أمامه وفي محيطه.
وفي غياب الرواية الرسمية لأسباب الانفجار، تبادل تيار «المستقبل» والتيار الوطني الحر برئاسة جبران باسيل، الاتهامات وتحميل كل منهما الآخر مسؤولية الانفجار، إذ أشار إعلام التيار الوطني الحر وعدد من نواب التيار إلى أن الأرض التي وقع عليها الانفجار مستأجرة من قبل شخص ينتمي الى تيار «المستقبل» ويدعى علي صبحي الفرج، وهو محسوب على نواب في «المستقبل» ويهرب المحروقات إلى سورية. ورد موقع «مستقبل ويت» الاخباري التابع لـ «المستقبل» أن الحقيقة يعرفها القاصي والداني، أن صبحي الفرج هو «زلمة» المخابرات السورية حليفة «التيار الوطني الحر»، ولا علاقة له بتيار «المستقبل» لا من قريب أو بعيد.
وقد وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري الانفجار في بيان، بـ«فجر أسود ودام جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين»، وسأل: «أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟».
بدوره، أجرى رئيس حكومة تصريف الأعمال د. حسان دياب سلسلة اتصالات لمتابعة كارثة الانفجار وأوعز إلى الوزراء المعنيين بالاستنفار الكامل.
الانباء – يوسف دياب ومنصور شعبان
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.