شريفة: لنعالج جراح الوطن بحكومة إنقاذية

اعتبر المفتي الشيخ حسن شريفة في خطبة عيد الأضحى من مسجد الصفا في بيروت، أن “البعض ما زال يعيش إنجازات وهمية”. ودعا الى “الإسراع في تشكيل الحكومة”.

وقال: “من أعماق طوفان الفقر والجوع والارتباك الاقتصادي، تعصف بلبنان نوائب وأزمات منها صناعة اميركية ومنها صناعة تعنت داخلي، إذ بدأت ألسنة لهب الدواء ورغيف الخبز تحول إنسان هذا الوطن الى رماد، بل الى شرارة فوضى عارمة لن ترحم ولن توفر أحدا، والمستقبل قاتم والواقع ملون بمرارة ألم”.

أضاف: “في هذا الليل الحالك، يطل علينا عيد الأضحى كفرصة أمل أو نافذة ضوء، لكون العيد السماوي لم تدنسه ايادي طمع البشر وجشعهم ولا يخضع لسياسات الإلغاء. يطل علينا عيد الأضحى كفسحة أمل وينفتح أمامنا أفق آخر، يختطف من ساعاتنا السوداء لحظات قصيرة. الأضحى يتقدم ويبشر بانفراج يقدره الله رحمة بالانسان الذي هو خليفته ونتعلم الدروس من سيدنا ابراهيم. أبو الأنبياء كيف يأخذ يد ولده الوحيد لكي يقدمه قربانا لأمر الله، يقدمه برضاه ووعيه لنجاة أمته، المكافأة الالهية، العيد الذي نعيشه اليوم. العيد الجريح بجوع الاطفال. العيد المتألم لفقد الدواء. العيد الممغوص من جشع التجار وتعنت المسؤولين. عيد أصابه الأذى لأن المقارنة صعبة بين أب قدم ولده الوحيد قربانا لأجل أمته وبين مسؤول يقدم شعبه كوقود لأجل عائلته أو صهره او إنجازات وهمية، العيد الغاضب يذكرنا بعدالة علي بن أبي طالب الذي حمل رسالة التفاني في خدمة الأمة، مستنكرا أن يقال لأحد أمير المؤمنين وهو لا يشاركهم في مكاره الدهر، قائلا: لئن أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها، على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة لما فعلت. فكيف بمن سلب وطن بأكمله نعمة الطمأنينة؟ وطن مسلوب الكهرباء والماء والدواء والامن والراحة، والآن، يا أيها المسؤولون.. الى أين نذهب؟ الى أبشع النهايات.. لماذا؟ أيها المسؤولون”.

وختم: “الدول، أي دولة في العالم، لا تتمكن من إنقاذنا إلا بمساعدتنا. كما لا تتمكن أي قوة في العالم من أن تقتلنا إلا اذا ساعدناها على انفسنا. الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. إذا، فلنتوجه الى أنفسنا أولا من أجل الخروج من الأزمة، وهذا هو الأهم. إن القيمين قد ثبت عجزهم من إنقاذنا تعالوا نرحم البلد وأطفاله، نرحم الأبرياء والمستقبل، نضمن مصير الخائفين، ونمسح جروح المصابين، ونتطلع الى الأفق البعيد، وتشكل حكومة إنقاذ بعيدة من المحاصصة والاستئثار. حكومة تحاكي تطلعات المواطنين وتخفف عنهم الآلام في هذه الظروف العصيبة”.

من جهة أخرى، استنكر شريفة “الجريمة النكراء في مدينة الصدر في بغداد وذهب ضحيتها أبرياء، بسبب أفكار مغلقة متحجرة لا تفقه إلا لغة الدم والموت”.

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.