“الدكانة الاجتماعية”.. مشروع لبناني لمساعدة المحتاجين في رمضان
تحت اسم “الدكانة الاجتماعية” اختار شباب لبنانيون أن يمدوا يد المساعدة للمحتاجين في مدينة طرابلس اللبنانية لا سيما في شهر رمضان المبارك.
وانطلقت فكرة المشروع من الواقع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي بات يعيشه أكثر من نصف عدد سكان لبنان، حيث تدنى الحد الأدنى للأجور إلى حوالي 30 دولار شهريا، في وقت ارتفعت فيه الأسعار بشكل غير مسبوق نتيجة الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الذي تجاوز 12 ألف ليرة.
ويشرح زاهي نيكرو، مدير المشروع لـ “العين الإخبارية” فكرة “الدكانة الاجتماعية” قائلا: “صاحب الفكرة هو الشاب زياد أيوبي وبدأت تتبلور في شهر سبتمبر الماضي مع تأزم الوضع الاجتماعي ولاقت تشجيعا وحماسة من قبل عدد من الشباب الذين يهدفون لمساعدة الفقراء والمحتاجين قدر الإمكان، ووقع الاختيار على منطقة الميناء في طرابلس التي تعرف أيضا بأن نسبة كبيرة من سكانها فقراء”.
ويضيف “المستهدفون من هذا المشروع هم من 3 فئات، الأولى تضم الذين قدمنا لهم بطاقات خاصة، نظرا إلى أوضاعهم الاجتماعية الصعبة وعددهم بات اليوم حوالي 90 عائلة، تمكنهم تلم البطاقات من شراء المواد الغذائية والاستهلاكية من الدكانة بسعر الكلفة من دون أرباح وهذا ما لا يمكن الحصول عليه من أي متجر، والثانية هم الزبائن العاديين الذين يشترون من “الدكانة” بالأسعار العادية الموجودة في الأسواق وبالتالي يساهمون بشكل غير مباشر في المساعدة، والفئة الثالثة هي من الأشخاص المساهمين، الذي يقدمون الأموال، وإن كانوا للأسف عددهم قليل حتى الساعة نظرا للأوضاع الصعبة التي يعاني منها الجميع”.
وفيما يشير نيكرو إلى أن اختيار العائلات المحتاجة لتقديم البطاقات لهم تم بالتعاون مع جمعيات موثوقة تملك لوائح دقيقة، إضافة إلى الجهود الشخصية التي قام بها الشباب العاملون في المشروع.
يلفت أيضا إلى أن تصريف البضائع يرتكز بشكل أساسي على جمعيات تقوم بدورها بشراء السلع لتقديمها مجانا إلى الفقراء وهي تحصل عليها من “الدكانة الاجتماعية” بسعر الكلفة من دون اي أرباح”.
وعن الاستفادة أو الأرباح التي تعود على الشباب العاملين في المشروع يؤكد نيكرو: “مشروعنا غير ربحي ويهدف فقط للمساعدة وبالتالي فإننا لا نبغي الربح إنما هدفنا تأمين المواد الغذائية للمحتاجين خاصة في ظل اعتماد التجار سياسة رفع الأسعار العشوائية للمواد الاستهلاكية بحيث بات الفقراء لا يستطيعون الحصول عليها، أما الأرباح التي نحصل عليها، كغيرنا من المحلات من فئة الزبائن العاديين فهي تذهب لتمويل الأمور اللوجستية للمشروع من إيجار المحل وفاتورة الكهرباء والماء والعاملين فيه، وإذا كان لدينا أرباحا إضافية نستفيد منها في شراء المزيد من المواد”.
أما في المرحلة المقبلة وفي ظل ما يعرف في لبنان بـ”رفع الدعم” عن المواد الاستهلاكية من قبل الدولة نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار، ما أدى منذ الآن إلى فقدان السلع المدعومة من السوق وبالتالي ارتفاع سعر الموجود منها، يقول نيكرو: “بدأنا العمل على فكرة لإيجاد حل لهذه المشكلة عبر التوسع في حملة لجمع المزيد من الأموال من خلال المساعدات المادية علنا نستطيع تأمين المواد بسعرها الحالي على الأقل للفقراء”.
وتابع أن “ما حصل اليوم في شهر رمضان حيث كانت مصاريفه عبئا على العائلات وعدم قدرتهم على تأمين الإفطار خير دليل على هذا الواقع”.
ويعطي مثالا على ذلك، بالزيت النباتي الذي كان سعر الـ 5 ليتر منه حوالي 30 ألفا ليرة بات اليوم يفوق المئة ألف ليرة، قائلا “من هنا نسعى عبر هذه المساعدات إلى تأمين فرق هذه الأسعار كي نبيع المواد للمحتاجين بالأسعار القديمة بعد توسع دائرة العائلات الفقيرة بشكل غير متوقع وعدم قدرتها على دفع ثمن السلع”.
ومع تأكيده على أن هدف المشروع والمتطوعين هو تقديم المساعدة لأكبر عدد ممكن من العائلات المحتاجة، يلفت نيكرو إلى أن هناك مشروع مماثل سيفتح قريبا في منطقة القبة في طرابلس حيث من المتوقع أيضا أن يلبي حاجات العائلات في منطقتي جبل محسن وباب التبانة، أكثر الأحياء فقرا، في المدينة.
وواصل حديثه: “مستعدون لتقديم خطة المشروع وتفاصيلها وكيفية إدارتها لأي جهة أو أفراد يبدون حماسة لهذا الأمر وهذا ما قمنا به مع مجموعة شباب في بيروت، حيث يدرسون أيضا إمكانية افتتاح “دكانة اجتماعية” مماثلة في العاصمة”.
العين
Comments are closed.