ارتدادات سياسية ودينية واستنكار واسع لتهريب المخدرات إلى السعودية

اتسعت ترددات القرار السعودي بمنع دخول المنتجات الزراعية اللبنانية الى أراضي المملكة، ليشمل قرار الحظر دولا خليجية أخرى متضررة من سيطرة مافيات التهريب المتحالفة مع الجماعات المسلحة على معابر التواصل البري والجوي والبحري بين لبنان وعمقه العربي.

كما اتسعت ردود الفعل اللبنانية، على مستوى المرجعيات الدينية والسياسية، المستنكرة والشاجبة للفلتان الحدودي الحاصل، بانتظار موقف رسمي يصدر عن الاجتماع الوزاري – الأمني، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا اليوم.

السفير اللبناني لدى السعودية فوزي كبارة، قال: ان لبنان سوف يكثف جهوده عبر إجراءات أمنية لمعالجة الموضوع والضرب بيد من حديد لوقف هذه المهزلة، وتقديم ضمانات للسلطات السعودية منعا لتكرار ما حصل.

وأجرى البطريرك الماروني بشارة الراعي اتصالا بالسفير السعودي في لبنان وليد البخاري الموجود في الرياض، وأبلغه استنكاره تهريب مخدرات داخل إحدى المنتوجات الزراعية وهي ليست لبنانية، ولا على اسم أي مزارع أو مصدر لبناني وطلب إليه نقل الاستنكار إلى المملكة، مع الأخذ بعين الاعتبار أوضاع لبنان والمزارعين.

أما البخاري فقد قال إن هناك كميات ضخمة من المخدرات تم ضبطها قبل دخولها المملكة خلال السنوات الماضية.

وتابع، في تصريحات لقناة «إم تي في»: «هذه الكميات التي يتم إحباط دخولها إلى المملكة تكفي لإغراق الوطني العربي بأكمله بالمخدرات والمؤثرات العقلية».

وثمن البخاري، موقف البطريرك الراعي الذي يستهجن استهداف السعودية من خلال تهريب المخدرات وقال انه يستحق الشكر.

وكان قال إن إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية بلغ أكثر من 600 مليون حبة مخدرة ومئات الكيلوغرامات من الحشيش خلال الـ 6 سنوات الماضية.

ولفت إلى أن تلك الكميات التي تم ضبطها كان مصدرها لبنان وكان مهربو المخدرات يسعون لإدخالها إلى المملكة.

وفي عظة الأحد أمس دعا الراعي إلى إجراء تحقيق سريع لكشف الفاعلين والمهربين وإنزال أشد العقوبات بحقهم، وبالتالي معالجة هذه المشكلة مع السعودية الصديقة. وطالب الدولة اللبنانية بالمحافظة على صداقاتها مع الدول العربية، وبخاصة مع السعودية لما لها دائما من مواقف ومبادرات إيجابية لصالح لبنان واللبنانيين، وانضمت إليها دول التعاون الخليجي التي نعبر لها هي أيضا عن أسفنا الشديد لما جرى.

بدوره، أبدى مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان قلقه وتفهمه لقرار المملكة بإقفال حدودها أمام المنتجات الزراعية اللبنانية بسبب عملية تهريب مدانة ومرفوضة شرعا وخلقا، ولما تسبب من تداعيات خطيرة في المزيد من الانهيار الاقتصادي اللبناني، آملا أن يكون القرار السعودي مؤقتا لحين معالجة الأمر من قبل الدولة اللبنانية التي ينبغي أن تقوم بخطوات سريعة وحاسمة لمنع حدوث أي خلل في العلاقات اللبنانية السعودية.

من جهته، متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران عودة قال في عظة قداس الشعانين: ان الخلاص لا يأتي عبر سلاح أو ميليشيات ولا عبر قادة أحزاب من ذوي المصالح ولا عبر خطابات رنانة فارغة المضمون هدفها تجييش المناصرين من أجل المصلحة الخاصة.

في هذا الوقت، أعلن بيان صادر عن الجيش إحباط عملية تهريب أشخاص عبر البحر، وأوقفت في منطقة العريضة عند شاطئ الشيخ زناد – عكار، 69 سوريا كانوا ينوون الانتقال بطريقة غير شرعية الى قبرص عبر البحر، كما أوقفت المهرب (أ.خ) الذي تقاضى مبالغ مالية عن الأشخاص المنوي تهريبهم.

على الصعيد الحكومي، الاتصالات هامدة، والتغريدات والتعليقات ناشطة، والمصادر المتابعة، لم تستبعد الملف الحكومي عن التطورات المستجدة، ورأت ان آخر القطب المخفية التي تم تسليط الضوء عليها، تتمثل بالتجاذبات الحاصلة بين المحاور الخارجية، حول ان يكون تشكيل الحكومة قبل تجديد انتخاب الرئيس بشار الأسد لرئاسة الجمهورية السورية في 26 مايو، او بعدها؟

وفي المعلومات ان فريق الممانعة الإقليمي، او المحلي، يفضل التريث في التشكيل الى ما بعد انتحاب الأسد، لغرض في نفس يعقوب.

الانباء – عمر حبنجر وخلدون قواص