الراعي استقبل فهمي وشيا وأسادوريان ووفد مجموعة الندوة اللبنانية الجديدة… الفرزلي: لا علاقة بين التدقيق الجنائي والتأخير في تشكيل الحكومة
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم، في الصرح البطريركي ببكركي، وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي في زيارة تهنئة بعيد القيامة.
بعد اللقاء، تحدث فهمي إلى الإعلاميين فقال: “لقد أتيت اليوم لتقديم التهنئة بالعيد لصاحب الغبطة ولأتمنى لجميع اللبنانيين معايدة من القلب وقيامة للبنان من هذه الآلام في أسرع وقت أيضا”.
وردا على سؤال عن تفاؤله بتشكيل الحكومة والمساعي في هذا الإطار، قال فهمي: “علينا أن نتفاءل جميعا، فمساعي غبطته، إضافة إلى أفكار دولة رئيس مجلس النواب، فتحت كوة في حائط الخلافات السياسية الحادة. وبالتالي، أنا متفائل، وعلى اللبنانيين جميعا أن يكونوا متفائلين”.
وبالنسبة إلى الوضع الأمني في لبنان، قال: “لاحظت أنه عندما يكون اللبنانيون متفائلين، فإن الوضع الأمني يكون جيدا جدا، فتخف نوعا ما الضغوط الأمنية أو ما نسميه التفلت المجتمعي الذي تمثل بالخلاف بين المواطنين من أجل عبوة زيت مثلا. هذا التفلت المجتمعي هو الذي يخيف”.
وعما إذا كان يؤكد كوزير للداخلية أن هناك عناصر داعشية وخلايا نائمة في لبنان، قال فهمي: “أنا لم أؤكد أن هناك عناصر داعشية أو إرهابية كما نقول في المفهوم العام. وإنما قلت أنه اذا كان هناك نقاط ضعف في اي منظومة، ومنها الاقتصادية، فذلك سينعكس على الأمن. طبعا، علينا أن نخاف من وجود عناصر ارهابية تريد دخول لبنان بطريقة غير شرعية للقيام بعمل معين، وهذا واضح، لكننا كأجهزة امنية وكجيش لبناني جاهزون لأي محاولة للدخول، وأؤكد أن الوضع الآن تحت السيطرة الأمنية، فهناك عمل أمني استباقي من كل الأجهزة الأمنية بمستوى مميز لمنع مثل هذا التفلت”.
وعن الفصل بين التفلت المجتمعي بسبب الأزمة الإقتصادية ووجود خلايا ارهابية نائمة في لبنان، قال فهمي: “لا يمكنني أن أؤكد وجود خلايا نائمة، ولكن إذا أردنا الفصل بين التفلت المجتمعي والخلايا النائمة، فأقول: يا ما حلى الخلايا النائمة نسبة للتفلت المجتمعي، لأنني اضغط عليها وبالتأكيد هناك مجال لإيقافها عند حدها في حال أرادت القيام بعمل ما، فبعض هذه الخلايا مكشوف، وبعضها لا يمكننا الكشف عنه، الا في مرحلة تحضيره لعمل ارهابي معين، إنما الخوف من التفلت المجتمعي لأنه يكون مفاجئا، بينما العمل الإرهابي يتم التحضير له مسبقا”.
وعن جهوزية وزارة الداخلية بالنسبة إلى الانتخابات الفرعية، قال فهمي: “نحن جاهزون دائما، لكن هناك عائق وحيد، وهو ان وزير المالية وقع على الإعتماد الذي يرصد نحو 8 مليارات للانتخابات الفرعية، إلا أن هذه الإحالة لم تصل بعد الى مديرية الشؤون السياسية واللاجئين حتى الساعة، ولكن ما ان تصل نستأنف العمل من جديد”.
وختم: “الجوع كافر من دون شك، ولكن أن تكون هناك أزمة مجاعة في لبنان فهذا أمر مستبعد جدا، وذلك بسبب نفسية الشعب اللبناني. هناك أزمة اقتصادية نعم، ولكن في لبنان لن يترك المواطنون بعضهم البعض، فطبيعة المواطن اللبناني وأخلاقه ومستواه لا تسمح بحدوث مثل هذا الأمر”.
شيا
بعدها، استقبل الراعي السفيرة الأميركية دوروثي شيا، التي هنأته بالفصح، وكانت مناسبة للبحث في عدد من المواضيع على الساحة المحلية.
الخطيب
وكان الراعي التقى سمير الخطيب الذي هنأه بالفصح، وأكد “دعمه لخارطة الطريق التي وضعها البطريرك الراعي على أن تكون طريق الخلاص للبنان ليستعيد الأمن والهدوء ويعود الى الصورة التي رسمها أسلافنا عن هذا الوطن”.
وتمنى أن “تهدأ النفوس كي يتم تشكيل حكومة برئاسة الشيخ سعد الحريري”، وقال: “إن لبنان لا يستطيع أن يتحمل المزيد لأنه وصل الى الهاوية، إلا أن إمكانية الانقاذ لا تزال موجودة. وإذا كانت النوايا صافية لدى الجميع، فحينها سيقف العالم كله إلى جانبنا”.
وختم: “أتمنى أن تكون زيارات سفراء الدول للصرح البطريركي، لا سيما زيارة سفير المملكة العربية السعودية، بادرة خير وباب أمل لحل الأزمات، لأن البلدان الصديقة لطالما دعمت لبنان وساعدته لإعادة الحياة الطبيعية إليه”.
وفد الندوة اللبنانية الجديدة
وتسلم الراعي من وفد مجموعة “الندوة اللبنانية الجديدة”، الذي ضم: نضال أيوب، يوسف الخوري، يمنى شكر غريب، فاديا طنب الحاج، ليزلي نكد، غبريال الديك، بيار ريحان، مارون العميل، وسيزار أبي خليل، كتابا تضمن خلاصة مناقشات “الندوة اللبنانية الجديدة” وأفكارها حول الدعوة إلى مؤتمر دولي من أجل لبنان.
اسادوريان
وبعد الظهر، استقبل الراعي النائب البطريركي لكنيسة الأرمن الكاثوليك المطران جورج اسادوريان في زيارة تهنئة بالعيد قدمها باسم البطريرك كريكور بطرس العشرين الى الراعي، وقال: “نقدم اليوم الى غبطة البطريرك الراعي، اضافة الى تهانينا بمناسبة عيد القيامة، كل الدعم لمواقف ومبادرات غبطته، ونحن مع كرسي انطاكيا في كل القرارات التي يتخذها سيدنا البطريرك الراعي”.
أضاف: “نسأل الله ان يمد غبطته بالصحة والقوة لمتابعة هذه الخطوة فهو الوحيد الذي يدافع اليوم عن لبنان، ونحن في أمس الحاجة اليه لانه يمثل صوت كل اللبنانيين. وكذلك، نتمنى الازدهار للكنيسة واستمرارها في خدمة المؤمنين وكل ما يحتاجون اليه”.
قهوجي
والتقى الراعي مدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي، الذي هنأه بالفصح.
الفرزلي
كما استقبل الراعي نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، يرافقه جان عزيز وحبيب افرام، لتقديم التهنئة بالعيد.
وبعد اللقاء، قال الفرزلي: “إن الزيارة هي لتقديم التهنئة بمناسبة عيد القيامة، عيد الفصح المجيد وعيد العبور من الموت الى الحياة. وأملنا ان تكون هذه الأعياد عيد فصح سياسي في لبنان حيث يعبر المجتمع اللبناني من حالة الفوضى وفقدان امكانية تأليف حكومة الى واقع جديد بولادة حكومة تقوم بواجبها بإدارة البلد الإدارة السليمة والمتوخاة”.
أضاف: “لقد كان تركيز صاحب الغبطة على مسألة اساسية من وحي اطلالته من على شرفة بكركي على الذين احتشدوا امامه، على ثلاث نقاط اساسية. اولا، إنه لم يكن بحاجة لإطلاق هذا النداء لو أن المساعي التي بذلها من اجل تأليف حكومة نجحت لكي يخاطب الحكومة بالأقنية التقليدية. وثانيا، ان هذه الحكومة لو تألفت فإنه يرفع الصوت مطالبا اياها بتحقيق الأمور التي تشكل قلقا عميقا واستراتيجيا للشعب اللبناني الذي يعاني ازمة لم يمر على شاكلتها في تاريخه، ازمة اقتصادية اجتماعية صحية امنية سيادية بامتياز، وبالتالي فغبطته يحاول التفتيش عن السبل عن طريق الحوار وبرضى اللبنانيين جميعا وعبر تأليف حكومة يكون على منبرها حوار دقيق يؤدي الى تفاهم اللبنانيين ووحدتهم حول هذه المسألة الجوهرية”.
أضاف: “هذا الصرح الكريم هو صرح التلاقي والتآخي والوحدة، فلا يمكن ان ينطلق منه كلام أو تصرف أو أي عملية تؤدي الى انقسامات عمودية أو دفع الأمور باتجاه مزيد من الانهيار. ورغم الأسى والمرارة الظاهرة على ملامح غبطته وفي كلامه، نحن نقول إنه ابن الرجاء والإيمان بالغد، ومن كان له ايمان مثل حبة الخردل يستطيع ان يقول لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك”.
وردا على سؤال عن العلاقة بين التدقيق الجنائي والتأخير في تشكيل الحكومة، قال الفرزلي: “أجزم أنه لا توجد أي علاقة على الإطلاق لأنني كنت من الذين عملوا من اجل اقرار القوانين المرعية بالتدقيق الجنائي الذي هو الآن في كنف الحكومة، والدليل ان وزير المال توجه برسالة طالب بها من الحكومة وفخامة رئيس الجمهورية بأن يفوض من اجل المفاوضات مع الشركة المكلفة بالتحقيق في البنك المركزي لكي يتعاقد مع شركة جديدة ويستدرج عروض شركات جديدة للتدقيق مع بقية الإدارات. لا تزال هذه موجودة في امانة مجلس الوزراء، وهذا ما ابلغني اياه وزير المال. وفي مجلس النواب لم يبق اي قانون يتعلق بالمسألة المالية باستثناء الكابيتال كونترول او قانون الشراء العام الذي نحن في صدد التأكيد على اصداره بعد انتهاء اللجنة المنبثقة من اللجان المشتركة على انهاء درسهما”.
أضاف: “نأمل أن يكون قانون السلطة القضائية المستقلة، كما ابلغنا النائب جورج عدوان، جاهزا امام الأمانة العامة للتصويت عليه في ثاني اسبوع من حزيران. وبالتالي، نكون قد ختمنا كل قوانين الإصلاح التي سميت في المبادرة الفرنسية. وعندما يطرأ غيرها في ما يتعلق بالتدقيق الجنائي الذي رافقته استعادة الاموال المنهوبة والسرية المصرفية وحماية كاشفي الفساد واللجنة الوطنية لمكافحة الفساد وكل ما يتعلق بهذه المسألة التي اعطيت من دون حساب في مجلس النواب. وان كانت كل الكتل قد اجمعت عليها فأين المشكلة؟ الاشكالية لا تكون الا عند الإمتحان حيث يكرم المرء او يهان. ونحن نعيش في دولة قانون فعندما يتهم المرء ينتظر حتى ثبوت ادانته. وعندما يدان يجب ان يحاسب الحساب العسير مهما كان سواء كانت رتبته مالية كالحاكم المركزي او سياسية مهما علت، المهم الذهاب الى التحقيق الجنائي”.
قطار
وكذلك، استقبل الراعي وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال دميانوس قطار مهنئا بالفصح.
Comments are closed.