
يخيم الهدوء على شارع كان يكتظ بالمارة في السابق في منطقة أنطلياس شمالي بيروت، فقد صارت المطاعم شبه خالية لا تقصدها سوى أعداد قليلة من الزبائن.
ولم يستقبل مطعم غسان معلوف زبائن منذ أيام. وهاجر رجل الأعمال اللبناني البالغ من العمر 58 عاما إلى كندا في أواخر التسعينيات، وعاد إلى لبنان في 2017 واستثمر مدخراته في مطعم “ميلينيا” الذي افتتحه بعد عودته بسنة واحدة.
لكن عوامل الانهيار المالي وتراجع قيمة الليرة، فضلا عن جائحة كوفيد-19 وقيودها، تضافرت معا لتجبر مطعم معلوف ومطاعم أخرى كثيرة على خفض العمالة وتثير التساؤل عما إذا كان الوضع سيسمح لها بالاستمرار.
وخفف لبنان قيود العزل مما سمح للمطاعم بفتح أبوابها للناس مرة أخرى لساعات معينة وبسعة محدودة. لكن أصحاب المطاعم يقولون إن هذا لا يكفي لتحقيق ربح، مشيرين إلى أن الأزمة الاقتصادية لم تترك لهم فرصة “للنمو”.

وقال نسيم غرز الدين، من قسم التسويق في شركة أفكار المالكة لمطاعم بابل “لأكون موضوعيا فان كل المطاعم الموجودة حاليا بحالة يرثى لها فنحن نعيش بأقل القليل .. لا نطمع في الربح ولكننا نريد فقط أن نعيش”.
وعلى مدى عام ونصف العام خاض لبنان غمار انتفاضة شعبية ضد قادته السياسيين، وكان شاهدا على إفلاس الدولة والنظام المصرفي، وجائحة كوفيد-19 علاوة على انفجار هائل أودى بحياة 200 شخص ودمر أجزاء من بيروت في أغسطس.
لكن توني حريق، مدير مطعم بروفنشيال في أنطلياس والذي كان يقدم خدماته لعدد قليل من الزبائن يرى بصيصا من الأمل في تحسن الوضع.
وقال حريق إن حركة البيع تراجعت بنسبة 60 بالمئة لكنه يتطلع إلى عودة المغتربين والأجانب إلى لبنان لتسهيل الوصول إلى حل.
وأضاف “متل كل المحلات، والقطاعات، تأثرنا من كل النواحي مع ارتفاع الاسعار في السوق مقابل قلة الزبائن نحن نجاهد لكي لا نخسر السوق، ونحافظ على الاستمرارية في ظل هذه الظروف الصعبة”.
وتوظف المطاعم اللبنانية مئات الآلاف من الجنسين. وأغلقت مئات المطاعم والمقاهي والنوادي الليلية ومتاجر المعجنات أبوابها منذ 2019.
العرب
🛈 تنويه: موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً أو مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.