تشكيل الحكومة يزداد «عبثية»: الراعي متمسك بـ«التدويل» وباسيل يرفض ويطرح حكومة من 20 أو 22 وزيراً

البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال إلقائه عظة عقب قداس الأحد في بكركي (محمود الطويل)

تتحكم العبثية بملف تشكيل الحكومة اللبنانية، ويتبارى المعطلون في اجتراع المبررات والأعذار، وفي إلباسها المسوح الطائفية والمذهبية، تغطية لمصالحهم الشخصية وللأدوار المنوطة بهم في المسرحية العدمية التي يلعبونها على خشبة الوطن.

الجديد على المشهد الحكومي المتوتر تمثل في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل ظهر أمس تحت عنوان «الرد على كلام الرئيس المكلف سعد الحريري».

واستهل باسيل إطلالته التلفزيونية بإعلان عدم جواز أن ينتهي تفجير المرفأ بوضع المسؤولية على الموظفين المهملين، لنغطي جرم القتل قصدا لمن أحضروا نيترات الأمونيوم الى المرفأ.

ثم انتقل الى الحديث عن الحكومة، قائلا: يريدون أن نشارك في الحكومة غصبا عنا وبشروط غير مقبولة وإلا نكون معطلين.

وأضاف «ما بدنا نشارك! شو بالقوة؟ لم نسأل عن شكليات ولم نطالب بوزارة أو عدد وقبلنا بكل ما يطبق على البقية وهذا اسمه» وحدة المعايير «لمن لا يفهم».

وتابع: «نريد حكومة فليس معقولا أن يكون العهد يريد أن يترك نفسه بلا حكومة وأن يكون بدو يخسر من الوقت يلي باقي له! بالعكس» واتهم من يسوقون لذلك بأنهم يعملون على خسارة العهد اياما اكثر من دون حكومة حتى ولو انهار البلد أكثر.

وأضاف «يقولون مش مشكلة ينهار البلد، المهم يسقط ميشال عون» وعن الرئيس المكلف قال إننا نريد «حكومة برئاسة الحريري، رغم قناعتنا انو ما بيقدر يكون عنوانا للإصلاح ومنشان هيك ما سميناه».

وفي رد ضمني على مطالبة البطريرك بشارة الراعي بتدويل الحل في لبنان، وعلى اتهام الحريري للرئيس عون وتياره، بالإصرار على الثلث المعطل في مجلس الوزراء، قال باسيل: إن الحل موجود في لبنان، وبالدستور، لا خارج الوطن، فالدول تساعدنا لكنها لا تأخذ مكاننا، والحل واضح رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة شريكان متساويان في تشكيل الحكومة، وليس احدهما يشكل الحكومة والثاني يوقع مرسومها».

وقال: «لا رئيس الجمهورية ميشال عون ولا نحن طالبنا بالثلث زائدا واحدا، ونحن لا نكذب» وقال «يكفي افتراء بقصة الثلث زائدا واحدا ويكفي كذبا على عواصم العالم بأننا نريده لنتحكم بالحكومة قبل العهد وبعده، وحتى يصبح جبران باسيل رئيسا للجمهورية».

لكنه اقترح رفع «عدد الوزراء من 18 لـ20 وهالشي مش لناخذ وزير مسيحي زيادة للرئيس، نحنا منقبل ياخدوه زيادة المردة بس مش رئيس الحكومة، واحسن اذا بيرفعوا العدد لـ 22 او 24 ليحترموا مبدأ الاختصاص، وما يتسلم وزير واحد وزارتين ما إلن علاقة ببعض».

وبالنسبة للحقائب، قال «اصرارنا فقط على العدالة والتوازن بتوزيع الحقائب بكل فئاتها. بالنسبة للتسمية بدنا مبدأ واحد يطبق على الكل واعتمدوا المبدأ يلي بتريدوه، نحنا منقبل يلي بيقبل فيه حزب الله انو يطبق عليه».

وقد صدرت ردود فعل عاجلة على كلام باسيل، حيث قال تيار المستقبل: «جبران باسيل عايش في اللالا لاند »، أما الرد الأساسي فجاء على لسان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة عبر قناة «الجديد» ليلا.

وقبل كلام باسيل، كان هناك كلام لنائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، يدخل في سياق الرد على دعوة البطريرك الراعي الى تدويل الأزمة اللبنانية، وقال: «ان الحل هو في ان يكون لبنان في محور الممانعة الذي ترعاه ايران».

وفي مؤتمر «متحدون ضد التطبيع» رد قاسم على وصف حزب الله بالفصيل الايراني في لبنان بقوله: نحن في حزب الله لبنانيون وطنيون حتى النخاع، ندافع عن وطننا وشعبنا بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة».

في المقابل، ذهب الراعي بعيدا في توصيفه المواطن اللبناني بالأبرص، الذي شفاه السيد المسيح، لما يعاني من العوز والظلم والاستهتار والحرمان والكيدية، مع سلطات تمعن في تعميق الجرح بتعطيل مسيرة الدولة ومؤسساتها الدستورية وعلى رأسها تشكيل حكومة وعرقلة العدالة بالتدخل السياسي.

وقال البطريرك: نضم صوتنا إلى أصوات أهالي انفجار مرفأ بيروت، والجرحى والمشردين، الذين كانوا ينتظرون نتيجة التحقيق العدلي منذ أكثر من ستة أشهر، إلى جانب الموقوفين من دون إثبات قانوني، فإذا بشكليات وبراهين واهية تطغى على كل هذه الكوارث فتكف يد المحقق العدلي، ليعود التحقيق إلى نقطة الصفر. وهذا يثبت بضرورة التعاون مع محقق دولي في هذه الجريمة ضد الإنسانية.

وأوضح الراعي انه دعا إلى مؤتمر دولي حول لبنان برعاية الأمم المتحدة، من أجل اعادة تحصين لبنان باتفاق الطائف، أما الهدف الأساسي والوحيد فهو تمكين الدولة اللبنانية من أن تستعيد حياتها وحيويتها وهويتها وحيادها الإيجابي، وعدم الانحياز كغيرها في المنطقة.

في غضون ذلك، يدخل لبنان المرحلة الثانية من خفض اجراءات الإغلاق العام المرتبط بجائحة كورونا اليوم، وسط استمرار ارتفاع نتائج الفحوصات الايجابية من مجمل الفحوصات اليومية التي لا تزال عند حدود 18%.

وابرز ضحايا كورونا نقيب أصحاب محطات الوقود في لبنان سامي البراكس.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.