السيسي يدعم الحريري لتشكيل «حكومة مستقلة».. «مثلث» السياسة والمال والأمن في بيروت يزداد حماوة
لم يَعُد خافياً أن لبنان دَخَلَ في سباقٍ بين التفاعلات الخطيرة لـ «مثلث مخيف» في السياسة والمال والأمن، وبين محاولاتٍ متجدّدة، بدفْعٍ خارجي، ما زالت في «أول الطريق» لانتشال البلاد من الحفرة السحيقة التي تتدحْرج فيها، وسط تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ضرورة «تسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة».
وبات مسلَّماً به أن «ثلاثي الأزمات» يشكّل سلسلةً مترابطةً، بحيث أن حلّ مأزق تشكيل الحكومة الجديدة وفق مواصفاتٍ تلقى قبول الخارج يفتح الباب أمام وضْع البلاد على سكة وقف الفصول الأكثر دراماتيكية من الانهيار المالي – الاقتصادي بتداعياته الكارثية اجتماعياً، وتالياً قطْع الطريق على توتراتٍ أمنية صارت واقعاً شبه يومي مع احتجاجات في الشارع ولاسيما في طرابلس، تغذّيها ارتفاعاتٌ في أسعار سلع استراتيجية مثل الخبز والبنزين اعتُبرت بمثابة «تمرين» على انطلاق «قطار» رفْع الدعم، ولو «بالقطّارة» أو ترشيده، وهي التوتّرات التي يُخشى أن يتمّ «شبْكُها» مع الصراع السياسي المحتدم والتي ارتفع منسوب القلق بإزائها بعد «استيقاظ» شبح «داعش» عبر خلاياه النائمة.
أوكرانيا تحظر 3 محطات تلفزيونية موالية لروسيا.. والكرملين يدين القرار
منذ 14 دقائق
بايدن يمحو «وصمة عار» فصل العائلات
منذ ساعة
وإذ يأتي خطر «كورونا» المتعاظم ليضغط بدوره على الواقع اللبناني في ضوء استمرار عدّاد الوفيات (ناهز 3300 على نحو 310 آلاف إصابة منذ فبراير 2020) بقفزاته القياسية المُرْعبة التي بلغت 81 (الثلاثاء) وسط إحصاء أن يناير الماضي لوحده سجّل حالات وفاة تضاهي مجمل ما شهده العام 2020 ومضي نسبة الفحوص الإيجابية بتحقيق أرقام هي من الأعلى عالمياً، فإن اقتراب موعد انتهاء المرحلة الثانية من الاقفال الشامل (8 فبراير الجاري) يطرح بدوره تحدياتٍ كبيرة في ظلّ ترجيحاتٍ بأن تعمد السلطات إلى خيار الخروج المتدرّج من الـ lockdown مع إبقاء قطاعات مقفلة (مطاعم وملاهٍ وغيرهما) في محاولة للتوفيق الصعب بين موجبات عدم إضاعة «القليل» مما حققه الإقفال وبين مراعاة مقتضيات ما أمكن من ارتداداته الاقتصادية والمعيشية والتي كانت في أساس الاحتجاجات الشعبية المستعادة.
وفيما بدأ مسار «كورونا»، الذي يراهن لبنان على احتواء مفاعيله الخطيرة مع وصول اللقاحات تباعاً اعتباراً من منتصف فبراير، يترك تداعيات على صعيد التضييق على سفر اللبنانيين نتيجة التفشي الوبائي الخطير وهو ما عبّر عنه إدراج السعودية «بلاد الأرز» على لائحة من 20 دولة علّقت السماح موقتاً بدخول القادمين منها، فإنّ مجمل هذه اللوحة القاتمة يجعل الأزمة الحكومية تُسابِق أرضاً متحركة وخصبة لتفاعلاتٍ في أكثر من اتجاه، بما يُنْذِر بأسابيع بالغة القسوة ما لم تنجح المساعي المتجددة في ملف تشكيل الحكومة والتي «أقلعت» على متن المبادرة الفرنسية التي أعادها الرئيس ايمانويل ماكرون إلى الواجهة، بإحداث اختراقٍ مغطى عربياً ودولياً.
وعلى وقع استمرار «ستاتيكو» التعطيل بوجهه الداخلي الذي يختزله شدّ الحبال بين فريق الرئيس ميشال عون، وبين الرئيس سعد الحريري، اكتسبت زيارة زعيم «تيار المستقبل» للقاهرة أمس ولقاؤه السيسي أهمية استثنائية، ولاسيما أنها تأتي في سياق جولة خارجية للحريري يُرّجح أن تقوده إلى باريس.
ولم يكن عابراً ما أبلغه السيسي الى الحريري من «حرص مصر على الحفاظ على قدرة الدولة اللبنانية بالمقام الأول، وإخراج لبنان من الحالة التي يعانيها حالياً، من خلال قيام كل القادة اللبنانيين بإعلاء المصلحة الوطنية، وتسوية الخلافات، وتسريع جهود تشكيل حكومة مستقلة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني الشقيق ووحدة نسيجه الوطني»، معرباً عن «خالص التمنيات لسعد الحريري في تشكيل الحكومة الجديدة، على نحو يلبي تطلعات الشعب اللبناني الشقيق في تحقيق الأمن والاستقرار»، ومشدداً على استعداد بلاده «لتقديم كل أوجه الدعم والمساعدات لتجاوز الأزمات التي يواجهها لبنان، لاسيما التداعيات التي خلفها كل من حادث انفجار مرفأ بيروت وجائحة فيروس كورونا».
من جانبه، أكد الحريري «اعتزاز لبنان بالعلاقات التاريخية الوطيدة التي تربط الدولتين الشقيقتين»، معرباً عن «التقدير للجهد المصري في دعم لبنان وكركيزة أساسية في حفظ الاستقرار بالمنطقة العربية ككل»، ومشيداً «بجهود القاهرة الحثيثة والصادقة لحشد الدعم الدولي للبنان على شتى الأصعدة».
كما التقى الحريري الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، الذي دعا «المسؤولين في لبنان الى تنحية الخلافات ومنطق المحاصصة جانباً وإعلاء مصلحة الوطن وتقديم المواءمات اللازمة لإنجاح رئيس الوزراء المكلف في تأليف حكومة من الاختصاصيين».
وإذ كان نائب رئيس «تيار المستقبل» مصطفى علوش يؤكد عبر «وكالة الأنباء المركزية»، أن زيارة الحريري للقاهرة ترتبط، في جزء منها «بالحراك الذي انطلق بعد القمة الخليجية ومستتبعاتها، وأظن أن هناك دوراً معيناً في هذا الخصوص والرئيس الحريري لا يفصح عنه، لكن الأهم هو كيفية تأمين لوبي عربي تكون مصر مركزاً له لإقناع الدول العربية بوجوب عدم ترك لبنان في الفراغ على مستوى الدعم وعدم التخلي عنه»، لم تقلّ دلالة زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي حيث تم التشديد على «ضرورة تشكيل حكومة جديدة في أسرع وقت لتعمل على إنقاذ لبنان من أزماته».
عسكرياً، قال ناطق عسكري إسرائيلي، إن طائرة مسيرة كانت تحلق فوق جنوب لبنان تعرضت لإطلاق صواريخ مضادة للطائرات أمس، لكنها لم تصب الهدف.
وأعلن مصدران أمنيان لبنانيان، أن «حزب الله» استهدف الطائرة، بينما ذكر شهود أنهم سمعوا صوت انفجار.
الراي – وسام أبوحرفوش وليندا عازار – عادل حسين ومحمد عمر
Comments are closed.