مقايضة رفع الحظر عن تشكيل الحكومة برفع العقوبات عن جبران باسيل؟ تحذيرات من «الانفجار الكبير»

محتجون يحرقون مستوعبات النفايات امام منزل النائب سمير الجسر في طرابلس امس (محمود الطويل)

ليس ثمة ما يشير الى ان الموجة الشعبية الاحتجاجية، المنطلقة من طرابلس عاصمة الشمال اللبناني، ستخبو بين ليلة وضحاها، بدليل انها ولـ 3 أيام متتالية، كانت تهدأ في الصباح لتشتعل عصرا وتمتد حتى الفجر، وشهدت ليلة أمس الأول أعنف المواجهات، بين المحتجين وبين قوات الجيش، والتي استخدمت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، الذين رد بعضهم باستخدام قنابل مولوتوف مصنعة محليا، وحتى قنابل يدوية هجومية روسية الصنع، من نوع RED5.

وقد صب تشييع الشاب عمر طيبا، الذي توفي أمس متأثرا بإصابته برصاصة في الظهر، الزيت على نار الاحتجاجات المتأججة، حيث صدرت دعوات للتوجه الى منازل «نواب الصمت» في طرابلس، كما قتل بالرصاص الشاب أسامة غمراوي، وقيل بداية انه انتحر.

وهاجم المحتجون بعد التشييع منزلي النائبين فيصل كرامي وسمير الجسر في طرابلس وسط حشود أمنية وعسكرية، وطالبوهما بالاستقالة من النيابة لعدم فعاليتهما حيال المصاعب التي تواجه أهل مدينتهم.

وتحدثت تقارير الصليب الأحمر والدفاع المدني عن 250 إصابة في ليل طرابلس المشتعل، بينهم 31 جنديا و9 أمنيين بينهم 3 ضباط، ومنهم العقيد محمد عرب رئيس فرع المعلومات الذي استهدفت سيارته بقنبلة يدوية. ويقول الصليب الأحمر ان عشرات المصابين بالاختناق عولجوا ميدانيا، وبقي في المستشفيات 35 جريحا. وتضامنا مع ثوار طرابلس، قطعت ليلا الطرق الدولية الى الجنوب، في صيدا (ساحة ايليا) وفي البقاع في ضهور العبادية والمرج، والى بعلبك في زحلة وسعد نايل.

وتحدثت منظمة حقوق الإنسان، الفرع الفرنسي عن استخدام القوى الأمنية اللبنانية أسلحة فرنسية في قمع التظاهرات السلمية، وحضت باريس على وقف تصدير الأسلحة الى بيروت، ما لم تتعهد باستخدامها طبقا للقانون الدولي.

أما مجموعات ثورة 17 أكتوبر فقد أصدرت بيانا استنكرت فيه ما وصفته باستعمال القوة المفرطة من السلطة، مؤكدين على سلمية الثورة وعلى مشروعية غضب الناس.

في هذه الأثناء، تعاظمت التساؤلات، حول دوافع وتوقيت الاحتجاجات، حيث تميل السلطة اللبنانية الفاقدة للإرادة، إلى نظرية المؤامرة، في توصيفها لاحتقان الشارع، رغم وضوح الدوافع الصحية والمعيشية، والتي جعلت من ثلثي سكان طرابلس البالغين 600 ألف مواطن، عند خط الفقر او تحته.

ومن ضمن نظرية المؤامرة، تصوير ما يجري في طرابلس على أنه «صراع اخوي»، بين مناصري الرئيس المكلف سعد الحريري وأنصار شقيقه بهاء، يظهر على شكل مزايدة شارعية ضد السلطة، حتى أن قناة «أو. تي. في»، الناطقة بلسان التيار الحر، حملت الرئيس الحريري مسؤولية تحريك الشارع، وقالت إن اللبنانيين يطالبون الحريري، لا بتحريك الشارع بما يعرض المجتمع والمحتجين والقوى الأمنية للخطر، بل بتحريك عجلة الالتزام بالدستور، عبر تشكيل الحكومة. أما الرئيس سعد الحريري، فلم يستبعد ان تكون وراء التحركات في طرابلس، جهات تريد توجيه رسائل سياسية وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء، ونفى ناطق باسم بهاء الحريري اي علاقة له بما يجري. علما ان رجل الأعمال بهاء الحريري اتصل بنقيبة مستوردي المعدات والمستلزمات الطبية في لبنان سلمى عاصي، وبلغها انه تم استيراد 200 جهاز أوكسيجين ستصل الى لبنان جوا خلال أسبوع.

مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، أبدى خلال لقائه نقيب الصحافة عوني الكعكي أمس، خشيته من انفجار اجتماعي كبير في لبنان على الصعد كافة، إذا لم تتم المعالجة فورا قبل فوات الأوان. وأشار إلى ان «مساعي تشكيل الحكومة التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري تحتاج من الجميع التعاون لتسهيل مهمته الوطنية الإنقاذية».

بدوره، الرئيس فؤاد السنيورة، دعا بعد زيارته البطريرك الماروني بشارة الراعي، الى الإسراع في تشكيل الحكومة، لأن ما حصل من انهيارات كبرى أفقدت الثقة برئيس الجمهورية وبالدولة.

وهنا تقول مصادر متابعة لـ «الأنباء» ان هناك جهات تريد المقايضة بين رفع الحظر عن تشكيل الحكومة مقابل رفع العقوبات الأميركية عن رئيس التيار الحر جبران باسيل.

وغرد باسيل معتبرا ان تحريك الشارع المعروف الانتماء والتمويل، فإن أصابع بعض المنسقين ومسؤولي بعض الأجهزة السابقين والحاليين واضحة فيه.

من جهته اعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ألا بصيص أمل في الأفق لتشكيل أي حكومة، لأنه طالما الأكثرية النيابية الحالية، والتي قوامها «حزب الله» و«التيار الوطني الحر» حاكمة ومتحكمة، فلا أمل يرجى في أي شيء، والحاضر المباشر، كما الماضي القريب والماضي الأبعد قليلا، خير دليل على ذلك.

الأنباء – عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.