رابطة اصدقاء كمال جنبلاط تتذكره: ما أحوجنا الى رجال دولة من أمثاله كلامه يحاكي الحاضر ويرسم خريطة للمستقبل
استذكرت “رابطة أصدقاء كمال جنبلاط”، في بيان “المعلم كمال جنبلاط، في ذكرى ولادته في 06/12/1917، ومسيرته المميزة ونضاله بالموقف والكلمة، ومحاولاته الاصلاحية الشاملة لكل المجالات السياسية والاجرائية والتشريعية والادارية والتربوية والاجتماعية والصحية والبيئية، ونقارن مع ما يعانيه لبنان ويكابده اللبنانيون اليوم، بعدما اوصلت الطبقة السياسية الحاكمة لبنان الى الافلاس والعزلة واللبنانيين الى العوز والفاقة والتسول. ونتساءل مع المتسائلين: ما أحوجنا اليوم الى رجال دولة من امثال كمال جنبلاط، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر”.
واغتنمت الرابطة “ذكرى ولادة المعلم لتلقي الضوء على بعض مواقفه وطروحاته: كلام من الماضي يحاكي الحاضر ويرسم خريطة الطريق للمستقبل.
كمال جنبلاط يتحسر على لبنان في عقد الستينيات، بحيث شاعت محاولات التخريب على التجربة الشهابية لبناء دولة الحداثة ويقول: “مسكين لبنان، لأن كمية التحايل موجودة فيه وربما اكثر من اي بلد آخر، نظرا الى سيطرة مختلف مركبات الضعف والخوف، ولان الادارة واجهزتها المختلفة لا تزال فاسدة وغير كفية. انني لم ار في حياتي دولة كهذه الدولة، فهي بدعة في مجال العلم الدستوري والسياسي، حيث النفوذ الظل هو دائما يحيط بك ويحاربك حتى لو كنت حاكما او وزيرا او نائبا، وحتى لو فعلت خيرا او اصلاحا لخوفه من ان تصبح قويا وشعبيا، فالويل للقوي في لبنان، اذا قرر وسعى الى التغيير، لا ليس هذا هو لبنان الذي نريد”
(المرجع: مقال لجريدة الانباء في 11/6/1964).
وفي موقع آخر وزمن سابق، اي في 25 حزيران 1960، كتب كمال جنبلاط: “عندما تضيق بنا فسحة الامل في هذا البلد، ونكاد نختنق من انعزالية ارباب الطوائف والاحزاب ومفاهيم الاوطان، يطيب لنا ان نسترسل ولو الى حين في ارجاء الخيال والحلم: نحن نحلم ونريد ان يحلم اللبنانيون معنا باننا تخلصنا من سلطة الكاهن والشيخ، ويتحرروا من مفاهيم المعتقدات الضيقة. نحلم بأن يزول كل تمييز بين اللبنانيين على اساس المعتقد والدين او المذهب في السياسة والاجتماع وفي الاقتصاد، وارتياد دور العلم وسواها من منافع الحضارة ومن اسباب العيش. نحلم بان تصبح هذه الدولة دولة مدنية. ونحلم بان تحل جميع المنظمات والهيئات الطائفية في لبنان لكي يعاد تشكيلها من جديد على اسس وطنية لا طائفية. نحلم بنظام للخدمة الاجتماعية والعسكرية يكون اجباريا لجميع المواطنين يصهر في الشعور والعيش الواحد الطوائف المناطق كافة، ويقيم بينهم روابط الاخوة والصداقة. نحلم بمرحلة نرى فيها لبنان وقد تحول الى دولة مدنية تحميه من التفكك والزوال. وهكذا نحافظ على الكيان وعلى ديمومة لبنان”.
وتابع البيان: “بهذا حلم كمال جنبلاط، ولكن العودة الى الواقع المرفوض صدمته على الدوام، وكان له مواقف جريئة منها:
ففي عهد الرئيس شارل حلو (1966 – 1970) انتقد كمال جنبلاط الطريقة المعتمدة لتطهير الموظفين في الادارة اللبنانية، وكتب: “كيف يليق بنا التفكير بتطهير سلك الموظفين والا نطهر سلك السياسيين، ونمنع اصحاب الرشوات المعروفين وارباب الفساد والثروات الحرام منهم ان يتولوا الحكم من جديد. اليس هم الذين افسدوا الموظف والدولة والمجتمع؟
اين قانون “من اين لك هذا؟” ليطهر هؤلاء اولا كما يجب ان يحصل ذلك؟ لماذا لم يعين وزير العدل قضاة للمحكمة الاستثنائية التي من صلاحياتها تنفيذ هذا القانون؟ لماذا لا يطلب رئيس الدولة، بصفته حامي الدستور والقانون من وزير العدل ان ينفذ قانونا لا يجور لأي سلطة ان تحول دون تنفيذه؟ اي عدل واي ضمير يجيز ملاحقة الصغار وترك الكبار من دون حساب ولا عقاب، واسترجاع مال الدولة المنهوب ومال الشعب من جيوبهم المكتنزة؟ ثم نقول لهم شرفونا مع فسادكم لتولي الوزارة والحكم من جديد”.
(المرجع: مقال لجريدة “الانباء” في 12/3/1966).
وفي بيان عن الاخطار الداخلية والخارجية، اعلن كمال جنبلاط عام 1958: “ها ان البلاد اليوم تواجه ازمة شاملة وخطرة تتعدى ازمة معارضة مع سلطة قائمة الى ازمة دستور ونظام، وازمة عهد. فالناس اصبحوا ينادون علنا بإسقاط فلان وفلان، والهياج بلغ اشده، ونظرا الى تمرسنا بقضية الانقلابات وبأجوائها، نعلم حق العلم أن الساعة قد تكون دقت للرحيل، اذا لم يتخذ رئيس الجمهورية وقائد الجيش الذي يحترمه اللبنانيون كافة التدابير اللازمة لمنع تفاقم الازمة وتخطيها حدود الاطاحة الحكومة الى اطاحة الرئاسة الاولى نفسها. على اننا نرى بعين الواقع ان على رئيس الدولة الاستجابة لمشيئة الشعب في النهاية، وان يعلن، قبل فوات الاوان، تشكيل حكومة جديدة تتمثل فيها شخصيات مخلصة ونزيهة يثق بها الشعب”.
وختم البيان: “هذا غيض من فيض ما تركه المعلم كمال جنبلاط للبنانيين لكي يتعظوا ويتخلوا عن الاهواء والمصالح الشخصية والفئوية ليبقى الكيان ويبقى الوطن، فهل يفعل ارباب السلطة السياسية فينقذوا انفسهم ولبنان؟
تحية محبة وتقدير لروح القائد القدوة شهيد لبنان والعروبة المعلم كمال جنبلاط. نحن دوما على عهد الوفاء لمبادئك وفكرك النير ومسيرتك التقدمية”.
Comments are closed.