بعد استقالة دياب.. الشارع يتوعّد السلطة “بدفنها”

سقطت حكومة حسان دياب على وقع الشارع الغاضب الذي رفضها منذ تشكيلها، بعد أشهر من معارضة سياساتها وانتقاد طريقة إدارتها لمختلف القضايا.

وجاء انفجار مرفأ بيروت، الذي وصف بـ”الجريمة الكبرى”، ليفرض واقعا جديدا دفع دياب للاستقالة، وفرض على القوى التي سمته التخلي عنه في اللحظات الأخيرة بعد ضغط هائل من الشارع، يضاف إلى الضغط الخارجي والضغط الإعلامي.

المتظاهرون الغاضبون من هول كارثة بيروت، عبروا بوضوح أن “هذه الاستقالة يجب أن يتبعها تغييرا جذريا في النظام السياسي على الفور”.

الشرعية سقطت عن المنظومة

وقالت حركة “لِحقي” السياسية إن “الشرعيّة سقطت عن كافة أركان المنظومة وحان الوقت لبناء نظام جديد عادل ومنحاز للناس”.

ولفتت في بيان عقب استقالة الحكومة إلى أن “حكومة دياب سقطت بعدما رفضها الشارع منذ تشكيلها، معلنةً بذلك فشلًا إضافيًّا لهذه المنظومة الحاكمة والفاشلة بكلّ أوجهها، من رئيس الجمهورية إلى مجلس النواب ومعهم أركان المحاصصة وأيّ حكومة يكلّفونها”.

وقال البيان “إنّ أيّ خطوة نحو المحاسبة والمساءلة وأيّ خطة لانتشال لبنان من أزماته المتعدّدة، تفرض إسقاط هذه المنظومة الفاقدة للشرعية واستلام الناس للسلطة”.


وطالبت “لِحقي”، الحركة البارزة منذ احتجاجات أكتوبر الماضي “بإجراء انتخابات نيابيّة لا تقودها وتشرف عليها هذه المنظومة”.

ورفضت “لِحقي” تشكيل “حكومة وحدة وطنية موحّدة حول حماية مصالح أركان المنظومة على حساب مصالح الناس، كما رفضت اي حكومة عسكرية”.

وشددت على أن “الحلّ الوحيد يتمثّل بحكومة انتقالية مستقلّة عن المنظومة، تستمدّ شرعيّتها من الناس، تؤسّس لمرحلة جديدة وتعيد الأمل بلبنان أفضل”.

وأكدت الحركة أنه “من اليوم فصاعدًا، نستكمل المواجهة لاسترداد مؤسّسات الدولة من قبل منظومة الحكم، ونستمرّ حتّى إسقاط رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب”.

سقوط حكومة الأقنعة والمستشارين

مجموعة المرصد الشعبي لمكافحة الفساد اعتبرت أن “حكومة الأقنعة والمستشارين.. التي حذرنا منها وحاولنا منع النواب من الحضور إلى المجلس ومنحها الثقة سقطت”.

واعتبر ناشطو المرصد الشعبي في بيان الثلاثاء أن “حكومة دياب شكلت لتمرير العاصفة الشعبية والاستمرار بمشاريعهم ومخططاتهم، حتى أنها مررت ما لم تستطع الحكومة التي سقطت قبلها من تمريره بالقمع وإزالة الخيم والتعسف بالتوقيفات”.

وبحسب المرصد فان حكومة دياب “حمت إجراءات المصارف التعسفية والمخالفة للقانون ونفذت سرقه العصر على أموال المودعين وتسعى لإعادة تمرير مشروع سد بسري بكل الطرق والأساليب”.

وأكد المرصد على وجوب تشكيل “حكومة ثورية من مستقلين مشهود لهم بنظافة الكف والاستقلالية والمواقف الجريئة، والأهم أن يكونوا من خارج الاصطفافات السابقة التي أنهكت البلد وبعيدا عن مصالح الحكومة بالسياسة والاقتصاد وغيرها”.

وطالبت مجموعات أخرى بمحاسبة كل من تسبب أو علم وسكت عن التفجير الكارثي في مرفأ بيروت وفتح التحقيق وصولا لأعلى الهرم حتى أسفله ومنع أي غطاء من أي نوع كان “لأن دماء المواطنين وما لحق بهم هو جريمة ضد الإنسانية والسعي للجوء إلى كل الطرق والأساليب المتاحة لمحاسبة المرتكبين والمقصرين والمتدخلين”.

ذكرى أسبوع .. في الشارع

وفي الشارع تستمر الدعوات للمشاركة بالاحتجاجات ضد السلطة برمتها لاستكمال الضغط على دياب.

ودعت مجموعات أخرى “اللبنانيين للاستمرار بالنضال والثورة والبقاء في الشوارع والساحات بغية تحقيق أهداف انتفاضة 17 أكتوبر تباعا وإعادة تشكيل السلطة ومواجهة حيتان المال والفساد والطائفية والمذهبية والارتهان للدول، ولتحقيق العدالة والمساواة والمواطنية المنشودة”.

وقالت مجموعة “منتشرين” إنه “بعد مرور أسبوع على تفجير بيروت ملتقانا أمام الساحة اليوم الثلاثاء الساعة الخامسة بعد الظهر لننفض الغبار عن عاصمتنا ونباشر بدفن السلطة”.

سلمان العنداري – سكاي نيوز عربية

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.