عون: الانتخابات غير متوافرة بسبب المال.. والأطراف السياسية تواصل حراكها كأنها حاصلة غداً

لافتة انتخابية على أحد جسور المشاة في بيروت تطالب بانتخاب النساء بمجلس النواب (محمود الطويل)

الترقب الانتخابي، سيد الموقف، فغدا الثلاثاء تنتهي مهلة تقديم الترشيحات لتبدأ مرحلة التحالفات، وقد شهد يوم أمس حركة انتخابية واسعة أبرزها خطاب رئيس «التيار الحر» جبران باسيل، واليوم يعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمرا صحافيا في عين التينة، عنوانه الانتخابات. فيما مهد نائب الأمين العام ل‍حزب الله الشيخ نعيم قاسم، لكل ذلك بالتأكيد على أن الانتخابات ستجرى في موعدها «وكل استعداداتنا تؤشر اننا من المهتمين بإنجاز هذا الاستحقاق في موعده، وسندخل إلى المجلس النيابي المقبل، بفضل تصويت الناس لنا وحصولنا على حضور وازن بفضل تمثيلنا الشعبي».

بالمقابل رأى النائب وائل أبوفاعور، عضو كتلة اللقاء الديموقراطي، أن كارثة لبنان الكبرى كانت باتفاق مار مخايل بين حزب الله والتيار الحر والذي عني في حقيقته تسليم لبنان إلى إيران لقاء إرضاء جشع التيار الحر الرئاسي والسلطوي، والذي تحقق بانتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية، لافتا الى أن رئاسة ميشال عون في هزيعها الأخير، وتسليم لبنان إلى إيران لن يكون.

لكن الرئيس عون فاجأ زواره بالقول: «إن الاستحقاق الانتخابي غير متوافر، لأن المال غير متوافر بعد».

بدوره، النائب السابق فارس سعيد غرد مستبعدا أن تكون القرطاسية سببا كافيا لتأجيل الانتخابات، لكن الحرب الإقليمية ممكنة، وأضاف: حمى الله لبنان. وفي تغريدة ثانية بدا فيها عازفا عن خوض الانتخابات، حيث قال: ما بقى تحرز.. سأبقى حرا، داعيا اللبنانيين إلى شد الأحزمة بعد إطلاق الصواريخ الإيرانية على القنصلية الأميركية في أربيل.

عمليا، المخاوف من أحداث طارئة يمكن أن تطيح بهذه الانتخابات ليست جديدة، لكنها اكتسبت مؤخرا بعض الزخم، بفعل تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا واحتمالات توسعها، وقد جاء القصف الصاروخي الباليستي على القنصلية الأميركية في أربيل – العراق واتهام واشنطن لطهران كمصدر لهذه الصواريخ ليعزز مثل هذه المخاوف اللبنانية، خصوصا بعد استنفار حزب الله في الجنوب، والبقاع الشمالي، بالتزامن مع تحركات إسرائيلية في الشمال الفلسطيني.

تضاف إلى ذلك حاجة أوروبا الملحة الى الغاز والنفط، وهذا يفرض على لبنان حسم خياره بالنسبة للعرض – «الصفقة» الذي تقدم به الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وطلب الجواب عليه في أسرع وقت إما بالقبول أو بالرفض المعلل الأسباب، بعد الحرص الأميركي على ألا يكون هناك أي تواصل مباشر بين لبنان وإسرائيل، ما يراعي استبعاد إشكالية التطبيع التي تقلق حزب الله.

ويضاف إلى كل هذه العوامل العامل الداخلي السياسي والعملي، ففي الجانب السياسي يدرك التيار الوطني الحر أنه خاسر في الانتخابات، حتى لو استعاد مقاعده، لأن فوزه سيكون لحزب الله الذي وفر له خشبة الإنقاذ، أما في الجانب العملي، فهذه الانتخابات مازالت تفتقد مستلزماتها البديهية، كالمطبوعات وحبر البصمات وأوراق «لوائح الشطب» والكهرباء والحواسيب التي لم تتوافر لها الاعتمادات المالية، وموظفي الدولة الذين يديرون العملية الانتخابية في مراكز الاقتراع هم اليوم في حالة إضراب غير معلن، من خلال امتناعهم عن الالتحاق بأعمالهم بسبب أكلاف الانتقال، كما حال المدرسين وأساتذة الجامعة اللبنانية، بينما قضاة هيئة الإشراف على الانتخابات في حالة اعتكاف بسبب فقدان المحروقات من بنزين ومازوت.

لكن الأطراف المشاركة بالانتخابات مستمرة في حراكها بتأن وحذر على قاعدة اعمل الانتخابات وكأنها ستجري غدا، وتعامل مع تأجيلها كما لو انها لن تحصل أبدا.

الانباء – عمر حبنجر

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.