أنباء عن إنقاذ 200 لبناني في إيطاليا.. وعون يُقرر التصدي لمعرقلي تشكيل الحكومة

رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعقيلته مي خلال مشاركتهما في حفل استقبال أقامه الرئيس الاميركي جو بايدن وعقيلته جيل في “متحف التاريخ الاميركي” على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة

تحولت مراكب المهاجرين غير الشرعيين من لبنان إلى منصات انتحار جماعية لأناس متعددي الجنسيات، تجمعهم المعاناة مع الفاقة والعوز، في بلد بات أشبه بسفينة بلا قبطان ولا مرساة.

ضحايا عبارات الموت ملأت البحر المتوسط، ولن تنفعهم أو تنفع ذويهم دموع تماسيح السياسة، ولا النائحين في مجالس العزاء، فالضحايا لا يعوضون بحفنة من الليرات، بل بإصلاحات تنقذ وطنا مهددا بالغرق التام، على أن يبدأ شطف الدرج من فوق، تحقيقا المرتجى.

الهرب من الموت جوعا، أو مرضا، إلى الموت غرقا، هذا كان مصير قارب الموت الذي شهد نهايته في مياه ساحل طرطوس السورية، كما كان مصير ركاب المركب الذي غرق في مياه ميناء طرابلس في أبريل الماضي، وتعذر رفع جثامين ركابه من داخله في قعر البحر، رغم الاستعانة بغواصة مؤهلة لسبر الأعماق.

حصيلة ضحايا القارب بلغت عشرات من الضحايا، كانت كبيرة، حيث قضت عائلة من آل المانع من باب الرمل، مؤلفة من أب وأم وطفلين، كما قضى شخص من المنطقة عينها يدعى مصطفى مستو مع اثنين من أولاده، وغرق أشخاص من المنية ومن بلدة القرقف.

قيادة الجيش أعلنت عن توقيف شخصين متورطين بقضية القارب ممن ينظمون هذه الرحلات لمن ضاقت بهم سبل العيش، فيما سادت أجواء غضب عارم في عاصمة الشمال رافقها إطلاق نار في الهواء في باب التبانة واشتباكات في المدينة تراجعت بعد الظهر مع بدء وصول جثامين الغارقين من سورية حيث شيعت بلدة قرقف ـ عكار الطفلتين ماي ومايا التلاوي.

في هذا الوقت، تواترت معلومات حول إنقاذ سفينة ألمانية لـ 348 شخصا، بينهم 200 لبناني، وصلوا فجرا إلى ميناء «تارنكو» في إيطاليا.
نائب طرابلس اللواء اشرف ريفي حمل المنظومة مسؤولية استمرار مراكب الموت، وتوجه إلى كل المسؤولين، لافتا إلى حالة اليأس التي تدفع المواطن للمغامرة بنفسه وبعائلته بحثا عن أمل، وقال: المفروض ان نعيد الأمل إلى الناس، لأنه لا يمكن أن نمنع هذه الظاهرة إذا لم نعط الأمل للناس بحياة كريمة.

على المستوى الحكومي، ذكرت إذاعة «لبنان الحر» ان الرئيس ميشال عون قرر التصدي لمعرقلي تشكيل الحكومة، والمقصود رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، حتى آخر يوم من ولايته الرئاسية، حيث سيصدر مرسوما بقبول استقالة حكومة تصريف الأعمال، وهو مرسوم يصدر عادة يوم صدور مرسوم تأليف الحكومة الجديدة، لكنه سيصدره من دون تشكيل حكومة، وفي هذا الحال تصبح حكومة ميقاتي الحالية غير مكلفة بتصريف الأعمال، وبالتالي تفقد شرعيتها، ولا يعود من حق أي وزير تصريف الأعمال، ما يعني تعطيل السلطة التنفيذية تماما، ما قد يجبر مناوئيه على الإتيان إلى بعبدا وإبلاغه الموافقة على أي حكومة تحظى بقبوله.. عندها يوقع مرسوم تشكيلها.

لكن الرئيس ميقاتي اعرب عن أمله بالتوصل لاتفاق مع رئيس الجمهورية حول تشكيل الحكومة الجديدة خلال الاجتماعات التي ستجمعهما خلال هذا الأسبوع، موضحا أن الأمر لا يحتاج إلى الكثير من النقاش، والبلد بحاجة إلى حكومة لتستطيع التصدي قدر المستطاع للمشكلات التي تعاني منها البلاد، معبرا عن أمله بالتعاون مع مجلس النواب أن يتصدى لبنان لكل هذه المشكلات.

وأضاف ميقاتي، في تصريحات إعلامية له خلال مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك، أن كل اللقاءات التي عقدها في نيويورك تضمنت شرحا للوضع في لبنان والصعوبات التي يواجهها في كل القطاعات، موضحا أن في طليعة الاستحقاقات الداهمة انتخابات رئاسة الجمهورية ووجوب إجرائها في الموعد المحدد، موضحا أنه ركز خلال اللقاءات على أهمية هذا الاستحقاق، كما طلب دعم المسؤولين بالاتصالات لإتمام هذا الاستحقاق.

مصادر «قواتية» قالت ان حزب الله لا يريد أن يترك حليفه الأساسي الرئيس عون في آخر أيام عهده، إنما يسعى لخروج مشرف له من السلطة، ولهذا يريد منحه حكومة جديدة، وفق موقع «ليبانون فايلز».

في هذه الأثناء، سجل رئيس تيار المردة سليمان فرنجية اسمه كأول المشاركين في السباق الرئاسي إلى بعبدا، عبر شرح غير مباشر لبرنامجه السياسي، من خلال برنامج «صار الوقت» من قناة «إم تي ڤي» مساء الخميس، متحدثا بوضوح عن تطلعاته وعن العقبات التي تواجهه.

فرنجية استهل برفضه الرد على رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي قال في تصريح لنايلة تويني (النهار البيروتية) انه يرفض انتخاب فرنجية رئيسا.

ومما قاله باسيل إن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لم يطلب التصويت لفرنجية «لأنه يعلم بأنه لا يمون علي بشيء غير مقتنع به، لقد مان علي بحالي، وهل هناك اكثر من العقوبات (الأميركية)؟ من دون ما يمون ومن دون ما يطلب عملتهم عن قناعة».

واضاف فرنجية: لقد أدلى باسيل بهذا الكلام لأرد عليه، لكني لن أفعل، وأنا متفائل رئاسيا بحظوظي اكثر من المرة الماضية، كون فريق 8 آذار سيذهب إلى مجلس النواب بمرشح واحد.

وزير الداخلية السابق مروان شربل أسف لأن اللبنانيين اعتادوا الوصاية الخارجية منذ رحيل الوصاية السورية عام 2005، حتى باتوا عاجزين عن تأليف حكومة أو انتخاب رئيس أو تعيين ناطور عمارة دون الاستعانة بالخارج، وأخشى أن يعاد الدخول إلى لبنان من الخارج، وبدلا من قوات الردع السورية، قوات ردع أجنبية هذه المرة!

وقال شربل ردا على سؤال لإذاعة «صوت كل لبنان»: يضعوننا أمام خيار من اثنين: إما الموت جوعا، أو عليكم معرفة كيفية التعاطي مع إسرائيل!

شربل قال ردا على سؤال انه لن يعلن ترشحه لرئاسة الجمهورية، أما إذا جرى اختياره للرئاسة فهو جاهز بالعقلية التي هو عليها، وشرط ان يختاره مجلس النواب وليس الخارج.

الانباء ـ عمر حبنجر

مسؤولية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

مواضيع تهمك

Comments are closed.