مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 5 آذار 2022
* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
طوابير العسكر في القرم الاوروبي وبلاد الروس والأوكران وطوابير السيارات والذل امام محطات البنزين والمحروقات في لبنان حيث لا حسيب ولا رقيب على مخزون الوقود لدى المحطات.
الحرب في جنوب شرق اوروبا تتصاعد ولا أفق للحل حتى الآن ولهيبها يلفح أوروبا برمتها إن على المستوى الميداني أو في المجالات السياسية والاقتصادية والمعيشية التي يشعر بارتداداتها السلبية والمريبة مجمل شعوب الدول الشرق اوسطية المتاخمة لأوروبا وضمنها لبنان، لبنان حيث يحاول المسؤولون المعنيون بتأمين المواد الغذائية الاساسية العمل لمنع أي نقص فيها ولضمان توافرها وضمان الأمن الغذائي ككل، إضافة الى الحزم في منع الاحتكارات وهو ما نتج من قرارات في جلسة مجلس الوزراء أمس، بالتوازي مع توضيح الموقف اللبناني في الامم المتحدة حيال روسيا واوكرانيا.
تداعيات العمليات العسكرية في الميدان الاوكراني بدأت بالظهور اقتصاديا على مستوى ارتفاع اسعار الغاز والنفط وكذلك في مجال نقل القمح وغيره من المواد الغذائية الى لبنان كما الى دول أخرى. ويضاف هذا الواقع الصعب الى العيشة المذلة التي يعاني منها غالبية اللبنانين منذ عامين وحتى الآن. وها هي طوابير الذل تعود على الطرق المؤدية الى محطات البنزين، فيما وزير الثقافة محمد المرتضى عبر “تويتر” يؤكد أن لا أزمة بنزين وهناك محاولات لافتعال أزمة وإدخال الناس في حالة هلع. البواخر في البحر محملة بالمادة والتفريغ الثلاثاء على أبعد حد. محاولة بائسة من بعض التجار الجشعين “لأكل لحم” المواطنين اللبنانيين. معالي وزير الطاقة بالمرصاد. في أي حال وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام يكون معنا عبر شاشة تلفزيون لبنان مباشرة بعد مقدمة هذه النشرة.
وفيما تبقى الانتخابات النيابية الطريق الوحيد من أجل محاولة تغيير الواقع السياسي- الاداري- الاقتصادي في لبنان نحو الأفضل دخلت البلاد في مدار هذا الاستحقاق الدستوري الآتي وكأنه حاصل هذا الاستحقاق- هذه المرة- يتخذ طابع المعركة أكثر من أي فترة مضت، خصوصا بعد الذي حصل في 17 تشرين 2019 وما تبعها من تطورات في كل المجالات وبالتالي مع ما يمكن للقوى السياسية الموجودة في السلطات أن تنتهجه في هذه المنافسة الديمقراطية من أجل تعويض تراجعاتها النسبية شعبيا.
في المدار إعلان الترشيحات انطلق وإن في شكل بطيء لكن منسوب المواقف ارتفع لدى جميع الأفرقاء بمن فيهم القوى السياسية التقليدية والمعارضة والحراك. وخروج تيار المستقبل كحزب من الشوط زاد من الحركية العامة للمنافسات، وهناك مسافة ثلاثين يوما كمهلة لبلورة اللوائح وتسجيلها قبل أن تقفل وزارة الداخلية مهلة التسجيل نهاية يوم الرابع من نيسان أي قبل أربعين يوما من الانتخابات البرلمانية المحددة في الخامس عشر من أيار.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
الحرب الروسية على أوكرانيا مستمرة في يومها العاشر. روسيا وأوكرانيا تبادلتا الاتهامات اليوم السبت في شأن الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية.
وفيما الوساطات لم تفلح في تحقيق أي تقدم، فإن الحرب الإقتصادية تهدد بتداعيات خطيرة وفق ما أعلن صندوق النقد الدولي الذي حذر من تداعيات اقتصادية “مدمرة” بسبب تصعيد النزاع في أوكرانيا. في المقابل وزارة الخارجية الروسية تتوعد بإجراءات قاسية ضد لندن ردا على “هيستيريا العقوبات”.
في الملف النووي الإيراني، قالت إيران اليوم السبت إنها اتفقت على خارطة طريق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة لحل القضايا العالقة وهو ما قد يسهم في إحياء الاتفاق النووي لكن المحادثات قد تنهار بسبب المطالب التي تريدها روسيا من الولايات المتحدة.
لبنانيا، الحرب الروسية على أوكرانيا، بدأت تداعياتـها تظهر على بعض القطاعات في لبنان.
قطاع النفط وبعض المواد الغذائية الذي “احترف” الإحتكار، وتدرب عليه على مدى السنتين الماضيتين، يقدم اليوم “عروضا جديدة” من مسرحية إخفاء مواد قد تتأثر بالحرب المندلعة:
محطات رفعت خراطيمها وسوبرماركت باشرت بإخفاء السلع التي يمكن أن تتأثر، عن رفوفها، ويمكن أن يلحظ المواطن حركة داخل السوبرماركت هذه الليلة لتشغيل العمال OVER TIME لاخفاء البضائع عن الرفوف وتحميل المستهلكين مسؤولية فقدان بعض السلع لأنهم تهافتوا عليها. في الموازاة يبدو أن شغل الـ OVER TIME بدأ في وزارة الإقتصاد ومصلحة حماية المستهلك لمنع التمادي في إخفاء السلع والذي يبدو أنه بدأ حيث حذرت وزارة الإقتصاد بعض السوبرماركت التي لديها أكثر من فرع في أكثر من منطقة، من أخفاء سلع معينة بعد انتشار فيديوهات تظهر عملية إخفاء هذه السلع عن الرفوف. كما دهمت فرق الوزارة بعض المطاحن التي كانت باشرت ممارسة هواياتها في إخفاء الطحين.
البداية من رفع خراطيم المحطات: تتعدد الأسباب وإذلال المواطن واحد.
********************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
على خطين متوازيين تواصل موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا. الخط الأول تواصل خلاله تقدمها نحو المدن الرئيسية وتحاصر أخرى لاسيما العاصمة كييف وخاركيف وماريوبول التي تشكل عند السيطرة عليها همزة وصل ونقطة لقاء للقوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم مع القوات الإنفصالية والروسية في دونباس. على الخط الثاني أعلنت وزارة الدفاع الروسية وقفا لإطلاق النار لفتح ممرات آمنة تسمح لخروج المدنيين من بعض المدن التي شهدت كارثة إنسانية بسبب إنعدام وجود مقومات الحياة الأسياسية.
وبين الخطين أعلن البنتاغون إطلاق خط ساخن مع نظيرته الروسية للجوء إليه في الحالات الطارئة وتفادي وقوع أية حوادث عرضية خلال العملية الروسية في أوكرانيا. هذ الخط الساخن وبالرغم من دلالاته إلا أنه لم يبرد حماوة الصراع الدبلوماسي الجاري بين واشنطن وموسكو في أروقة الأمم المتحدة حيث تحاول الإدارة الأميركية حشد موقف يدين العملية العسكرية الروسية تارة عبر مجلس الأمن وأخرى عبر الجمعية العامة.
وعلى الأجندة الأممية إجتماع الإثنين المقبل لمجلس الأمن تحت عنوان الوضع الإنساني في أوكرانيا تليه مشاورات مغلقة لمناقشة مشروع قرار يدعو إلى إنهاء الأعمال العدائية وتدفق المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.
اما على الاجندة اللبنانية فألف ملف وملف لا تبدأ بالوضع الاقتصادي والاستشفائي والطاقة ولا تنتهي بامنه الغذائي بعدما استجدت ازمة طحين سببتها الازمة الاوكرانية الروسية وهو ما سيستدعي تقنينا في الطحين واستخدامه فقط للخبز وفق ما صرح وزير الصناعة فيما مخاوف تتصاعد من العودة الى مشهد الطوابير امام محطات المحروقات التي بدأت بالظهور في بعض المناطق فهل هناك محاولات لإفتعال أزمة وإدخال الناس في حالة هلع وفق ما أكد وزير الثقافة محمد وسام المرتضى مؤكدا في هذا الشأن أن البواخر في البحر والتفريغ الإثنين أو الثلاثاء.
اما الملف الانساني المتصل بلبنانيي اوكرانيا فقد وصل الى رومانيا 250 لبنانيا من كييف فيما سيعقد في وزارة التربية اجتماعا مخصصا لطلاب لبنان في اوكرانيا . هذه التدابير وان جاءت على ايقاع ان تأتي متأخرا خير من لا تاتي ابدا فلا يمكن ان تنطبق على امن اللبنانيين جميعا في غذائهم اليومي.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
على مسافة عشرة أيام من إقفال باب الترشيحات، ثلاث ملاحظات يمكن تسجيلها حول المشهد الانتخابي:
الملاحظة الأولى، غياب العنوان السياسي الواضح الذي يدعى الناخبون في مختلف الدوائر إلى التصويت على أساسه. فعام 2005، كان الخيار محددا بين فريق يسعى الى تمديد الهيمنة الداخلية بعد الانسحاب السوري من خلال التحالف الرباعي، وفريق عائد إلى الحياة السياسية من بوابة السيادة والشراكة. وعام 2009، ظل الخيار المطروح هو إياه، مع تبدل في التحالفات بعد توقيع التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وسنة 2018، فدعي اللبنانيون إلى التصويت مع الانطلاقة الميثاقية الجديدة أم ضدها. أما عام 2022، فحابل الخيارات مخلوط بنابلها: فلا المشاريع السياسية هي الأساس ولا الخطط الاقتصادية، ولا قدم أي مشروع بديل عن المشاريع المتنافسة أساسا منذ عام 2005.
الملاحظة الثانية، الترجمة الضعيفة سياسيا وانتخابيا، أقله حتى الآن، للحركة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين الاول 2019، ويدل الى ذلك غياب اللوائح الموحدة للقوى والشخصيات المنبثقة حقيقة عن الثورة او الانتفاضة او الحراك، لمصلحة الاطراف المتسلقة، المكشوفة من الرأي العام.
أما الملاحظة الثالثة، فظاهرة النواب المستقيلين والورثة السياسيين العابرة للدوائر والمنقلبة على الخيارات المعتمدة من قبلها حتى أمس القريب. فهذا مثلا، يرفع شعار رفض الإقطاع والتوريث، وهو بنفسه ونهجه إقطاعي ووريث. وذاك ينادي بنزع الشرعية الشعبية عن رأسي مشروع حزب الله في دائرته، وفق وصفه، فيما كان هو شخصيا حليف أحد الرأسين المقصودين وعضوا في كتلته قبل أربع سنوات، بينما حليفه اللصيق يمثل نهجا عائليا يزايد في السيادة ومناهضة حزب الله، فيما كان عام 2018، على لائحة واحدة مع تيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي… وهذا طبعا في الماضي القريب، وحتى لا نعود الى الماضي الأبعد الحافل بالزحف والتبعية والفساد.
وقبل الدخول في تفاصيل الأخبار، ومنها اليوم مصير الميغاسنتر، واضراب المعلمين والتطورات الاوكرانية والايرانية، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. تذكروا مثلا، انو بعد ال1990، في ناس نفيت وسجنت واضطهدت، وفي ناس عينت نواب وتسلمت مناصب ونالت مغانم وكوفئت بمناصب، من ال1991، مرورا بال1996، ووصولا لل2016. وما تنسوا ابدا، انو يللي زايد مبارح برفض الوصاية السورية، كان تابع لهالوصاية، ويللي عم يرفع اليوم شعار رفض السلاح، كان حليف هالسلاح، ويللي يطرح حالو مشروع تغيير نقيض للطبقة السياسية، هو ركن مؤسس من أركان هالطبقة أبا عن جد، ومن دون ما نكون عم نقصد بهالمجال شحض او طرف محدد، لأنن معروفين. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
“كل العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا تجري وفق المخطط لها، والجيش الروسي سيحقق كل اهدافه”. هذا ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فهل ما قاله يعكس الواقع على الارض؟ في اليوم العاشر للحرب على اوكرانيا تبدو الحقيقة مغايرة عما يقوله الرئيس الروسي. فبوتين والجيش الروسي في مأزق. فهما اذا تراجعا بأي طريقة من الطرق خسرا. واذا استمرت حال المراوحة والاستنزاف فانهما خاسران ايضا. اما اذا قرر بوتين ان يسير بخياره العسكري حتى النهاية، ومهما كان الثمن، فانه قد يربح الحرب وقد لا يربحها، وهو في الحالين سيرتب على روسيا خسائر اقتصادية وسياسية وديبلوماسية، كانت موسكو في غنى عنها لولا المغامرة غير المحسوبة للقيصر الجديد.
وفي اليوميات العسكرية تأكيدات من مصادر استخباراتية غربية ان القصف الروسي لاوكرانيا سيزداد ويقوى في الايام المقبلة، لكن من دون ان يصل الامر الى حد المواجهة بين روسيا والناتو. فالخطوط الحمر رسمت بين حلف شمال الاطلسي وروسيا. وابرز قاعدة من قواعد الاشتباك، تقضي بعدم فرض الناتو منطقة حظر جوي، وذلك لتجنب الحرب الشاملة. وهذا الامر بالذات اثار غضب الرئيس الاوكراني الذي اعلن ان قرار الناتو اعطى الضوء الاخضر لمواصلة قصف المدن والقرى الاوكرانية. كل هذا يعني ان الحرب على اوكرانيا طويلة، الا اذا حققت الجولة الجديدة من المفاوضات نتائج عملية، تبدو بعيدة المنال حتى الآن.
محليا، حرب اوكرانيا بدأت تظهر نتائجها الكارثية. فطوابير الذل عادت امام محطات المحروقات، خصوصا بعد كلام لممثل موزعي المحروقات، اكد فيه ان مخزون المحروقات يكفي لاربعة او خمسة ايام فقط. فاين كان المسؤولون اللبنانيون منذ شهر الى اليوم؟ ان الحرب بين روسيا واوكرانيا لم تندلع بين ليلة وضحاها، وبالتالي لم لم تفكر وزارة الطاقة بخطة استباقية لتجنيب لبنان ذيول النقص في المحروقات؟ في المقابل اعلنت وزارة الاقتصاد ان مخزون القمح يكفي لشهر ونصف الشهر، وان ما من سبب يدعو المواطنين الى التهافت لشراء وتخزين البضائع. فهل يصدق المواطن “الملوع” من الدولة تأكيدات وزارة الاقتصاد؟ وهل لدى الحكومة خطة بديلة للاستيراد، في حال بقي الوضع في اوكرانيا على ما هو عليه؟
سياسيا، لا صوت يعلو فوق صوت الميغاسنتر، والجميع في انتظار ما ستعلنه اللجنة الوزراية الثلثاء وما سيقرره مجلس الوزراء الخميس. لكن السؤال يبقى: لماذا هذه الصحوة المتأخرة على اهمية الميغاسنتر؟ وهل اثارة الموضوع مجددا، هي لتحقيق اصلاح انتخابي قبل شهرين من الاستحقاق، ام لخلق ذريعة لتأجيل الانتخابات في حال ساعدت الظروف على ذلك؟ مهما يكن التنبه مطلوب، خصوصا ان اركان المنظومة لن يعدموا وسيلة في سبيل تأجيل الاستحقاق المر عليهم. اما انتم ايها اللبنانيون فلا تفوتوا الموعد في الخامس عشر من ايار، وعند ساعة الاقتراع اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
حتى لا يتغير علينا المشهد، عاد صيف الطوابير الحار الى محطات البنزين في موسم الشتاء، وانهمرت السيارات الى حجز دورها، وهي تبعد عن الخراطيم مسافات طويلة. تعددت الاسباب والنقص واحد. فمن ارتفاع النفط عالميا بسبب الحرب في اوكرانيا، الى تقنين الشركات المستوردة في تسليم المادة للمحطات، وصولا الى تصريحات تدق ناقوس النفط وتهدد بالإقفال بحلول هذا المساء. وهذه الخلطة مجتمعة، أحدثت هلعا لدى المواطنين الذين تدافعوا كل في اتجاه، من تعبئة البنزين والمازوت، الى تخزين الزيت، ومطاردة أكياس الطحين تحسبا للأيام السود.
وفي نفط الباطن، فإن الاتفاق السياسي على ترسيم الحدود البحرية أصبح أكثر باطنية، ويحتفظ بسره الرؤساء الثلاثة وحزب الله، ورابعهما الوسيط الأميركي آموس هوكشتين. لكن السر لم يعد في بئر نفي بعدما جرى التنقيب عن بنود الاتفاق، واستخرجت منه خرائط مذلة تغطس عميقا ثم تتعرج، تتمايل على هوف وتتحايل على قانا، وليس واضحا منها سوى أن الرؤساء شركاء، وأن حزب الله ذا اليد الطائلة بحرا وبرا، جلس على الحياد ظاهريا، لكنه وافق على التسوية ضمنا، وأوكل إلى نوابه إبراز الاعتراض إعلاميا. وقد وقع تلزيم هذه المواقف على رئيس الكتلة محمد رعد الذي قال: لا يعنينا في كل ما يجري الحديث عنه في موضع الترسيم سوى التسلل التطبيعي، والاستفادة من الترسيم من أجل بداية أخذ ورد مع العدو الإسرائيلي، فالوسيط الأميركي يحاول أن يسوق ذلك من خلال أطروحاته، ويؤكد كلام رعد أن الحزب لن يتدخل في مسألة السيادة أو الحقوق، وتاليا في تحديد الخطوط للتنقيب عن الثروة النفطية.
وعلى هذا الخط الفاصل بين حق لبنان والتطبيع، فإن ملف ترسيم الحدود عهد به الى لجنة تقنية فنية، أبرز فنونها أن مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي سيكون ولي عهدها، مع شخصيات اخرى من رئاسة الحكومة وعدد من الوزارات، ولن تكون من ضمنها وزارة الأشغال التي يشغلها علي حمية وزير حزب الله، فيما رفض الرئيس نبيه بري تسمية ممثل إلى اللجنة، لإدراكه أن الامر اصبح تحصيلا حاصلا. وبتبؤ جريصاتي مهام الامور التقنية في لجنة الترسيم، فإنه سيختم العلم السياسي والدستوري والقضائي والمصرفي بشهادات عليا مع انتهاء العهد، ويتوج مسيرته بدكتوراه بحرية، غير ان اللجنة بفنييها وخبرائها المعينين لصقا ستضيع وقتها وتهدر ايامها في بحث مفروغ منه، وعليه ستكون مجرد لجنة ديكور لغطاء سياسي.
*********************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
في مرحلة من الارتباك السياسي وتكبد الخسائر المتلاحقة في المنطقة، تحاول واشنطن تصفية الحسابات في ساحات كأوكرانيا فتشغل نصف الكرة الارضية ويمكن ان تشعلها كلها..
ومع تجربة جديدة لسلاح العقوبات ضد موسكو لا يبدو ان النتائج تسير كما تشتهي الادارة الاميركية وحلفاؤها الاوروبيون بعدما قرأت روسيا جيدا في تجارب العقوبات السابقة فاحكمت الاستعداد وجهزت للتصدي ودفع اسوأ النتائج. ولكن، ماذا بعدما جرب الغرب خلال الايام العشرة الاولى للعملية الروسية في اوكرانيا معظم وسائل الضغط، حيث ظهر الروس اكثر تحكما بالادارة العسكرية، واعترف اعداؤهم قبل حلفائهم بان الجيش الروسي لم يستخدم كثيرا من قوته ولا من اساليبه المعتادة وغير المعتادة لتحقيق اهداف معلنة سياسيا وعسكريا من هذه العملية..
في وقائع يوم السبت، فتحت القوات الروسية ممرات آمنة لخروج المدنيين من ماريوبول ومناطق اخرى مطلة على بحر آزوف الجنوبي، ما يؤكد ان الانتشار الروسي في هذا الطوق الجغرافي يتحكم بالجبهة الجنوبية ويفرض تاثيرا كبيرا في المفاوضات الجارية..
على سكة التفاوض في فيينا، تقترب محادثات الاتفاق النووي مع ايران من نهائياتها بحسب تصريحات اطرافها جميعا. وعلى عكس التعقيدات في الملف الاوكراني، تبدو الانفراجات واسعة وسريعة على خط طهران – فيينا، وبعد احد عشر شهرا من المحادثات فرضت ايران خياراتها وشروطها واحترام خطوطها الحمراء في سبيل حماية حقوقها مستقبلا بمواجهة مزاجية الادارات الاميركية المتعاقبة.
وفي تعداد الخاسرين من العودة الاميركية الى الاتفاق النووي يتفوق الكيان الصهيوني بحجم الصراخ والعويل ، ويسود في تل ابيب الاعتراف بأن ما كان ينقص الكيان العبري الا الازمة الاوكرانية لافقاده خيارات الرد على انواعها..
لبنانيا، ووسط التحولات الاقليمية والتطورات الدولية ماذا يمكن ان نقول عن وضع بلدنا، حيث يقحمه البعض في سم الخياط الاميركي عنوة عن المصالح الوطنية ومقابل صفر نتائج داخلية، وكل ذلك على وقع مواصلة تجار الازمات لعبتهم الخبيثة بالاحتكار وتجديد الطوابير امام المحطات بتصريحات ومواقف غير مسؤولة، تتزامن مع محاولات اميركية لربط نفط لبنان بمسار التطبيع، وهو ما تحدث عنه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في معرض اشارته الى مساعي الوسيط الاميركي لتسويق هذا الامر.
Comments are closed.