كلما اصطفت الكواكب ظهر الباحث الهولندي.. هل الزلازل على الأبواب؟

بينما يعتبر عشاق الفلك اقتران الكواكب ظاهرة عنوانها “السحر والجمال”، فإنها عند راصد الزلازل الهولندي فرانك هوغربيتس مدعاة للرعب والخوف.

وأصبحت طلة هوغربيتس عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي معتادة قبل أي اقتران للكواكب، للتحذير من حدوث زلازل.

ووافقت توقعاته الواقع في مرات قليلة للغاية، وأخفقت في مرات أكثر، ومع ذلك، تجد منشوراته رواجا مستمرا منذ عامين.

وبعد زلزال تركيا الشهير في 6 فبراير/ شباط 2023، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تدوينة كتبها هوغربيتس قبل الزلزال، يحذر فيها من وقوع هزة أرضية “لم يحدد شدتها أو موقعها”، بسبب اصطفاف الكواكب، واعتبروا وقوع الزلزال تأكيدا لصحة نظريته.

تقوم نظريته على أن “جاذبية كواكب المجموعة الشمسية في حالة الاقتران بإمكانها تغيير سرعة دوران الأرض، ما يؤدي إلى تغييرات في سرعة الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية، وبالتالي اصطدامها أو ابتعادها أو اندساسها، ما يسبب حدوث الزلزال”.

ورغم إخفاقه في الربط بين اقتران الكواكب وحدوث الزلازل في مناسبات عدة، إذ لم يحدث زلزال في بعض الاقترانات، أو حدث زلزال في أوقات أخرى لا يتزامن معها أي اقتران، فإن تدوينة فبراير 2023 ما زالت تعطي زخما كبيرا لمنشوراته.

وتدور أحدث منشورات هوغربيتس حول أن شهري يناير/ كانون الأول وفبراير/ شباط من العام الجاري سيشهدان 4 اقترانات كوكبية، تبدأ غد في 21 يناير/ كانون الثاني باصطفاف 6 كواكب، وتنتهي في 24 فبراير/ شباط باقتران وصفه بالأهم بين عطارد والأرض والمريخ، والذي قد يتسبب في حدوث هزات أرضية، وقد حدد يوم 27 من الشهر نفسه كموعد مرجح للاستجابة الزلزالية.

ومع تأكيده أهمية اقتران 24 فبراير/ شباط، عاد هوغربيتس وأمسك العصا من المنتصف عندما تحدث عن الأماكن المرشحة لحدوث زلازل، حيث قال: ” الشرق الأوسط، يجب أن يكون في حالة تأهب إضافي في الأسبوع المقبل على أي حال”، ما يعطيه مساحة زمنية تمتد من بعد اقتران 21 يناير حتى 27 فبراير، بحيث يُعتبر حدوث أي زلزال خلال هذه الفترة تأكيدا لنظريته.

ويقول د. شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ”العين الإخبارية”: “يوميا نرصد زلازل حول العالم تتفاوت في قوتها، ووقوع أي زلزال لا علاقة له بحركة الكواكب، لأن قوة جاذبية الكواكب أضعف بكثير من القوى التكتونية التي تسبب الزلازل”.

وأوضح الهادي أن “القوى التكتونية تنتج من حركة الصفائح التكتونية في القشرة الأرضية وتصادمها أو انزلاقها على خطوط الصدع المتشكلة على حواف الصفائح نتيجة الحركة الذاتية داخل الأرض”.

وأضاف أن “الربط بين اقتران الكواكب والزلازل ليس نظرية جديدة، فقد تحدث عنها آخرون قبل هوغربيتس ولم يتمكنوا من إثبات صحتها، فلماذا يعاد الحديث عنها بهذه القوة الآن؟”.

ومن أبرز من تحدثوا عن هذه الفكرة “جون جريبين” و”ستيفن بالجمان” في كتابهما “تأثير المشتري” عام 1974، حيث زعما أن اصطفاف كواكب عطارد والزهرة والأرض والمريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون وبلوتو على نفس الجانب من الشمس في 10 مارس/ آذار 1982 سيحدث زلزالا كبيرا في صدع “سان أندرياس” بولاية كاليفورنيا، لكن توقعاتهما أخفقت ولم يحدث أي شيء.

واختتم الهادي حديثه بالإشارة إلى أن “أكثر تأثير واضح للأجرام السماوية على الأرض يأتي من القمر في طور البدر، حيث يسبب ظاهرة المد والجزر، التي لا تمتلك القوة الكافية للتسبب في زلازل، وبالتالي، فإن تأثير الكواكب الأخرى، التي تبعد بمسافات أكبر بكثير عن القمر، سيكون معدوما”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.