انفجار فضائي غامض كل 3 ساعات.. حل لغز استمر لعقدين
رصد فريق من علماء الفلك في جامعة كيرتن الأسترالية انفجارا طاقيا هائلا قادما من أعماق الفضاء، وتمكنوا من تتبع مصدره إلى نظام نجمي ثنائي فريد من نوعه.
وساعد على هذا الاكتشاف المذهل مصفوفة مورتشيسون واسعة النطاق، التابعة لمرصد مورتشيسون لعلم الفلك الراديوي في غرب أستراليا، وهي منطقة معروفة بانخفاض التداخلات الراديوية البشرية، مما يجعلها موقعا مثاليا لدراسات الفلك الراديوي التي تتطلب بيئة هادئة من الناحية الراديوية للحصول على بيانات دقيقة.
وبدأ هذا الاكتشاف، الذي نُشِرت نتائجه في دورية “أستروفيزكال جورنال ليترز”، بملاحظة العلماء نبضة من طاقة راديوية ساطعة تنفجر كل 3 ساعات، وتستمر لمدة تتراوح بين 30 و60 ثانية، وهذا يجعلها المثال الأطول زمنا لظاهرة نادرة تُعرف باسم “الظواهر الراديوية العابرة طويلة الفترة”.
وحيرت هذه الظواهر العلماء منذ اكتشافها الأول قبل نحو عقدين، وتحديدا في عام 2006، وبقيت مصادرها غامضة، غير أن هذا البحث الجديد يمثل اختراقا، عبر تحديد المصدر المحتمل لهذه الانفجارات القوية للطاقة.
وتقول الدكتورة ناتاشا هيرلي-ووكر، عضو فريق الاكتشاف، إن “المواقع السابقة لهذه الظواهر كانت تحتوي على تجمعات كثيفة من النجوم في مجرة درب التبانة، مما صعّب تحليلها”.
ولكن اكتشاف النبضة الجديدة جاء بفضل الحظ، إذ إن إشارتها تأتي من منطقة نائية على حافة مجرة درب التبانة، تبعد حوالي 5000 سنة ضوئية، وهي منطقة ذات كثافة نجوم قليلة، مما ساعد العلماء على تتبع المصدر بدقة.
وباستخدام تلسكوب “MeerKAT” في جنوب أفريقيا، تمكن الفريق من تحديد مصدر هذه الانفجارات في نظام نجمي ثنائي يحتوي على قزم أحمر ونجمة بيضاء قزمة، وهي بقايا نجم ميت.
كما أكدت الملاحظات اللاحقة باستخدام التلسكوب الجنوبي للأبحاث الفلكية (SOAR) في تشيلي أن النجم الأساسي هو قزم أحمر من النوع (M)، وهو نوع منخفض الكتلة شائع في مجرة درب التبانة، لكنه خافت جدا ليكون مصدرا لهذه الانفجارات القوية بمفرده.
واقترح الفريق أن التفاعل بين القزم الأحمر والقزم الأبيض، المدفوع بمجالات مغناطيسية قوية، هو المسؤول عن الانفجارات الدورية للطاقة، وتشبه هذه الانفجارات سلوك النجوم النيوترونية سريعة الدوران، والمعروفة باسم “النجوم النابضة”.
وساعد موقع النظام المرتفع فوق قرص مجرة درب التبانة الفريق على استبعاد مصادر أخرى محتملة، مثل النجوم النيوترونية ذات المجالات المغناطيسية العالية أو “النجوم المغناطيسية”.
Comments are closed.