مهمة إلى بلوتو لكشف أسراره الغامضة.. تستغرق 50 عاما
على الرغم من خفض تصنيف بلوتو من كوكب كامل إلى كوكب قزم، إلا أنه لا يزال يحتل مكانة خاصة لدى العلماء، ليس فقط لأسباب عاطفية، بل أيضا لما يحمله من أسرار مثيرة تنتظر الكشف عنها.
وبعد أن زارت مركبة الفضاء “نيو هورايزونز” نظام بلوتو في عام 2015، أصبح لدى العلماء المزيد من الأسئلة والفضول حول الكوكب القزم وقمره الفريد، “شارون”، وهذا الفضول دفع فريقا متعدد التخصصات من عشرات الجامعات والمعاهد البحثية إلى اقتراح مهمة جديدة تسمى “برسيفوني”، والتي قد تستغرق 50 عاما.
وفي عام 2015، مرّت “نيو هورايزونز” بسرعة عبر نظام بلوتو، الذي يُعتبر الآن جزءا من حزام كايبر، وجمعت المركبة بيانات قيّمة عن بلوتو وقمره شارون، وقد أتاح تحليل هذه البيانات نظرة أعمق، لكنها أثارت المزيد من التساؤلات، لا سيما حول بعض المعالم السطحية التي تم رصدها.
وتهدف مهمة “برسيفوني” للإجابة عن أربعة أسئلة علمية رئيسية، وهي: “كيف تطور سكان حزام كايبر؟” ، “ما هي بيئة الجسيمات والمجالات المغناطيسية في حزام كايبر؟”، “كيف تغيرت أسطح بلوتو وشارون؟” ، و”ما هي البُنى الداخلية لكل من بلوتو وشارون؟”.
ومن بين هذه الأسئلة، يُعد السؤال المتعلق بالبنية الداخلية لبلوتو الأكثر إثارة، حيث تشير بعض الأدلة إلى أن بلوتو قد يحتوي على محيط تحت سطحه على الرغم من بعده عن الشمس.
السطح النشط لبلوتو والغطاء الجليدي المسمى “سبوتنيك بلانيتيا” قد يكونان نتيجة وجود هذا المحيط، لكن البيانات الحالية غير كافية لإثبات ذلك، وهذا هو ما تهدف “برسيفوني” إلى استكشافه.
ومع ذلك، بسبب تعقيدات الميكانيكا المدارية والتحديات التقنية الحالية، قد تستغرق الرحلة عقودا للوصول إلى بلوتو، حتى مع استخدام قوة دفع جاذبية المشتري لتسريع الرحلة.
ويقول تقرير نشره موقع “الكون اليوم”، إن “تصميم مهمة برسيفوني يخطط لرحلة تستمر لـ31 عاما، بما في ذلك 28 عاما للوصول إلى بلوتو و3 سنوات من الدراسة عن قرب، وبعد ذلك، يمكن تمديد المهمة لاستكشاف أجسام أخرى في حزام كايبر، مما سيوفر بيانات عن التنوع الكبير للأجسام في هذه المنطقة الواسعة”.
ويوضح التقرير أن تحسين تقنيات الدفع النووي الكهربائي قد يقلل من زمن الرحلة بنحو عامين، حتى مع حمولة أكبر مما هو مخطط حاليا، ومع ذلك، قد لا يكون هذا النظام متاحا بحلول موعد الإطلاق المقترح في عام 2031.
والمهمة المقترحة ستحمل مجموعة من أجهزة الاستشعار، بما في ذلك كاميرات ومقاييس طيف ورادار وأجهزة قياس مغناطيسية وارتفاعات، لضمان تحقيق الأهداف العلمية للمهمة.
ومن المثير أن “برسيفوني” ستكون أول مهمة مصممة لتكون مدارية حول بلوتو وشارون، مما يسمح بجمع بيانات مفصلة عن الديناميكيات السطحية النشطة خلال ثلاث سنوات، وهو أمر لم يكن ممكنا خلال مرور “نيو هورايزونز” السريع.
وتُعد هذه المهمة واحدة من مقترحات عدة لاستكشاف الكواكب الخارجية، ويقدر تمويلها بحوالي 3 مليارات دولار، ما يجعلها واحدة من أغلى البعثات المقترحة، ولكن إذا تم تمويلها، فإن “برسيفوني” قد توفر إجابات للأسئلة التي طرحتها “نيو هورايزونز”، حتى لو استغرق الأمر عقودًا للوصول إليها.
Comments are closed.