قمر الرعب المريخي يسرق الأضواء.. «عين جاحظة» تنظر من الفضاء

من موقعها على الجدار الغربي لفوهة “جيزيرو” على سطح المريخ، التقطت مركبة “بيرسيفيرانس” التابعة لناسا حدثا فلكيا مذهلا، حيث عبر قمر المريخ “فوبوس” أمام الشمس، ليبدو وكأنه “عين جاحظة” تنظر من الفضاء.

وفي 30 سبتمبر/ أيلول 2024، استخدمت مركبة “بيرسيفيرانس” الكاميرا المتقدمة” Mastcam-Z “، لتوثيق عبور قمر “فوبوس” أمام الشمس، وكانت النتيجة مشهدا دراميا يظهر فيه القمر، الذي يتخذ شكل حبة البطاطا، وهو يحجب جزءا من قرص الشمس، مكونا ما يشبه عين جاحظة مظلمة داخل قرص الشمس المضيء، ومع حجب “فوبوس” لأشعة الشمس، تحرك ظله، أو ما يعرف بـ الظل الحلقي، عبر سطح المريخ.

وهذا الحدث، المعروف باسم العبور، يشبه كسوف الشمس على الأرض ولكنه يتميز بخصائص فريدة، فعلى عكس قمر الأرض، فإن “فوبوس” أصغر بكثير،حيث يبلغ عرضه حوالي 27 كيلومترا، مما يجعل عبوره سريعا وجزئيا.

وعلى الرغم من حجمه الصغير، فإن المدار السريع لفوبوس حول المريخ (يكمل دورة كاملة كل 7.6 ساعات)، يعني أن هذا العبور يحدث بشكل متكرر، في معظم أيام السنة المريخية، ويستمر عادة لمدة 30 ثانية فقط.

وهذه ليست المرة الأولى التي تلتقط فيها ناسا مثل هذا الحدث، وفي الواقع، وثّقت مركبة “بيرسيفيرانس” عدة انتقالات لـ”فوبوس” منذ هبوطها في فوهة “جيزيرو” في فبراير/ شباط 2021.

 وكانت مركبات أخرى مثل كيريوسيتي (في عام 2019) وأوبورتيونيتي (في عام 2004) قد التقطت دورا مماثلة، ومع ذلك، فإن كل عملية تصوير جديدة تتيح للعلماء تحسين فهمهم لمدار “فوبوس” ومتابعة كيفية تغيّره بمرور الوقت.

فوبوس.. قمر الرعب

اكتشف الفلكي الأمريكي آساف هول، قمر “فوبوس” في 1877، وسمّاه على اسم إله الخوف والذعر في الأساطير اليونانية.

وكلمة “فوبيا” التي تعني الخوف مشتقة من هذا الاسم الأسطوري، كما سمّى هول القمر الآخر للمريخ، ديموس، على اسم شقيق “فوبوس” التوأم في الأساطير، إله الرعب.

ويعتبر “فوبوس” قمرا صغيرا مقارنة بقمر الأرض، حيث يبلغ قطره حوالي 157 مرة أصغر، ومع ذلك، فإن قربه من المريخ يسمح له بالمرور المتكرر أمام الشمس، مكونا عبورات قصيرة ولكنها مفيدة علميا.

أهمية الحدث: مراقبة مدار “فوبوس

وهذا العبور ليس مجرد مشاهد جذابة، بل يساعد العلماء على فهم كيفية تغيّر مدار “فوبوس” بمرور الوقت.

ويتحرك “فوبوس” ببطء نحو المريخ، ويتوقع العلماء أن يصطدم بالكوكب أو يتفكك ليشكل حلقة من الحطام حول المريخ خلال 50 مليون سنة.

ومن خلال تحليل الصور الملتقطة بواسطة مركبة “بيرسيفيرانس” والمركبات الأخرى، يمكن للباحثين تتبع هذه التغييرات في مدار “فوبوس” بدقة أكبر، وكل مراقبة جديدة تقربنا من فهم مصير هذا القمر في المستقبل.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.