السخونة الفائقة للهالة الشمسية.. استبعاد التفسير الوحيد
تخيل أن الشمس تشبه نارا ضخمة لكن مع وجود ظاهرة محيرة وهي أن المنطقة المحيطة بالنار (الهالة) أكثر سخونة بكثير من النار نفسها (سطح الشمس)
ويبدو هذا غريبا لأنك عادة تتوقع أن تصبح الأشياء أكثر برودة عندما تبتعد عن النار.
ويمكن أن تصل درجات حرارة هالة الشمس، وهي الطبقة الخارجية لها، إلى ما يصل إلى 200 مرة أكثر حرارة من سطحها، وهي ظاهرة حيرت العلماء لعقود من الزمن، ويعد فهم هذا الشذوذ أمرh بالغ الأهمية، لأنه يؤثر على الرياح الشمسية التي تمتد في جميع أنحاء نظامنا الشمسي.
ولمحاولة حل هذا اللغز، أرسلت ناسا مسبار باركر الشمسي للاقتراب من الشمس والتحقيق في الأمر، فهذا المسبار يمكنك التفكير فيه باعتباره مقياس حرارة خاصا يمكنه الطيران مباشرة إلى النار دون أن يحترق.
كانت إحدى الملاحظات الأولية للمسبار هي وجود انحناءات على شكل حرف S في المجال المغناطيسي للشمس، تسمى التعرجات، والتي قد تضيف حرارة إضافية إلى الهالة، حيث يمكن تخيل تلك التعرجات مثل الحبال الملتوية التي تعود إلى مكانها، وتطلق الطاقة، ويعتقد بعض العلماء أن هذه الطاقة المتقطعة يمكن أن تؤدي إلى تسخين المنطقة المحيطة بالشمس.
لكن بعد تحليل البيانات من أول 14 مدارا للمسبار، خلال الدراسة المنشورة في دورية “أستروفيزيكال جورنال ليترز”، ألقى العلماء نظرة فاحصة، ووجدوا أن هذه التعرجات غير موجودة في الواقع في الهالة، فهي موجودة فقط في الرياح الشمسية، وهي أبعد، وهذا يعني أن التعرجات ليست هي السبب وراء ارتفاع درجة حرارة الهالة.
ويقترح الفريق البحثي أن هناك حاجة إلى مزيد من الاستكشاف لتحديد الأصل الحقيقي للتعرجات وتأثيرها المحتمل على حرارة الهالة، وتهدف المهام المستقبلية للمسبار باركر، والتي تبدأ في ديسمبر/ كانون الأول 2024، إلى جمع المزيد من البيانات بالقرب من الشمس لاختبار هذه النظريات.
Comments are closed.