هل القمر وحركة الكواكب يتسببان في حدوث الزلازل؟
قال الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والچيوفيزيقة، إن “الكواكب كثير ما تصطف وتقترن مع القمر أو مع بعضها البعض بطريقة منتظمة ومتكررة منذ آلاف السنين، ومع ذلك لم يلاحظ الفلكيون على مر العصور أنها سببا رئيسيا في حدوث الزلازل”.
وأضاف أن الكواكب ليست سببا مباشرا في إبطاء سرعة دوران الأرض حول نفسها كما يظن البعض، ولكن القمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي يؤثر على الأرض تأثيرا مباشرا وملحوظا نراه كل يوم في عمليتي المد والجزر، ويزداد هذا التأثير عندما يكون القمر محاقا أو بدرا أي عندما يكون القمر في اتجاه الشمس أو في الاتجاه المقابل لها بالنسبة للأرض، وكذلك أيضا وقت ظاهرتي الكسوف والخسوف إذ يكون الشمس والقمر على خط مستقيم واحد مع الأرض.
تابع: “فإذا كان القمر هو المسؤول الفعلي عن حدوث الزلازل لوجدنا على الأقل زلزالين كبيرين كل شهر، زلزالاً في المحاق وأخر في البدر ، أي عندما يتحد الجذب الشمسي والقمري في حالة المحاق، أو عندما يشد كلاهما الأرض في اتجاه عكس الآخر في حالة البدر، ومع هذا أيضا لم نستطيع الجزم بحدوث الزلازل في هذا الوقت بالذات، وبناء علي ذلك أيضا نجد أن ظاهرة القمر العملاق التي تحدث عندما يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض إذ تبلغ مسافته أقل من 360 ألف كيلومتر فقط من الأرض”.
ومضى في حديثه: “نرى حجم البدر ولمعانه وكذلك المد والجزر زائدا قليلا عن المعتاد ، وعلى هذا كان بالأولى أن تحدث الزلازل في هذا الوقت من العام بشكل ملحوظ عن باقي أوقات السنة أي عندما يكون القمر أقرب إلى الأرض، ومن جهة أخرى وبالرغم من قوة تأثير القمر على الأرض إلا أن تأثيره محدود جدا في عملية إبطاء حركة دوران الأرض حول نفسها والتي تقدر بأقل من 2 ملي ثانية كل 100 سنة ، أي سوف يظهر تأثيره على زيادة طول اليوم الأرضي بعد ملايين السنين”.
ذكر أن التنبؤ بحدوث وقت ومكان الزلزال أمرا لم يحسمه العلم بعد، وعليه فإن إسناد ما يحدث من زلازل أو أي كوارث طبيعية إلى اصطفاف الكواكب أو مرور المذنبات أو أي من الظواهر الفلكية الأخرى هو من أمور التنجيم وليس من علم الفلك في شيء.
ومضى: “إذا تكرر حدوث عدد من الزلازل وقت اصطفاف الكواكب فهذا لا يعني أبدا أن اصطفاف الكواكب هو السبب الرئيسي لحدوث الزلازل أو أن اصطفاف الكواكب يصحبه دائما زلازل، هناك بعض الدراسات التي تحاول إثبات وجود علاقة بين الجذب القمري واحتمالية حدوث الزلازل ، إلا إن نسبة الاحتمالات التي تؤيدها هذه الدراسات لا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق”.
واختتم حديثه: “بالتالي فإن تكرار حدوث الزلازل وقت محاق أو بدر القمر لا يعني أبدا أن القمر هو سببها الرئيسي، بل قد يكون القمر عامل مساعد قوي في احتمال حدوثها ولكن ليس السبب فيها ، فهناك أسباب رئيسية أخرى لحدوث الزلازل وهي بالتأكيد تأتي من داخل الأرض وليس من خارجها ، على الأقل ليس من القمر والكواكب”.
Comments are closed.