تلسكوب كوني.. دراسة متأنية لمشاتل المجرات في قلب الكون المبكر
أعطت أداة جديدة فريدة من نوعها، إلى جانب تلسكوب قوي وقليل من مساعدة الطبيعة، الباحثين القدرة على التعمق في مشاتل المجرات في قلب الكون المبكر، وذلك وفق دراسة جديدة نشرت اليوم في دورية “نيتشر”.
وبعد الانفجار العظيم منذ حوالي 13.8 مليار سنة، امتلأ الكون المبكر بسحب هائلة من الغاز المحايد المنتشر، والمعروفة باسم أنظمة امتصاص ألفا ليمان المخمدة أو DLAs، والتي عملت كمشاتل مجرية، حيث تكثف الغازات بداخلها ببطء لتغذية تكوين النجوم والمجرات، ولا يزال من الممكن ملاحظتها اليوم، لكن هذا ليس بالأمر السهل.
حل لغز المجرة الغريبة “دراجون فلاي 44”.. السر في المادة المظلمة
ويقول رونجمون بوردولوي، الأستاذ المساعد للفيزياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية: “تعد أنظمة امتصاص ألفا ليمان المخمدة ( DLAs ) مفتاحًا لفهم كيفية تشكل المجرات في الكون، ولكن من الصعب عادة مراقبتها نظرًا لأن السحب منتشرة جدًا ولا تصدر أي ضوء بنفسها”.
وحاليا، يستخدم علماء الفيزياء الفلكية الكوازارات، وهي الثقوب السوداء الهائلة التي تنبعث منها الضوء، باعتبارها “ضوءًا خلفيًا” لاكتشاف غيوم DLAs، وبينما تسمح هذه الطريقة للباحثين بتحديد مواقعها بدقة، فإن الضوء المنبعث من الكوازارات يعمل فقط كأسياخ صغيرة عبر سحابة ضخمة، مما يعيق الجهود المبذولة لقياس الحجم الكلي والكتلة.
لكن كبير الباحثين بقيادة رونجمون بوردولوي، وجد طريقة للتغلب على المشكلة باستخدام المجرة ذات العدسة الجاذبية والتحليل الطيفي للمجال المتكامل، لمراقبة 2 من أنظمة امتصاص ألفا ليمان المخمدة ( DLAs )، والمجرات المضيفة في الداخل، والتي تشكلت منذ حوالي 11 مليار سنة، بعد فترة ليست طويلة من الانفجار العظيم.
ويقول بوردولوي: “تشير المجرات ذات العدسة الجاذبية إلى المجرات التي تبدو مشدودة ومشرقة، وهذا بسبب وجود هيكل جاذبي ضخم أمام المجرة ينحني الضوء القادم منه أثناء انتقاله نحونا، لذلك ينتهي بنا المطاف بالنظر إلى نسخة ممتدة من الجسم”.
Comments are closed.