رصد موجات دوامية ضخمة على سطح الشمس
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق من عُلماء الفيزياء الشمسية في جامعة نيويورك أبوظبي عن تشكّل موجات دواميّة ضخمة تتحرك في الشمس، وتمتد بسرعة 125 ألف ميل بالساعة تحت سطح الشمس. أشرف على الدراسة لوران جيزون، الباحث الرئيسي المشارك في مركز علوم الفضاء التابع للجامعة.
وحقق جيزون هذا الإنجاز العلمي نيابة عن معهد ماكس بلانك لأبحاث النظام الشمسي (MPS) وجامعة جوتنجن الألمانية وبالتعاون مع فريق من العلماء؛ وذلك استناداً إلى عشر سنوات من المُلاحظات والمُشاهدات الواردة من مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لوكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، وساعدت الدراسة على اكتشاف تذبذبات على سطح الشمس، مُقارنة بفترة الدوران الشمسي الواحدة والبالغة 27 يوماً، وظهرت التذبذبات المرصودة على سطح الشمس أشبه بحركات دواميّة ودائرية تنطلق بسرعاتٍ تبلغ نحو ثلاثة أميال بالساعة.
ونجح العُلماء خلال ستينات القرن العشرين في اكتشاف ترددات صوتية عالية قادمة من الشمس، وتم اكتشاف تلك التذبذبات التي بلغت مدّتها 5 دقائق باستخدام التلسكوبات الأرضية والمراصد الفضائية منذ منتصف التسعينات، ما أتاح لعُلماء تشريح بنية الشمس لمعرفة ديناميكيات الشمس وبنيتها الداخلية، وكانت هذه النتائج مُشابهة لنجاح عُلماء الزلازل في اكتشاف مكوّنات باطن الأرض عبر دراسة الزلازل وأنماطها، وإضافة إلى الموجات الصوتيّة التي بلغت مُدتها 5 دقائق، كان من المتوقع رصد تذبذبات أطول بكثير في النجوم على مدى أكثر من 40 عاماً، ولكن تلك الموجات لم تُرصد سوى في الآونة الأخيرة على سطح الشمس.
وقال لوران جيزون: «يمثل اكتشاف هذا النوع الجديد من التذبذبات الشمسية إنجازاً مثيراً للاهتمام، لأنه سيسمح لنا باستنتاج خصائص وسمات عديدة مثل قوة الحمل الحراري التي تتحكم بالدينامو الشمسي المُرتبط بتوليد الحقل الشمسي المغناطيسي، ومن المتوقع أن يكون الدينامو الشمسي مسؤولاً عن السمات والانفجارات على سطح الشمس، والتي تختلف من حيث شدّتها على مدار فترة النشاط الشمسي التي تستغرق 11 عاماً».
وتُساعد التذبذبات المرصودة على تحديد طرقٍ جديدة لاستكشاف باطن الشمس، واكتساب معلوماتٍ حول الديناميكيات والبنية الداخلية للشمس. واستعرض العلماء نتائجهم القيّمة في أحدث إصدار من مجلة آسترونومي آند أستروفيزيكس المُختصة بعلم الفلك والفيزياء الفلكية.
Comments are closed.