بعد أن هزت قصتها لبنان .. من هي “طفلة الأوكسجين”؟
حالة من الغليان ضربت الشارع اللبناني، بعد انتشار مقطع فيديو للشاب فاروق الحموي من منطقة المنكوبين في طرابلس، وهو يناشد “أصحاب الضمائر” المساعدة لتشغيل آلة لتوفير الأوكسجين لطفلته المصابة بالربو، بعد الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وإطفاء مولدات الكهرباء إثر فقدان مادة المازوت.
واستفز هذا المنشور غالبية الشعب اللبناني بمختلف أطيافه وطوائفه، تضامنا مع مشهد الطفلة ابنة الثلاث سنوات، ملكة الحموي، المصابة بمرض الربو، خاصة مع المشهد المؤثر لوالدها فاروق الحموي، وهو يطلب النجدة، نظرا لأن أزمات الربو التي تعاني منها الطفلة تتطلب علاجا باستخدام جهاز يحتاج تشغيلة لتوفر الكهرباء المنقطعة أساسا.
وبعد انتشار مشهد الأب وهو يحمل ابنته موجها نداءات استغاثة، كثرت المبادرات سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الوصول إلى منطقة سكن الطفلة في المنكوبين ضواحي مدينة طرابلس.
آخر هذه المبادرات نُشرت على صفحة الإعلامي اللبناني وسام النبهان على فيسبوك، والتي طلب فيها تسهيل الوصول إلى والد الطفلة، لمساعدته.
تحدث النبهان، وقال: “استفزني فيديو الطفلة والأب يناشد العالم. قررت الاستغناء عن المولد الكهربائي الذي أملكه، وإيصاله إلى طرابلس كهبة من ابنتي زهراء في الجنوب، إلى ملكة في الشمال”.
ولفت إلى أنه بعد ساعات من انتشار النداء، تلقى اتصالا من قريبة الطفلة، وبالفعل تواصل مع والدها الذي غدا (الجمعة)، وهي مهلة حتى يتمكن من الحصول على كمية كافية من البنزين، لإيصال المولد إلى طرابلس.
إليسا تتحرك
بدورها، ناشدت الفنانة اللبنانية إليسا متابعيها عبر تويتر وأي شخص يعرف طريقة للتواصل مع والد الطفلة، إذ أعادت نشر مقطع الفيديو عبر حسابها على تويتر، وكتبت: “إذا ممكن أعرف مين الشخص ورقمه.. وبليز ما بدي شوف ردود سخيفة عندي لأن هيدي الطريقة الوحيدة تا نسأل عنن”.
قصة ملكة
وتعيش ابنة السنوات الثلاث ملكة، التي ولدت مع مرض الربو الذي تشتد أزماته في فصل الصيف، مع والدها وجديها المريضين، فالجدة مصابة بالربو والجد يعاني من مشاكل في القلب، في ظل ظروف صعبة جدا.
ويقول والد الطفلة (25 سنة): “أنا المعيل الوحيد لعائلتي.. كنت أعمل في طلاء الأثاث، واليوم توقفت عن عملي بسبب إقفال المحل، تعبت من علاج لا أملك ربع ثمنه ولا قدرة لي على تأمين التيار الكهربائي”.
وأضاف الشاب: “بعد الفيديو سرعان ما بدأت المبادرات ولا أعلم كيف ومن أين؟.. بدايتها أتت من قبل العميد شامل روكز الذي أرسل لي جهازا يعمل على الطاقة الشمسية، لكني لا أعرف من يكون العميد روكز! (نائب في البرلمان اللبناني)”.
وتابع: “تلقيت اتصالا آخر من شخص قال إنه سيصلني من مدينة صور جنوبي لبنان ليزودني بمولد كهربائي، وكذلك آخر من مدينة طرابلس”.
واستطرد: “تنصفني مروءة الشعب اللبناني.. نحن نحب بعضنا البعض، لولا هؤلاء السياسيين”.
ووعد الحموي بأنه “سيمنح المولد الإضافي لطفل عمره 9 أشهر مصاب مثل ملكة بالربو، في مدينة طرابلس، التقيته ذات مرة عند الطبيب، وكلما وصلتني مساعدة سأحولها إلى من هو مثلي بحاجة إلى مساعدة”.
وبدورها، تحدثت والدة الحموي المريضة، قائلة: “انتشر أمس خبر عن وفاة حفيدتي ملكة، فعلمنا أن كل ما حصل في طرابلس (من تظاهرات) جاء نتيجة ردة فعل غاضبة لسماع الخبر الذي ولله الحمد لم يكن صحيحا. “
واستطردت: “نعيش أنا وزوجي وحفيدتي في عهدة الله وعهدة ابني الشاب الذي أصبح معيلا بلا عمل، لكننا في أزمتنا هذه أدركنا أن الشعب اللبناني بألف خير، لولا أهل السياسة”.
سكاي نيوز عربية
Comments are closed.