مناقشة لمعهد الصحة العالمية في الأميركية حول دمج طب النزاعات في التعليم الطبي

عقد معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت، من خلال قسمه الأكاديمي وبرنامج طب النزاعات فيه، جلسة نقاش بعنوان “دمج طب النزاعات في التعليم الطبي: ضرورة وتحدي للبيئات المتأثرة بالصراعات”، في مركز حليم وعايدة دانيال الأكاديمي والعلاجي في المركز الطبي في الجامعة الأميركية.
وجمعت الجلسة أصحاب الاهتمام الرئيسيين من القطاعات الطبية والأكاديمية والإنسانية لمناقشة الحاجة الملحّة لدمج طب النزاعات في المناهج الطبية الدراسية.
بدأت الجلسة بكلمة افتتاحية لرئيس الجامعة الدكتور فضلو خوري، أكد فيها أن “الكفاءات العلاجية الشاملة وحدها ليست كافية في بيئة تسودها النزاعات”، مشددا على “الحاجة إلى مجموعة مهارات متناسجة على تفاوتها وتدمج الأبعاد البيولوجية والنفسية والاجتماعية مع تناولها للهشاشة والنزوح والتعافي”.
من جهته، أبرز المدير المؤسس لمعهد الصحة العالمية الدكتور شادي صالح “الفجوة الخطيرة بين ما يتعلمه أخصائيو العناية الصحية والوقائع على الأرض”، مؤكدا “التزام المعهد بتزويد أخصائيي العناية الصحية بالمهارات الضرورية للاستجابة بشكل فعال لحالات الطوارئ في مواقعهم”.
وشدد مدير برنامج طب النزاعات في المعهد الدكتور غسان أبو ستة في الكلمة الرئيسية في الجلسة، على أن “الإدراج المبكر لطب النزاعات في التعليم الطبي يساعد طلاب الطب على إدارة أوضاع المرضى في بيئات هشة، والحدّ من الوفيات والمراضة والعبء على النظم الصحية”.
وأوضح أنه “في مناطق الصراع مثل ليبيا واليمن وغزة والعراق، غالباً ما يتعلم المهنيون الطبيون جراحة الحرب في ساحة المعركة بدلاً من ساحات التعليم المنتظم”.
وأكد على دور “شهادة المعهد في طب النزاعات في سد هذه الفجوة من خلال بناء مهارات ممارسي العناية الصحية في إجراء البحوث وتقديم العناية الطبية في سياق النزاعات والهشاشة”.
تبع ذلك مناقشتان حيويتان ضمتا خبراء بارزين في مجالات الطب والأكاديمية والاستجابة الإنسانية. استكشفت المناقشة الأولى التي أدارها أبو سته، الحاجة إلى دمج طب النزاعات كمكوّن أساسي في التعليم الطبي. وكان من بين المشاركين فيها المدير المؤسّس لـ”إنتربرنز” المؤسسة غير الربحية التي تُعنى بإصابات الحروق رئيس الجراحين السابق في اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدكتور توم بوتوكار، ونائب رئيس الكلية الملكية للجراحين في إنكلترا الدكتور تيموثي غودايكر، وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان بالوكالة الدكتور عبد الناصر أبو بكر، وجراح الصدمات والعناية الصحية الحرجة في الخدمات الطبية الملكية الأردنية الدكتور محمد حياصات، وقد عرضوا رؤاهم حول الفجوات الحالية في التدريب الطبي والحاجة إلى التعلم القائم على الكفاءة المصممة خصيصا لسياق النزاعات.
والمناقشة الثانية، التي أدارها نائب الرئيس المساعد نائب العميد في كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور كمال بدر، تناولت الاستراتيجيات العملية والفرص والتحديات المتمثلة في دمج طب النزاعات في المناهج الطبية القائمة. وضمت حلقة النقاش مشاركين متميزين مثل عميدة رتبة جيلبرت وروزماري شاغوري لكلية الطب في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتورة سولا بحوث، ونائب الرئيس للشؤون الطبية، وعميد كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة البلمند الدكتور سامي عازار، وعميد كلية الطب بجامعة عدن في اليمن الدكتور عبد الحكيم تميمي، ونائب الرئيس المشارك للشؤون العلاجية المسؤول الطبي الكبير والممثل المؤسساتي المعيّن والعميد المساعد للتعليم الطبي العالي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور صلاح زين الدين.
وقدم المشاركون وجهات نظر قيمة حول كيفية تبني الجامعات والمؤسسات الطبية أطر عمل منتظمة لضمان أن يكون محترفو العناية الصحية في المستقبل مستعدين بشكل كاف للتحديات الطبية المتعلقة بالنزاعات.
ومن خلال بدء هذا الحوار، أكد معهد الصحة العالمية في الجامعة الأميركية في بيروت التزامه بـ”إعلاء طب النزاعات في التعليم الطبي وتعزيز قدرة أخصائيي العناية الصحية على العمل بفعالية في البيئات الصعبة والمتقلبة”. ومثل هذا اللقاء خطوة مهمة نحو إدراج طب النزاعات كركن أساسي للتدريب الطبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
Comments are closed.