الملحّن اللبناني جان ماري رياشي: شبّهت بيروت بالأمّ لأنّها الأغلى

حلّ الملحّن والموزّع الموسيقي جان ماري رياشي ضيفاً على سكاي نيوز عربيّة في حوار مع الإعلامي سعيد حريري تحدّث فيه عن عمله الجديد “بيروت أمي” قائلاً: “الموسيقى مرآة المجتمع، كما أنّها توثّق الأيّام التي نمرّ بها، وبعد حدث إنفجار مرفأ بيروت الذي أصاب لبنان، أردتُ أن أدعو من خلال هذه الأغنية إلى عودة الحياة إلى العاصمة، وبما أنّه ليس هناك أغلى من الأمّ، شبّهنا العاصمة بالأمّ في أغنية من كلمات أحمد ماضي، وألحاني، وشارك فيها ستّة فنّانين جُدد”.

وعن الآثار التي تركها عليه الإنفجار نفسياً وجسدياً، قال: “حتّى الآن لم أستطع أن أخرج من آثار هذه الكارثة، وأنا أملك متجريْن في منطقة الجميّزة، أحدهما دُمّر بشكل كامل، كما فقدنا ضحايا، ولكن علينا ألا نستسلم لليأس”.

وعمّا إذا كان الركود الذي يضرب مختلف المجالات الفنيّة في لبنان، سيؤثّر على الذائقة والمستوى الفنيّ في لبنان، قال: ” لا بدّ للموسيقى الراقية أن تتطلّب وقتاً، وكلفةً، ومن المهمّ جداً أن نخصّص ذلك لها من أجل الحفاظ على جودتها “.

وعمّا إذا كان الفنّ ما زال قادراً على التأثير قال: ” عندما قدّمنا “طار البلد” و”انا رايح عدبي”، أحدثتا ضجّة كبيرة، لأن هاتيْن الأغنيتيْن صوّبتا سهامهما مباشرةً نحو المعنيين. أنا لا أعرف كيف أتظاهر ولا كيف أحدث الشغب، ولكنّي أتقن الموسيقى، وفي هذه المرحلة الصعبة كان لزاماً عليّ ان أعبّر عن الوجع من خلال الموسيقى”.

وخلال اللقاء كشف رياشي عن لحظات تعاونه مع السيّدة فيروز، قائلاً: ” إتصل بي مدير أعمالها، وطلب مني حجز الأستوديو دون أن يعلمني بهويّة من سيأتي معه، ولكنّه إكتفى بالطلب بأن يكون الأستوديو فارغاً من أيّ أحد سواي، فإذا بها تحضر مع إبنتها ريما ويرافقهما مدير أعمالها. جلست خلفي في الأستوديو، وأنا كنت أعمل، وأستدير بين الفينة والأخرى، لأقول لها: أنا كنت أحلم بأن أراك يوماً، فهل يُعقل أن أجلس لأعمل معطياً ظهري لك، فتجيبني: “يا جان ماري علينا أن ننتهي”، كما رجوتها أن ألتقط صورة معها، ولكنها لم تقبل، وأنا إحترمتُ خصوصيتها، كما أنّي سعيد بوجود شخص كريما في حياتها، لأنّها حريصة عليها، فالسيّدة فيروز أيقونة، وهي النجم الذي تراه ولكنّك لا تستطيع أن تلمسه، كما أنّها قائد عسكريّ في الأستوديو، والغلط معها ممنوع”.

وعن تصريحات ريما الرحباني الداعية لعدم إعادة أعمال والدتها وإستغلالها من قبل فنانين آخرين قال: ” أعتقد أن ريما لا تقبل أن يتمّ تقديم أعمال والدتها دون سؤال مسبق، فأنا مثلاً لحّنت أغنية “مبروك مبروك”، ولكنّي أزعل حينما أستمع إليها بصوت فنّان لم يأخذ الإذن منّي لآدائها، فما بالك أن تُعاد أغانٍ لفنّانة بحجم السيّدة فيروز دون أن يعود إليها، لذلك أتفهّم ريما، وأتفهّم خلافها مع أولاد عمّها، وأعتقد أنّ هذا الموضوع يجب أن يُحلّ بالإطار الجديّ، وأن يتمّ وضع حقوق نشر حقيقيّة لأرشيف السيّدة فيروز الذي يعدّ من أغنى ما يتملكه لبنان”.

وعن الكواليس التي لم تُعلن بعد عن أغنية “إعتزلت الغرام” التي جمعت السيّدة ماجدة الرومي بالراحل الكبير ملحم بركات قال: ” قبل أن أتحدّث عن كواليس هذا العمل، لا بدّ أن أقول بأنّ العمل مع السيّدة ماجدة الرومي يجسّد مقولة المال لخدمة الفنّ، وليس العكس، وهذه الأغنية كانت مسؤولية كبيرة بالنسبة لي لأنها شهدت عودة السيّدة ماجدة الرومي إلى الغناء بعد فترة طويلة من غيابها عن الساحة الفنيّة، وأنا أعتبر هذه الأغنية من أهمّ ما قدّمته في حياتي، وعندما وصلنا لمرحلة الإستماع لها بعد الإنتهاء من توزيعها، لمستُ في عيونها الرضى الكبير، في حين لم يعطني الراحل ملحم بركات أيّ إشارة، وعند الإنتهاء من الإستماع، طلب منها على الفور أن تدخل إلى الأستوديو ليُسجّلا الأغنية معاً على طريقة الدويتو، وبهذا كان سبب الدويتو هو إعجابه بالأغنية”.

وعن عدم تعاونه مجدداً مع إليسا بعد الخلاف الذي وقع بينهما بسبب حفل رأس السنة الذي أتت إليه متأخرة في الملهى الليلي الذي يمتلكه، ولم ينتج عن لقائهما في برنامج “ذا فويس” أي مؤشّر لعودة التعاون بينهما، قال:” أوّل أغنية قدّمتها كانت أغنية “بدّي دوب”، وهي الأغنية الأولى أيضاً التي قدّمتها إليسا في مسيرتها، وأنا أفتخر بهذا العمل، وإليسا اليوم ناجحة ومحبوبة جماهيرياً وعربياً، وهنا يهمّني أن أتحدّث عن الفرق بين ما كنّا نقدّمه لإليسا، وبين ما يحصل اليوم، الفرق يكمن بأنّنا كنّا نقدّم الأعمال خصّيصاً لإليسا، ومفصّلة على مقاس صوتها، ولم نقدّم لها أعمال جاهزة للغناء، ولم يعد التعاون فيما بيننا لأنّه ما زال هناك أمر مكسور فيما بيننا، ولا أعلم إذا ما كان سيحصل ذلك في المستقبل أم لا، ولكنّ الألبومات الأربعة التي قدّمتها مع إليسا، أفتخر بها، وخصوصاً عايشالك وأحلى دنيا، اللتيْن تشعر بأنّهما منجزتان اليوم”.

وعن دعوته للسوبر ستار راغب علامة لتقديم عمل أوركسترالي بعيداً عن أغاني البوب الجماهيريّة، قال: ” أحترم مسيرته، ولديه أرشيف وجماهيرية جميلة جداً، ولكنّ أغنية جميلة إضافية لن تضيف له شيئاً، حيث أنّه من المتوقّع أن تقدّم هكذا أغنية، وحتّى لو قدّمت أغنية عادية، فلن تؤثّر عليه، ولكن كفنّان وصل لشهرته وحقّق هذه المسيرة، كما أنّه قادر على تمويل عمل أوركسترالي، فلم لا؟ علماً أنّه ليس من الضروري أن يكون هذا العمل ثقيلاً، ولكن من الضروري أن يحتوي على ذوق معيّن في الموسيقى كأن تتمّ إعادة تقديم أغانٍ ناجحة بتوزيع جديد، أو أغانٍ يتعاون فيها مع أصدقاء آخرين في عمل يتمّ تصويره، ويستطيع أن يطوف به على مسارح مهمّة جداً في أنحاء العالم”.

\

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.