البرلمان اللبناني الجديد: حلفاء إيران يكررون سيناريو العراق ويفقدون أغلبيتهم
مجلس النواب اللبناني الجديد، افتقد أسماء سلطوية كبيرة، خذلتها صناديق الاقتراع لصالح قوى تغييرية نشيطة، ولدت من رحم «ثورة» 17 أكتوبر، او على ضفافها، وأفقدت حلفاء إيران، حزب الله، الأغلبية التي كانوا يتمتعون بها في البرلمان السابق، في تكرار لسيناريو العراق، حيث فشلت القوى المدعومة من طهران في الاحتفاظ بأغلبيتها البرلمانية.
وتراجعت حصة فريق «الممانعة» إلى «62-61» وهو أقل من أغلبية النصف زائد واحد، من أصل عدد النواب البالغ 128. وسجلت قوى المعارضة 53 – 54 مقعدا، فيما استحوذ المستقلون على 13 مقعدا.
الوجوه الجديدة، التي يراهن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل ان تتجمع ضمن كتلة من 20 ناخبا، اطلت من الجنوب، بشخص طبيب العيون الشعبي إلياس جرادة، الذي سجل مع زميله فراس حمدان الخرق الأول لثنائية حزب الله وأمل في دائرة مرجعيون، مطيحا برئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان، كما أطاح زميله حمدان بنائب رئيس جمعية مصارف لبنان مروان خير الدين، الذي توحدت حوله الفاعليات السياسية التقليدية.
ومن مرجعيون الى جزين، حيث تصدرت غادة أيوب المشهد مع سمير الأسمر بعد إطاحتهما، برجل التيار الباسيلي زياد اسود وبحليف الرئيس نبيه بري ابراهيم عازار، وفي دائرة الشوف ـ عاليه حلقت نجاة صليبا وحليمة القعقور ومارك ضو، الذي أطاح بوريث العائلة الارسلانية طلال ارسلان، ومعه حليف المقعد الدرزي الثاني في الشوف وئام وهاب.
وفي بيروت، تقدمت سيلينا زرازير وبولا يعقوبيان في الدائرة الاولى وابراهيم منيمنة وملحم خلف ووضاح الصادق في الدائرة الثانية.
وفي الشمال احتل ميشال الدويهي المتحالف مع ميشال رينيه معوض، المقعد الثالث في زغرتا، الذي كان لحليف رئيس المردة سليمان فرنجية، اسطفان دويهي، الذي استعاض عنه بمقعد للقوات، في دائرة بشري كان يشغله حليف القوات جوزف اسحق وقد فاز به ملحم طوق، أما في طرابلس فكان فوز اللواء أشرف ريفي مع اثنين من أعضاء لائحته بوجه فيصل عمر كرامي، عنوان تحول في مزاج عاصمة الشمال، وهكذا بات مجلس النواب الجديد من دون إيلي الفرزلي واسعد حردان وطلال أرسلان وفيصل عمر كرامي، وجميعهم محسوب على محور الممانعة السوري ـ الايراني.
اما التيار الحر فقد خسر مقاعد في الجنوب والجبل والبقاع، ونسبيا في بيروت الثانية، وحافظ عليها في الشمال، حيث تحدث النائب الجديد ريفي، عن دخول سيارة إلى باحة السراي الحكومي في طرابلس ليلا ونقلت صناديق مشبوهة إلى الداخل.
الحسبة بالأرقام ليست محسومة تماما بعد بانتظار تموضع مختلف الاطراف، ولن تتبلور الصورة تماما قبل دعوة المجلس، الجديد إلى انتخاب رئيس له ونائب للرئيس وهيئة المكتب، والطامة الكبرى هنا، حيث إن الثنائي الشيعي ملتزم بإعادة انتخاب أحد ركنيه الأساسيين الرئيس نبيه بري، فيما يرفض الفريق الآخر، مضافا إليه حزب الكتائب والأحرار العودة إلى عصر بري، مع أنه لا بديل عنه لدى معارضيه، فالثنائي استدرك الأمر بمنع ترشح أي شيعي من خارج دائرته، حتى لا يكون البديل المأمول.
وتتحدث الأوساط المتابعة عن احتمال عقد تسوية بالتصويت لبري، مقابل أن يكون أحد النواب الأرثوذكس من فريق الحراك المدني نائبا له، وقد طرح منذ اليوم الأول اسم نقيب المحامين السابق ملحم خلف لهذا الموقع، فيما يطرح فريق التيار الحر، اسم النائب إلياس بوصعب.
على أي حال، يفترض اجتماع مجلس الوزراء غدا الخميس في بعبدا، كآخر جلسة له قبل التحول إلى حكومة تصريف أعمال في 22 مايو، لتقييم نتائج الانتخابات ورسم الخطوات التالية.
لكن جديدا طرأ صباح أمس وأفضى إلى إدخال الرئيس ميشال عون إلى مستشفى أوتيل ديو، لإجراء فحوصات وصور شعاعية، بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية.
ردود الفعل الدولية والعربية، تميزت بالترحيب والتنويه بالانتخابات الحاصلة، حيث نوه المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركية ديفيد شينكر بحصول المجتمع المدني على مقاعد في البرلمان اللبناني الجديد.
وفي رد على رئيس التيار الحر جبران باسيل، الذي اتهم مناوئيه بالتعامل مع الأميركيين، قال شينكر: لا اعتقد ان دعمي للمعارضة اللبنانية في الانتخابات هو تدخل، فأنا شخصية عامة ولست مسؤولا في الحكومة الأميركية.
واللافت أن المرشحين الموالين للأسد مثل أرسلان ووهاب وفيصل كرامي واسعد حردان لم يتم التصويت لهم، وجبران باسيل حر في استئناف عقوبته أمام المحاكم الأميركية او في لبنان.
الارتياح الدولي لإجراء الانتخابات في موعدها، قابله في الداخل ردود فعل غاضبة وحادة اللهجة، فقد أقدم مجهولون على إحراق نصب «قبضة الثورة» التي زرعتها جماعات الحراك المدني في ساحة الشهداء في بيروت.
وسجل إطلاق نار كثيف في بلدة دير الأحمر، ابتهاجا بفوز النائب أنطوان حبشي، الذي اخترق منفردا لائحة ثنائي حزب الله ـ أمل في دائرة بعلبك ـ الهرمل، ومثل ذلك حدث وعلى نطاق أوسع في مدينة طرابلس، وكانت الحصيلة 7 إصابات بالرصاص الطائش.
أما على مستوى تصعيد اللهجة، فقد أثار تصريح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، مخاوف من خطوات يعدها الحزب، ردا على خسارة كبار داعميه لدى الطوائف او الأحزاب الأخرى، القلق على المستويين السياسي والديبلوماسي، رعد قال: نرتضيكم خصوما في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبلكم دروعا للإسرائيلي ولمن وراء الإسرائيلي.
وقال في حفل استقبال في النبطية متوجها الى الفريق الآخر: عليكم التعاون معنا وإلا فمصيركم العزلة وإياكم أن تخطئوا الحساب.
من معراب رد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بالقول: سنكمل المواجهة بكل الطرق السلمية والديموقراطية، داخل المجلس النيابي.
النائب أنطوان حبشي قال من جهته: لدينا كل القدرة على المواجهة ولا خوف، ولا شك أننا سنشكل حكومة أكثرية إذا كانت هناك أكثرية، ولن نقبل بحكومة بلا معنى.
رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قال لقناة «ال بي سي»: لقد حصل تغيير بالعمق، واذا استمر حزب الله في تهديد اللبنانيين وبفرض من يريد، فإننا نعده بأننا لن نخضع لشروطه ولن نستسلم له أو لغيره، وسندخل في اشتباك سياسي إذا حاول فرض إرادته.
خارطة توزيع القوى السياسية في المجلس النيابي الجديد
بيروت: بعد اعلان وزير الداخلية القاضي بسام مولوي نتائج الانتخابات النيابية في الدوائر الخمس عشرة تظهرت الخارطة شبه النهائية للمجلس النيابي الجديد وفق توزع الكتل النيابية الجديدة مع حلفائها من النواب والمستقلين وممثلي القوى التغييرية، لكن مصادر نيابية لفتت عند إجراء عملية التوزيع والتصنيف هذه الى ضرورة التمييز بين من هم من النواب الحزبيين رشحوا مباشرة بقرارات من قياداتهم، واولئك الذين من المحتمل ان يتوافقوا على تشكيل تكتلات نيابية ستغير في خريطة المجلس، بحسب الوكالة «المركزية».
وفيما يلي التوزيع الجديد للكتل النيابية «بمن فيهم الحلفاء المباشرون»:
نواب القوى التغييرية والمجتمع المدني (15 نائبا) هم: 1ـ ياسين ياسين، 2ـ مارك ضو، 3ـ نجاة عون صليبا، 4ـ حليمة القعقور، 5ـ بولا يعقوبيان، 6ـ سينتيا زرازير، 7ـ ميشال الدويهي، 8ـ الياس جراده، 9ـ فراس حمدان، 10ـ إيهاب مطر، 11ـ فراس أحمد السلوم، 12ـ رامي فنج، 13ـ ابراهيم حسن منيمنة، 14ـ وضاح ابراهيم صادق الصادق، 15ـ ملحم إميل خلف.
٭ الشخصيات المستقلة (11 نائبا): 1ـ نعمة افرام، 2ـ فريد الخازن، 3ـ عبدالرحمن البزري، 4ـ شربل مسعد (لائحة سعد – بزري)، 5ـ ميشال ضاهر، 6ـ ميشال المر، 7ـ جهاد الصمد، 8ـ أشرف ريفي، 9ـ عبد الكريم محمد كباره (لائحة ميقاتي)، 10ـ فؤاد مخزومي، 11ـ نبيل بدر.
٭ نواب حزب الكتائب اللبنانية (4+1): 1ـ سليم الصايغ، 2ـ نديم الجميل، 3ـ سامي الجميل، 4ـ الياس حنكش، اضافة الى جان طالوزيان المستقل على لائحة الكتائب.
٭ نواب التيار الوطني الحر (18): 1ـ ندى البستاني، 2ـ سيمون أبي رميا، 3ـ سليم عون، 4ـ شربل مارون، 5ـ الان عون، 6ـ سيزار أبي خليل، 7ـ غسان عطالله، 8ـ فريد البستاني، 9ـ نقولا صحناوي، 10ـ ابراهيم كنعان، 11ـ الياس بو صعب، 12ـ جبران باسيل، 13ـ جورج عطالله، 14ـ محمد يحيى يحيى، 15ـ جيمي جورج جبور، 16ـ أسعد رامز درغام، 17ـ إدغار طرابلسي، 18ـ سامر التوم.
٭ نواب حزب القوات اللبنانية (20 نائب): 1ـ زياد حواط، 2ـ الياس اسطفان، 3ـ جورج عقيص، 4ـ شوقي الدكاش، 5ـ انطوان حبشي، 6ـ سعيد الأسمر، 7ـ غادة أيوب، 8ـ ملحم الرياشي، 9ـ رازي الحاج، 10ـ جهاد بقرادوني، 11ـ بلال الحشيمي، 12ـ بيار بو عاصي، 13ـ جورج عدوان، 14ـ نزيه متى، 15ـ غسان حاصباني، 16ـ ستريدا جعجع، 17ـ غياث يزبك، 18ـ الياس فؤاد الخوري، 19ـ جميل عبود عبود، 20ـ فادي كرم.
٭ الحزب التقدمي الإشتراكي (9 نواب): 1ـ وائل ابو فاعور، 2ـ فيصل الصايغ، 3ـ هادي ابو الحسن، 4 ـ أكرم شهيب، 5ـ راجي السعد، 6ـ تيمور جنبلاط، 7ـ مروان حماده، 8ـ بلال عبدالله، 9ـ غسان السكاف.
٭ اعضاء المستقبل السابقون (6 نواب): 1ـ وليد البعريني، 2ـ سجيع مخايل عطيه، 3ـ أحمد محمد رستم، 4ـ محمد مصطفى سليمان، 5ـ أحمد الخير، 6ـ عبدالعزيز ابراهيم الصمد.
٭ نواب حركة أمل (15 نائب): 1ـ نبيه بري، 2ـ علي خريس، 3ـ عناية عزالدين، 4ـ علي عسيران، 5 ـ ميشال موسى، 6ـ غازي زعيتر، 7ـ قبلان قبلان، 8ـ فادي علامة، 9ـ علي حسن خليل، 10ـ أشرف بيضون، 11ـ أيوب حميد، 12ـ هاني قبيسي، 13ـ ناصر جابر، 14ـ قاسم هاشم، 15ـ محمد خواجة.
٭ نواب حزب الله (13 + 3 متحالفون): 1ـ علي عمار، 2ـ رامي أبو حمدان، 3ـ حسين جشي، 4ـ حسن عز الدين، 5ـ رائد برو، 6ـ حسين الحاج حسن، 7ـ ايهاب حمادة، 8ـ علي المقداد، 9ـ ابراهيم الموسوي، 10ـ محمد رعد، 11ـ حسن فضل الله، 12ـ علي فياض، 13ـ أمين شري.
والمتحالفون مع حزب الله هم: 1ـ جميل السيد، 2ـ ينال الصلح، 3ـ ملحم الحجيري.
٭ نواب حزب الطاشناق (3 نواب): 1ـ هاغوب ترزيان، 2ـ هاغوب بقرادونيان، 3ـ جورج بوشكيان.
٭ نائبا حركة الاستقلال (نائبان): 1ـ ميشال معوض، 2ـ أديب عبد المسيح
٭ نائب التنظيم الشعبي الناصري (نائب 1): 1ـ أسامة سعد
٭ نائب حزب الإتحاد (نائب 1): 1ـ حسن مراد
٭ نائب حزب الوطنيين الأحرار (نائب 1): 1ـ كميل شمعون.
ـ تيار المردة (نائبان): 1ـ طوني فرنجية، 2ـ وليم طوق.
٭ نائبا المشاريع (2 نواب): 1ـ عدنان طرابلسي، 2ـ طه عطفت ناجي.
ـ نائب الجماعة الإسلامية (نائب 1): 1-عماد الحوت
الانباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.