فادي كرم : فخامة الرئيس، انت تروك موقعك والباقي علينا
رأى أمين سر تكتل الجمهورية القوية المرشح عن المقعد الارثوذكسي في دائرة الشمال الثالثة الكورة د ..فادي كرم، ان كلام رئيس الجمهورية ميشال عون أمام المجلس الجديد للرابطة المارونية، بأنه «لن يترك موقعه الا ويكون قد كشف عن كل فاسد»، فيه من الدقة بقدر ما في الجنة من موطئ قدم لإبليس، لأن من ترك البلاد خلال خمس سنوات ونصف السنة، تنهار بمشيئة سلاح حليفه حزب الله، لن يتمكن خلال الستة أشهر المتبقية من عهده، من الكشف عن الفاسدين وإدخالهم الى السجون. ولفت كرم في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن رئيس الجمهورية يدرك أكثر من سواه، ان القضاء هو الوحيد المخول مكافحة الفساد والفاسدين، إلا أنه تحول في ظل عهد الإصلاح والتغيير الى قضاء استنسابي تديره قاضية البلاط، وتسهر من خارج صلاحياتها على ملاحقة خصوم السلطة، علما أن أوجه الفساد عديدة، لا تنحصر فقط بوجود سارقين للمال العام، إذ إن تجميد التعيينات القضائية لمنفعة خاصة، وعرقلة قانون استقلالية القضاء، وتغطية السلاح غير الشرعي، والتحالف مع أجندات إقليمية، بهدف تحقيق مكاسب حزبية وسلطوية، هو فساد سياسي لا يقل رداءة عن الفساد المالي. واستطرادا، لفت كرم الى أن الرئيس عون يمارس دوره كما لو كان في نظام رئاسي، «وبدو يعمل رئيس»، فمن توليه قيادة الجيش في العام 1984، الى ترئيسه الحكومة العسكرية في العام 1988، كان هدفه الوحيد والاوحد اعتلاء سدة الرئاسة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف دمر لبنان بين العامين 1988 و1990 تحت مسمى التحرير والإلغاء، وعطل مع حليفه حزب الله الاستحقاق الرئاسي لسنتين ونصف السنة، أما وقد حقق مبتغاه في العام 2016، عاد ليكرر النهج التدميري نفسه في سبيل ترئيس الصهر، إنما هذه المرة بالارتكاز على تحالفه مع سلاح الدويلة وفسادها، ما يعني من وجهة نظر كرم، أنه لا يمكن لا للرئيس عون ولا لأي رئيس آخر أن يقود معركة إصلاح البلاد، طالما يحمل مشروعا شخصيا وحزبيا وعائليا، كفى وعودا واهمة.
وانطلاقا مما تقدم، أكد كرم أن الوعود البراقة والمواقف الاستقطابية، ما عادت تنطلي على الناخبين، فإصلاح الدولة ومحاربة الفساد يبدأ من الداخل الى الخارج، وبالتالي كان أولى بالرئيس عون، وفيما لو أراد فعلا طمأنة الناس الى جدية كلامه، أن يسلط الضوء أولا على وجوب تصحيح المسار القضائي، والحرص على تنفيذ مذكرات التوقيف بحق قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تطبيقا لمبدأ العدالة، ومن ثم لفت نظر القضاء الى مسؤولياته حيال ملفات الفساد العديدة وأولها الكهرباء، وبالتالي إقرار التعيينات القضائية، لا أن يطلق وعودا واهمة اقل ما يقال فيها إنها ممجوجة ومكشوفة للرأي العام عموما والناخبين خصوصا.
هذا، وأشار كرم الى أن ما كان ينقص موقف الرئيس عون حول تأكيده أن عهده لن ينتهي قبل الكشف عن الفاسدين، سوى تزامنه مع موقف النائب محمد رعد الذي أكد فيه انه «بإمكان حزب الله معاقبة الفاسدين»، ما يعني ان حزب الله نصب نفسه مكان القضاء لمعاقبة الفاسدين الذين ستكشف عنهم الرئاسة، تماما بمثل ما نصب نفسه بقوة السلاح الإيراني، بانيا للدولة وحاميا لها، متمنيا ألا تكون معاقبته للفاسدين، استنسابية على طريقة قاضي الممانعة في القضاء العسكري، وقاضية القصر في القضاء المدني.
وختم قائلا: «فخامة الرئيس، انت تروك موقعك والباقي علينا».
الانباء – زينة طبّارة
Comments are closed.