“الحزب” يُجاهد لتوحيد باسيل وفرنجية.. و”عقدته” قوة “القوات”
يتردّد كثيراً في دائرة الشمال الثالثة عن محاولات حثيثة يقوم بها «حزب الله» لجمع حلفائه المسيحيين وتجنيدهم من أجل التوحّد في لائحة واحدة في محاولة لمواجهة «القوات اللبنانية» وبقية القوى المناهضة له في عقر دارها.
يضع «حزب الله» نصب عينيه معركة إسقاط «القوات» وتسجيل أهداف في مرماها خصوصاً في المناطق والدوائر التي تعتبر «معقلها»، فهو يدرس كل خياراته في دائرة بعلبك – الهرمل من أجل إسقاط مرشحها النائب طوني حبشي، إما بمنع لائحة «القوات» من الوصول إلى الحاصل أو عبر إغراق مرشحه الماروني بالأصوات التفضيلية الشيعية ليسبق حبشي، وقد ينفّذ هذه الإستراتيجية إذا ضمن عدم تحقيق لائحة «القوات» خرقاً في أحد المقاعد الشيعية.
لكن تركيز «حزب الله» الكبير ينصبّ على دائرة الشمال المسيحي التي تضم أقضية الكورة، البترون، زغرتا، بشري، وتعتبر معقل «القوات»، ففي هذه الدائرة كان حليفا «الحزب» المسيحيان، أي رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ورئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية يتصارعان، ووفق المعلومات، فقد قام «حزب الله» منذ أكثر من شهرين بمبادرة لجمعهما لكن هذه المبادرة باءت بالفشل.
والجديد في هذا السياق، أن محاولات «حزب الله» تجدّدت قبل 4 نيسان، موعد إنتهاء تسجيل اللوائح، أما الأسباب الموجبة لمثل هكذا تحرّك فتتمثّل برغبة «الحزب» في توحيد «المردة» و»التيار» من أجل ضمان مواجهة قوية ضدّ لائحة «القوات».
أما السبب الثاني فيكمن في أن تشتت أصوات مسيحيي «حزب الله» سيؤثّر سلباً على النتائج والتي قد تذهب لمصلحة لائحتي «القوات» وتحالف ميشال معوّض ـ مجد حرب – «الكتائب».
وبالنسبة إلى السبب الثالث لاستعجال «حزب الله» حراكه فهو أن باسيل في أزمة كبرى في دائرة الشمال الثالثة، وتفاقمت هذه الأزمة بعد خسارته المرشح وليم طوق في بشري وتوحّد الحزب «السوري القومي الإجتماعي» حول النائب سليم سعادة في الكورة الذي يتحالف مع فرنجية، وبالتالي فقد خسر أصوات القوميين في المتن والكورة، من هنا أصبح مقعده في خطر وقد لا يستطيع تأمين الحاصل.
وأمام كل هذه الوقائع، يتدخّل «حزب الله» بشكل مباشر من أجل إنقاذ باسيل وإعادة مدّ الجسور بينه وبين فرنجية، وإذا تمّ هذا الأمر، فإن أصوات «المرده» ستجتمع مع العونيين والقوميين السوريين ووليم طوق، عندها يضمن «حزب الله» فوز باسيل واحتفاظ فرنجية بكتلته.
وقد تحمل الساعات المقبلة مفاجآت في هذا الشأن، وعلى رغم أن باسيل متحمّس بشدّة لمثل هكذا حلف، إلا أن فرنجية ما زال يدرس الخيارات ولم يحسم جوابه، فهو من جهة لا يريد أن يعطي جائزة مجاناً لباسيل إلا إذا تعهّد دعمه في معركة رئاسة الجمهورية، ومن جهة ثانية لا يرغب في إغضاب «حزب الله» والتصرّف عكس رغبته كي لا يخسر أي امل بدعم «الحزب» له رئاسياً.
إذاً، نزل «حزب الله» مباشرةً إلى أرض المعركة في دائرة الشمال الثالثة، وفي حال نجحت مساعيه فإن كل المعادلات والعناوين الإنتخابية قد تتغير في هذه الدائرة، عندها يكون خطر «حزب الله» قد دقّ أبواب «الشمال الثالثة» حقاً.
وفي السياق، يتمّ التداول بلائحة من المفترض أن تتشكّل في حال نجحت مساعي «حزب الله» بجمع حلفائه وتضمّ الأسماء الآتية:
زغرتا: طوني فرنجية وإسطفان الدويهي عن «المرده» وبيار رفول عن «التيار».
بشرّي: وليم طوق ومرشح آخر يتمّ اختياره.
الكورة: سليم سعادة عن «السوري القومي»، جورج عطالله عن «التيار» وفادي غصن عن «المرده».
البترون: جبران باسيل ووليد حرب عن العونيين، في وقت يتمّ الحديث عن مقايضة بين ترشيح رفول في زغرتا ومرشح «المرده» جوزف نجم عن البترون.
ألان سركيس – نداء الوطن
Comments are closed.