مواجهة دبلوماسية بين سفيري أوكرانيا وروسيا على الأرض اللبنانية: افتخار بعد العتب
بعد يوم واحد على خروج السفير الروسي في بيروت الكسندر روداكوف عن صمته، واعتباره أن “بيان وزارة الخارجية اللبنانية لا يراعي العلاقات التاريخية بين البلدين، لكنه لن يؤثر كثيراً على هذه العلاقات”، سُجلت إطلالة للسفير الأوكراني في لبنان إيغور أوستاش يبدي في خلالها افتخاره بلبنان الذي كما قال “دان برغم ظروفه الصعبة اجتياح الأراضي الأوكرانية ودعا روسيا إلى وقف العمليات العسكرية فوراً”.
وكشف “أن سفارة أوكرانيا استضافت اجتماعاً لسفراء مجموعة الدول السبع الكبرى والاتحاد الأوروبي في لبنان، الذين حضروا للتعبير عن تضامنهم ودعمهم للشعب الأوكراني في قتاله ضد العدوان الروسي. وأشاد الدبلوماسيون ببيان الخارجية اللبنانية الصادر في 24 شباط 2022 بشأن العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وفي ما يشبه مواجهة دبلوماسية بين السفيرين على الأرض اللبنانية، رأى أوستاش “أن العدوان الذي تمارسه روسيا ضدّ بلاده يعتبرُ شاملاً وليس محدوداً”، واصفاً نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ”المُجرم”، ومشيراً إلى أن “ما من أحد توقع الصمود البطولي للجيش الأوكراني ضدّ الهجمة العسكرية التي تتعرض لها بلاده من روسيا”. وأضاف “المهم في الأمر، أن العالم كله يدعمنا. التحالف الدولي للدفاع عن أوكرانيا والسلام يزداد قوة كل يوم. وتضم حتى الآن 73 دولة و 9 منظمات دولية”.
وبعد سلسلة مواقف لحزب الله استهجن بيان الخارجية اللبنانية، كان رد من “لقاء سيدة الجبل” برئاسة النائب السابق فارس سعيد الذي استغرب ما سمّاها “الاستفاقة الانتقائية لـحزب الله والنائب جبران باسيل على سياسة النأي بالنفس عندما تغزو روسيا أوكرانيا، حيث اعتبرا أن بيان الخارجية يضرّ بالمصلحة الوطنية، في حين أن الميليشيات الإيرانية الولاء والأداء تتدخل غازية من سوريا إلى اليمن، وفيما نجح رئيس التيار العوني يوم كان وزيراً للخارجية في تدمير العلاقات اللبنانية العربية ما ساهم بعزل لبنان عن محيطه العربي، ناهيك عن وضعه في مواجهة الشرعية الدولية”.
وأعلن اللقاء “موقفه الواضح ضد غزو أوكرانيا واحتلالها من قبل روسيا أياً تكن الاعتبارات الاستراتيجية”، وقال “نحن الذين نعاني من احتلال إيراني لبلدنا لا يمكننا إلا أن ندين احتلال روسيا لأوكرانيا”.
في المقابل، وبعد الانتقادات التي وجّهت إلى حزب الله على خلفية صمته المطبق وعدم استغرابه تنازل العهد عن الخط 29 في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أن الأمريكي الوسيط في التنقيب عن الغاز في لبنان، جاء إلى لبنان في الأيام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين. ولكي نتمكن من التنقيب في مياهنا الإقليمية لاستخراج الغاز ونسدّد بثمنه ديوننا، يقول لك انت ستحفر بالماء ومن الممكن أن يكون حقل الغاز مشتركاً بينك وبين الإسرائيلي”. وأضاف رعد: “نحن نقول، إننا سنبقي غازنا مدفونا في مياهنا إلى أن نستطيع منع الإسرائيلي من أن يمد يده على قطرة ماء من مياهنا. لسنا قاصرين، وليعلم العدو ومن يتواصل معه، وسيطاً وغير وسيط، أن الإسرائيلي لن يتمكن من التنقيب عن الغاز في جوارنا ما لم ننقّب نحن عن الغاز ونستثمره كما نريد، و”ليبلطوا البحر”. وختم “إذا لم تكن قوياً من أجل ان تنقذ حقك فلن ينفعك الدعم من كل الدول”.
تزامناً، كانت جولة في بيروت لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد مهدي اسماعيلي الذي يزور لبنان على رأس وفد من الوزارة لافتتاح “الأسبوع الثقافي الإيراني في لبنان”، وشملت الجولة رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
واكد اسماعيلي للمسؤولين اللبنانيين “أن الحكومة الإيرانية الجديدة تضع نصب عينيها سياسة خارجية منفتحة بناءة تقوم على إقامة أفضل جسور الثقة والتلاقي والحوار مع دول المنطقة بشكل عام والدول الصديقة والشقيقة بشكل خاص”، معتبراً أن “تعزيز أواصر التعاون والتلاقي البناء بين دول المنطقة يؤمن لها الأمن والاستقرار من جهة، كما يغنيها ويبعدها عن تدخلات الدول الخارجية من جهة أخرى”.
وإذ عرض الوزير إسماعيلي لتأثير العقوبات المفروضة على بلاده، و أشار إلى “النجاحات التي حققتها، موضحاً “أن محادثات فيينا تسير بشكل إيجابي ما يمكن أن يساعد في التوصل إلى اتفاق إيجابي وبناء”.
“القدس العربي”
Comments are closed.