لا جلسات للبرلمان قبل فك أسر مجلس الوزراء.. والحزب ينعى المفاوضات مع صندوق النقد الدولي
التحرك الدولي مستمر في بيروت، الموفد الفرنسي بيار دوكان من جهة وغير بيدرسون، مبعوث الأمم المتحدة الى سورية من جهة ثانية، الأول يتحرك على إيقاع تمهيد السبل لتأمين التفاهم بين لبنان وبين صندوق النقد الدولي. والثاني، يستطلع أوضاع النازحين السوريين في لبنان. وثمة متحرك ثالث دخل على الخط اللبناني دون استئذان هو خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، المفترض وصوله الى بيروت اليوم. لكن على أرض الواقع اللبناني، الصورة قاتمة، فمع كل 48 ساعة، هناك حالة انتحار ليائس، أو جريمة قتل بقصد السرقة او السلب، ناهيك عن أعمال الخطف من أجل الفدية، باتجاه الحدود الشرقية الفالتة مع سورية.
وبموازاة ذلك، هناك قفزة يومية للدولار الأميركي على حساب الليرة اللبنانية، بمعدل ألف ليرة كل 24 ساعة، أما عن مسار الأسعار فحدث ولا حرج.
وفي السياق أعلن الرئيس ميشال عون ان الانتخابات النيابية ستحصل، بيد انه قال إن «الأمر الذي غيرته هو تاريخ اجرائها من 27 مارس الى 8 او 15 مايو، ونحن سنتفق على ذلك».
وأكد انه يؤيد الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء حتى ولو تمت مقاطعتها، «وبتنا امام وجوب الاختيار بين السياسة والقضاء، فلمن الغلبة؟ للصفة التمثيلية ام القضائية؟»، مشددا على انه لا يمكن ابقاء الحكومة معطلة، فهناك امور تحتاج الى البت بها، ومنها مثلا اقرار الموازنة لتسهيل مسائل الكهرباء وغيرها من المواضيع.
وأوضح عون خلال لقائه نقابة المحررين ان التفاهم قائم بشكل كبير مع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، وان وجود اختلاف في الرأي احيانا لا يعني الخلاف ويجب الا يسمى بذلك. اما عن العلاقة مع حزب الله، «فهناك امور يجب ان تقال بين الاصدقاء، ونحن ننادي بما يقوله الدستور، لأن عدم احترامه يعني ان تسود الفوضى». وأمل رئيس الجمهورية بعد هذه الاحداث، نهاية حقبة معينة تخطى عمرها الـ30 سنة، وباتت تحتاج الى تغيير، وأضاف «يجب تغيير المتحاورين ولو كنت انا من بينهم».
بالمقابل، فإن الجمود السياسي، يحد من فرص التقدم الملموس، فثنائي أمل وحزب الله يعطلان جلسات مجلس الوزراء، بالمقابل يعطل ثنائي رئيس الجمهورية ميشال عون وجبران باسيل نصاب جلسات مجلس النواب!
واكثر من ذلك فإن مجلس النواب الذي تنهي دورته العادية نهاية هذا الشهر، قد تنتهي معها ولايته في مارس المقبل منذ الآن، ما لم يوافق عون على فتح دورة استثنائية قبل آخر هذا الشهر، وهو لن يفعل على ما يبدو، طالما بقي «الثنائي» معطلا لمجلس الوزراء.
وحزب الله الذي بدأ يتوجس من مواقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الأخيرة، انتقده علانية أمس، من خلال مقدمة نشرة اخبار قناة «المنار» بداعي انه يعلق الحكومة على «قاض مستبد»، ويرفض ما يسمى التدخل بعمل القضاء.
النائب علي فياض، عضو كتلة الوفاء للمقاومة، نعى المفاوضات مع صندوق النقد، مؤكدا انها لن تفضي الى نتائج عملية، وخلافا لرأي دوكان الذي يريد إنجازها قبل الانتخابات النيابية، يرى فياض انها مؤجلة الى ما بعد هذه الانتخابات.
في هذه الأثناء، أعلنت حركة «حماس» في لبنان عن الغاء حفل الاستقبال الذي كان مقررا اقامته اليوم في بيروت، وذلك نظرا للأوضاع التي استجدت في مخيم البرج الشمالي.
وبالمقابل، علمت «الأنباء» ان مكتب «حماس» في بيروت، طلب مواعيد من شخصيات دينية وحزبية لرئيس مكتبها السياسي في الخارج خالد مشعل، اعتبارا من اليوم، حيث يفترض وصوله الى بيروت.
المصادر المتابعة، توجست من انعكاسات هذه الزيارة اكان على مستوى الواقع اللبناني المأزوم، او على المستوى الفلسطيني، قياسا على الأحداث التي شهدها المخيم الواقع ضمن نطاق القرار الدولي 1701 الذي يحظر وجود السلاح غير الشرعي.
الأنباء – عمر حبنجر
Comments are closed.