الامين العام للاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي: للاتعاظ من تجارب أوهام الدعم الاميركي

قال الامين العام للاتحاد المسيحي اللبناني المشرقي المحامي فرنسوا العلم في بيان، “بالرغم من الرواية الدقيقة التي فند فيها الرئيس الراحل سليمان فرنجيه تفاصيل لقائه مع مساعد وزير الخارجية الاميركي دين براون في بدايات حرب ال75 والتي تضمنت تفاصيل العرض الاميركي لترحيل المسيحيين عن لبنان، واظب المروجون للخيار الاميركي والرافضون لتنويع الخيارات السياسية والاقتصادية الخارجية، على تجاهل ذلك العرض او تسخيف مضمونه والتقليل من خطورته ودلالاته، مع انه صادر عن مسؤول رسمي اميركي رفيع المستوى وموجه الى أرفع مسؤول رسمي في لبنان رئيس الجمهورية. إلا ان تلك المحطة التاريخية المهمة لم تكن الوحيدة التي تؤكد على خطورة السياسات الخارجية الاميركية تجاه لبنان، ومخاطر الاعتماد عليها خصوصا في المحطات المصيرية كالتي نعيشها اليوم”.

أضاف: “بغض النظر عن الأمثلة العديدة لتخلي الاميركيين عن اصدقائهم والتزاماتهم من فيتنام الى أفغانستان، وبالعودة الى لبنان، لا بد من تذكير المروجين للخيار الاميركي من سياسيين وما بات يعرف اليوم بمنظمات المجتمع المدني، بإحدى تلك المحطات التي ما زلنا نعاني من نتائجها الكارثية الى اليوم. بعيد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في العام 1982، لم توفر الإدارة الاميركية جهدا او فرصة إلا واستغلتها للتأكيد على مساعدتها ودعمها للبنان لدفعه الى اعتماد الخيار الاميركي، فأرسلت الموفدين ووعدت بالمساعدات الاقتصادية والعسكرية. وأعلن الرئيس الاميركي رونالد ريغن من البيت الأبيض وبحضور الرئيس امين الجميل، جملته الشهيرة “يمكن للبنان الاعتماد على دعمنا”.

وتابع: “لن نستفيض في وصف الحماسة التي ولدها هذا التصريح عند فريق واسع من اللبنانيين وفي مقدمتهم الرئيس امين الجميل بالذات، الذي اتبعه بتصريح حماسي حول ارتداد القذائف المتساقطة علينا الى دمشق، وأمضى كامل عهده في معالجة تداعيات ذلك التصريح. إلا ان الهجوم العسكري المعادي الذي انطلق في 3 أيلول 1983 على المناطق الشرعية والحرة، أي بعد اقل من ستة أسابيع على تصريح الرئيس ريغن، فضح عدم جدية الدعم الاميركي، فقد ادى ذلك الهجوم الى اجتياح واحتلال وتدمير مئات القرى في مناطق بعبدا وعاليه والشوف وصولا الى شرق صيدا، وقتل وتشريد وتهجير مئات الآلاف من ابنائها، والذي كاد ان يؤدي الى سقوط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع لولا موقف العقيد ميشال عون التاريخي الذي طلب من الرئيس امين الجميل البقاء في بعبدا ومن قائد الجيش البقاء في اليرزة، وتمكن من الصمود مع اللواء الثامن في جبهة سوق الغرب. وانتهى ذلك الوعد الاميركي بدعم لبنان بانسحاب كامل للجيش الاميركي من لبنان في 22 تشرين الاول 1983، على اثر التفجير الذي استهدف مقر المارينز على طريق المطار، اي بعد اقل من أربعة اشهر على تصريح الرئيس ريغن”.

واعتبر ان “التذكير بهذه المحطة وبالكثير من مثيلاتها، هو واجب على كل من عايش تلك التجارب، بهدف تحذير من جرب اوهام الدعم الاميركي من تكرار التجربة، ولتلافي العواقب الكارثية المحتملة لتلك التجارب استنادا الى المعطيات الثابتة والعلنية التي لا تقبل التأويل، ولتوعية الشباب اللبناني الذي لم يعش تلك التجارب المرة من تاريخنا، ولحمايتهم من عمليات التغرير الممنهج الذي يتعرضون له من بعض الجهات، بغية استغلال اندفاعهم وحماستهم لتنفيذ خطط ومشاريع مدفوعة الثمن في أسواق المصالح الكبرى والارتزاق”.

وختم: “ان انخراط اي فريق في مواجهات مع طرف معاد لاميركا وبتشجيع اميركي، في الوقت الذي كانت فيه اميركا على تفاهم مع ذلك الطرف المعادي وهي تجهد حاليا للعودة الى التفاهم معه، هي مخاطرة كبيرة ستؤدي استنادا الى التجارب المعروفة الى تخلي الجانب الاميركي عن الفريق التابع لها لحظة التوصل الى اتفاق، هذا اذا لم يكن هذا الفريق جزءا من الثمن الذي قد تدفعه اميركا ثمنا للاتفاق. هذا ما حصل سابقا وما سيحصل لاحقا، فاتعظوا”.

مسؤلية الخبر: إن موقع "سيدر نيوز" غير مسؤول عن هذا الخبر شكلاً او مضموناً، وهو يعبّر فقط عن وجهة نظر مصدره أو كاتبه.

Comments are closed.