حكومة «معاً للإنقاذ» إلى الثقة يوم الإثنين.. وعون يعد بالتعويض عما فات في السنة الأخيرة من ولايته
فتح رئيس مجلس النواب نبيه بري الخط السريع للثقة أمام حكومة «معا للإنقاذ»، من خلال تحديده يوم الاثنين المقبل موعدا لمناقشة بيانها الوزاري من قبل مجلس النواب، تمهيدا للتصويت على الثقة بها، شبه المضمونة.
وتعقد الجلسة في المقر المؤقت للمجلس في قصر الأونيسكو صباح ومساء ذلك اليوم لضمان إتمام المناقشة والثقة في جلسة واحدة.
وكانت حكومة ميقاتي عقدت جلسة مطولة يوم الخميس أقرت فيها مسودة البيان الوزاري بعد إدخال تعديلات طفيفة عليه وذلك بمراجعة من رئيس الجمهورية ميشال عون، الذي فاجأ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بطلبه تغيير شعارها، لأن «العزم والأمل» يوحيان وكأن الحكومة لتيار العزم ولحركة أمل، وحثه لإضافة التيار الحر إلى هذه الثنائية، لكن الرئيس ميقاتي اقترح شعار «معا للإنقاذ».
وكان الرئيس عون أبلغ أعضاء الاتحاد العمالي العام انه يعاني مما يعاني منه عمال لبنان، ولو كان يعيش في قصر بعبدا، وانه معهم في صرختهم المطالبة بحقوقهم.
ولم يكن هناك من جواب مباشر من أركان الاتحاد الذين تساءلوا لاحقا: أين كان الرئيس عون خلال السنتين الأخيرتين فيما اللبنانيون يعانون الأمرين، أمام المصارف والأفران والمستشفيات والصيدليات ومحطات المحروقات؟
الرئيس عون، بعد توقيع عقد التدقيق الجنائي مع شركة «الڤاريز ومارسال»، اكد «ان التدقيق المالي الجنائي في حسابات مصرف لبنان هو خطوة نوعية في مسيرة التزام قواعد الشفافية ومكافحة الفساد والإصلاح والمساءلة والمحاسبة».
وقال «أطمئن اللبنانيين ان السنة الأخيرة من ولايتي ستكون سنة الإصلاحات الحقيقية، بعدما تعذر تحقيق ذلك».
بدوره، كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر تويتر: «لم نعد نعلم من أين تأتي قوافل المازوت والبنزين والنفط. كترو المحبين إلى درجة قد نصبح فيها بلدا مصدرا للنفط دون ترسيم حدود ودون تنقيب لا شمالا ولا جنوبا ولا بحرا ولا برا».
وعقب الحصول على الثقة، تدخل الحكومة اختبار تنفيذ الوعود، وبعد الإصلاحات المالية والهيكلة تغدو الانتخابات النيابية، وهي الاستحقاق الأهم في برنامج عمل الحكومة الميقاتية، دون شك، لكن العلاقات اللبنانية ـ العربية تبقى التحدي الأول لهذه الحكومة، وفق ما صدر عن رئيسها فور إذاعة مراسيم التأليف.
وما بدا بعد أسبوع من صدور مراسيم التأليف انه ما من اتصال من دولة عربية أو سفارة عربية تحمل عنوان التهنئة بالحكومة، وما من زيارة أو زائر عربي لرئيس الحكومة أو لرئيس الجمهورية في هذا الإطار، لا بل ان بعض السفراء العرب غادروا بيروت قبل تشكيل الحكومة وبعدها، وأوضحت المصادر لـ «الأنباء» ان هناك سفراء عرب انتهت فترة عملهم في لبنان، ولم تستبدلهم حكوماتهم، تجنبا لتقديم أوراق الاعتماد للمرجعيات اللبنانية القائمة.
ورأت هذه المصادر ان تجاهل مجلس الوزراء اللبناني، في جلسته الأولى، أول من أمس قوافل النفط الإيراني المنقولة بالصهاريج، وعبر المعابر غير الشرعية، تحت عين السلطة ورعاية حزب الله، أرخى بظلال من الشك على سيادية الدولة اللبنانية، بمعزل عما جاءت به هذه الصهاريج، أو أخذته في طريق العودة، كما يزعم المشككون.
وسيكون على حكومة «معا للإنقاذ» مواجهة ارتدادات التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت، مع إصدار المحقق العدلي مذكرة إحضار بحق رئيس الحكومة السابق حسان دياب، ومذكرة توقيف غيابية بحق الوزير السابق يوسف فنيانوس، ما يوحي بأن النواب المحسوبين على الرئيس بري مهددون بالمصير ذاته بعد انتهاء الدورة النيابية قريبا، حيث يغدون بلا حصانة، ما قد ينعكس، بل سينعكس، سلبا على انتظام عمل الحكومة، والدليل ما حصل بين الوزراء المحسوبين على الرئيس عون والوزراء المحسوبين على الرئيس بري، في إحدى جلسات لجنة صياغة البيان الوزاري، حول صلاحية المحقق العدلي وصلاحية المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء والنواب.
وضمن التحديات التي ستواجهها حكومة ميقاتي، التعيينات في المراتب العليا والتي يفترض ان تسبقها إقالات تشمل عددا من كبار الموظفين، من ذوي الأهلية لبلوغ المركز الدستوري الأول، وفي طليعتهم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الأمر الذي دونه عقبات، يمكن ان تفجر الحكومة من الداخل.
المصادر المتابعة تضع ضمن مصاعب الحكومة الميقاتية التدهور الملحوظ في العلاقات الأميركية ـ الفرنسية، بعد المفاجأة غير السارة لباريس بإلغاء أستراليا عقود بناء غواصات في فرنسا، كما تقول المصادر الفرنسية، ودون توضيح الأسباب، وما إذا للتفاهم الفرنسي ـ الإيراني، في لبنان والعراق، علاقة بالخطوة الأسترالية.
في هذه الأثناء، توجه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بالشكر إلى الحكومة العراقية «لدعمها لبنان ووقوفها إلى جانبه في هذه الظروف الصعبة، لتزويده لبنان بالنفط العراقي»، ولوحظ عدم تطرق الرئيس ميقاتي إلى موضوع النفط الإيراني الذي أثار غياب وزارة الطاقة عن مشهد استيراده، استغراب خلدون الشريف المقرب من الرئيس ميقاتي في تغريدة له أمس.
الأنباء ـ عمر حبنجر
Comments are closed.