لبنان على شفا الدمار
تحت العنوان أعلاه، كتب نيكولاي بلوتنيكوف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”، حول الانهيار المحدق بلبنان.
وجاء في مقال بلوتنيكوف، مدير مركز المعلومات العلمية التحليلية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية:
حالت الخلافات بين الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، حول هيكل الحكومة، دون تشكيل حكومة على مدى أربعة أشهر. فشد الحبل بين الخصوم السياسيين لا يؤدي إلا إلى مزيد من تفاقم الوضع في البلاد، في جميع القطاعات تقريبا: الاقتصادي، والمصرفي، والطبي.
وبحسب بعض الخبراء اللبنانيين، أدى خطاب بطريرك الكنيسة المارونية بشارة بطرس الراعي، في الـ 27 فبراير، إلى جولة جديدة من التصعيد. فقد أعلن الراعي، على وجه الخصوص، عن ضرورة عقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة لضمان حياد لبنان وكسر الجمود ونشر سلطة الدولة في جميع أنحاء البلاد ووقف الانقسام. وبحسب البطريرك، فإن اللبنانيين لا يريدون “جيوشاً ومعسكرات” ، والقوة الوحيدة المسؤولة عن حماية البلاد هي الجيش اللبناني.
حزب الله، كما كان متوقعاً، انتقد هذه المبادرة البطريركية المارونية. فعلى ما يبدو، رأت قيادة هذه الحركة الشيعية في كلماته مطلبا من رجل دين معتبر ومؤثر لإخراجها من الميدان السياسي في البلاد. وليس من قبيل المصادفة أن المتجمعين في منزل البطريرك هتفوا: “حزب الله إرهابي!” “اخرجوا إلى إيران!”.
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن دعوات البطريرك الماروني لعقد مؤتمر دولي لإنقاذ لبنان وإعلان حياده لم يدعمها عدد من القوى السياسية الأخرى في البلاد. وهذا يؤكد مرة أخرى انقسام الجمهورية اللبنانية.
وبحسب مصادر معهد الدراسات الشرقية التابع للأكاديمية الروسية للعلوم، اللبنانية، ففي محاولة منه للابتعاد عن التفضيلات الحزبية والدينية، أصبح البطريرك الماروني في الوقت الحالي بالنسبة لكثير من المواطنين في البلاد، بصرف النظر عن انتمائهم الديني، واحدا من الآمال الأخيرة في (إنقاذ) الدولة الآيلة إلى الانهيار.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
Comments are closed.