تأهب أمني لدى السفارة الأميركية.. توتر لقاء «عون – الحريري» التاسع.. وإنذار أوروبي للبنان
العدادات اللبنانية شغالة، ولا حامل ولا حصيلة، فيروس كورونا سجل 2060 إصابة خلال الساعات الـ 24 الفائتة، رغم الإقفال العام، وعداد محاضر الضبط بحق مخالفي منع التجول والمفرد والمزدوج تخطى الـ 15 ألفا، منذ بدء الإجراءات الصارمة السبت الفائت، وعدد اللقاءات البعيدة عن الإعلام بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري بلغ الرقم 9، بلا طائل، بسبب تأرجح عداد الوزراء في الحكومة العتيدة بين 18 وزيرا، يصر عليه الرئيس الحريري، وبين 20 او 24، كما يفضل الرئيس عون، والحلفاء الساعون الى تأمين الثلث المعطل داخل الحكومة.
الرئيس المكلف على صمته، فالسمكة التي تبقي فمها مغلقا لن تطالها صنارة الصياد، وأصوات بعض السياسيين، جعلت حياة اللبنانيين صامتة، وواضح ان الحريري محرج، لا هو قادر على التأليف ولا هو قادر على الاعتذار.
فالمسألة، ليست في عدد الوزراء وحسب، ولا فيمن يسمي الوزراء، ولا حتى في «التدقيق الجنائي» في حسابات مصرف لبنان، الذي يطال الكل، بمن فيهم المطالبون به من باب الرماية على الخصوم.
انما كل هذه العقبات، غايتها في النهاية التغطية على مسألتين: إصرار الرئيس عون على تواصل الرئيس المكلف، مع رئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل في موضوع تشكيل الحكومة، هذا على المستوى الداخلي، وإصرار حزب الله، حليف الرئيس عون، على التمثيل في الحكومة، رغم الرفض الأميركي والتحفظ الأوروبي، وتماهي مصلحة الإنقاذ اللبناني مع هذا الرفض.
المصادر المتابعة، ردت إحجام الحريري عن التواصل مع باسيل، الى كون باسيل لم يسمه، كرئيس مكلف، وأنه وكتلته تركا الأمر لرئيس الجمهورية، والحريري يتواصل الآن مع الرئيس الذي فوضه رئيس التيار باتخاذ الموقف.
السفيرة الفرنسية في بيروت آن غريو وخلال لقائها مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان في زيارة بروتوكولية، أكدت على ضرورة التفاؤل، مهما كانت الصعاب، وأن المساعي مستمرة لإنجاح المبادرة الفرنسية، عبر الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذية منسجمة، بعيدة عن النزاعات السياسية، لتنفيذ الإصلاحات المطلوبة محليا وعربيا ودوليا.
الرئيس السابق أمين الجميل، وصف ما يجري في لبنان اليوم، بالتخلي عن المسؤولية، وفي مكان ما التخلي عن بعض مقومات الدولة، محذرا من أن الكيان اللبناني على المحك.
وقال للفضائية «السريانية» ان حزب الله هو حزب المقاومة الإسلامية في لبنان، وليس حزب المقاومة اللبنانية الإسلامية، اي لا علاقة لهذه المقاومة في لبنان، وهي فقط موجودة جغرافيا فيه، وولاؤها معلن لإيران، وقد أقحمت لبنان بصراعات لا علاقة له بها في سورية والعراق وليبيا وصولا إلى الأرجنتين.
وفي تقرير مفصل لـ «رويترز» من بيروت وباريس، أن القوى الغربية وجهت إنذارا للبنان بالتأكيد على أن لا خطوة بإقالة عثرة هذا البلد، ما لم تتشكل حكومة تتمتع بالصدقية لإنقاذ الوضع فيه وعلى وجه السرعة، وقالت إن صبر فرنسا بدأ ينفد، كما الولايات المتحدة وغيرهما من الدول المانحة، ونقلت عن الموفد الفرنسي باتريك دوريل، قوله: نحن لن ننقذهم ما لم تكن هناك إصلاحات.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «الديار»، القريبة من حزب الله بحسب تصريحات لصاحبها شارل ايوب، عن رفع السفارة الأميركية في لبنان من درجة التأهب الأمني (الإنذار الصامت)، وأن السفيرة دوروثي شيا حصرت مواعيدها بالزيارات الرسمية، وأنه تم استقدام قوات حماية من قبرص.
هذا الواقع حشر الرئيس المكلف سعد الحريري في «زاوية وحدة المعايير» التي يتذرع بها التيار الحر، اذ كيف للحريري، ان يتقبل بحصرية وزارة المال للثنائي الشيعي، مع ترك اختيار الاسم للرئيس نبيه بري، ولا يقبل بوزارة الطاقة للتيار، لا حقيبة ولا تسمية.
هذه المسألة وترت اللقاء التاسع والأخير بين الرئيس عون والحريري في بعبدا، ولو ان الخلاف تظهر حول طرح الحريري على عون ان يسمي اثنين من الوزراء المسيحيين من اصل تسعة، ليتولى هو كرئيس مكلف تسمية الآخرين، بعد استثناء وزير أو وزيري لتيار المردة، وهنا يقال ان اللقاء انتهى على زغل، وتصف مصادر مقربة من بعبدا لقناة «أم تي في» طرح الحريري على عون بالخطوة «التراجعية» وانه لم يثبت بعد على معيار واحد، لا بتوزيع الحقائب ولا باقتراح الأسماء، لا طائفيا ولا سياسيا.
إلى ذلك، عين المجلس العسكري برئاسة قائد الجيش العماد جوزيف عون، العميد الركن طوني قهوجي مديرا للمخابرات في الجيش اللبناني على ان يحال القرار الى وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر لتوقيعه في الساعات المقبلة.
والعميد طوني قهوجي يشغل مركز رئيس «الفرع الفني» في مديرية المخابرات منذ عام 2004، وهو من دورة عام 1994.
إلى ذلك، لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، خلال استقباله قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) الجنرال ستيفانو دل كول أمس، إلى أن «ترسيم الحدود البحرية يتم على أساس الخط الذي ينطلق برا من نقطة رأس الناقورة، استنادا إلى المبدأ العام المعروف بالخط الوسطي، من دون احتساب أي تأثير للجزر الساحلية الفلسطينية المحتلة».
من جهته، أشار دل كول بعد لقائه الرئيس عون، إلى «أننا مرتاحون للمفاوضات الجارية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية».
الانباء ـ عمر حبنجر – داود رمال
Comments are closed.