بو عاصي: كل شخص كان يعرف بوجود المواد في المرفأ يجب ان يحاسب
دعا عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب بيار بو عاصي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى الاستقالة امام تدمير بيروت وما حصل في المرفأ. كما دعا الى محاكمته مع جميع المسؤولين عن ذلك، مشيرا الى ان في لبنان ثمة من يريد ان يكون في السلطة ولكن من دون تحمل أي مسؤولية، وهذا امر مرفوض وليس منطقيا.
وفي مقابلة عبر الـmtv، رأى “ان الانفجار المزلزل في بيروت جاء نتيجة تواطؤ او إهمال او جبن او ربما كل هذه الامور مجتمعة، مشيرا الى ان الاهمال مثبت”. اضاف: “ان يعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون انه أجرى إحالة بعد علمه منذ 20 تموز بوجود 2700 طن من نيترات الامونيوم في المرفأ، وان يقول الا سلطة له على المرفأ فيما شعبه وعاصمته معرضان للخطر، امر غير مقبول. هو قبطان السفينة والمسؤولية تبدأ من رأس الهرم”.
كما اعرب بو عاصي عن صدمته “حين رفض رئيس الجمهورية تحقيقا دوليا بانفجار بيروت تحت ذريعة منع المس بالسيادة”. واردف: “هناك سيادة واحدة هي سيادة حياة الانسان وكرامته ولا سيادة تعلو فوقها. عظيم يريد تحقيقا محليا؟! لقد رأينا اين وصل التحقيق المحلي باغتيال بيار الجميل وجبران تويني وجورج حاوي وانطوان غانم وكل الشهداء، الملفات فارغة”… “ابناؤنا قتلوا وجرحوا، جنى العمر طار، الدولار اصبح بـ10 آلاف ليرة، لا يمكن للبنانيين سحب أموالهم، ما المطلوب بعد؟”.
وتوجه الى الرئيس قائلا: “هل قادر ولديك النية على التأكد من شروط التخزين في كل مستودعات المتفجرات في لبنان كي لا يتكرر مشهد بيروت؟ هل تدرك جميع مواقعها اساسا؟ ان كنت غير قادر مشكلة وان كنت تدرك ولا تقوم بذلك مشكلة اكبر”.
أما عن طرح امين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله استلام الجيش اللبناني التحقيق، اجاب: “أكبر موقف تضليلي هو ربط التحقيق المحلي بثقتنا بالجيش اللبناني، وهنا اسأل: هل ستتركون الجيش يحقق، ام انكم ستتدخلون في التحقيق في كل ثانية كما تدخلتم مع القضاء والاجهزة في مسلسلة اغتيالات شهداء “ثورة الارز”؟ “نحنا منعرفكم يا شباب” والمنظومة القائمة في لبنان غير قابلة للثقة”.
اضاف: “كل شخص كان يعرف بوجود هذه المواد في مرفأ بيروت يجب ان يتحمل المسؤولية ويحاسب. وإذا كان العنبر لحزب الله عليه تحمل المسؤولية ومعه من خاف وتقاعس عن حل هذا الامر. انا لا معطيات لدي لذا اطالب ان يذهب التحقيق الى نهاياته. اعددنا عريضة للمطالبة بتحقيق دولي، ولكن للأسف الى اليوم لم يوقع احد عليها الا اعضاء تكتل الجمهورية القوية، فحتى الآن القضاء اللبناني تخاذل في أمور كثيرة، كملفات الاغتيالات.”
وردا على سؤال عما قاله لأهالي الشهداء حيث شوهد يحمل نعش جو بو صعب ويرافق والدة رالف ملاحي، اجاب: “الكلمة الوحيدة التي قلتها لاهل رالف وجو سوف اعمل ما حييت لمعرفة الحقيقة في ما حصل تجاه مئات الضحايا وشهداء الواجب اي شهداء فوج الاطفاء والاف الجرحى ومئات الاف الناس الذين فقدوا منازلهم وارزاقهم. هذا التزام اخلاقي، سياسي، معنوي ومقدس وهذا اقل الايمان. ملتزمون انا وحزبي “القوات اللبنانية” بمعرفة الحقيقة وبالعمل لعدم السماح لكارثة مشابهة لما حصل في بيروت ان تتكرر. اننا نريد تحقيقا دوليا ونطالب به ولن نتراجع”.
ردا على سؤال آخر عن تغريدة له تحدث فيها عن غول الموت، اوضح بو عاصي: “لا أجد ان رئيس الجمهورية ميشال عون تصرف امام ما حدث كما يليق بالموقع الماروني وكما يفترض، لذا بعيدا عن الشخص وحرصا على الموقع ادعوه الى الاستقالة”.
اضاف: “انا افهم العونيين الذين مشوا مع العماد ميشال عون في العام 1988، فالناس كانوا تعبوا من الحرب والميليشيات واطل عليهم كإبن المؤسسة العسكرية بعد 15 عاما من العذاب ووعد بتثبيت حكم الدولة والاستقرار. ووعد بتحرير لبنان من الاحتلال السوري واعلن انه لن يقبل المس بسيادة لبنان. وقال عون يومها لا يمكن للمرأة ان تكون “نص حبلة” يا سيادة او لا سيادة. ووعد بالاصلاح والتغيير والازدهار. اذا خرجنا من الانقسام الصغير، بين عوني وقواتي، وجلست مكان العوني ونظرت من وجهة نظره افهمه فهو يرى صورة بعيدة جميلة، ولكن المصيبة ان كل هذه الوعود كانت كاذبة لا بل راحت بالاتجاه المعاكس. اثبت العماد ميشال عون ان هذه الصورة هي وعود كاذبة”.
وتابع: “حين انتخبنا العماد عون لرئاسة الجمهورية سعينا الى تجنب الفوضى واستمرار الفراغ الذي دام سنتين ونصف السنة بعدما كان حزب الله يسعى لفرض خيار انتخاب عون او الفوضى. وضعنا اطارا سياسيا مبنيا على الثوابت الا انه لم يلتزم بحرف واحد منها. هذه كانت الخيارات يومها وبالتأكيد لم يكن الخيار سهلا. مع التذكير بأن الرئيس سعد الحريري اول من طرح ترشيح عون قبل ذلك خلال لقاء باريس، ثم عاد ورشح النائب سليمان فرنجية من دون التنسيق معنا. والعماد ميشال عون لم يكن على قدر المسؤولية. لا توتر يفوق التوتر الموجود اليوم، لا انفتاح على المجتمع الدولي. فلا دولة تقول لنا مرحبا. لا ازدهار والدولار مرتفع، ولا سيادة حيث حزب الله يهيمن على معظم البلد. ليخبرنا العماد عون عن امر واحد وعد بتحقيقه وتحقق”.
واعتبر بو عاصي “اننا نعيش لحظة خطيرة جدا بتاريخ الوطن، وان هناك انفصالا بين الناس والطبقة السياسية”. وتوقف عند اللقاءات التي تتم لتركيب حكومة قائلا: “البلد ممزق وكل منهم يبحث عن حصص له. فقدت الثقة تماما بكل الطبقة السياسية والحل اليوم هو بانتخابات نيابية مبكرة. نتواصل مع الجميع لإنجازها وهذه نقطة قوة، وكثر يريدون ما نريده لكنهم خائفون او محرجون. هذه الانتخابات هي الحل من اجل اعادة خلق تماه بين الناس والطبقة السياسية”.
وعن سبب عدم استقالة نواب “تكتل الجمهورية القوية” من مجلس النواب كما طالب الشارع، قال: “فخر لنا ان نرضي الناس ولكن لا نركض وراء اول موضة. فنحن مسؤولون وعلينا ان نمتلك رؤية. نريد انتخابات نيابية مبكرة لتنبثق من المجلس النيابي الشرعي حكومة شرعية قادرة على العمل”.
وعن تأليف الحكومة، اشار الى “ان وضعنا الاقتصادي سيء جدا وعلينا تحديد المطلوب من الحكومة القادمة. التأليف قبل التكليف خطأ كبير جدا، وعلينا قبل تحديد شكل الحكومة ورأسها، العمل على تحديد المطلوب منها. نطالب بتحديد مهمة الحكومة أولا، ثم شكلها ومن سيترأسها. المنطق الذي كان سائدا في الحكومات السابقة هو منطق “دكنجي” والمطلوب قرار سياسي بالإصلاح والتغيير. متابعة التحقيق يجب ان تكون اولى مهام الحكومة المقبلة، والنقطة الثانية التواصل مع المجتمع الدولي والنقطة الثالثة هي الانتخابات النيابية المبكرة. في هذا الظرف، لا يوهمنا احد انه سيشكل حكومة لاجراء الاصلاحات وحل مشكلة المعابر والكهرباء. مستحيل ذلك في ظل ثنائية عون – حزب الله. الآن الاولوية لانتخابات نيابية مبكرة ينبثق عنها حكومة قوية تبدأ بالاصلاحات بالسيف وليس بالتراضي”.
ردا على سؤال، اجاب بو عاصي: “لا اعرف ما يدور في عين التينة من اجتماعات بشأن الملف الحكومي، والاساس الطرح لا رئيس الحكومة. لا محرمات لدينا، ولا نعتبر الرئيس سعد الحريري المنقذ وهو مسؤول سياسي مثله مثل سواه نتفق معه في امور ونختلف في اخرى. موقفنا من الحكومة مرتبط بالطرح والتركيبة لا بالشخص. واشدد على ان هناك تماهيا كبيرا مع قواعد “المستقبل”، خصوصا في المقاربة السيادية ونحن حريصون على ان نحافظ عليه”.
وعن مشاركة “القوات”، في الحكومة اعتبر بو عاصي ان “ذلك بمثابة قصاص للآخرين، لأنها لا تمرر شيئا ملتبسا او تغض النظر عنه. لا نقبل الفاصلة بمكانها الخطأ. وجود القوات اللبنانية في الحكومة يعطي ثقة للمجتمع الدولي وليقدرنا الله لنؤمن ما هو خير للبنان”.
كما توقف عند دعوة امين عام “حزب الله” جمهوره الى الحفاظ على الغضب، قائلا: “لا يخيفنا تهديد نصرالله ووضع الآخرين بمزاج mood الغضب غريب، لنر منه، ولو مرة واحدة، شيئا فيه فرح او شيء يشبه الحياة. جمهور “حزب الله” متنوع جدا من الملحد إلى اليساري إلى الملتزم دينيا ولا اعرف لما يتم وضعه بـ”مود” الغضب وأنا شخصيا مع وضعية الهدوء والبناء والتواصل مع الآخر لتحسين الاوضاع. فحزب الله يعلم ان الزيارات الدولية ليست استهدافا. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جاء الى لبنان خائفا من صوملة لبنان ولم يأت بنفس عدائي. وحين انتقده الناس لجلوسه مع السياسيين حملهم المسؤولية عن خياراتهم لأنهم هم من انتخبهم”.
كذلك اعتبر بو عاصي ان لا حرب أهلية ولا نية للحرب ولا مكونات لها، وبالاساس لا احد يستطيع احتلال البلد. نحن نسعى كقوات لبنانية وسنستمر بالسعي ليكون لبنان لجميع أبنائه بحدوده المعترف بها دوليا بمؤسساته وبدستوره وبسيادته وعلى ان يكون مزدهرا. من يريد خوض الحرب فبأي هدف، لا يستطيع احد السيطرة على البلد. ان كانوا لا يريدون العيش معا فليذهبوا الى طلاق حبي. نحن لا نريد الحرب ونريد العيش معا”.
وختم بو عاصي: “علينا ان نصنع لبنان بالصلابة ولكن قدرة التحمل غير كافية. لذا نحتاج لدينامية وكلي ثقة انه سيبقى هناك وطن وسيعود أليه من يهاجرون اليوم. غدا ذكرى انتخاب الرئيس الشهيد بشير الجميل، وبعد 40 سنة الناس ما زالوا يسمونه الرئيس الحلم، ونحن سنستمر لتحقيق هذا الحلم بدولة سيدة وقوية تخدم مواطنيها وتحميهم وتصون كرامة الانسان وحريته”.
Comments are closed.